كورونا :نظرة متشائمة حيال قرب إيجاد اللقاح..وعلى العالم أن يتعايش مع الوباء
على الرغم من مسحة التفاؤل التي روجت لها الولايات المتحدة الأميركية حول قرب إيجاد لقاح ناجح لوباء كورونا ،فإن عالما أميركيا كبيرا دعا الحكومات الى عدم التعويل على ظهور مثل هذا اللقاح في وقت قريب ،فيما رأى عالم بريطاني أن كوفيد 19 ليس قابلا للسيطرة وأن العالم سوف يتعايش معه.
وأوضح وليام هيسلتاين الباحث الرائد بمجال السرطان والإيدز والجينات البشرية أن أفضل طريقة الآن للتعامل مع المرض هي السيطرة عليه من خلال التعقب الدقيق للعدوى واتباع إجراءات العزل الصارمة كلما بدأ في الانتشار.
ورغم إمكانية تصنيع لقاح لكوفيد-19، قال هاسلتين: "لن أعول على ذلك".وأضاف أن لقاحات تم تصنيعها سابقا لأنواع أخرى من فيروسات كورونا فشلت في حماية الأغشية المخاطية في الأنف، حيث يدخل الفيروس للجسم.
وأشار إلى أنه حتى بدون علاج فعال أو لقاح يمكن السيطرة على الفيروس من خلال تحديد العدوى، والعثور على الأشخاص الذين تعرضوا لها وعزلهم.
وحث هيسلتاين الناس على استخدام الكمامات وغسل اليدين وتطهير الأسطح والحفاظ على مسافات فاصلة.وقال إن الصين وبعض الدول الآسيوية الأخرى اتبعت هذه الاستراتيجية بنجاح، فيما لم تقم الولايات المتحدة ودول أخرى بما عليها "للعزل الإجباري" للذين تعرضوا للفيروس.
وقال إن الصين وكوريا الجنوبية وتايوان بذلت أفضل ما يمكن لكبح العدوى بينما قدمت الولايات المتحدة وروسيا والبرازيل الأسوأ.
وفي الوقت نفسه يرى الباحث البريطاني البروفيسور دافيد روبرستون، وهو رئيس قسم ما يعرف بالجينوم الفيروسي و"المعلوماتية الحيوية" في جامعة غلاسكو، أن الفيروس غير قابل للسيطرة بشكل كبير.
وأضاف في لقاء علمي أن الفيروس ينتشر بشكل كبير جدا، وأن الوضع لن يسوء أكثر مما هو عليه في الوقت الحالي، من حيث عدد الحالات.
وأورد أن كورونا المستجد يختلف بشكل كبير عن فيروس إيبولا؛ لأن هذا الأخير يقتل أناسا أكثر، لكن يمكن رصده بشكل أسهل وتحديد من انتقلت إليهم العدوى.إلا أن فيروس كورونا يصيب أشخاصا كثيرين من دون أن تظهر عليهم أعراض، أو أنهم يمرضون بشكل طفيف، وهذا الأمر يعقّد مهمة الوصول إلى الأشخاص المرضى لأجل عزلهم.
وأعرب الأكاديمي البريطاني عن اعتقاده بأنه علينا أن نكون واضحين ونقر بأننا لن يكون في وسعنا أن نقضي بشكل تام على هذا الفيروس".وأشار إلى أن هذا الفيروس سيصبح عاديا ومنتشرا بين سكان العالم، خلال الأعوام المقبلة، وهو ما يعني أن اللقاح قد لا يكون نهاية المتاعب الحالية التي يجتازها العالم.