قالت الصحف: فريق 14 آذار استفاق على تصفية الحسابات.. والحكومة منفردة لمواجهة التحديات!
الحوارنيوز – خاص
تابعت الصحف قراءاتها لمضمون خطاب الرئيس سعد الحريري في ذكرى اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري لجهة إعادة التموضع ضمن فريق ما كان يسمى ب 14 آذار، فيما الرئيس حسان دياب وحكومته الذين ورثوا "كرة نار" كبيرة يحاولون مواجهة التحديات، وأقصى ما تقدمه قوى "14 آذار المستجدة" (استعارة من كورونا المستجدة) هو عدة أسابيع كفترة سماح؟
• صحيفة "النهار" عنونت لعددها الصادر اليوم:" سندات آذار أصبحت في الخارج وصندوق النقد يحذر: الوضع صعب جدا" وكتبت تقول:" إذا كانت الكلمة الناريّة لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري، بما انطوت عليه من مواقف رسمت التموضع الجديد لزعيم المستقبل في تعاطيه مع القوى السياسيّة، من داخل السلطة أو من خارجها، لا سيما في هجومه على رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل، فهي حتماً فتحت البلاد على مشهد جديد من المواجهة، تتقدّم فيها معركة تصفية حسابات الماضي، وتثبيت المواقع، على كل التحديات الخطيرة المهددة للاستقرار، فيما بدت الحكومة مغيبة عن الساحة، بعدما آثر الحريري التوجه مباشرة الى من يقف وراءها.
أمام الصورة التي ارتسمت على المشهد السياسي من بيت الوسط في الذكرى الخامسة عشرة على اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وفي انتظار ما ستحمله كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في إطلالته اليوم والتي ينتظر ان يتناول فيها موقف الحزب من التطورات الداخلية والإقليمية، بقي الأفق المالي والاقتصادي محفوفا بالمخاطر في ظل استمرار تعثر الحكومة في حسم خيارها بالنسبة الى استحقاق دفع السندات الدولارية المستحقة في التاسع من آذار المقبل، فيما تمضي المصارف بخطى حثيثة نحو التخلي عن سنداتها لمصلحة صناديق استثمارية اجنبية، في عملية قلبت التوازن بين حملة السندات المحليين والأجانب.
وعلمت "النهار" أنّه في الوقت الضائع في انتظار حسم الحكومة قرارها لجهة سداد الاستحقاق البالغ مليار و200 مليون دولار (من دون الفوائد)، ولجوء المصارف، الحاملة في الأساس لنحو 60 في المئة من قيمة الإصدار الى بيع سنداتها الى صناديق خارجية بأسعار اقل بما بين 20 و30 في المئة، بعدما بلغتها معلومات عن توجه الحكومة الى دفع المستحق لحاملي السندات الأجانب مقابل عملية مبادلة لحاملي السندات المحليين، ارتفعت نسبة الأجانب الى 80 في المئة، ما وضع الدولة في وضع محرج حيال القرار الذي ستتخذه. وفي رأي مصادر وزارية بارزة ان هذا الامر يشكل عاملا مسيئا يضع لبنان في موقع تفاوضي صعب جداً، في حال اتخذت الحكومة قرارا بإعادة هيكلة الدين. ورأت ان هذا الامر يرتب مسؤولية كبيرة على السلطات النقدية من أجل وضع حد لهذه المسألة.
اما عن سبب تأخر الحكومة في حسم قرارها حيال اعادة الهيكلة، فقالت المصادر إنّ الحكومة لم تتأخر ولكنها كانت في انتظار نيلها الثقة من المجلس النيابي، لأن هكذا قرار يحتاج الى حكومة فاعلة، فضلاً عن ان الثقة مطلوبة داخليا وخارجيا حيال قرار على هذا المستوى، نظرا الى ما سيرتّبه على لبنان. كما ان الحكومة التي طلبت المساعدة التقنية من صندوق النقد الدولي، تنتظر وصول بعثته الى بيروت للاستماع الى رأيها.
وكشفت أنّ الجنة التي شكلها مجلس الوزراء لمتابعة هذا الموضوع تستمع ايضا لآراء خبراء قانونيين واقتصاديين دوليين، قبل اتّخاذ قرارها.
وفي هذا السياق، وعلى مسافة يومين من وصول بعثة الصندوق، وبدء عملها مع المسؤولين اللبنانيين، برز موقف للمديرة التنفيذية فيه كريستالينا جورجيفا لمحطة " CNBC" وصفت فيه الوضع في لبنان بأنه "صعب جداً وليس هناك وقت لإهداره"، كاشفة عن ايفاد بعثة تقنية بناء لطلب الحكومة، لتقديم تقييم افضل"، آملة ان تنجح الحكومة في سلوك مسار واضح لمعالجة الاختلالات القائمة، واظهار القدرة على القيام بالاصلاحات المطلوبة.
وعليه، ينتظر أن يشكل الأسبوع المقبل محطة حاسمة في اتجاه اتّخاذ الخيار الذي ستسلكه الحكومة والسيناريوات الذي سيتبع في عملية اعادة الهيكلة.
• صحيفة "الأنباء" عنونت:" الدولار يرتفع بغياب الحلول .. وبري يطرح لا مركزية الكهرباء" وكتبت تقول:" لم تعد الملفات السياسية تتصدّر اهتمامات الناس الذين يعنيهم قبل كل شيء معيشتهم ومستقبل أبنائهم؛ وقد ضاقوا ذرعاً بكل التباينات التي لا تمنحهم أي أمل بخروج سريع من نفق الأزمة العاصفة التي تهدد كل شيء بالانهيار.
وفي غياب المعالجات للحد من تفاقم الأزمة وما يحكى عن فتور عربي بالنسبة لجولة رئيس الحكومة حسان دياب الذي ينوي القيام بها على عدد من الدول العربية بما فيها السعودية ودول الخليج، سجّل الدولار الأميركي قفزة جديدة، مع توقع ارتفاعه اكثر في الايام المقبلة.
وقد عزت مصادر جمعية المصارف السبب عبر "الأنباء" إلى الأجواء السياسية المتشنجة بعد خطاب الرئيس سعد الحريري وما استتبع من ردود عليه من قبل تكتل لبنان القوي، لا سيما وأنهما أكبر كتلتين نيابيتين في البلد، وهو ما أدى إلى ارتفاع منسوب الخلافات القائمة التي تنعكس على كل القطاعات بعد أن أصبح القطاع النقدي الأضعف.
المصادر حثّت الحكومة على التدخل المباشر لوضع حدّ لهذا الفلتان غير المقبول. ورداً على سؤال عن مصير الاتفاق الذي حُدد بموجبه سعر الصرف بألا يتجاوز سقف الألفي ليرة، أوضحت المصادر انه ليس لجمعية المصارف أية سلطة على الصيارفة، فهذا الأمر من صلاحيات وزارتي المال والاقتصاد.
المصادر نفسها رأت أن غياب معالجات الكثير من الملفات ومن بينها موضوع اليوروبوند وكثرة الإشاعات التي تقول بعدم الحماس لدى الدول المانحة للمساعدة، بالإضافة إلى ما يصدر عن الإدارة الأميركية من مواقف تتعلق بعدم تقديم المساعدات لهذه الحكومة التي تصفها بحكومة حزب الله، وعدم تنفيذ الاصلاحات المطلوبة، فمن الطبيعي أن يستغل الصيارفة هذه المسائل لزيادة أرباحهم على حساب جيوب الناس.
وفيما حرب الردود من نواب تكتل "لبنان القوي" على الحريري مستمرة على خلفية خطابه في ذكرى ?? شباط؛ فإن ملف الكهرباء شكّل مادة دسمة في هذا السجال؛ حيث حاول "التيار الوطني الحر" رمي تهم الهدر في هذا القطاع على تيار المستقبل، محمليه بذلك إفلاس الدولة.
وانطلاقاً من الاعتراف بالإخفاقات من قبل وزارة الطاقة في ملف الكهرباء، كان لافتا تأكيد رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان موضوع الكهرباء وزيادة ساعات التغذية اصبح من أولوياته وهو لن يدخر جهداً لتحقيق هذا الإنجاز الذي يتوق اليه اللبنانيون منذ فترة طويلة.
في هذا السياق، لفتت مصادر كتلة التنمية والتحرير في اتصال مع "الأنباء" إلى أن رئيس المجلس بدأ يتعاطى من الآن وصاعداً بجدية مطلقة مع هذا الملف، بعد أن ضاق ذرعًا بعدم تطور هذا القطاع بغضّ النظر عن الجهة التي تتحمل مسؤولية الفشل فيه وعدم معالجته بما يضمن زيادة ساعات التغذية لتصل الى 24 ساعة كما هو الحال في كهرباء زحلة.
وكشفت المصادر أن بري في كل مرة يطرح موضوع الكهرباء يسأل كيف تمكنت بلدية زحلة من تأمين الكهرباء 24/24 ودولة بأمها وأبيها لم تفعل شيئاً لتطوير هذا القطاع الذي كبّد خزينة الدولة مليارات الدولارات ولا زال يتأرجح بين استئجار الكهرباء بواسطة السفن التركية مقابل ازدياد ساعات التقنين، فيما كانت الوعود عشية الموافقة على استئجار البواخر تقضي بزيادة التغذية الى حدود العشرين ساعة وأكثر.
واشارت مصادر "التنمية والتحرير" إلى أن الرئيس بري سيعمل على خطين في هذا الملف، الأول لامركزي عبر دعوة اتحادات البلديات في كافة المناطق اللبنانية للاقتداء بمصلحة كهرباء زحلة من أجل تطوير إنتاج الكهرباء سواء عن طريق شراء مولدات أو بواسطة استخدام مضخات المياه لزيادة الطاقة، وقد يتم استيرادها من الخارج. والأمر الثاني مركزي سيتم من خلال الضغط على وزارة الطاقة بخصوص تشغيل المعامل المولدة للكهرباء الموجودة في دير عمار والجية والزهراني في أقرب وقت، لأنه لن يسكت بعد اليوم عن أي تأخير في هذا الملف حتى ولو أدى الأمر إلى التدخل شخصياً لأن وضع الكهرباء لم يعد يطاق ومن غير المقبول بقاء الأمور على حالها.
كما تحدثت المصادر عن أفكار عديدة قد يطرحها بري على رئيس الحكومة للمساعدة عند بدء البحث عن حل لهذا الملف الذي خسّر الدولة ولم يعد مسموحا ان يستنزفها الى ما شاء الله.
• صحيفة "الشرق الأوسط" عنونت:" خطاب الحريري يؤسس لمرحلة جديدة ويستدرج ردا من لحود بري يجدد انتقاده للحلول المطروحة لأزمة الكهرباء" وكتبت تقول:" استدعى خطاب الرئيس سعد الحريري في الاحتفال بمناسبة ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري ردود فعل كثيرة، انقسمت بين من يعتبر أنها انطلاقة لمرحلة جديدة في المشهد اللبناني، وهو ما عبر عنه النائب محمد الحجار بالقول بأنه "لا شك في أن هناك مرحلة سياسية جديدة"، وبين من رد على الاتهامات بعرقلة مرحلة رفيق الحريري، كما فعل الرئيس الأسبق إميل لحود الذي أصدر بياناً تحدث فيه عن المشهد السياسي في التسعينيات.
وصوب الحريري في خطابه في ذكرى اغتيال والده أول من أمس، على رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، واصفاً إياه بـ"رئيس الظل"، وانتقد المقاربات التي اعتمدها الوزراء المتعاقبون في ملف الكهرباء، والتي أسست لهدر كبير في المالية العامة، علما بأن وزراء الطاقة في السنوات العشر الأخيرة كانوا من "التيار الوطني الحر". كما انتقد الحريري الهجوم على الحريرية السياسية، متحدثاً عن عرقلة عمل الرئيس الراحل أثناء توليه رئاسة الحكومة.
والى جانب مواقف "الحزب التقدمي الاشتراكي"، انتقد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس مقاربة ملفات الكهرباء داعياً إلى إصلاح هذا القطاع. ونقل زوّار بري عنه تأكيده أنه "لا يستقيم البحث عن معالجات للوضع النقدي وتنامي الدين العام من دون إيجاد حلول فعّالة لملف الكهرباء الذي يساهم بشكل أساسي في أزمة المديونية". ونقل موقع "مستقبل ويب" عن زوار بري أن رئيس مجلس النواب مستاء من الاستمرار بملف البواخر، علما بأن بناء معملين يبقى الخيار الأفضل. ونُقل عنه "أن موضوع الكهرباء سيصبح قضيته الأولى في الأسابيع القليلة المقبلة".