العالم العربيسياسة

قانون قيصر ودورالاصدقاء:لبنان أكبر الخاسرين من الالتزام به

 

د.شادي أحمد- دمشق*

من خلال التدقيق بقانون قيصر نجد إنه يستهدف بشكل كبير موارد ومنابع الاقتصاد السوري الخارجية، و يحدد بدقة الاتحاد الروسي وإيران…
لدي ملاحظات اوردها بشكل سريع كالتالي :

1- إيران : الدولة الأكثر استهدافاً بالقانون و قد ورد اسمها بشكل صريح، و اصلا إيران معاقبة، و هذا ما سيدفع الجمهورية الإسلامية لتعميق علاقاتها الاستراتيجية مع سورية، و قد برز ذلك منذ الساعات الأولى لبدء تنفيذ القانون بلقاءات رفيعة المستوى و تصريحات عالية من المسؤولين الإيرانيين بالوقوف مع سورية، لا سيما بعد (تجربة) الناقلات الخمس لفنزويلا في تحدٍ واضح للإدارة الأمريكية، و تشير التوقعات إلى مزيد من التعاون و بشكل استثنائي لا سيما في القطاع النفطية و التمويل والتوريدات و إعادة الإعمار.

2- روسيا : كذلك ورد اسمها بشكل صريح و سيكون التحرك الروسي قوياً لاسيما بأن الشركات الروسية باشرت أعمالها في سورية وكان اهمها إدارة و استثمار مرفأ طرطوس (سابقاَ تنطح البعض بأن سورية باعت الميناء) حيث أثبتت الايام قوة و أهمية هذا التعاون، و التوقع ان ترفع روسيا من مستوى التعاون.

3- الصين : ما زال موقف الصين متردداً بالشأن الاقتصادي و على الرغم من خوضها حربا تجارية مع أمريكا و لديها فرصة ذهبية بالتعاون مع سورية لخلق بوابة بحرية مهمة على المتوسط، ولكن الصين استثنت سورية من مشروعها العملاق (الطريق و الحزام) الذي يمر بالجوار.. بداعي عدم استقرار الوضع في سورية.. رغم ان إرهابيي الايغور هم من أسباب عدم الاستقرار.. و تراعي الصين علاقاتها مع الخليج على حساب بناء علاقات استراتيجية (اقتصاديا) مع سورية.

4- الهند : سيكون لها موقع متقدم لأسباب عديدة و منها ان الولايات المتحدة تستثني الهند من جميع العقوبات على إيران و فنزويلا و أحيانا سورية ،لكي تقوي موقفها المنافس تجاه الصين و تجلى هذا التنافس باشتباك عسكري بينهما مؤخراً.. و قد لاحظنا زيادة السلع التجارية الهندية في السوق السورية.

5- العراق : يظل العراق ثقلاَ استراتيجياً للاقتصاد السوري وبالعكس، حيث كانت تجارة إعادة التصدير من سورية إلى العراق تدر دخلاً للاقتصاد السوري مقداره 25 مليون دولار في اليوم الواحد (قبل الأزمة) وبالتالي تظل سورية الواجهة الاستيرادية الاهم للعراق من البحر المتوسط، غير أن العراق اليوم محكوم (بشكل جزئي) بالضغط الأمريكي تجاه تنفيذ سيزر.. و لكن  العراق الذي أدرك و من خلال حربه ضد داعش ان المصير الإستراتيجى بين البلدين أصبح حتمياً، سوف يحاول تجاوز بنود (قيصر) و لو بشكل جزئي أو سري.

6- لبنان : سيكون لبنان الخاسر الأكبر من تنفيذ قيصر، وسيكون الرابح الأكبر من عدم تنفيذه، و لكن تعقيد المشهد الداخلي اللبناني لا يمكنه من اتخاذ قرار واحد موحد سواء سلباَ أو إيجاباً، و غني عن القول ان الضغط الأمريكي سيكون كبيرا على لبنان الرسمي و لبنان المقاومة من خلال الضغط المباشر عن طريق السفارة و مصرف لبنان أو الضغط غير المباشر من قبل أطراف سياسية لبنانية مناوئة لسورية.

*خبير اقتصادي سوري

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى