قالت الصحف: عودة الطيران الاماراتي… والشمال يتحضر لمعاركه

الحوارنيوز – خاص
ابرزت صحف اليوم احتفاء لبنان الرسمي بعودة الطيران الإمارتي لتسيير رحلاته الى لبنان كخطوة هامة على طريق عودة الامارتيين الى لبنان، كما ابرزت الاستعدادات المتواصلة للإنتخابات البلدية والاختيارية في محتفظة الشمال..
ماذا في التفاصيل؟
صحيفة النهار عنونت: طيران الإمارات يُدشّن انفراج العلاقات مع الخليج… المشهد الانتخابي شمالاً: معارك غامضة سنياً
بدر السعد أبدى التزام الصندوق العربي للإنماء بتنفيذ القروض المعطاة للبنان، والأولوية هي للقروض الإنمائية لا سيما في مجالي التعليم والصحة
وكتبت تقول: مع أن موعد بيروت مع الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية يصادف الأحد 18 أيار الحالي، فإن ذلك لم يحجب ما كان يمكن أن تتركه الذكرى الـ17 للاجتياح الميليشيوي الذي نفذه “حزب الله” في 7 أيار 2008 ضد “تيار المستقبل” في “بيروت الغربية”، وهي العملية التي بدّلت بوصلة “سلاح المقاومة” وإدارته إلى الداخل في ما شكّل انقلاباً دموياً اقتنص على اثره “محور الممانعة” “اتفاق الدوحة” القسري ومن ضمنه “الثلث المعطل” وكل انماط أحكام السيطرة والهيمنة الأحادية على قرارات الدولة والتسبّب بضرب العلاقات التاريخية للبنان مع الدول الخليجية وصولاً إلى كارثة استجرار الحرب الإسرائيلية الأخيرة على الحزب نفسه ولبنان. ولكن ما بين 7 أيار 2008 و7 أيار 2025 برزت مفارقة التحولات الكبيرة التي يجتاز لبنان مراحلها تباعاً مع الوضع الجديد الناشئ منذ اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل، ومن ثم بدء العهد الجديد وتشكيل الحكومة الجديدة. ويعني ذلك أن ما خلفته 7 أيار حتى الآن يشكّل بذاته عامل ضغط أساسياً للتعجيل في إنهاء أشدّ الملفات خطورة وحساسية أمام العهد والحكومة، وهو ملف نزع السلاح غير الشرعي واحتكار الدولة للسلاح الذي تكوكب من حوله إجماع داخلي وخارجي غير مسبوق، بما يجعله الأولوية التي لا تتقدمها أي أولويات أخرى مهما بلغت أهميتها. وقد برزت مفارقة أكثر من رمزية أمس حين تزامنت ذكرى عملية 7 أيار 2008 مع ما شكل “حدثاً سعيدا” للبنان تمثّل في طلائع عودة الرعايا الخليجيين إلى لبنان بدءاً بمبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة التي أعادت فتح الباب أمام مواطنيها في السفر إلى لبنان. كما أن لبنان يمضي بسلاسة ووسط أجواء طبيعية في الإعداد للجولات الانتخابية المتعاقبة خلال شهر أيار وتتركّز الاستعدادات اللوجستية والأمنية والإدارية راهناً على مواكبة انتخابات محافظتي لبنان الشمالي وعكار الأحد المقبل.
ولا بد من الإشارة إلى أن الرئيس سعد الحريري استذكر أمس ذكرى 7 أيار، فكتب عبر حسابه الخاص على منصة “انستغرام”: “في مثل هذا اليوم من 7 أيار، اختار البعض السلاح بدل الحوار، فدفعت بيروت الثمن، لكننا اخترنا الدولة على الفتنة، والمؤسسات على الفوضى، والمصالحة على الكراهية، التاريخ لا يُمحى، لكن المستقبل يُبنى بالمسؤولية. “لبنان أولاً”.
ولم تقتصر معالم الانفراج على موضوع خط الطيران الإماراتي الذي استأنف رحلاته إلى بيروت فحسب، بل اتّسعت إلى النشاطات التنموية أيضاً، إذ أعلن رئيس مجلس إدارة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بدر السعد استعداد الصندوق لإعادة نشاطه التنموي وبرامجه القائمة والقادمة في لبنان. وكشف أن هدف زيارته إلى لبنان مع الوفد المرافق التي جال خلالها على الرؤساء الثلاثة، هو إعادة تحريك العمل الإنمائي المموّل من الصندوق بعد توقف استمر لسنوات، مبدياً التزام الصندوق بتنفيذ القروض المعطاة للبنان، والأولوية هي للقروض الإنمائية لا سيما في مجالي التعليم والصحة. ولفت إلى التعاون القائم بين الصندوق والبنك الدولي، وإلى أن اجتماعات ستعقد مع الوزراء المعنيين للوقوف على الحاجات، متمنياً أن تتوفر التسهيلات اللازمة لإطلاق عجلة التنفيذ.
وفي غضون ذلك، حطّت في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت أول طائرة تابعة للخطوط الجوية الإماراتية وتبعتها ثانية. وازدانت صالة الوصول في المطار بالورود لاستقبال الطائرة وركابها، وذلك بعد سنوات من عدم هبوط الطيران الإماراتي في بيروت بسبب الأوضاع الأمنية. وأعرب عدد من الركاب الإماراتيين لدى وصولهم إلى المطار، عن فرحتهم بالعودة إلى لبنان بعد التغييرات التي شهدها، لا سيما بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية. كما أشاروا إلى أن حركة الوافدين من الإمارات ستشهد ازدياداً خلال الأيام المقبلة، مشيدين بحفاوة الاستقبال.
واستقبل وزير الإعلام بول مرقص ممثلاً رئيس الجمهورية جوزف عون في المطار الطائرتين الإماراتيتين. ولفت إلى أن “خطوة اليوم تساهم في إعادة بناء الثقة بين لبنان والامارات، وهناك لجان وزارية ومتابعة في اجتماعات لتذليل أي معوقات أمام قدوم الجاليات”. وأكد أن ثمة توجيهات من قبل الرئيس جوزف عون ومتابعة من رئيس الحكومة نواف سلام واجتماعات متتالية لتذليل أي معوقات من أمام قدوم السياح “ونأمل أن نرحب قريباً بالسعوديين، فالطريق سالكة والمطار مفتوح أمامهم”.
المشهد شمالاً
وسط هذه المناخات، وفيما يجري إنجاز الاستعدادات لإجراء الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان الشمالي وعكار الأحد المقبل، تظهر الصورة العامة للمشهد الانتخابي في الشمال اختلافات وفروقات ملحوظة عن الصورة التي كانت عليها محافظة جبل لبنان. ذلك أن الأنظار تتركز شمالاً على ثلاث مواقع كبيرة تختصر ما يمكن أن تشهده من معارك وتنافسات انتخابية بنسب متفاوتة تبعاً للثقل الطائفي والتوزّع الاجتماعي والحزبي بين الاقضية الشمالية. والمواقع الكبيرة هي طرابلس مدينة المخزون السنيّ الأكبر حيث التنافسات تأخذ طابعاً سياسياً – عائلياً يذكيه انخراط نواب المدينة في دعم لوائح متنافسة، وأقضية الشمال المسيحي من البترون والكورة إلى زغرتا وبشري، وكلها تتشابه مع ما شهدته أقضية جبل لبنان من تمازج السياسي والحزبي بالعائلي، وعكار التي يغلب فيها العامل الاجتماعي الذي يشكّل قاطرة الأحزاب والعائلات بالدرجة الأولى نظراً إلى الثقل الأساسي للمشكلات التنموية، علماً أن “ناخبا” جديداً قديماً سيكون حاضراً هذه المرة ويتمثّل في انتعاش التوجهات الحكومية والنيابية والسياسية لإطلاق ورشة إحياء مطار القليعات. واللافت أن ثمة خشية كبيرة من أن تطيح تنافسات طرابلس والمناطق ذات الغالبيات السنيّة بالمناصفة الطائفية وحتى بتمثيل الأقليات المسيحية والعلوية وغيرها، علماً أن المسألة تتوقف أيضاً على نسب الإقبال وسط الغموض الذي لا يزال يسود المشهد الانتخابي عشية الانتخابات.
الجنوب
وأما على الصعيد الأمني، فتتواصل أجواء التوتر جنوباً وسط استمرار العمليات الإسرائيلية حيث استهدفت فجر أمس مسيّرة إسرائيلية سيارة “رابيد” في حي الفيلات بالقرب من جامع الإمام علي في صيدا، ما أدى إلى احتراقها ومقتل صاحب الرابيد الذي تبين أنه خالد أحمد الأحمد وهو في العقد العشرين من عمره وينتمي إلى حركة “حماس” ومن سكان مخيم المية ومية. وأفيد أن الأحمد كان في طريقه إلى الجامع لأداء صلاة الفجر، ولاحقاً نعته حركة حماس. وبعد ظهر أمس استهدفت مسيّرة إسرائيلية، منزلاً مدمراً في بلدة مجدل زون – قضاء صور، ما أدى الى وقوع إصابة. وفي وقت سابق، ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلتين صوتيتين على سيارة أحد المواطنين في بلدة كفركلا من دون وقوع إصابات.
ليس بعيداً، نقلت تقارير إعلامية عن مصدر أمني لبناني أن من المتوقع أن تسلّم حركة حماس المطلوب الرابع الذي طالبت السلطات اللبنانية بتوقيفه خلال الساعات المقبلة. وأفاد المصدر أن المطلوبين الذين تم تسليمهم اعترفوا بمسؤوليتهم عن إطلاق الصواريخ في الحادثتين اللتين أعقبتهما هجمات إسرائيلية على لبنان. وقال: “حصلنا على تعهدات من حماس بعدم القيام بأي عمل عسكري من الأراضي اللبنانية”.
صحيفة الديار عنونت: عودة الرعاية الخليجية للبنان وموسم سياحي واعد
صناديق الشمال على موعد مع التغيير أو تثبيت التوازنات؟!
وساطة عربية بين دمشق و«تل ابيب»: ماذا يُحضَّر؟
وكتبت تقول: يبدو أن صيف هذا العام يحمل بشائر واعدة للبنان، لا سيما بعد قرار دولة الإمارات رفع الحظر عن سفر مواطنيها إلى بيروت، ما تُرجم بوصول ثلاث طائرات إماراتية إلى مطار رفيق الحريري الدولي. وعليه، أفادت مصادر مطلعة للديار بأن بقية دول الخليج ستلتحق قريبًا بهذه الخطوة، ما يعزز التوقعات بأن يكون الموسم السياحي مزدهرًا هذا العام، مع عودة الزوار الخليجيين إلى لبنان. وبمقدار ما يستتب الامن في لبنان بمقدار ما تزداد الثقة عند العرب والاوروبيين والاميركيين وغيرهم للمجيء اليه، الامر الذي يجعل هذا البلد يستعيد عافيته بعد عدة سنوات مريرة ومؤلمة.
من جهته، يزور الرئيس جوزاف عون الكويت الاحد الذي لطالما اعتبر الكويتيون لبنان بلدهم الثاني، فتكون الرعاية الخليجية للبنان قد اكتملت حلقاتها وعادت الى العهد السابق بعد قطيعة دامت لسنوات. وكانت تداعيات ذلك قاسية على لبنان، ان على المستوى السياسي او الاقتصادي، على ان تفتح ابواب الصيف للعرب.
ويأتي ذلك فيما المنطقة تبدو على مفترق لم تتضح معالمه بعد، وان كانت الهدنة التي حصلت اول من امس بين واشنطن وصنعاء حول وقف اطلاق الصواريخ على السفن الاميركية العابرة للبحر الاحمر مقابل وقف اميركا استهداف اليمن والتي تتزامن مع مسار المفاوضات الاميركية-الايرانية، تشير الى ان ادارة ترامب تتجه الى الخيارات الديبلوماسية في التعاطي مع صراعات المنطقة، والى حد حديث الاوساط السياسية والاعلامية «الاسرائيلية» عن تباين حاد بين الرئيس الاميركي وبين رئيس الحكومة «الاسرائيلية» في مقاربة اوضاع الشرق الاوسط.
ويستعد ترامب لزيارة المملكة العربية السعودية منتصف هذا الشهر. ويبدو ان هناك توجسا «اسرائيليا» من ان تسفر محادثاته مع كبار المسؤولين في المملكة، وعلى رأسهم ولي العهد الامير محمد بن سلمان (اضافة الى قادة دول التعاون الخليجي الاخرين)، عن تغيير نظرة الزائر الاميركي الى الملف الفلسطيني، بعدما اكدت الرياض ان الدخول في دومينو التطبيع الذي يراهن عليه ترامب كمدخل للسلام في الشرق الاوسط، رهن بالاعتراف باقامة دولة فلسطينية.
هل ستتم دعوة الرئيس عون الى قمة الرياض؟
وفي هذا السياق، قال مصدر ديبلوماسي خليجي للديار ان احدى دول مجلس التعاون الخليجي اقترحت دعوة كل من الرئيس اللبناني جوزاف عون والرئيس السوري احمد الشرع لحضور القمة الخليجية التي ستعقد في الرياض مع الرئيس الاميركي، دون ان يُعرف حتى الان ما هو موقف قصر اليمامة من هذا الاقتراح.
الانتخابات البلدية في محافظتي الشمال وعكار
أما الاستحقاق الأبرز الذي يشهده لبنان في الوقت الراهن، فهو الانتخابات البلدية والاختيارية المرتقبة هذا الأحد في محافظتي الشمال وعكار. وفي هذا السياق، أفاد مندوبو «الديار» بوجود معارك انتخابية محتدمة في عدد من البلدات في محافظة عكار، أبرزها تكريت، عكار العتيقة، ببنين، شدرا وفنيدق، وسط مخاوف من احتمال اندلاع أعمال شغب أو تطور الأوضاع إلى مواجهات عنيفة، نظراً الى حدة التنافس السياسي والعائلي في هذه المناطق.
في المقابل، يسود جو من التوافق في بلدة القبيات، حيث توصل التيار الوطني الحر، وحزب القوات اللبنانية، إلى اتفاق مع العائلات المؤثرة في تشكيل مجلس بلدي توافقي، يُنتظر أن يترأسه ميشال عبده، نجل رئيس البلدية الحالي، ما يعكس رغبة محلية في الحفاظ على الاستقرار وتغليب المصلحة العامة.
أما في محافظة الشمال، وتحديدًا في مدينة زغرتا، فتشهد الساحة معركة انتخابية محتدمة بين لائحة «سوا لزغرتا وإهدن»، المدعومة من تيار المردة، والتيار الوطني الحر، والنائبين السابقين سليم كرم واسطفان الدويهي، إضافة إلى الوزير السابق زياد المكاري، وبين لائحة «أسس» التغييرية، التي تخوض الانتخابات بـ11 مرشحًا فقط. وتشير المعلومات إلى أن النائب ميشال معوض يدعم لائحة التغييريين بشكل غير علني، تفاديًا لأي خسارة محتملة في المعركة البلدية.
ووفق ما أفاد به مندوبو «الديار»، فقد فازت ست بلديات في قضاء زغرتا بالتزكية، فيما تبقى 28 بلدية ستُحسم نتائجها عبر صناديق الاقتراع هذا الأحد. ومن بين هذه البلدات، تبرز بلدة مزرعة التفاح، حيث يتمتع كل من القوات اللبنانية والنائب ميشال معوض بنفوذ قوي، ومن المرجّح أن تصب نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية لمصلحتهما.
وفي بلدة أرابيش، يخوض مرشحان من عائلة جو خضرا المعركة، أحدهما مدعوم من تيار المردة، والآخر يحظى بدعم عائلة معوض، ما ينذر بمنافسة شديدة، يُتوقّع أن تُحسم بإرادة الناخبين في صناديق الاقتراع.
أما في بلدة مرياطة، فتتوزع القوى السياسية بين النائب فيصل كرامي، ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، إضافة إلى تيار المستقبل وبعض الناخبين الذين يميلون إلى دعم النائب معوض. ولا تزال الصورة ضبابية في هذه البلدة حتى اللحظة، مع ترجيحات بأن يؤدي العامل المالي دورًا حاسمًا في تحديد النتائج النهائية.
وفي النطاق ذاته، تبدو طرابلس مشتتة حيث تبرز لوائح انتخابية كثيرة، وبالتالي لن تصل الامور الى تشكيل مجلس بلدي ذي رؤية انمائية واضحة، بل سيكون مجلسًا بلديًا مشتتًا يطيح حقوق الاقليات في المدينة.
القوات اللبنانية: «لقد عاد كل المسيحيين لخطهم التاريخي»
من جهتها، رأت مصادر حزب القوات اللبنانية في تصريح لصحيفة «الديار» أن فوز الحزب في بلديات المدن الكبرى والمفصلية يُعدّ مؤشرًا واضحًا على تغيّر في المزاج الشعبي، واتجاه المواطنين نحو اختيار نهج إداري عملي ونزيه. وأكدت المصادر أن « إجراء الانتخابات في موعدها من دون أي تأجيل والالتزام بالمواعيد الدستورية يشكلان دليلًا واضحًا على أننا أمام عهد جديد يحترم الاستحقاقات ولا يختبئ خلف أعذار واهية تُكرّس الجمود في البلاد.»
وأشارت المصادر إلى أن القوات اللبنانية حريصة على إجراء الانتخابات في مناخ ديموقراطي سليم وتنافسي، يفضي إلى تحقيق إنماء فعلي في مختلف المناطق، لافتة إلى أن الأولوية اليوم لدى القوات تتمثل في المزاج المسيحي، الذي لم يعد منقسمًا بين رؤيتين متناقضتين حيال مفهوم الوطن والدولة. فبحسب المصادر، طرأ تطوّر إيجابي لافت، حيث بات هذا المزاج أكثر توحدًا تحت سقف الدولة، وهذا هو الخط التاريخي للمسيحيين. وفي الوقت ذاته، أشادت المصادر القواتية بالتنوع والتعددية عند المجتمع المسيحي، معتبرة أن هذه الخصوصية في البيئة المسيحية يجب أن تكون نموذجًا يحتذى به لبقية المكونات اللبنانية، مشيرة إلى أن فوز لوائح تمثل أكثر من حزب في الانتخابات البلدية يعكس حيوية ديموقراطية حقيقية داخل المجتمع المسيحي، ويُظهر احترامًا لتعدد الآراء في إطار التزام وطني جامع.
وشددت القوات اللبنانية انها لم تكن يوما في مسعى لالغاء احد او لاحتكار الساحة منفردة، بل هي تؤمن ان الساحة هي للجميع.
ماركون سيبحث مع الشرع استقرار لبنان وأمن العلويين السوريين
الى ذلك، تحصل احداث متشابكة ومتقاطعة واحيانا متناقضة، على امتداد خارطة الشرق الاوسط، مع التوقف عند زيارة الرئيس احمد الشرع الى باريس، ولقائه نظيره الفرنسي ايمانيول ماكرون الذي تقول مصادر اعلامية فرنسية ان الاخير سيبلغ الشرع بان فرنسا التي يعنيها امن لبنان واستقراره وسيادته، تأمل في تطوير سبل التعاون بين بيروت ودمشق. وتضيف المصادر ان ماكرون سيثير مسألة البحث عن ترتيبات امنية او عسكرية لحماية السكان العلويين في الساحل السوري، بخاصة ان التقارير التي ترد الى الاليزيه والى جهات فرنسية معنية تشير الى حالة الرعب التي يعيشها السكان العلويون في ظل تفلت امني ودون وجود اي ضمانات لاعادة الوضع الى طبيعته.
وساطة بين دمشق وتل ابيب
و بحسب المصادر الاعلامية الفرنسية، فمن المبكر الكلام على اي بحث في اي دور فرنسي لاعادة بناء الجيش السوري، بانتظار الوساطة التي تقوم بها احدى الدول العربية بين دمشق وتل ابيب للتوصل الى حلول للوضع القائم في الجنوب السوري، اي «المسألة الدرزية» او في الشرق السوري، اي «المسألة الكردية»، بعدما بات معروفا ان حكومة نتنياهو تتبنى سياسة تفتيت وتفكيك سوريا خلافا لموقف فرنسا ودول اوروبية اخرى ترى ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا كما هي عليه حاليا.
وفي حين تشير مصادر مسؤولة الى ان واشنطن خففت من الضغط على السلطات اللبنانية للتمكن من معالجة مسألة سلاح حزب الله في اجواء من بناء الثقة التي يؤكد عليها الرئيس جوزاف عون، خرجت نائبة المبعوث الرئاسي الاميركي مورغان اورتاغوس بتصريح قالت فيه: «استغل فترة ترامب قبل ان ينفد صبره فتتركوا بقدركم مع «اسرائيل». كلام اورتاغوس فاجأ كبار المسؤولين اللبنانيين، وان كانوا قد اعتادوا مثل هذه التصريحات الفظة والبعيدة كليا عن اللغة الديبلوماسية. ولكن هذه المرة بدت هذه التصريحات كأنها تعطي الضوء الاخضر لعملية عسكرية «اسرائيلية» ضد لبنان، ما يتناقض مع تطمينات اميركية داخلية من ادارة ترامب، ومن جهات على تواصل دائم مع كبار المسؤولين اللبنانيين.
صحيفة اللواء عنونت: سلام إلى البقاع اليوم.. واستعداد فرنسي لرعاية ترسيم الحدود مع سوريا
عودة الإماراتيِّين نافذة أمل والأضحى محطة واعدة للسعوديين.. وصندوق الإنماء العربي يدرس احتياجات لبنان
وكتبت تقول: في وقت ترسخ فيه عناصر إعادة بناء الثقة بين لبنان والامارات العربية المتحدة، وسائر دول مجلس التعاون الخليجي، بقيت آلة الحرب الاسرائيلية «تسرح وتمرح» على أرض لبنان وسمائه، وتصطاد «المواطنين الابرياء» عبر المسيّرات الجوية، سواءٌ في صيدا حيث استهدفت قيادياً في حماس، نعته لاحقاً شهيداً أو أشخاص (أكثر من شهيد) نعى بعضهم حزب االله..
وفي حين، اتجهت البوصلة البلدية شمالاً، مع وصول وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار إلى سرايا طرابلس للوقوف على الاستعدادات اللوجستية والأمنية لإجراء المحطة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الشمال وعكار، أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعد لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع عن جهوزية بلاده «لإطلاق مفاوضات بين لبنان وسوريا لترسيم الحدود، ومكافحة إيران وأذرعها في المنطقة، من شأنها أن تساهم في استقرار سوريا ولبنان.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» ان متابعة ملف إطلاق الصواريخ وتحذير حركة حماس لا تزال متواصلة ،ولا تراجع فيها انطلاقاً من التوصيات التي صدرت بشأن سلامة الاراضي اللبنانية، وأوضحت أن الأمور تسير كما يجب بانتظار أن يخضع ملف السلاح الفلسطيني في خلال زيارة الرئيس محمود عباس المقبلة الى بيروت.
وتحدثت المصادر عن ان بحث هذا الملف منفصل عن سلاح حزب الله المتروك لرئيس لجمهورية الذي يواصل العمل في اقامة شبكة الأمان للبنان من خلال علاقاته مع اشقائه وبدأت مفاعيل حراكه تترجم على الأرض.
وتؤكد ان هناك ملفات قيد الإنجاز منها التشكيلات القضائية والديبلوماسية ومجموعة تعيينات ملحّة، وترى ان الرئيس عون مرتاح لمسار الأمور، وتحدث عن نقل البلاد الى ضفة جديدة .
وفي السياق علمت «اللواء» من مصادر حكومية ان الرئيس نواف سلام سيقوم اليوم بجولة على منطقة البقاع للاشراف على الاجراءات الامنية المتخذة عند المعابر الحدودية مع سوريا. وقالت المصادر ان الرئيس سلام مع الوزراء المعنيين سيعقد اجتماعات في سرايا زحله وسرايا بعلبك، وسيقوم بجولة على المعبر الحدودي في المصنع لتفقد العمل في المعبر، ثم يتفقد الحدود مع سوريا للاشراف على انتشار الجيش وضبط التهريب والاطلاع على النشاط الزراعي، وسيتابع ايضا موضوع تلوُّث نهر الليطاني وتنظيفه، اضافة الى البحث في حل مشكلة القرى المهجَّرة التي يقطنها اللبنانيون وتقع في الجانب السوري.
وفي اطار متصل، كشف الرئيس سلام ان زيارته المقبلة إلى الشمال ستحمل معها مشاريع عملانية، وأبلغ مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا أنه يتم العمل على وضع المخطط التوجيهي لمطار الرئيس الشهيد رينيه معوض في القليعات مشدداً على فتح المعابر الشرعية مع سوريا وتفعيلها.
الطائرة الإماراتية
وفي نافذة أمل باتجاه لبنان، حطت ثلاث طائرات إماراتية أمس في مطار بيروت، على متنها عدد من الاعلاميين والمواطنين الاماراتيين، وكان في استقبالهم ممثل رئيس الجمهورية العماد جوزف عون وزير الاعلام بول مرقص.
وتأتي هذه الخطوة، حيث ازدانت صالة الوصول في المطار بالورود لاستقبال أول طائرة وركابها، بعد سنوات من عدم الهبوط لاعتبارات أمنية، وسط معلومات عن توجُّه المملكة العربية السعودية لرفع حظر سفر المواطنين السعوديين إلى لبنان خلال عيد الاضحى المبارك، وينصب الاهتمام الحكومي في هذه المرحلة على على متابعة الاجراءات التي تضمن سلامة وأمان عودة الخليجيين الى لبنان.
وقالت مصادر حكوميه لـ «اللواء»: انه سيتم انشاء غرفة عمليات سياحية بالتنسيق بين وزارات السياحة والداخلية والدفاع والاشغال العامة وأيضا سيتم التنسيق مع وزارة الاقتصاد لمتابعة موضوع الاسعار وعدم استغلال السياح والمصطافين الخليجيين، ومتابعة كل امور السواح والمصطافين وتلقِّي اي شكاوى منهم.
وقال مرقص: ان خطوة اليوم تساهم في إعادة بناء الثقة بين لبنان والامارات، وهناك لجان وزارية ومتابعة في اجتماعات لتذليل أي معوقة أمام قدوم الجاليات. والحكومة عازمة وناشطة على تذليل اي صعوبات أمام قدوم الإماراتيين ونحن بانتظار الخليجيين والدول الصديقة. فالوضع الأمني مريح لإستقبال السياح وخاصة الأخوة في الخليج.
الصندوق العربي للإنماء
وفي إطار العودة العربية اقتصادياً وإنمائياً إلى لبنان جال المدير العام رئيس مجلس إدارة الصندوق العربي للإنماء الإقتصادي والإجتماعي بدر السعد والوفد المرافق على رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة. بحضور رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر وإبراهيم شحرور.
واكد الرئيس عون على ان المرحلة الجديدة المقبلة عليها البلاد تحتاج الى دعم ومساندة الدول العربية الشقيقة التي طالما وقفت الى جانب لبنان وشعبه، ونحن نرحب بأي خطوة جديدة من شأنها ان تساعد على عملية النهوض التي بدأت بسلسلة إجراءات اتخذتها الحكومة وسوف تستمر في اتخاذها.
وخلال اللقاء أكد السعد ان هدف زيارته الى لبنان مع الوفد المرافق، هو إعادة تحريك العمل الإنمائي المموَّل من الصندوق بعد توقف استمر لسنوات، مبديا التزام الصندوق بتنفيذ القروض المعطاة للبنان، والاولوية هي للقروض الإنمائية لاسيما في مجالي التعليم والصحة. ولفت الى التعاون القائم بين الصندوق والبنك الدولي، والى ان اجتماعات ستعقد مع الوزراء المعنيين للوقوف على الحاجات، متمنيا ان تتوفر التسهيلات اللازمة لاطلاق عجلة التنفيذ.
وقال السعد: سيتم تأهيل الكوادر الفنية في الوزارات والأجهزة الأمنية في لبنان. وتطرقنا الى الكثير من المشاريع سواءٌ الكهرباء او المياه والتعليم والصحة والطرق. واطلعنا فخامة الرئيس على اننا سنلتقي وزراء المالية، والاقتصاد، والتنمية الاجتماعية، وحاكم مصرف لبنان، وبالتأكيد مع مجلس الانماء الاعمار. ولدينا الآن فريق موجود في مجلس الانماء والاعمار لمناقشة المشاريع القائمة، والمشاريع القادمة.
وأبلغ السعد الرئيس بري إستعداد الصندوق لإعادة نشاطه التنموي وبرامجه القائمة والقادمة في لبنان.وقال بعد اللقاء: نحن متواجدون في لبنان لإعادة نشاط الصندوق العربي، ونفتخر بأن نكون أول مؤسسة تمويلية تتواجد في لبنان وتبدي إستعدادها لإعادة النشاط التنموي في لبنان، لقد أخطرنا الرئيس بري بأن الصندوق العربي الآن لديه توجُّه جديد، وهو أن الصندوق هو من سيقوم بدراسات الجدوى وتمويل المشاريع التنموية بمساعدة الصناديق الأخرى، وهذا يهدف إلى تقصير العملية المستندية بدلاً من أن يقوم لبنان بإعداد دراسات الجدوى فالصندوق سيقوم بإعدادها وتمويلها.
كما زار السعد الرئيس نواف سلام ،الذي عبّرعن تفاؤله بالمستقبل خصوصاً في ظل هذا الاهتمام العربي، مشيرا إلى «وجود فرصة تاريخية لا بد من الاستفادة منها على طريق تحقيق النهوض في المجالات والقطاعات المختلفة».
وبعد اللقاء، قال السعد : اللقاء كان إيجابيا جدا هناك تفاؤل وسقف عالٍ من التوقعات، وأكدنا للرئيس سلام أن هذا السقف سيتم تحقيقه بالتعاون مع الحكومة اللبنانية.
لجنة المال: للإسراع بإرسال قانون الفجوة المالية
مالياً ، عقدت لجنة المال والموازنة اجتماعاً، هو الثاني من نوعه، خصصته لاستكمال درس مشروع قانون اصلاح المصارف واعادة تنظيمها.
وطلبت اللجنة بتوجيه للحكومة بالاسراع بإحالة مشروع الفجوة المالية الذي هو أساس استعادة الودائع بانتظار ان يُعدَّ حاكم مصرف لبنان كريم سعيد تصوراً شاملاً لحل الازمة.
زيادة الأجور في القطاع الخاص
على صعيد تصحيح الاجور في القطاع الخاص، أعلن وزير العمل محمد حيدر، بعد اجتماع لجنة المؤشر بحضور رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير ورئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر عن رفع الحد الادنى من 18 مليون ل. ل. (أي ما يقرب من 200 دولار أميركي) إلى 28 مليون ل.ل. (أي ما يقرب من 312$ أو 314 دولاراً في حين أن وزير العمل يتجه لرفع الزيادة إلى 320 دولار شهرياً.
وقال حيدر بعد الاجتماع: هذه الخطة سأحملها الى مجلس الوزراء والعمل على إقرارها وهي ، رفع الحد الأدنى للأجور الى 28 مليون ليرة ، مع زيادة التقديمات العائلية التي أرسلنا بها مرسوماً بما يعادل الضعفين ، مع زيادة التقديمات المدرسية ضعفين ونصف، ومع المحافظة على قيمة بدل النقل، لأنه لم يطرأ أي زيادات في الفترة الاخيرة ، مع دراسة وضع المؤسسات العامة الخاضعة لقانون العمل التي لم تلحظ في المراسيم السابقة، على أن يلي ذلك اجتماعات دورية للجنة المؤشر كل شهرين لكي تدرس تطور الوضع الاقتصادي والتحسن في سوق العمل خلال الستة أشهر القادمة. وفي شهر كانون الأول تجتمع اللجنة لتقييم الوضع ودراسة تصحيح الأجور، وسيترافق ذلك مع اعداد الموازنة العامة التي ستكون الحكومة في ذلك الوقت تدرسها من اجل سلسلة الرتب والرواتب في القطاع العام للعام 2026.
الاعتداءات الاسرائيلية تتواصل
وعلى الارض أيضاً، استهدف الاحتلال منزلاً مدمراً في مجدل زون، كما ألقى قنبلتين صوتيتين على سيارة في كفركلا.
إلى ذلك، توقع مصدر أمني لبناني أن تسلم حركة حماس المطلوب الرابع خلال الساعات المقبلة مشيراً إلى الحصول على «تعهدات من حماس بعدم القيام بأي عمل عسكري من الاراضي اللبنانية.
وحذر رئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام في لبنان الجنرال أرلدو لاثارو من «استقرار هش» يسود الجنوب منذ التفاهم على وقف الاعمال «العدائية» في 27 تشرين الثاني 2024، كاشفاً أن ما يحول دون انتشار الجيش اللبناني بصورة كاملة هو الاحتلال، والانشطة الاسرائيلية في المنطقة.