سياسةمحليات لبنانية

حراك :الخماسية” ولقاء بكركي المسيحي .. معطيات وحقائق( حسن علوش)

 

حسن علوش – خاص

الخلاصة التي عبر عنها مرجع معني بالإتصالات التي تجريها لجنة السفراء الخماسية الممثلة للدول الصديقة (الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، السعودية، مصر وقطر)، العاملة على خط التقريب بين المكونات البرلمانية من أجل إنتخاب رئيس للجمهورية ينهي الشغور الرئاسي، خلاصة “رمادية أقرب الى السواد”.

 

لماذا هذا الإنطباع وما هي المعطيات التي بُني علها؟

يجيب المرجع:

أولا: إن الحراك “الخماسي” لا يرقى إلى مستوى المبادرة، فهو “حراك استطلاعي وقد غلب على مختلف الإجتماعات طابع الحث والمجاملات والإضاءة على المخاطر المحدقة والأمل بعودة لبنان الى طبيعته”!

ثانيا : ودائما بحسب المرجع، لم تمارس الخماسية أي دور ضاغط على القوى السياسية المرتبطة بها سياسيا وماليا، فهي غير مخولة بطبيعة الخال.

ثالثا: يبدو أن القناعة لدى مصادر القرار في دول الخماسية لم ينضج بعد، وهي غير مستعجلة لفرض انتخاب الرئيس والطلب من القوى الحليفة وقف العرقلة والموافقة على حوار وطني لبناني يخلص الى انتخاب رئيس على قاعدة التوافق الوطني والعناوين الرئيسة للمرحلة المقبلة.

ويوضح المرجع بأن الخماسية التي “فرضت” نفسها على اللبنانيين من حيث الشكل والمضمون، ليست وليدة حاجة لبنانية ولا طلب لبناني، بل أسقطت على اللبنانيين تحت عنوان تعذر الحوار الوطني المباشر!

ويضيف: لا يوجد لبناني لا يقر بالدور الأخوي للأخوة العرب في رعاية عدة حوارات لبنانية، وآخرها الذي جرى في “الطائف” السعودية، وتحولت نتائجه الى نصوص دستورية، حينها – يتابع المرجع – كان ثمة قرار عربي ورغبة سعودية بإنهاء الحرب ومساعدة لبنان للخروج من أزمته… أما الآن فلا قرارا عربيا ولا رغبة سعودية. والحقيقة أن السفير السعودي قال ويردد أن “المملكة” لن تعيد علاقاتها مع لبنان الى طبيعتها إلا إذا تغيرالواقع اللبنالني الحالي! فأي تغييرات تعمل عليها المملكة أو تنتظرها، كمدخل لإعادة العلاقات الأخوية الى مجراها الطبيعي، يسأل المرجع؟

رابعا: يرى المرجع أن أسهم الرئاسة هبطت وأن الحراك المعلق الآن “بفعل إجازة أحد السفراء” سينتهي بعد الأعياد، وسيشهد لبنان زيارات مفاجئة لوزراء خارجية بعض الدول العربية تؤسس للحل المنشود، مع عدم التقليل من أن رئاسة الجمهورية تحولت من استحقاق وطني داخلي الى معركة بين اتجاهين رئيسيين في لبنان، هما إمتداد لصراع معسكرين إقليمين: الإتجاه الداعي للسلام مع الاسرائيلي بأي ثمن، حتى لو تخلى لبنان عن جبل الشيخ ومزارعه وعن سيادته وثرواته.. وبين إتجاه يرفض التخلي عن السيادة وعن أي شبر من الأراضي المحتلة ويصر على رئيس يحمي المقاومة ويرعى شرعنتها بإستراتجية دفاعية وطنية.

خامساً: السؤال الرئيسي لدى المرجع: أي لبنان نريد بعدأن بدأت قوى سياسية مسيحية تجاهر برفضها لإتفاق الطائف، وتطالب بتعديلات عرفية تعيد تكريس نظام المحاصصة الطائفي وتلغي كل البنود الاصلاحية التي تقودنا الى دولة المواطنة، كإلغاء الطائفية واقرار قانون خارج القيد الطائفي والتسليم بمبدأ استقلالية القضاء، وهي في خطابها وأدبياتها تصرّ على المناصفة في كل الفئات وعلى اللامركزية الموسعة ماليا وإداريا، كما أوحت نقاشات لقاء بكركي أمس، للأسف، ينهي المرجع.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى