سياسةمحليات لبنانية

قالت الصحف:مسحة التشاؤم تتغلب حكوميا وصحيا

 

الحوار نيوز – خاص
عشية المرحلة الأولى من الخروج من الاقفال العام لم تلحظ الصحف الصادرة اليوم أملا بفتح كوة في الجدار الحكومي على الرغم من الأجواء السائدة خارجيا ،ولا في المجال الصحي في ظل جائحة كورونا .


• صحيفة النهار كتبت تقول: عاد الفراغ السياسي يظلل الواقع الدراماتيكي الذي يرزح تحته اللبنانيون من دون أي امال جدية في تشكيل حكومة باتت عنوانا لانتظار تشكيلها من المجتمع الدولي بأسره بل لشروطه الإجماعية لتقديم الدعم العاجل للبنان قبل ان ينزلق الى الانهيار الكبير والأخير بل ان مجمل ما نسج من سيناريوات في الأيام الأخيرة على احتمال حصول خطوات جديدة في الاتجاه الحكومي بقي حبرا على ورق تغلب عليه الاجتهادات والمعطيات غير الدقيقة .
واذا كانت البلاد تدخل من الاثنين مرحلة التمديد للاقفال مع توسيع جزئي لفتح بعض القطاعات وفق الراحل الأربع التي أعلنتها رئاسة الحكومة امس فان الواقع الصحي في ظل الانتشار الوبائي الواسع الذي لا يزال مقلقا للغاية يشكل عاملا ضاغطا بقوة زائدة للخروج من واقع تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة علما ان الاستحقاقات المالية والاقتصادية والاجتماعية الأخرى تتراصف وتتراكم بدورها منذرة بان تحمل الأسابيع المقبلة تطورات خطيرة في الشارع وعلى مستوى الاستقرار العام . ومع ذلك فان المعطيات الجدية تشير الى ان العهد وتياره السياسي لا يظهران أي استعدادات لزحزحة موقفهما التعطيلي لتأليف الحكومة وان مجمل ما أظهرته فرنسا من استعدادات متجددة لاحياء مبادرتها شرط اظهار خطوات عملية نحو الخروج من تعطيل الحكومة لم يترك بعد التأثير الحاسم والكافي لتوقع إيجابيات حقيقية في قابل الأيام . وفي هذا السياق لم تتإكد بعد المعلومات الصحافية التي تحدثت عن احتمال قيام موفد رئاسي فرنسي بزيارة قريبة لبيروت .
ووسط تفاقم ألاجواء القاتمة حيال الواقع السياسي والصحي والاقتصادي والاجتماعي بدا لافتا امعان "التيار الوطني الحر" في سياسات المكابرة ورمي سائر الأطراف بشتى أنواع الاتهامات وإظهار نفسه في موقع طوباوي رغم ما يتحمله من تبعات في الازمات ان لم يكن اكثر من الاخرين في بعض جوانب الازمات فاقله كسائر الذين يرشقهم بالاتهامات .
ولم تنفع امس محاولة التيار اصطناع التوازن في ذكرى توقيع تفاهم مار مخايل بينه وبين حزب الله التي استغلها لشن حملة على خصومه واعتبر ان هذا التفاهم "جنّب لبنان شرور الفتنة والانقسام وحماه من اعتداءات الخارج، فردع إسرائيل وصدّ الإرهاب، إلا أنه لم ينجح في مشروع بناء الدولة وسيادة القانون، واعتبر أن تطوير هذا التفاهم بإتجاه فتح آفاق وآمال جديدة أمام اللبنانيين هو شرط لبقاء جدواه اذ تنتفي الحاجة إليه إذا لم ينجح الملتزمون به في معركة بناء الدولة وانتصار اللبنانيين الشرفاء على حلف الفاسدين المدمّر لأي مقاومة أو نضال".
وفي الملف الحكومي دعا التيار "رئيس الحكومة المكلف إلى استخلاص العبر ومراجعة الأسس التي ينطلق منها في عملية التشكيل بما ينتج حكومة قادرة بتوازناتها ووزرائها المتخصصين والقادرين وبرنامجها على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة وتحمل المسؤولية باتخاذ القرارات المصيرية في السياسة والأمن والاقتصاد والمال والغاز والحدود.".

الى ذلك تواصلت الاصداء المستنكرة لجريمة اغتيال الناشط والكاتب والناشر لقمان سليم وتعبيرا عن رفض أسلوب التصفيات المجرمة، نفّذت امس مجموعات الثورة وقفة احتجاجية في ساحة سمير قصير في وسط بيروت، تلا خلالها حارث سليمان بياناً بإسم المجموعات، أكد فيه أنه "لم تكن للقمان سليم ثقة بالتحقيقات التي تجريها النيابات القضائية بعدما اختبر عجزها في كل الاغتيالات السابقة فأصدر حكمه بنفسه في جريمة اغتياله"، ودعا إلى "رص الصفوف في مواجهة الاستبداد لاستعادة الدولة المخطوفة واعادة تكوين السلطة وصولاً الى الدولة المدنية، "معتبراً أن ادانة هذه المنظومة ستكون #عوناً لشعب لبنان في معركته العادلة، ومحذراً من أن "اي انفتاح من المجتمع الدولي على المنظومة ستترجمه الأخيرة رخصة لها لممارسة الترهيب بحق اللبنانيين" .واعتبر المشاركون في البيان، "أنه آن الأوان لجامعة الدولة العربية والامم المتحدة ان تؤمّن السبل لحماية اللبنانيين من التداعيات الكارثية التي يحدثها السلوك الاجرامي لمنظومة الفشل والفساد والارتهان للخارج وذلك عبر تطبيق تصفية دموية يتعرض لها ثوار لبنان وقياداته الجديدة."


• وكتبت صحيفة الديار تقول: يكاد المشهد اللبناني يكون مختلفا ومعاكسا للمشهد الدولي الذي اخذ بالتبدل التدريجي بعد رحيل ترامب ومجيء الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن.
ويكاد لبنان بسبب سياسة "المتراس" بين الرئيسين عون والحريري في عملية تشكيل الحكومة يفرط باللحظة الدولية المناسبة للتأليف ويغور عميقا في ازمته حتى الانهيار الكامل.
تناقض كبير بين استمرار " دوّيخة " الحكومة في لبنان وما يجري على الساحة الدولية والاقليمية من تطورات تؤشر الى متغيرات باتجاه الحلول في مناطق وبلدان عديدة . فها هي ليبيا رغم التعقيدات والتداخلات الكبيرة توضع على سكة الحل بعد انتخاب مجلسها ورئيس حكومتها الانتقالية برعاية دولية وبفعل التوافق والتنسيق الاميركي الاوروبي الذي سيكون عنوان المرحلة في عهد بايدن. وها هي اليمن تلتمس ضوء التهدئة ووقف الحرب بقرار صريح وواضح من ادارة بايدن بان لا دعم عسكريا للتحالف الذي تقوده السعودية لوقف الحرب ، ولا تصنيف للحوثيين بانهم ارهابيون لاستئناف العملية السلمية للافراج عن المساعدات للشعب اليمني وان كانت هذه الخطوة هي تمهيدية لمسيرة شاقة من المفاوضات الاقليمية والدولية.
وها هو الملف الايراني يبدأ بالتحرك على قاعدة العودة للاتفاق النووي الذي نسفه والغاه ترامب وفي ظل عملية جس نبض تمهيدية بين واشنطن وطهران.
وفي ظل المشهد الدولي المتحرك برز مؤخرا البيان الفرنسي – الاميركي المشترك المتعلق بلبنان وتشديده على انجاز التحقيق بانفجار المرفأ وتشكيل حكومة جديدة ذات " مصداقية" دون ان يتطرق الى شروط او تفاصيل.
ويجمع المراقبون على ان البيان بعد الاتصال بين الرئيسين ماكرون وبايدن الذي تطرق الى الملف اللبناني، يؤشر بوضوح الى توافق بين الدولتين على دعم المبادرة الفرنسية ودفعها الى الامام في التحرك المتجدد .ويرون ان ما يحصل من تنشيط لهذه المبادرة قبل تحديد موعد زيارة ماكرون المرتقبة لبيروت يعكس اشارات ايجابية واضحة يمكن البناء عليها للتفاؤل بتعزيز الضغوط لتسريع تشكيل الحكومة.
وفي هذا السياق قال مصدر سياسي بارز للديار امس ان الاجواء التفاؤلية التي تسود مؤخرا مبنية على المواقف والحراك الخارجي ، لكنها لا تعكس الاجواء الداخلية التي لم يطرأ عليها بعد اي تغيير بسبب استمرار الخلاف بين الرئيسين عون والحريري والذي يفاقمه ايضا التوتر والقطيعة بين المستقبل والتيار الوطني الحر.
واوضح المصدر انه على الرغم من تراجع التراشق الناري بين بعبدا وبيت الوسط فان الاجواء لم تتبدل بين الطرفين ، مشيرا في هذا المجال الى بيان المجلس السياسي للتيار الوطني الحر امس الذي دعا الحريري الى "استخلاص العبر ومراجعة الاسس التي ينطلق منها في عملية تشكيل الحكومة بما ينتج حكومة قادرة بتوازناتها ووزرائها المتخصصين والقادرين… والى التزام روح الميثاق ونص الدستور في احترام موقع رئيس الجمهورية ودوره والتوقف عن محاولة قضم الصلاحيات وضرب الشراكة وعودة المحاولة لوضع اليد على حقوق الذين اختاروا من يمثلهم وفقا لقواعد الدستور والميثاق".
وفي المقابل اكدت مصادر في تيار المستقبل للديار على ان الكرة هي عند رئيس الجمهورية بعد ان قدم الرئيس الحريري له التشكيلة الحكومية الكاملة وفق الاصول والمبادرة الفرنسية ايضا، وهذه التشكيلة لا تزال محتجزة في بعبدا.
ورفضت المصادر بشدة تحميل الرئيس المكلف اية مسؤولية في ما نشهده على صعيد موضوع الحكومة، متهمة الطرف الآخر بالتعطيل المتعمد وبمحاولة اللعب احيانا على الوتر الطائفي بحجة الدفاع عن حقوق المسيحين لحسابات شعبوية لا تتصل بواقع موضوع الحكومة او بالحقيقة.
الحريري في باريس
وفي اطار التحرك الخارجي الناشط للرئيس الحريري علمت الديار من مصادر موثوقة انه انتقل مساء اول امس الى باريس وان جدول زيارته يشمل لقاء الرئيس ماكرون وكبار المسؤولين الفرنسيين المتابعين للملف اللبناني .
وكشفت المصادر عن اجواء تفيد بانه خلال وجود الحريري في فرنسا ستجري اتصالات على ارفع مستوى مع بيروت تشمل الرئيسين عون وبري وقيادات سياسية اخرى منها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في اطار محاولة حلحلة الوضع الحكومي ومعالجة نقاط الخلاف التي تحول دون تشكيل الحكومة.
واضافت المصادر انه في حال نجحت هذه الاتصالات فان لقاء مرتقبا سيحصل في بعبدا بين الرئيسين عون والحريري بعد عودة الثاني الى لبنان لاستكمال بلورة التشكيلة الحكومية الجديدة، لكنها لفتت الى ان ذلك مرهون على معالجة نقاط الخلاف بين الطرفين خلال هذه الاتصالات المتوقعة.
المشهد الداخلي وترقب الخارج
وفيما يعول على التحرك الخارجي وما بدأته ادارة الرئيس ماكرون مؤخرا يسود جو من الترقب على الساحة الداخلية ، وتبرز معطيات عديدة ابرزها :
1- مبادرة الرئيس بري الاخيرة التي اكد انها ما زالت على الطاولة ، مكررا الدعوة للرئيسين عون والحريري الى الحوار والتفاهم حول الحكومة، ومشددا ايضا على ان المشكلة داخلية وليست خارجية.
وقالت مصادر مطلعة ان رئيس المجلس يتابع بدقة وهو منخرط في السعي الى الاسراع بمعالجة الخلافات على اساس ما اعلنه في بيانه مؤخرا ، وانه كما عبر في البيان لن ييأس وسيتابع مسعاه .
2- يسود جو ملبد في العلاقة بين بعبدا وبيت الوسط ، ويبدو ان كل جهة تحرص على ان تبادر الجهة الاخرى ما يعزز الاعتقاد بان هناك حاجة للتركيز على تقديم تنازلات متبادلة قبل تحديد موعد اللقاء بين الرجلين.
وصار معلوما ان عون يطالب بتسمية 6 وزراء مسيحيين من دون الوزير الارمني الذي تعتبر اوساط بعبدا انه خارج دائرة احتسابه من حصة رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر. بينما يتمسك الحريري برفض اعطاء الثلث المعطل لاي طرف وبمعارضة تسمية اي حزبي او تابع مباشرة لحزب او جهة سياسية ، مع موافقته على اختيار 5 وزراء مسيحيين يسميهم رئيس الجمهورية غبر الوزير الارمني.
كما يتمحور الخلاف على تسمية وزيري العدل والداخلية حيث يريد الحريري تسميتهما بينما يطالب عون بتسميتهما او على الاقل بتسمية وزير الداخلية .
وتقول المعلومات ان الجهود تتركز على مخرج لهذا الخلاف وعلى توافق الرئيسين على الاسمين او على الاقل على اسم وزير الداخلية .
3- يبرز موقف حزب الله الذي جدده نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في حديثه لاذاعة النور ودعوته لاستئناف الحوار المباشر بين عون والحريري وتدوير الزوايا في موضوع الوزارتين وتسمية الوزراء المسيحيين.
التيار وتعديل وثيقة التفاهم
على صعيد آخر برز امس موقف لافت للتيار الوطني الحر في بيان مجلسه السياسي بمناسبة ذكرى توقيع وثيقة تفاهم مار مخايل بين التيار وحزب الله فرأى ان هذا التفاهم "جنّب لبنان شرور الفتنة والانقسام وحماه من اعتداءات الخارج ، فردع اسرائيل وصدّ الارهاب . الا انه لم ينجح في مشروع بناء الدولة وسيادة القانون . ويعتبر المجلس ان تطوير هذا التفاهم باتجاه آفاق وآمال جديدة امام اللبنانيين هو شرط لبقاء جدواه اذ تنتفي الحاجة اليه اذا لم ينجح الملتزمون به في معركة بناء الدولة وانتصار اللبنانيين الشرفاء على حلف الفاسدين المدمر لاي مقاومة او نضال."
ولم تعلق مصادر الحزب على هذا الموقف، لكن عضو كتلة الحزب النائب ابراهيم الموسوي قال لاحقا ان هناك لجانًا نيابية وتنظيمية واعلامية من حزب الله والتيار الوطني الحر لدرس تطوير التفاهم. ورأى خصوم التيار في انه يندرج في اطار محاولة استرضاء وكسب بعض الشارع المسيحي بتكرار رفع شعار محاربة الفساد والحديث المتكرر عن تطوير التفاهم في هذا الاطار.
المستقبل والقوات
من جهة اخرى اندلع امس التراشق والسجال بين تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية بعد ان اعتبر النائب القواتي فادي سعد في حديث اذاعي ان الرئيسين عون والحريري " يتحملان مسؤولية فشل تشكيل الحكومة ، وان عون لا يزال يتصرف وكأنه رئيس التيار الوطني الحر ، وعلى الحريري ان يعتذر".
ورد المستقبل عبر موقعه الالكتروني عليه رافضا بشدة الموازنة بين موقفي الحريري وعون ، وقال " ان اصرار القوات اللبنانية على اعتماد سياسة التوازن بين الحق والباطل، باطل".
واضاف " ان سياسة التنصل من المسؤولية التي تحترفها القوات منذ ترشيحها العماد عون للرئاسة تزكم انوف اللبنانيين".
كورونا والفتح الجزئي
وفي شأن التدابير المتعلقة بكورونا اصدرت رئاسة مجلس الوزراء امس بيانا مفصلا عن خطة الخروج التدريجي من الاقفال الشامل على اربع مراحل كل مرحلة تمتد لاسبوعين . وتبدأ المرحلة الاولى اعتبارا من صباح غد وتقضي باعادة فتح السوبرماركت ومحلات بيع المواد الغذائية والمصارف بنسبة 20 بالمئة والمصانع المختصة بالصناعات الغذائية والدوائية والزراعية مع الابقاء على منع الخروج والولوج الى الشارع الا للحاصلين على اذونات خاصة عبر المنصة المخصصة لذلك.
واعلنت جمعية المصارف فتح ابوابها اعتبارا من صباح الغد لتلبية حاجات الموطنين وفق الشروط المحددة من الحكومة.


• وكتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: بين حركة 6 شباط 1984 وتفاهم مار مخايل 6 شباط 2006 تزامن في التاريخ، واختلاف تام في الهدف والرؤية والمقاربة السياسية.
وبينما كانت انتفاضة 6 شباط ضد مشروع الهيمنة وإدخال لبنان في النفق الاسرائيلي ولإسقاط اتفاق 17 أيار، وقد تصدى لهذا المشروع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حركة أمل نبيه بري وتمكّنا معاً من إعادة وصل ما انقطع وفتح طريق بيروت دمشق وطريق المقاومة الوطنية الى الجنوب، وذلك تحت عنوان إعادة إحياء المشروع الوطني وتثبيت عروبة لبنان، فإن تفاهم مار مخايل كما هو معروف جمع فريقين سياسيين على مصالح مشتركة رغم الخلاف في العقيدة وفي النهج والرؤية.

وقد وجد التيار الوطني الحر نفسه بعد 15 سنة على تفاهم مار مخايل، مرغماً على الإقرار بأنه لم ينجح في مشروع بناء الدولة وسيادة القانون، حيث اعتبر المجلس السياسي للتيار في بيانه أمس ان تطوير هذا التفاهم باتجاه فتح آفاق وآمال جديدة أمام اللبنانيين "هو شرط لبقاء جدواه، اذ تنتفي الحاجة اليه اذا لم ينجح الملتزمون به في معركة بناء الدولة". فيما من المؤكد أن حزب الله أيضا حمل، إلى عبئه الثقيل، أعباء إضافية شكّلها أداء التيار الوطني الحر طوال السنوات الخمسة عشرة الماضية. ورغم ذلك فإن هذا الواقع لا يعني إطلاقاً انفكاك طرفي التفاهم حتى لو انتهت كل بنوده، وذلك لأن المصلحة الظرفية لا تزال قائمة.

وقد حاول عضو تكتل "لبنان القوي" النائب ماريو عون، في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية التقليل من أهمية ما ورد في بيان تياره عن العلاقة مع حزب الله، بقوله انه "اذا لم نستطع بناء الدولة، فليس معناه اننا نتهم حليفنا حزب الله بمنعنا من ذلك، وكل ما أردناه ان نبعث بنوع من الفكرة لحزب الله بالتحديد وللبنانيين أنه بمرحلة معينة كانت تتطلب تفاهمات بين قوى سياسية قرّبت ما بين التيار والحزب وخلقت نوعاً من الاستقرار، ولكن هناك ضرورة لتطوير كل اتفاق وكل تفاهم نحو الأفضل وبحسب تطور الأوضاع، فما كان يسري بالماضي لا يسري في المرحلة التي نحن فيها الآن".

وأضاف عون: "اليوم هناك تدهور مالي واقتصادي ومعيشي، ولذلك أصدرنا هذا البيان لنقول لحليفنا فلنستكمل عملية هذا التفاهم ليكون أكثر ملائمة للواقع الذي نعيشه، فإذا لم نتكلم نحن مع حليفنا بهذه الصراحة فمن سيتكلم غيرنا، لقد شكلنا لجنة من التيار، وعلى حزب الله ان يسمي لجنة، لدراسة كيفية العمل لبناء الدولة الفاعلة والنظيفة التي يتوق لها الشعب اللبناني".

وعما اذا كان التيار يضع السبب في تحالف أمل مع حزب الله، أجاب عون: "نحن نبحث عن حلول وليس خلافات، وكل ما قصدنا قوله ان هذا التفاهم لم يعد يصلح للزمن الحالي. نحن بحاجة لتطوير الفجوات التي ظهرت"، وقال إن التيار "من قبل الانتخابات النيابية عبّر عن هذا الموضوع بلقاءات مغلقة، اذا المقاومة تريد ان تبقى قوية فهي بحاجة لدولة قوية ودولة قانون".

مصادر حزب الله علقت في اتصال مع جريدة "الانباء" الالكترونية على بيان التيار الوطني الحر بالقول ان "التيار يعرف موقف حزب الله من بناء الدولة، ولسنا ضد هذا التوجه فنحن ايضا مع الدولة القوية"، معتبرة في الوقت نفسه أن "التباينات في وجهات النظر بين الحزب والتيار لا تعني ان هناك خلافاً او قطيعة، فنحن أيضا مع تطوير تفاهم مار مخايل ولكن على أسس واضحة".

وفيما طرفا الحكم يبحثان في ترف من الوقت عن "تطوير" صيغ تفاهمها، فإنهما يتناسيان أن الدولة تعاني شغوراً في السلطة التنفيذية التي لا تؤدي دورها فيها الحكومة المستقيلة، فيما الحكومة العتيدة تنتظر في صقيع من التعطيل. وفي هذا الشأن رأى عضو كتلة المستقبل النائب عاصم عراجي في حديث لجريدة "الانباء" الالكترونية انه "بعد تسلم الإدارة الأميركية الجديدة برز تحركٌ ما في الملف اللبناني، وبالأخص بعد الإتصالات التي أجراها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالرئيس الأميركي جو بايدن، وهو ما عبّر عنه ماكرون باستعداده لزيارة لبنان للمرة الثالثة، هذه التطورات دفعت بالرئيس سعد الحريري للقيام بزيارات الى الدول الشقيقة والصديقة لتوفير المساعدات اللازمة للبنان لإنقاذه من الانهيار أولا، وإعادته الى الحاضنة العربية والدولية ثانياً".

واعتبر عراجي ان "تشكيل الحكومة أصبح يأخذ طابعاً دولياً واقليمياً، وعندما تنضج المساعي فإن عملية التشكيل لن تستغرق وقتاً".

وعلى خط كورونا وبوصفه رئيساً للجنة الصحة النيابية، كشف عراجي لجريدة "الانباء" انه كان يأمل بأن "تمدد خطة الطوارئ أسبوعاً أو عشرة أيام مشروطة بتقديم مساعدات مالية للمواطنين لتأمين احتياجاتهم لأن الناس بحاجة للمال وللغذاء"، متخوفاً من السلالة الإنكليزية الموجودة وهي سريعة الانتشار.

وقال عراجي ان "عدد الاصابات الإجمالي تراجع بنسبة مقبولة، لكن نسبة الاصابات الإيجابية ونسبة الوفيات ما زالت مرتفعة، ففي الفترة الماضية ما كانت التدابير الوقائية تطبق بالشكل المطلوب الى ان حصلت الكارثة وقامت الحكومة بإلهاء الناس بدعم بعض المواد الغذائية فلم يصل للناس منه شيئاً، وغالبيتهم جرى تهريبهم الى خارج الحدود". وأضاف: "ابتداء من الثلاثاء سنرى إلتزام الناس بالتدابير الوقائية أو الفوضى كما حصل في السابق".

وعن قرض البنك الدولي، رأى عراجي ان توزيعه سيتطلب وقتاً لأنه بحاجة لإقرار في مجلس النواب فيما الناس بحاجة ماسة للمساعدات.

وكما عراجي، تمنى النائب ماريو عون إبقاء البلد مقفلاً مدة أسبوع أو عشرة أيام لأن نسبة الإصابات ما زالت مرتفعة ولم تتراجع عن 22%، والوفيات كذلك. لكن قسماً كبيراً من الشعب لم يعد يحتمل الاقفال فالوضع الاقتصادي والمعيشي ألزم لجنة كورونا بالرفع التدريجي لخطة الطوارئ على أمل وصول اللقاح وتحسن الأمور.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى