سياسةمحليات لبنانية

قالت الصحف: الحريرية تجدد نفسها بخطاب ماضوي!

 

الحوارنيوز – خاص
نجح رئيس الحكومة السابق في رمي المسؤولية بجزء منها على الشركاء في السلطة، لكنه فشل هو وحزب المستقبل في تجديد شباب الحزب وتجديد خطابه، إذ استمر الخطاب على ماضويته … والخطاب الماضي لا يصنع تجديدا!
صحيفة "النهار" عنونت:" 14 شباط من بيت الوسط: زعامة الحريري نابضة وهجومية" وكتبت تقول:" ربما كانت الافتعالات المتعمدة لاثارة مواجهات هامشية في محيط ضريح الرئيس رفيق الحريري في ساحة الشهداء واتهام انصار الحريرية والرئيس سعد الحريري بالمسؤولية عن المواجهات مع الانتفاضة الدليل المكشوف على نية تعكير يوم الذكرى الـ15 لاغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه ومن خلاله التشويش على خطاب الرئيس سعد الحريري في الذكرى. والواقع ان مجريات يوم 14 شباط سواء في الرسائل التي انطلقت من الحشد الكبير الذي استقطبه بيت الوسط ومثله حشد الانصار في وسط بيروت او من خلال المضمون المتوهّج لخطاب الرئيس سعد الحريري قدمت مشهدا سياسيا لا جدال فيه حيال نجاح الحريري بعد خروجه من السلطة في رسم معالم الموقف والدور اللذين خطهما لنفسه ولـ"تيار المستقبل " في المرحلة التي اعقبت انهيار التسوية الرئاسية والتي نعاها الحريري امس طبقا لما كانت "النهار" أوردته في عنوانها الرئيسي امس. ويمكن القول استنادا الى وقائع احياء الذكرى الخامسة العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في بيت الوسط وخطاب المناسبة والأصداء التي اثارها خصوصا لدى "التيار الوطني الحر " ان الرئيس سعد الحريري حقق مجموعة اهداف فورية شكلا ومضمونًا من خلال تحويله الذكرى الـ15 الى محطة متقدمة في الدفاع عن انجازات الحريرية ومقارنتها بالأرقام والوقائع مع ممارسات سياسات التعطيل التي لاحقت الاب ومن ثم الابن على امتداد العهود وصولا الى تحميل الحريرية تبعة الازمة الهائلة الحالية في المديونية والسيولة. وجاء الرد متعدد الأساليب بدءا بعرض شريط مفصل بالوقائع منذ بداية الطائف ووصول الرئيس رفيق الحريري الى السلطة وبدء سياسات استهدافه امتدادا الى الاستهدافات التي طاولت حكومات الرئيس سعد الحريري اذ تركزت وقائع هذا الشريط على ازمة الكهرباء التي تولاها وزراء عهدي لحود وعون ورتبوا على الخزينة نحو 47 مليار دولار اي ما يناهز نصف الدين العام."

صحيفة "الأخبار" عنونت:" الحريري يحتفل بتحرره من باسيل" وكتبت تقول:" خسِر سعد الحريري كثيراً طوال 15 عاماً، ولا سيّما في السنوات الثلاث الأخيرة. أمس، في الذكرى السنوية الخامسة عشرة على اغتيال والده، أعلن فعل الندامة وأحرق المراكِب كلها مع الوزير الساِبق جبران باسيل


بمشهَدٍ شبيه باستقباله يومَ عودته مُحرّراً من المملكة العربية السعودية، تجمّع مُناصرو رئيس الحكومة السابِق سعد الحريري في وادي أبو جميل. الحضور كانَ لإحياء الذكرى الخامسة عشرة لاغتيال والده الرئيس الأسبق للحكومة رفيق الحريري. مناسبة سرعان ما تحوّلت إلى فرصة للاحتفاء بتحرّر رئيس تيارهم، مرّة أخرى، وعودة "أسيرهم" الى أحضان جمهوره بعدَ ثلاث سنوات من الاحتجاز الطوعي الذي اختاره لنفسه بينَ قبضات الرئيس ميشال عون والوزير السابق جبران باسيل. في الزواريب المُحيطة ببيت الوسط، مروراً بالباحة الخارجية للمنزل، وحتى في داخله، امتلأت المقاعد وازدحمت المساحة بوزراء ونواب وسفراء وشخصيات عامَّة ومُحبّين. جمهور فاقَ بعدده ما استقطبه احتفال تحرير الحريري من براثن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قبل عامين ونصف عام. جمهور اشتاق إلى خطاب يلعب على مشاعره، بإعلان وقف التسويات والتنازلات، وإعادة تظهير عدوّ يشدّ العصب. حاجة بدأ يلبّيها الحريري بعدَ خروجه من الحكومة، بالتصويب على التيار الوطني الحرّ، واتهامات بالتعطيل بلغَت ذروتها يومَ أمس. بينما كانَ الحريري ينعى التسوية، كانَ المُحتَشدون يستعجِلون دفنها بصيحات الـ "الهيلا هيلا هو"!


إلى جانِب "النعوة" التي رافقَت إحياء الذكرى، رسَم الحريري "خريطة طريق" تيار المُستقبل في المرحلة المُقبلة على المستوى السياسي، في الداخِل والخارجِ. الذكرى تمّ إحياؤها تحتَ شعار "السياسات الحريرية ومسلسل التعطيل"، وتخلّلتها أغانٍ من وحي المناسبة، إلى جانب شريط وثائقي لبعض المحطات السياسية منذ أيام الحريري الأب. وأتت بعدَ تطورات بازرة شهدتها البلاد في الأشهر الماضية، خاصّة استقالة الحريري من الحكومة وما رافقها من تداعيات على صعيد علاقته بحلفاء تحولوا إلى خصوم، وحلفاء قدامى يحاولون ترميم العلاقة.


نحو ساعة من الوقت قضاها الحريري في شرح أسباب الطلاق مع عون وفريقه عبرَ مواقِف عالية السقف، تنطوي على مراجعة للأعوام الماضية التي قالَ الحريري بأنه "انطحن فيها وواجه وتعلّم وأخطأ وربِح وانطعن وصبر وتعرَّف على أوادِم وصادقين ورفاق درب وصوليين وانتهازيين". تلا فعل الندامة بعدَما كبّدته التسوية خسائر سياسية وشعبية في الداخل، وخسارة مكانته عربياً وخليجياً. تحدّث الحريري عن باسيل كمن يتحدّث عن "صديق غدّار". لم يحمّله فقط مسؤولية كل التعطيل في البلد وما آلت اليه الأمور في البلاد، بل "عايره" أيضاً "بانقلابه على اتفاق معراب".


في موازاة ذلك، يُمكن الإشارة إلى مسألتين بالغتَي الأهمية في الدليل السياسي للخطاب: الأولى، أن الحريري ركّز على "مغازلة" النائب السابق وليد جنبلاط، الذي مثّله في الذكرى ابنه تيمور. مرّتان كرّر فيهما الحريري الكلام عن جنبلاط، مؤكداً "التحالف المتين معه"، ذاكراً إياه بالاسم، في معرض اتهامه لباسيل بمحاولة إقصاء البيك من الحكومات. علماً أنه وعلى الرغم من إعطاء مثل عن حزب "القوات" لكنه لم يأتِ على تسمية سمير جعجع ولا زوجته النائبة ستريدا طوق التي اعتذرت عن عدم الحضور بداعي المرض. عوضاً عن ذلك، رحّب الحريري بالوزيرة السابقة مي شدياق "مش لأنها من القوات بس، لأنها الشهيدة الحية"، وسطَ حضور باهِت للقوات تمثّل بنواب سابقين ووزراء سابقين أيضاً.


بينما كانَ الحريري ينعى التسوية، كانَ المُحتَشدون يستعجِلون دفنها بصيحات الـ"الهيلا هيلا هو"


والثانية هي أنه بعدَ أن قال كل ما قاله بحق العهد، بجناحه المُتمثّل بباسيل في حضور النائب إيلي الفرزلي، حيّد الرئيس عون "اللي بيعرف إحترامو عندي". ربما لأن الحريري لم ينسَ مساعدة "بي الكل" يومَ اختطفته الرياض فقال: "أنا حافظلو مواقفو". حاوَل فصله قدرَ الإمكان مع الإشارة إلى "تعامله مع رئيسين، واحد في بعبدا وآخر في الظل"، كما حاوَل تحييد حزب الله، فلم يأتِ على ذكره عبر "هيمنة وغلبة السلاح"، بل بكلام عام جداً "لا يُصرَف" في البلاط السعودي، كونه لا يرقى إلى مستوى المواجهة التي تريدها الرياض والغرب في ظل التحولات الكبرى للوقائِع الداخلية كما المتغيّرات الخارجية. وطبعاً، لم ينسَ الحريري انتقاد "المزايدين" الذين لم يكونوا ضمن قائمة المدعوين كالنائب نهاد المشنوق فقال: "يُمكنهم أن يتحدثوا ويطلقوا خطابات لكن الكلام عليهم، والكلفة علينا وعلى دار الفتوى وعلى الطائفة وعلى جمهور تيار المستقبل".


بعدَ ذلك انصرف الحريري للحديث عن برنامِج تيار "المُستقبل": إعادة هيكلة والتفرّغ للعمل التنظيمي، مُعلناً انعقاد المؤتمر العام للتيار قريباً، وهي خطوة "لا بدّ منها" بعدَ الترهّل الذي أصابه، والشكاوى التي تصِل إلى مسامِع الحريري من دون انقطاع.

صحيفة "الأنباء" الإلكترونية عنونت:" مشهد سياسي جديد يرتسم .. والعنوان: خصومة مع العهد" وكتبت:" شكّلت الكلمة التي ألقاها الرئيس سعد الحريري لمناسبة الذكرى الخامسة عشر لاستشهاد والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في المهرجان الحاشد الذي أقيم في بيت الوسط، الحدث السياسي الأبرز في مجريات النصف الثاني من الأسبوع؛ مع استمرار حال التخبط الذي تعيشه البلاد جراء تفاقم الأزمة الاقتصادية والنقدية التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم في ظل الارتفاع المفرط في سعر صرف الدولار؛ بما يؤشر إلى مضاعفات مالية ليست في الحسبان، وعجز الحكومة حتى اللحظة عن اجتراح الحلول وكأن لا شيء في الأفق لحلّ قريب، لا بل على العكس ثمة عوامل توحي أن لا أمل في الوقت الحاضر أقله في الأشهر الثلاثة المقبلة.

ومن بيت الوسط؛ نعى رئيس تيار "المستقبل" التسوية السابقة بينه وبين التيار الوطني الحر إلى غير رجعة، وشنّ هجوماً لاذعاً على الوزير السابق جبران باسيل "رئيس الظل"؛ ما استوجب رداً سريعاً من الأخير قال فيه: "لن أكون مثلك وأنت من الصعب ان تكون مثلي، ومهما فعلت فلا بد ان نتفق معا في المستقبل".

وفيما أنهى الحريري علاقته بباسيل وبرئيس الجمهورية مكرّساً الخصومة مع العهد؛ جمع في كلمته وفي الاحتفال شخصيات وأحزاب تلتقي على خصومة عون؛ فكان أن حيّا القوات اللبنانية الممثلة بالوزيرة السابقة مي شدياق؛ ثم وجّه تحية لافتة خصّ بها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، الذي غرّد من ناحبته على حسابه على موقع "تويتر" قائلاً: "‏وإنْ كنا اليوم قلة مع سعد الحريري، لكن لا لاغتيال الطائف الذي صاغه رفيق الحريري، ولا للتقسيم المبطن تحت شعار اللامركزية المالية؛ ولا لاغتيال لبنان الكبير من قوى الوصاية؛ ولا للإفلاس من رافضي الإصلاح، ولا لاغتيال العروبة من أعداء الداخل؛ ولا لاغتيال فلسطين من صفقة القرن".

ثم مرر الحريري رسالة إيجابية نحو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية؛ فيما لامس العلاقة مع حزب الله من باب "التنغيم" على موضوع المال الإيراني "الذي قد ينقذ حزباً لكنه لا يكفي للدولة".

وفي سياق التعليقات على خطاب الحريري؛ علّقت مصادر التيار الوطني الحر عبر "الأنباء" مستغربة "سكوته كل هذه المدة كي يبق البحصة التي هدد بها مراراً"؛ قائلة: "اذا كانت مصلحة التيار الوطني تقتضي التحالف مع الحريري لانتخاب عون رئيساً مقابل ترؤس الحريري الحكومة طيلة السنوات الست من العهد، فإن الحريري وحده يتحمل مسؤولية خروجه من السلطة بغض النظر عن الثورة الشعبية وتأثيرها على مجريات السياسة المحلية".

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى