سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: قراءات للمشهد السياسي من مسقط الى بيروت

 

الحوارنيوز – خاص

تراوحت قراءات افتتاحيات صحف اليوم بين نتائج المفاوضات الأميركية – الإيرانية وتأثيرها على المنطقة، وبين التطورات اللبنانية الداخلية التي تراوحت بين عناوين متعددة أبرزها زيارة رئيس الحكومة الى العاصمة السورية واجترار لملفات قديمة جرى بحثها مرارا مع الحكومات السورية السابقة…بالإضافة الى زيارة خاطفة للرئيس جوزاف عون الى قطر.

ماذا في التفاصيل؟

 

  • صحيفة النهار عنونت: التزام احتكار السلاح عنوان مواقف 13 نيسان انتخابات بيروت بلا تشريع… وأوسع تحالف؟

وكتبت تقول: تتزاحم الاستحقاقات الداهمة في درب العهد والحكومة وسط مناخ ضاغط بقوة غير مسبوقة عليهما خارجياً وداخلياً، للمضي قدماً في الإجراءات التنفيذية والتشريعات المتصلة بمساري احتكار السلطة الشرعية وحدها للسلاح والإصلاحات المالية والاقتصادية والإدارية. وإذ أبرزت الجلسات المتعاقبة التي عقدها مجلس الوزراء وأنجز فيها مشروعي قانوني تعديل السرية المصرفية وإصلاح المصارف الوضع الضاغط الذي يملي استكمال هذه المنظومة التشريعية قبل مشاركة الوفد اللبناني في “اجتماعات الربيع” للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن، تثار تساؤلات عما إذا كان ممكناً إنجاز هذا المسار السريع بتصديق مجلس النواب على المشروعين، علماً أن اعتراضات برزت في الساعات الأخيرة على ربط مشروع إصلاح المصارف بإقرار مشروع قانون معالجة الفجوة المصرفية، كما أنه سيتعين على مجلس الوزراء تعيين رئيس وأعضاء مجلس الإنماء والإعمار قبل سفر الوفد اللبناني إلى اجتماعات واشنطن المالية. ولذا تكتسب الأسابيع القليلة المقبلة طابعاً دقيقاً لجهة اختبار قدرة العهد والحكومة على الاستجابة للأولويات التزاحمة وكلها من “العيار الثقيل”، ويأتي في مقدمها ملف السلاح الذي يترقب الجميع المبادرة التي سيضطلع بها رئيس الجمهورية العماد جوزف عون للحوار مع “حزب الله” حول برمجة تسليم سلاحه للجيش باعتبار أن هذه القناة الحوارية ستكون الخيار الأمثل والأسرع الذي يجنّب لبنان تداعيات الضغط الخارجي التصاعدي عليه لتنفيذ هذا الالتزام ومنع إسرائيل من التصعيد المتدحرج والمتواصل ضده.

وإذ يشكل مسارا السلاح والإصلاح الأولويتين المتوازيتين، بدأت بعض المناخات السياسية و”الميثاقية” المتصلة باستحقاق الانتخابات البلدية التي ستبدأ في الرابع من أيار/ مايو المقبل تشق طريقها بقوة أيضاً إلى التحديات الداهمة، لا سيما منها ما يتصل باستحقاق المناصفة في انتخابات العاصمة بيروت لمجلسها البلدي. ذلك أن الأيام القليلة المقبلة تبدو مفصلية في تقرير وجهة الجهود الكثيفة لتامين انتخاب مجلس بلدي يوفّر عامل المناصفة بعدما تراجعت كثيراً احتمالات عقد جلسة نيابية تشريعية لإصدار قانون خاص ببيروت تكون فيه المناصفة إلزامية. وإذ تصاعدت التوقعات حيال ترجيح قرار للرئيس سعد الحريري بعدم انخراط “تيار المستقبل” في انتخابات بيروت، باعتبار أنه كان يشكل العامل الحاسم لتأمين المناصفة، برز تصريح لرئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر أمس استبعد فيه تعديل قانون البلديات، عازياً ذلك إلى ضيق الوقت ولأن مجرد الدخول في تعديله سيؤدي حكماً إلى تأجيل إجراء الانتخابات البلدية في موعدها الذي حدده وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، وقال: “نحن من جانبنا نلتزم بإنجازها، ولا نؤيد ترحيلها إلى موعد لاحق”. ومع أن بري شدّد على “الحفاظ على المناصفة في بيروت وتوفير الحماية لها”، فإنه اعتبر أن “الاستعاضة عن التعديل تكون في قيام أوسع تحالف سياسي تنخرط فيه الأحزاب والتجمعات السياسية والعائلات؛ خصوصاً الفاعلة منها، شرط أن تلتزم بالاقتراع للائحة الأقرب إلى تحقيق المناصفة”.

ومن شأن قطع الطريق على عقد جلسة تشريعية لتعديل قانون البلديات أن يفاقم التعقيدات التي أحاطت بملف انتخابات بيروت، علماً أن الاحتمال الأقوى سيتمثل بمضاعفة المساعي لقيام أوسع حلف سياسي – عائلي غير مسبوق في الدورات الانتخابية لبيروت لتأمين المناصفة الطوائفية في بلدية بيروت المنتخبة المقبلة.

وسط زحمة التحديات هذه، أحيا لبنان أمس الذكرى الخمسين للحرب فيه التي تزامنت مع إحياء أحد الشعانين لدى الطوائف المسيحية الغربية والشرقية. ولم تغب الذكرى عن استذكار البابا فرنسيس في الفاتيكان للصراعات في الشرق الأوسط والعالم، إذ قال: “لنتذكر أيضًا لبنان الذي اندلعت فيه الحرب الأهلية لخمسين سنة خلت، لكي يتمكن، بمعونة الله، من أن يعيش في سلام وازدهار”.

وتركت الكلمة التي وجهها رئيس الجمهورية العماد جوزف عون مساء السبت إلى اللبنانيين في الذكرى، أصداء واسعة خصوصاً لجهة إعلانه أنه “آن الأوان لنقول جميعاً: الدولة وحدها هي التي تحمينا، الدولة القوية، السيدة، العادلة، الحاضرة اليوم، الدولة المنبثقة من إرادة اللبنانيين، والساعية بجدّ إلى خيرهم وسلامهم وازدهارهم. وطالما أننا مجمعون على أن أي سلاح خارج إطار الدولة أو قرارها من شأنه أن يُعرّض مصلحة لبنان للخطر لأكثر من سبب، فقد آن الأوان لنقول جميعاً: لا يحمي لبنان إلا دولته، وجيشه، وقواه الأمنية الرسمية. وآن الأوان لنلتزم بمقتضيات هذا الموقف، كي يبقى لبنان، ونثبت أننا تعلّمنا من خمسين عامًا من حروبنا المجنونة، ونقول للذين رحلوا، وللذين لا يزالون بيننا، قسماً بتضحياتكم، لقد دفنّا الحرب للأبد، وممنوع ومستحيل أن نعود إليها أو تعود إلينا، وقسماً بأبنائكم والأجيال القادمة، وحدتنا هي سلاحنا، وسلاحنا هو جيشنا، لكي تكون كل خمسينيات السنوات المقبلة أيام خير، وسلام، وفرح، وحياة، لأننا خُلقنا للحياة”.

سلام إلى سوريا

واليوم يتوجه رئيس الحكومة نواف سلام إلى دمشق على رأس وفد وزاري للقاء الرئيس الانتقالي في سوريا أحمد الشرع للمرة الأولى والبحث معه في رزمة واسعة ومتشعبة من الملفات المتداخلة بين لبنان وسوريا. وبعدما وضع سلام أمس إكليلا من الزهر على نصب الشهداء في وسط بيروت في الذكرى الخمسين للحرب الأهلية، أعلن أن موضوع المخفيين اللبنانيين في السجون السورية سيكون من ضمن المباحثات خلال زيارته اليوم إلى سوريا. وقال: “أتمنى أن أعود بأخبار طيبة عن المخفيين في سوريا وغداً (اليوم) أخبركم بالمزيد بشأن هذا الموضوع”. وأثنى على أهمية وحدة اللبنانيين وقال: “هذه ساحة شهداء كل لبنان التي طالما جمعت بين اللبنانيين. ويهمنا أن نستعيد ثقة اللبناني وأن نسهم في عملية الاصلاح”. وعن الوضع في الجنوب، قال: “لا داعي لبقاء إسرائيل في هذه النقاط لأننا في زمن الاقمار الاصطناعية وبإمكان الجميع أن يعرف ما يجري على الأرض من دون أن يضع النقاط ويحتل”.

وفي الذكرى كانت مواقف للمراجع الدينية البارزة، فاعتبر البطريرك مار بشارة بطرس الراعي أن “لبنان طوى صفحة الحرب الأهلية واليوم يطوي صفحة الخروج عن الشرعية ومحاربتها، لكنّ طيَّ الصفحات لا يكفي. ولا بدّ من قراءة الوقائع التي أوصلتنا إلى هذه الحال والتعلم منها لأنّ من لا يفهم أخطاءه يكررها، ولا وقت للتكرار بعد اليوم لأنّ لبنان يحتاج مستقبلًا يليق بتاريخه. لذلك لا بد من إعادة دراسة ما حصل والتصالح والتصارح حتى نتخطى هذه المرحلة تماماً كما نجحت بلدان أخرى في ذلك. وهذه تسمّى تنقية الذاكرة”.

كما أن ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة قال: “اليوم (أمس) ذكرى بدء الحرب المشؤومة التي خلفت دماراً وخراباً وحصدت أرواحاً بريئة وندوبها لما تندمل بعد. صلاتنا أن يكون اللبنانيون قد تعلموا من دروس الماضي وأن تكون صور الحرب محفورة في ذاكرتهم كي لا تتكرر، وأن يشدوا العزم من أجل بناء دولة قوية موحدة لا تزعزعها رياح حرب أخرى، ولا تقوى عليها يد الشر فتخربها، وتبعثرها وهي لم تنهض بعد”.

 

 

  • صحيفة الديار خصصت افتتاحيتها للحدث الأميركي – الإيراني وعنونت: مفاوضات مسقط: التحوّل الكبير
    ترامب لا يعتبره رجل المرحلة… متى الضربة القاضية على رأس نتنياهو؟
    القنبلة الاقتصادية الايرانية أهم من القنبلة النووية

وكتب نبيه البرجي في الافتتاحية يقول: هذا هو الفارق الاستراتيجي بين نظرة دونالد ترامب ونظرة بنيامين نتنياهو. الأول لا احتواء للشرق الأوسط الا باحتواء ايران. الثاني لا تغيير للشرق الأوسط الا بتغييير ايران. هنا الضربة الديبلوماسية، وهناك الضربة العسكرية، باعتبار أن آيات الله الذين خسروا مواقعهم الجيوسياسية (الأمامية) في المنطقة لن يتوقفوا عن الرهان بـ «الصبر الاستراتيجي» الذي كتب عنه محمد جواد ظريف ـ وكان نجم مفاوضات فيينا ـ على حركة الأعاصير التي تتبدل بين ساعة وأخرى.

أفضل ما فعله الرئيس الأميركي أنه أناط بصديقه الملياردير ستيفن ويتكوف، البعيد عن المراوغة الديبلوماسية، وعن الصخب السياسي، مهمة قيادة محادثات مسقط مقابل عباس عرقجي الذي يعتبر «الوجه الأكثر اشراقاً»ً في المؤسسة الديبلوماسية الايرانية. هكذا تلاشت الشروط العالية، والضاغطة، والمؤثرة، بعدما تمكن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي من ازالة أي أثر للشبح الاسرائيلي من الغرفة الأميركية.

مدينة الجبال الرائعة

مسقط مدينة تستمد ألقها من كونها بوابة المحيط الهندي، بكل ألغازه، وبماضي القوافل التي كانت تنقل الحرير والحلى والأفاويه. اذ تقع بين تلك الجبال الرائعة يبدو أنها أخذت هدوءها من «عبقرية المكان». هي مختلفة عن فيينا التي طالما عرفت صهيل الخيول، ولم يكن آخرها صهيل الخيول العثمانية. لا ننسى أن النمسا أنتجت ادولف هتلر، مثلما أنتجت سيغمند فرويد، وكذلك يوهان شتراوس الذي أدرك ما يعنيه وجود مدينة على ضفاف الدانوب، فكان أن وضع سنفونية «الدانوب الأزرق». في هذه المدينة تم توقيع الاتفاق النووي بين أميركا وايران، بعد سنوات من المفاوضات الشاقة والمعقدة.

ولكن أليست فيينا المدينة التي عقد فيها المؤتمر الشهير، عام 1815، أي بعد سقوط نابليون بونابرت، والحاجة الى خارطة جديدة للعلاقات الأوروبية ـ الأوروبية. نجم المؤتمر كان المستشار النمساوي كليمنت ميترنيخ، مع الفرنسي شارل تاليران.

البوسعيدي كان نجم محادثات مسقط. لم يشرف فقط على هندسة الغرفتين المنفصلتين لتكونا مكاناً مثالياً لاطفاء النيران التي في الرؤوس، بل انه تولى أيضاً هندسة الأجواء السيكولوجية بين ويتكوف وعراقجي اللذين خرجا من المحادثات التي استغرقت 150 دقيقة، ليتصافحا بما يشبه العناق. دردشة لدقائق بدت كما لو أنها لساعات. الحبورعلى وجه وزير الخارجية الايراني اختزل المشهد برمته. المسار قد يستغرق اشهراً لا سنوات، وان كان البيت الأبيض قد اشار، في بيانه، الى «وجود قضايا بالغة التعقيد مع ايران». المهم أنها المحادثات التي لا تجري وسط النيران أو وسط المقابر. دونالد ترامب يريد ان يقطع الطريق على طريق الحرير وفي ايران، وما تعنيه لهذه الطريق. ورقة ذهبية في وجه التنين، اذا ما أخذنا بالاعتبار مدى حساسية الموقع الايراني بالنسبة الى النظرة الصينية للشرق الأوسط.

الاسرائيليون لم يكونوا يتوقعون أن تمضي الأمور بتلك الانسيابية ، وهم الذين توقعوا أن تكون المحادثات بمثابة محاولة كل طرف استنزاف الطرف الآخر. حتى الآن ما زالوا يشترطون تفكيك البرنامج النووي الايراني على الطريقى الليبية. شرط تعجيزي وغير منطقي، حتى أن هناك جهات اعلامية ألمحت الى أن ترامب، وخلال لقاء المكتب البيضاوي، سأل نتنياهو عن رده لو طلبت احدى الجهات المؤثرة طبعاً تفكيك الترسانة النووية الاسرائيلية. الرئيس الأميركي غير مقتنع بطرح مسألة التفكيك الا في سياق تكتيكي ولا علاقة له بالمسار الاستراتيجي للمحادثات.

الضربة القاضية

المعلقون الاسرائيليون المعارضون لسياسات الائتلاف اليميني المتطرف رأوا في مشهد المصافحة بين ويتكوف وعراقجي مؤشرأ على اقتراب الضربة القاضية على رأس رئيس الحكومة الذي بدا أن الكرسي بدأ يهتز تحته منذ تلك اللحظات الصعبة في البيت الأبيض، وحيث اضطره الرئيس الأميركي الى الاصغاء، وعدم اللجوء الى اللهجة التي استخدمها في الكابيتول، الصيف الماضي (14 تموز)، وحيث فاق تصفيق المشرعين من سائر الأنواع، والاتجاهات، له التصفيق لونستون تشرشل الخارج، للتو، منتصراً من الحرب العالمية الثانية.

الآن بدأ الحديث يتزايد في تل أبيب حول انتخابات مبكرة تؤدي الى تغيير التركيبة الحالية في الكنيست. أكثر من ذلك شركاء في الائتلاف أخذوا علماً، ومن مصادر في واشنطن، أن ترامب لا يجد في نتنياهو رجل المرحلة لأنه يربط بقاءه في السلطة ببقاء الحرب.

بالحرف الواحد سألت قناة «فوكس نيوز» ما اذا كان هدير القاذفات سيتوقف في سماء الشرق الأوسط ؟ أوحت أيضاً بأن البنتاغون بعث بالأرمادا الجوية والبحرية الى المنطقة، أو الى أمكنة قريبة اليها، من أجل وضع حد للحروب لا من أجل تفجير الحروب. على كل الأبوسعيدي كان متفائلاً بـأن تكون عاصمة بلاده المدخل الى حقبة من الاستقرار على امتداد الشرق الأوسط. جدعون ليفي لاحظ الاكفهرار في وجه نتنياهو «هكذا تكون عادة وجوه الموتى…».

بالتأكيد، الايرانيون لا يريدون الحرب، بل ويخشون من حرب تفتقد كل ديناميات التوازن الاستراتيجي. الآن ليست ديبلوماسية حائكي السجاد، وانما ديبلوماسية بائعي السجاد (حيث السرعة في الأداء). آية الله خامنئي ترك الفقه السياسي، باللمسات الايديولوجية الحادة، الى الفقه الاقتصادي، باللمسات البراغماتية الناعمة. أغرى، بل أغوى، ترامب بـ 4 تريليونات دولار كاستثمارات في السوق الايرانية المتعطشة لكل أنواع المنتجات الأميركية، من طائرات البوينغ (وحيث الاختبار لقوة العلاقات) الى زجاجات الكوكا كولا.

 

الدولة العبرية خلاف ذلك تأخذ ولا تعطي. ترامب، وفي تصريح أخير له، قال «اننا نعطي اسرائيل الكثير» مشيراً الى اعادة النظر بالموضوع. ويتكوف يعرف الكثير عن احتياجات، وعن أفاق، السوق الايرانية. كذلك الكثير عن الأمزجة الايرانية بعيداً عن القيود «الشرعية» التي يفرضها النظام.

القنبلة الاقتصادية

للتو كانت تعليقات الشاشات الأميركية. ايران تفضل القنبلة الاقتصادية على القنبلة النووية، حتى في المفهوم الثوري للقوة. هذا يتزامن مع صدور أبحاث لافتة في محتواها عن «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، الممول من اللوبي اليهودي (الايباك). لاحظت أن استراتيجية التسلل التي ينتهجها رجيب طيب اردوغان للاقتراب من الحدود مع اسرائيل قد تكون أشد خطراً بكثير من الاستراتيجية الصاخبة التي ينتهجها المجمع الديني الايراني، والتي اصيبت بضربات مدوية في الفصل الأخير من العام الفائت. هذا لا يعني أن اللوبي اياه لن يحاول عرقلة المفاوضات اذا ما لاحظ أن اسرائيل ستكون خارج اللعبة.

معلقون أميركيون عرفوا بدعمهم للسياسات الايرانية العمياء رأوا أن مرشد الجمهورية الاسلامية اشترى ترامب بالـ 4 تريليونات دولار، وهو سعر منخفض بالنسبة الى رجل يمسك بيده مصير الشرق الأوسط أن في اتجاه الاحتواء، أو في اتجاه التغيير.

الانفتاح على التسوية

هل يمكن القول ان ما حدث في مسقط قد يشق الطريق الى نوع آخر من التغيير، أي برؤية واشنطن البانورامية لا برؤية أورشليم الضيقة. وكان بناة هذه المدينة قد راهنوا أن تكون أثينا لا أن تكون اسبارطة. «وول ستريت جورنال» نقلت عن ترامب قوله ان ادارته منفتحة على التسوية مع ايران حتى قبل محادثات مسقط التي تمحورت حول البرنامج النووي، دون أي مسألة أخرى. لا الموضوع الباليستي، ولا الموضوع الجيوسياسي. كما أن الرئيس الأميركي وصف المحادثات بأنها «تمضي على نحو جيد».

جلسة السبت المقبل، وفي السلطنة أيضاً، مخصصة للنقاط التقنية، أي جلسة خبراء لا جلسة سياسيين ولا جلسة ديبلوماسيين. المهم أن البداية كانت واعدة، وتشي باحتمال أن تمضي المفاوضات بأقل قدر ممكن من التعثر، مع اعتبار أن اشياء كثيرة، وكثيرة جداً، قد تغيرت في السنوات العشر المنصرمة.

ما لوحظ لدى الأوساط السياسية، والاعلامية، الخليجية، الترحيب بالمنحى الذي تأخذه المفاوضات، وعلى أساس أن المنطقة التي اقتربت كثيراً من الانفجار قد تتجه الى الانفراج، شرط أن ينزل نتنياهو عن خشبة المسرح. وهذا ما يتوقعه، أيضاً، الخليجيون، وحتى الاسرائيليون، خصوصاً بعد كلام ترامب عن صفقة، خلال أسبوعين، حول مسألة الرهائن. كلام أشبه بـ «الأمر الأميركي».

ماذا عن لبنان ؟ هل يفترض بنا التوجس من أن يحاول نتنياهو الالتفاف حول محادثات مسقط وتوسيع العمليات العسكرية في لبنان ؟ الاجابة عن السؤال من باريس «لبنان لا بد أن يتأثر ايجاباً بأي خطوة الى الأمام بين واشنطن وطهران. وحين يرغم رئيس الحكومة الاسرائيلية بصفقة حول غزة، لا يستطيع أن يقوم بأي خطوة انتحارية ضد لبنان..

 

 

  • صحيفة اللواء عنونت: عون إلى قطر غداً وسلام في دمشق لإعادة تنظيم العلاقات

إنجاز ملف المفاوضات مع صندوق النقد.. وتعيينات قريبة في مجلس الإنماء والإعمار والكهرباء

 

وكتبت تقول: أحيا لبنان، بصمتٍ مدوٍ، الذكرى الخمسين للحرب التي اندلعت في 13 نيسان عام 1975، وسط بيروت، بحضور الرئيس نواف سلام، الذي وضع اكليلاً من الزهر على نصب الشهداء في ساحة الشهداء، مع الوقوف دقيقة صمت حداداً على الشهداء الذين سقطوا في الحرب المشؤومة.

وقالت مصادر سياسية مطلعة عبر لـ «اللواء» أن زيارة الرئيس عون إلى قطر في الـ 48 ساعة المقبلة تأتي في سياق شكر دولة قطر على وقوفها إلى جانب لبنان ودعمها إنجاز الاستحقاق الرئاسي من خلال مشاركة سفيرها في اللجنة الخماسية.

ولفتت إلى أن العلاقات اللبنانية- القطرية تحضر في هذه الزيارة التي لن تستغرق أكثر من أربع وعشرين ساعة، كما أن البحث قد يشمل سلسلة ملفات ومن بينها الإجراءات المتخذة في ملف الاصلاحات.

إلى ذلك، أوضحت المصادر انه ليس واضحا ما إذا كانت هناك من جلسة حكومية مرتقبة قبيل توجه وفد وزاري إلى اجتماعات صندوق النقد الدولي.

واليوم، يتوجه الرئيس نواف سلام الى دمشق، لعقد سلسلة اجتماعات، أبرزها مع الرئيس احمد الشرع، والتي تتناول بحث العلاقات الثنائية، وإلغاء المجلس الاعلى اللبناني- السوري، وبحث ملف الحدود من الاشتباكات الى الترسيم، عبر لجنة مشتركة برعاية المملكة العربية السعودية، وملف عودة النازحين، وملف المفقودين اللبنانيين والسجناء السوريين، واتفاقيات في الزراعة والنفط والغاز وتصدير البضائع عبر منصة مشتركة.

وتوقع الرئيس سلام في كلمته في وسط بيروت ان يعود «بأخبار طيبة بشأن قضية المخفيين اللبنانيين في السجون السورية».

وحسب بعض مصادر المعلومات فإن نائب رئيس الحكومة طارق متري اعد خطة لإعادة 400 ألف لاجئ بوقت قصير اذا ما تم الاتفاق مع سوريا.

وحسب معلومات «اللواء» سيتم التركيز على مصير المفقودين اللبنانيين في سوريا منذ سنوات طويلة، وسط معلومات عن ان معظمهم بات في عداد الشهداء وان البحث جار عن جثامينهم، لكن لم يتم تأكيد هذه المعلومات من اي جهة رسمية لبنانية او سورية.

وحسب مصادر السرايا الحكومية، فإن الوفد سيثير ايضا موضوع عودة النازحين السوريين، بعدما شكل مجلس الوزراء لجنة خاصة لهذا الملف تضم نائب رئيس الحكومة طارق متري ووزراء الشؤون الاجتماعية والخارجية، الدفاع، الداخلية العدل والعمل.  وهي اعدت خطة لإعادة 400 ألف نازح خلال فترة قريبة. 

وقالت المصادر: ان الزيارة ستمهد لزيارات وزارية لاحقة تشمل وزراء الاقتصاد والاشغال العامة والنقل والزراعة وغيرها من وزارات معنية بالعلاقات البينية بين لبنان وسوريا، للبحث في الاتفاقات المعقودة ودرس ما يجب الغاؤه منها وما يجب وضع اتفاقات جديدة له.

 واكتفى وزير الداخلية العميد الحجار بالقول لـ«اللواء»: «انها اول زيارة رسمية للحكومة الجديدة وننتظر ان تكون فاتحة خير لعلاقات جديدة بيننا وبين سوريا لتنظيم العلاقات».

وكشف مصدر رسمي ان زيارة سلام الى دمشق ستكون قصيرة، ويعود بعدها مساء الى بيروت.

ويضم الوفد وزير الخارجية يوسف رجي والدفاع ميشال منسى والداخلية احمد الحجار، للقاء الرئيس الشرع وايضا وزراء الخارجية والدفاع والداخلية السوريين، لإستكمال الحديث حول العلاقات الثنائية في كل المجالات، لاسيما لجهة تنظيم وضع الحدود ووقف عمليات التهريب بكل انواعها وطرح اعادة البحث بالاتفاقات المعقودة بين البلدين وتنظيم العلاقات على نحو جديد من دولة إلى دولة، على ان يتم لاحقا البحث في توقيع اي اتفاقية جديدة برعاية سعودية سبق ان مهدت لها الرياض عبر ترتيب اجتماع لوزيري الدفاع اللبناني والسوري. ولن يرافقهم هذه المرة اي مسؤول أمنى باعتبار ان التواصل قائم بين المسؤولين الامنيين في البلدين حول الامور الطارئة.

 

عون إلى قطر

 

ويغادر الرئيس عون الى قطر في زيارة رسمية غدا او الاربعاء، بدعوة من الامير تميم بن حمد آل ثاني، على ان تليها نهاية الشهر زيارة الى الامارات العربية المتحدة.

 

رسالة عون

 

ومساء السبت وجَّه الرئيس جوزف عون رسالة «بالعامية» الى اللبنانيين، واستهلها بالقول: «بعد نصف قرن على مأساة الحرب الاهلية واجب علينا ان نكون تعلمنا ان العنف والحقد لا يحل اي مشكلة في لبنان، وان الدولة بمؤسساتها هي المرجع الوحيد فنتساوى جميعا رغم اختلافاتنا».

واكد رئيس الجمهورية «الأوان حان لنقول جميعاً ان الدولة وحدها هي التي تحمينا، الدولة القوية السيدة العادلة الحاضرة اليوم، الدولة المنبثقة عن ارادة اللبنانيين» … مشيراً الى ان اي طرف يستقوي بالخارج يجلب الدمار للبلاد».

ولم تمرّ الذكرى، دون موقف للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وأعلن يمكن للبنان اليوم ان يخرج من حروب الآخرين، وان يبني السلام والوئام الدائمين في ظل دورة قوية وذات سيادة».

 

إقرار المشاريع الاصلاحية

 

الى ذلك، تواصل الحكومة قريبا مسار التعيينات الادارية ووضع مشاريع القوانين الاصلاحية بعد إقرار مشروعي السرية المصرفية وتنظيم المصارف، وعلى برنامجها تعيين رئيس واعضاء مجلس ادارة مجلس الانماء والاعمار بعدما اقفلت وزارة التنمية الادارية باب الترشيحات لهذه المراكز. كذلك وضع مشروع قانون اصلاح القضاء واستقلالية السلطة القضائية في اقرب جلسة لمجلس الوزراء.

وفي الجلسة الثالثة لمجلس الوزراء السبت الماضي، اقر المجلس مشروع اعادة هيكلة تنظيم القطاع المصرفي.

 وقال وزير الإعلام بول مرقص «سنحقّق في غضون أسابيع قليلة رزمة إصلاحية يحتاجها لبنان واقتصاده وقطاعه المصرفي وخصوصاً صغار المودعين». وأكد أن الحكومة ستنكبّ راهناً على إعداد مشروع قانون معالجة الفجوة المالية الذي يسمح بإعادة التوازن للانتظام المالي، مشيرا إلى أن الحكومة سبق أن أقرّت مشروع قانون يرمي إلى إجراء تعديلات على قانون السرية المصرفية كشرط ضروري للمحاسبة. 

وأضاف: «أموال المودعين لا سيّما صغار المودعين تتمتّع في مشروع القانون الذي أقرّ اليوم بالأولوية في حماية الودائع».

واعتبر الرئيس سلام، ان اقرار قانون السرية المصرفية، مؤشر إلى أهمية الإصلاح في هذا المجال، قائلاً: «هناك من استفاد من السرية المصرفية لتبييض الأموال، لكن الإصلاح في هذا الجانب سيكون له دور كبير في استعادة الودائع المفقودة». وقال إن هذا الإصلاح يشكّل جزءاً من التزام الحكومة بمكافحة الفساد وضمان الشفافية في النظام المصرفي.

وينشغل لبنان في اليومين السابقين لعطلة الجمعة العظيمة والفصح المجيد، بالاستعدادات الجارية لاجتماعات صندوق الدولي، ومعرفة ما اذا كان المجلس النيابي سيتمكن من اقرار مشروع القانون الذي أقره على الوزراء في جلسته الأخيرة.

ويتوجه رئيس لجنة المال النيابية ابراهيم كنعان الى الولايات المتحدة قبل الجمعة العظيمة، وعشية توجُّه الوفد الرسمي المؤلف من الوزيرين ياسين جابر (وزير المالية) وعامر البساط (وزير الاقتصاد) الى جانب حاكم مصرف لبنان كريم سعيد، وذلك لعقد اجتماعات مع صندوق النقد الدولي، والموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس حول الاصلاحات المالية والمصرفية.

 

البلديات

 

على الصعيد البلدي، اوضح الوزير الحجار ان التحضير للانتخابات البلدية والاختيارية يسير بخطى ثابتة وفق الاجراءات المقررة، وسيتم هذا الاسبوع تحديد موعد الانتخابات في بيروت او محافظتي البقاع ودعوة الناخبين إلى الاقتراع، بعد ان حددنا مواعيد انتخابات جبل لبنان ثم محافظتي الشمال.

وبالنسبة لمحافظتي الجنوب والنبطية، لا سيما القرى الامامية عند الشريط الحدودي، قال الحجار: «الامور قيد الدرس والانتخابات ستجري، اما في القرى المدمرة فقد يُصار إلى تحديد اقلام اقتراع في المدن او القرى القريبة الآمنة بما يمكّن الناخبين من ممارسة حقهم الانتخابي».

 

الهيئة الناظمة

 

وعلى صعيد الكهرباء، كشف رئيس حزب القوات اللبنانية ان وزير الطاقة جو الصدي، أنهى الاجراءات الخاصة بتعيين الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء، بعد تأخير دام 23 سنة، منذ صدور قانون تنظيم الكهرباء 464/2002.

 

السيطرة للجيش جنوبي الليطاني

 

واهتمت الاوساط الدولية والمحلية بالمعلومات التي تسربت عن مصدر مقرّب من حزب الله، بأن «معظم المواقع العسكرية التابعة للحزب جنوب الليطاني باتت تحت سيطرة الجيش اللبناني». وذكر المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن هناك «265 نقطة عسكرية تابعة لحزب الله، محددة في جنوب الليطاني، سلَّم الحزب منها قرابة 190 نقطة».

ميدانياً، شنت مسيَّرة اسرائيلية غارة جوية بصاروخ موجَّه، واستهدفت منطقة الدبش عند الاطراف الشرقية لبلدة يحمر الشقيف.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى