سياسةمحليات لبنانية

قالت الصحف: كلما اقترب الحل اللبناني ضاق الخناق الأميركي!

 


الحوارنيوز – خاص
صحيفة "النهار" عنونت لإفتتاحيتها:" خيارات تفاقم تعقيدات التكليف وكتبت تقول: حمل إعلان وزارة الخزانة الاميركية أمس عقوبات جديدة على لبنانيين و"كيانات" لبنانية وشركات لبنانية لارتباطهم بـ"حزب الله" مفارقة لافتة في تزامنه مع الإطلالة الجديدة للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي خصّص جانباً منهاً للرد على مواقف الولايات المتحدة من الانتفاضة اللبنانية. وإذا كان هذا التزامن أعاد إبراز تداعيات الصراع الأميركي – الإيراني على بعض جوانب مجريات الأزمة الراهنة في لبنان فإن العد العكسي للاستشارات النيابية الملزمة المقرر اجراؤها الإثنين المقبل باعتبار أن موعدها ظلّ ثابتاً اتسم بغموض لم تبدّده مواقف السيد نصرالله وتشريحه التفصيلي لأربعة خيارات طرحت وبعضها لا يزال مطروحاً حيال الحكومة العتيدة. ذلك أن الساعات الـ48 الفاصلة عن موعد الاستشارات ستشكّل الاختبار الكبير المعقد لإمكانات بلورة صورة محدّدة لمسار تكليف رئيس الحكومة الجديدة الذي يفترض أن يكون الرئيس سعد الحريري في ظل كل التطورات التي حصلت في الأسبوعين الأخيرين.

لكن المشهد السياسي حافظ أمس على درجة عالية من الغموض والتعقيدات بحيث يصعب الجزم بأي اتجاه قبل ليل غد الأحد على أقل تقدير، باعتبار أن معظم الكتل النيابية تريّثت في تحديد مواقفها النهائية من التكليف الى مساء الأحد وبعضها الى الاثنين. وهو الأمر الذي أحاط عملية الاستعدادات للاستشارات النيابية بكثير من التساؤلات والشكوك أولاً في ظروف إجرائها إذا لم يكن هناك اتجاه واضح لدى أكثرية الكتل حيال الشخصية التي ستكلّف، وثانياً في الخيارات والبدائل المطروحة في حال تبعثر المواقف الى حدود تعذّر التكليف بما يفرض إرجاء الاستشارات مجدداً.

ولفتت أوساط سياسية بارزة مساء أمس الى أن الصمت المطبق الذي يلتزمه رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري حيال احتمالات تكليفه كما حيال عدم قبوله تكراراً بالتكليف، أضفى على المأزق مزيداً من الانشداد الى نتائج الاجتماعات التي ستعقدها كتل نيابية عدّة الأحد لتقرر موقفها من التكليف بما يعني أن الأمر ليس محسوماً بعد وأن الاستشارات في حال حصولها وسط استمرار مناخ الغموض والتحفّظ السائد ستكون بمثابة "صندوق بندورة" يصعب التكهن بما ستحمله من مفاجآت.

وفي هذا السياق نقل عن مصادر بعبدا أن الاستشارات باقية في موعدها والاتصالات مكثفة، مشيرة الى أن الموقف الأخير للوزير جبران باسيل أعاد خلط الأوراق وعلى هذا الأساس تعيد الكتل النيابية درس الوضع لتحدد مواقفها. وقالت أن مواقف الأطراف ستظهر في التكليف قبل التأليف، آملة ألّا يتأخّر تشكيل الحكومة. واعتبرت أن "موضوع الميثاقية مهم ولكن في التكليف ليس المهم نوعية الأصوات بل عددها وهنا يأتي دور الكتل النيابية في مراعاة هذا الموضوع". وأضافت أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حدد موقفه من صيغة الحكومة "وهو يرى أن مصلحة البلاد والتوازن هي في حكومة تكنوسياسية واي شكل آخر للحكومة يطرحه من يُكلف، عليه أن يتفاهم في شأنه مع رئيس الجمهورية كما ينص الدستور". وأوضحت أن الاستشارات قد تؤجّل إذا كانت ثمة مصلحة عليا ودواعٍ كبيرة ومهمة كما حصل الأسبوع الماضي.
ويذكر ان معلومات تحدثت عن محاولات لترتيب زيارة للرئيس سعد الحريري إلى قصر بعبدا قريباً.

بدورها صحيفة "الأخبار" عنونت:" عون لن يشارك في الحكومة المقبلة" وكتبت تقول:"لم تساهم كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في تليين موقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من المشاركة في الحكومة. فقد جزمت مصادر رفيعة المستوى في التيار الوطني الحر لـ"الأخبار" بأن التيار "لا يمكن أن يشارك في حكومة يرأسها سعد الحريري. هذا قرار نهائي لا يمكن الرجوع عنه". وسبق لباسيل أن عبّر عنه في مؤتمره بالقول إنه "غير مستعد للدخول في حكومة تحمل عناصر الفشل نفسها".


وأشارت المصادر في هذا السياق إلى أن "من الأفضل، لنا وللحريري، أن يأخذ فرصته وحيداً من دوننا. ولن يرى منا إلا تسهيلاً". وربطاً بإبلاغ رئيس مجلس النواب نبيه بري لباسيل عند زيارته عين التينة يوم أول من أمس بعدم مشاركة حركة أمل من دون التيار "تحت أي اعتبار"، قالت المصادر نفسها إن "رئيس التيار حرّر الحركة وحزب الله من موقف مماثل خلال اللقاء، وفي المؤتمر الصحافي". وقد سرى في الصالونات السياسية في اليومين الماضيين، خبر مفاده أن رئيس الجمهورية ميشال عون يعتزم المشاركة في الحكومة بوزير أو اثنين عبر حقيبة وازنة، إلا أن أوساط رئيس الجمهورية وباسيل على حدّ سواء نفت ذلك قائلة لـ"الأخبار": "لا يراهننّ أحد أننا سندخل الحكومة بطريقة غير مباشرة عبر حصة لرئيس الجمهورية أو أن يكون هناك مشاركة حتى للرئيس.. الأمر محسوم، لن يكون هناك حصة لا للتيار ولا للرئيس في حكومة يرأسها سعد الحريري".

صحيفة "نداء الوطن" عنونت لإفتتاحيتها:" واشنطن تلاحق ممولي حزب الله من كافة المذاهب والأديان" وكتبت تقول في هذا السياق:" …في توقيت متزامن مع إطلالة الأمين العام لـ"حزب الله" المتلفزة مساء أمس، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية حزمة عقوبات جديدة على شخصيات وشركات لبنانية متهمة بتمويل الحزب، وأوضحت في بيانها أنّ العقوبات شملت كلاً من صالح عاصي، وناظم سعيد أحمد وطوني صعب بتهم "غسل الأموال وتمويل مخططات إرهابية ودعم حزب الله"، مشيرةً إلى أنّ "ناظم سعيد أحمد هو تاجر ألماس من أكبر ممولي "حزب الله" وقد قدّم أموالاً لأمين عام الحزب شخصياً".

على الأثر، غرّد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على حسابه عبر "تويتر" قائلاً: "نقف إلى جانب الشعب اللبناني في محاربة الفساد والإرهاب (…) وسنواصل استخدام كل إمكاناتنا المتاحة لمواجهة التهديد الذي يمثله حزب الله"، بينما شدد مساعده لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، على أنّ "منظمة حزب الله الإرهابية تعتمد على التمويل الخارجي وغسل الأموال وتسببت بمشاكل اقتصادية للبنان"، مؤكداً أنّ "أشخاصاً من كافة المذاهب والأديان متورطون بتمويل حزب الله، وكل من يتورط في تمويل هذه المنظمة الإرهابية معرّض للعقوبات".

وعلى إيقاع تصاعد وتيرة العقوبات الأميركية، يستعد مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل ليحلّ ضيفاً على المسؤولين اللبنانيين، في زيارة أدرجتها مصادر مطلعة على السياسة الأميركية "في سياقها الطبيعي، بعد زيارة كل من مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو، وزيارة المدير العام للشؤون السياسية في وزارة الخارجية البريطانية ريتشارد مور". وأوضحت المصادر لـ"نداء الوطن" أنّ واشنطن تعتبر نفسها "معنية بشكل أساسي بتطورات الأوضاع اللبنانية، وبالتالي من الطبيعي أن ترسل موفداً لاستطلاع الأجواء والمستجدات بعد نحو 60 يوماً على انطلاق الانتفاضة الشعبية، علماً أنّ موقع هيل يدلّ على كون زيارته لبنان هي ذات طابع سياسي، وليست تقنية تتعلق بملف ترسيم الحدود الذي بات في عهدة دايفيد شينكر".

ورداً على سؤال، ذكّرت المصادر بالمواقف الحادة التي كان قد أطلقها هيل ضد "حزب الله" خلال زيارته السابقة لبيروت، معربةً عن قناعتها بأن "تصبّ مواقفه من الحزب في الخانة نفسها وأن تكون عالية السقف خلال زيارته المرتقبة".
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى