دولياتسياسة

لمن لا يعرف “جوغاشفيلي” إلا من خلال الدعاية الأميركية!

أراد والده المدّمن على الكحول أن يصبح مثله إسكافيا، بينما أرادت والدته الفقيرة والمسكينة أن يصبح كاهنا كعلامة لشكر لله انه لم يمت كأخوته من الفقر والمرض، لكنه غاب عن امتحاناته الأخيرة في المدرسة المسيحية الاورثوذكسية وآثر ان يرافق فلاديمير اوليانوف في إحدى المهمات الثورية، والقى قنبلة على أحد القياصرة الروس محولا جسده الى أشلاء ما ادعى رفيقه فلاديمير ان يطلق عليه تسمية الرجل الحديدي.
بعد ثورة وحرب اهلية وحرب عالمية اولى ، استلم قيادة افقر الشعوب في آسيا واوروبا مقارنة بما كانت عليه فرنسا والمانيا وبريطانيا وسويسرا والولايات المتحدة الاميركية (روايات دوستيوفسكي وتولستوي وغيرهم من الادباء وصفوا بدقة حالة الناس التعيسة آنذاك). عمل جاهدا لنقل البلاد من بلاد زراعية متخلفة الى زراعية متقدمة وشبه صناعية  نسبيا و قدر الامكان .
جمع قادة معركة فولغوغراد وهو يقاتل دفاعا عن آخر أمتار من المدينة وسأل: مَن مع فكرة الانسحاب الى الضفة الأخرى من نهر الفولغا ومَن مع فكرة القتال حتى الرمق الأخير؟
رفع اثنان من القادة يديهما موافقين على فكرة الانسحاب.
نظر اليهما وطلب منهما الاستقالة فورا من قيادة المعركة وقال: "الهزيمة محتملة دائما مع قادة تراودهم فكرة الانسحاب من المعركة".
عندما طلب منه الجيش الالماني مبادلة إبنه الأسير ياكوف بجنرال الماني، أجاب:
"لا أبادل ملازم أول بجنرال، كل ابطال الجيش جنودي". فما كان من الألمان الا وأن دبروا حادثة قتل ابنه في السجن .

هربت ابنته سفتلانا من البلاد سنة 1967 الى الولايات المتحدة الأميركية عبر الهند لأنها لم تكن تتمتع بأي شروط تميّزها عن سائر باقي المواطنين.
وحّد وقاد بلاده الفقيرة الى النصر ضد اقوى وأغنى الغزاة الألمان والأكثر تطورا صناعيا ،ورفع علم بلاده فوق الرايخ الألماني بعد ان خسر شعبه عشرين مليون شهيد خلال اربع سنوات.
مذ استلامه القيادة واجه صعوبات مصيرية (بين حرب عالمية اولى وحرب عالمية ثانية) لم تترك لديه الوقت ابدا للابتسام وللفرح ،اذ لم يكن هناك الا وقت للجد وللعمل وللحذر وللتوتر وللبناء وللاستعداد وللاستنفار الدائم.
كان متوجسا دائما ان تكون بلاده الهدف الثاني للقذائف النووية الاميركية بعد هيروشيما وناغازاكي ،الى ان نجح ايغور كورتشانوف في تجربته النووية في كازخستان سنة 1949 ،دون ان ننسى دور الجاسوس السوفياتي في الولايات المتحدة الاميركية جورج كوفال (دلمار) كذلك دور الجاسوس العقيد رودلف ابيل (ويليام فبشر).
مات ولم يكن يملك شيئا وهو من كانت بإمرته وفي قبضته كل ثروات شعوب الاتحاد السوفياتي.
(ملاحظة: قديما اتهمه اعداؤه أنه كان ديكتاتوريا وقاسيا، وفي أيامنا هذه يوجه الإتهام نفسه بعض المتملقين والإنتهازيين اليساريين المتسلقين على بطونهم قصور وبيوت البرجوازيات غير الوطنية)
انه يوسف جوغاشفيلي؟

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى