إغتراب

المغتربون يجمعون:نريد دولة..لا نريد ان نتحول منتشرين!

 

حكمت عبيد – الحوارنيوز خاص

قد يختلف المغتربون حول الكثير من المسائل، شأنهم شأن مختلف اللبنانيين، لكنهم يجمعون على نقطة إلتقاء واحدة: نريد دولة.

والإجماع معطوف على توصيف واضح للدولة المنشودة: دولة لا فساد فيها. دولة تحمينا وتحمي مصالحنا في الداخل كما في المغتربات. دولة نشعر معها بمواطنيتنا الخالصة.

سؤال وجهته “الحوارنيوز” عن رسالتهم الى دولتهم في يوم المغترب؟وكيف يرون لبنان الغد؟ فكانت أجوبة تقاطعت عند التالي:”

نريد دولة تتعامل معنا كمواطنيين لا اتباع.

نريد دولة لا تسرقنا من خلال المصارف ومن خارج المصارف.

نريد دولة قانون ومؤسسات، يكون فيها العدل أساس الملك، والكفاءة فيها هي المعيار…

بوجع أجابوا على سؤال وجهته الحوارنيوز إلى ثلاثة من المغتربين، وبألم تحدثوا.

بإيمان أكيد بلبنان، لكن ليس بنظامه الطائفي ولا بالسلطة الحاكمة أو تلك التي تعاقبت على الحكم منذ أن وضعت الحرب الاهلية أوزارها ودخلنا مرحلة السلم الملتبس وبناء الدولة المعلق!

حسيب مكارم

يجيب المغترب حسيب مكارم ( نيجيريا – أفريقيا) على سؤال “الحوارنيو”: “نحمد الله الف مرة اننا لا زلنا مغتربين عن بيئتنا المصابة بلوثة، او قل لوثات، منها طائفي، ومنها انعزالي، ومنها الجهل والتعلق بالمصلحة الخاصة، والفساد على انواعه.ونحمد الله انه لا زال عندنا قدم بالفلاحة، وقدم بالبور وألا كنا بدأنا التسول بفضل دولة مارقة وسارقة وفاشلة، نهبت اموالنا في المصارف”.

مكارم أبن عائلة تجاوز عمر اغترابها المئة والخمسين عاما، وطوال هذه الحقبة لم يشعروا كعائلة مثلما يشعرون اليوم من حزن على الوطن المفقود.

ويتابع:” آسف لكون كلمتي سلبية لكن لا أقدر ان اقول افضل من هذ القول، ولن أوجه نداء للمسؤولين، لأن من ظننا انهم مسؤولون غدروا بنا وخسروا ثقتنا بهم”.

 ويختم مكارم بتأكيد الثقة بالوطن لا السلطة:” لن نسمح بأن يقتلوا فينا إيماننا بلبنان، سنبقى نتطلع إلى يوم يذهب هؤلاء مع فسادهم ونظامهم الطائفي الفاسد ويبقى لبنان”.

أرماندو مراد

ويرى أرماندو مراد من الإغتراب اللبناني في أميركا اللاتينية أن “الدولة في غيبوبة بين الحياة والموت في غرفة العناية الفائقة والاغتراب ينتظرون املين الشفاء قبل ان ينهار الكيان والوطن”.

 

ويضيف مراد:” الوضع معقد ولا ارى حلولا في المدى القصير . التركيبة التوافقية الطائفية وصلت الى نهايتها ومعها بداية الانهيار المؤسساتي في ألدولة، السلطة التنفيذية في شلل وقد يطول تصريف الاعمال الى ما لانهاية نتيجة الخلل الدستوري الذي لم يضع نصا لفترة زمنية محدودة لتشكيل حكومة عدا عن الخلافات على الوزارات والمحسوبيات السياسية الضيقة .وللضغوطات الخارجية اقليميا ودوليا تأثيرها أيضا ، والسلطة القضائية المنحازة الى أوامر اللوبي  السياسي والطائفي من ما يجعلها تعمل تحت ضغوطاتهم ومصالحهم، البنك المركزي والمصارف “استنسابيتهم”سلبت أموال الناس ودمرت القطاع المصرفي والمالي والاقتصادي. ورجال الدين يتشاطرون في رسم الخطوط الحمر دفاعًا عن الفاسدين والمشتبه بهم، تبقى المؤسسة العسكرية هي الأمل والجامع الوطني الوحيد في ما تبقى من دولة للحفاظ على السيادة والامن الى حدا ما.

 ويتساءل مراد:” ماذا اقول للدولة؟  قومي من تحت الردم  للتغير واعادة الهيكلة والحوار حول اي لبنان نريد، وهو بداية الحل”.

حسين علّوش

حسين علّوش، إبن الشمال وابن بلدة المنية والناشط في أوساط اللبنانيين في سيدني تساءل:” ماذا يمكننا ان نطلب من الدولة؟

ويضيف:” تكاد الثقة أن تكون معدومة بالسلطة وبالدولة في آن، دون أن يعني ذلك أننا تخلينا عن وطننا لبنان”.

ويقول علّوش:” نعيش في سيدني واستراليا وقلوبنا في لبنان تعتصر ألماً على ما يحصل هناك”.

ويبدي علّوش أمله بأن تؤلف حكومة جديدة في لبنان من أصحاب الكفاءات والكف النظيف، ولكن الحكومة بذاتها لا تكفي لكي نشعر بالإطمئنان – يتابع علوش – بل أننا كسائر اللبنانيين ننتظر برنامجا واضحا للإصلاح السياسي والإداري والمالي والضريبي، أي أننا بحاجة لدولة جديدة بقوانينها وآداء كا من يقدم نفسه للعمل في الشأن العام”.

وردا على سؤال يقول علّوش:” المغتربون يقومون بواجباتهم تجاه وطنهم وأهلهم لكن السلطة قد اساءت لهم عبر وضع يدها على أموالهم من خلال المصارف وبالتواطؤ معهم للأسف، وقبل أن تعود هذه الأموال فلا ثقة لا بالدولة ولا بالمصارف”.

ويختم علّوش: عندما تعود الدولة نقول لها ماذا عليها أن تفعل بيوم المغترب”!

بدوي الحاج

بدوره المغترب بدوي الحاج من الإغتراب اللبناني في استراليا أجاب:” يُصادف اليوم أن يكون “يوم المغترب اللبناني”، وليس يوم المُنتَشِر كما يَحلو للبَعض تَسمِيَته . فالمُغتَرب هو الذي تركَ بلده قَسراً وحلم العودة لا يُبارِح مُخيّلته. .

إنه المُتَجَذّر أبداً بأرضِه وبيتِه وطفولته، يعود إليها متى اشتاق أو سنحَت له الظروف .

هو مَن يتأثر، حُزناً أو فَرَحاً، مع بلدِه الأم والتطورات التي تَعصُف به .

هو من يَمدّ يد العون إنْ كانَ سِياحِيّاً أو مادّياً، كي يَبقى الوطن مزدهراً ومُواكِباً للبلذان المُجاوِرة .

أما المُنتَشِر فهو مَن ترك بلده طَوْعاً دونَ أن يَلتَفِتَ وراءَه أو يَعود إلى زيارته أو يدعمه يوماً، بل نأى بنفسه عنه واختار أن يَقوم باندِماج كُلّي مع البلد الذي اختاره كَبَديل، بِعاداتِه وتقاليدِه وشؤون حياته”!

 

ويعبر الحاج عن حزن المغترب في يومه ويقول:”  اليوم هو يومٌ حزين في حياة كل مغترب لبناني، لا سِيَّما وأنّ الوطن في انهيار اقتصادي واجتماعي لَم يمر به من قبل، خصوصًا أنّ مَن يَتَوَلونَ شؤون إدارته لَمْ يُحَرِّكوا ساكِناً في انتِظار أُعجوبَة ما، تُنقِذ “سويسرا الشرق” كما كانوا يُطلِقوا عليه وليسَ بِزَمَنٍ بَعيد .

المُغتَرِب اللبناني لَطالما حَلِمَ بالعودة إلى وطن حَضاريّ، لكن مسؤوليه أمعَنوا فَتكاً وتدميراً بِحَضارته المَرجُوّة، فأضحَتْ شبه مَعدومة وبعيدة المَنال .

أُريدُ أنْ أسألهم عن الكارثة الاجتماعية والفقر المُدقِع الذي يعيشه أهلنا في لبنان” .

ويتساءل الحاج:” ماذا فعلوا كي يَنهضوا من هذه الكَبوة والتي جعلت من المواطن اللبناني يَتمَنّى الموت كل يوم على الذّل كل لحظة !

ماذا فعلوا بالطّحين، بالرَّغيف، بالدّواء، بِالمَشافي، بالمَدارس وبِوَدائع الناس ..!

ماذا فعلوا بأرضِنا، بِدِيارِنا، بأشيائِنا، بكَراماتِ أهلِنا”!

ويختم:” كُنّا نتمنى أن تكون الأمور عكسَ ما هي عليه اليوم، فَنَحتَفِل معاً، وطنا ومواطن ومغتَرِبا في “يوم المغترب اللبناني” قبلَ أنْ نَتَحوَّل تِلقائياً إلى “مُنتَشِرين”، وهذا ما يَسعى إليه البَعض، لا يَعنيهم ما يَجري في بلدهم الأم .

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى