سياسةمحليات لبنانية

لعبة البلياردو بين بري والاميركيين


كتب حسين حاموش
كان من البديهي ان تكثر التحليلات حول الاسباب التي دفعت بالادارة الاميركية لفرض عقوبات على كل من:
الوزير السابق والنائب على حسن خليل الذي يعتبر الذراع اليمين للرئيس نبيه بري
والوزير السابق يوسف فنيانوس احد أبرز  مساعدي رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه .
الرسالة الاساسية كانت للرئيس نبيه بري وتتمثل بسببين – حسب الادارة الأميركية- :
السبب الاول : كشف مساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد شينكر – بصورة غير مباشرة – للنواب المستقيلين الذين التقاهم الاسبوع الماضي – في مقر  حزب الكتائب في بكفيا – " حيث أبلغهم تفهمه لعدم ادراج مطلب الدعوة الى انتخابات نيابية مبكرة في خريطة الطريق الفرنسية حيث ان هذه  الدعوة تبقى مثالية وغير واقعية نظراً لوجود عوائق دستورية  تحول دون انجازها قبل موعدها  لأن المعبر للوصول اليها يواجه صعوبة ما دامت اكثرية النواب لم يتقدموا باستقالتهم لحل البرلمان ".
هذا الكلام بصورة غير مباشرة موجه للرئيس نبيه بري الذي اعلن في اخر جلسة عقدها المجلس النيابي الشهر الماضي في قاعة الاونيسكو "حيث اعلن عن فشل المؤامرة التي استهدفت اسقاط المجلس النيابي تمهيدا لاجراء انتخابات مبكرة".
السبب الثاني : ادلى شينكر بتصريح بعد صدور العقوبات بحق الوزيرين علي حسن خليل و يوسف فنيانوس حيث جاء فيه
" اننا لم نصل الى اتفاق بشأن ترسيم الحدود (البحرية ) .
ديفيد ساتر فيلد قضى سنة كاملة بين لبنان واسرائيل محاولا الوصول  الى اطار  عمل. لبدء المفاوضات في هذا الأمر .
كان يجب ان ننتهي منه منذ وقت طويل لأنه سيفتح المجال امام لبنان واسرائيل لتحقيق التقدم ".
وختم شينكر : " يجب ان تكون هناك  سياسات مختلفة… انها رسالة لكل من يتعامل مع الحزب ".
كلام شينكر هذا موجه مباشرة الى الرئيس نبيه بري . "هذا الامر كان يجب ان ننتهي منه منذ وقت طويل لانه سيفتح المجال امام لبنان واسرائيل لتحقيق التقدم".
في هذا المجال الاميركيون قرروا المواجهة المباشرة مع الرئيس بري بعدما فشلوا باقناع مسؤولين كبيرين لبنانيين بسحب القرار (بخصوص ترسيم الحدود البحرية والبرية) من يد الرئيس نبيه بري . علما ان احد المسؤولين ابدى تمنيه امام وزير الخارجية الاميركية مارك بومبيو لو يحصل ذلك لكن حسب المسؤول اللبناني "لا مصلحة لي بالمواجهة مع الرئيس بري".
ويبدو ان موقف المسؤول اللبناني ادى الى توتر في علاقته مع الاميركيين وحلفائهم في الشرق والغرب فيما بعد .
اسقط الرئيس بري المؤامرة ضد مجلس النواب الذي مازال وسيبقى ممسكاً بمفاتيحه خاصة وبالقضايا اللبنانية عامة على جميع الأصعدة.
ويبدو ان الاميركيين لم يتعلموا من مسيرة تفاوضهم مع الرئيس نبيه بري منذ اكثر من سنة ونصف بخصوص ترسيم الحدود -البرية والبحرية. وهو  افهمهم بالمباشر  انه لن يفرط ولو بذرة تراب او بشبر من الارض او بنقطة ماء او بقعة صغيرة من النفط والغاز .
اغلب من تعرف على الرئيس بري يعرف. احترافه  للعبة "البلياردو"…
وعندما يصبح الاميركيون محترفين في هذه اللعبة فليجربوا حظهم مع الرئيس بري .
والواقع يؤكد لهم على انهم لن  ينجحوا  وسيكون له دائماً ما يريد .
قد يكون بامكان ديفيد شينكر  وغيره في الخارجية الاميركية ان يفتشوا في ارشيف وزارة الخارجية الأميركية – وبهذا المجال ايديهم طائلة – عن محطات وانتصارات حركة امل برئاسة الرئيس بري على جميع الأصعدة ..علهم ورفاقهم يتعلمون ولكن لن

يهتدوا لأنهم أغشيت على قلوبهم وعلى سمعهم وابصارهم  غشاوة من اسرائيل، وهم الخاسرون .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى