سياسةمحليات لبنانية

قالت الصحف:عملية تأليف الحكومة تهتز ولا تسقط .. والمساعي قائمة لإخراجها من عنق الزجاجة

اهتزت عملية تأليف الحكومة امس على وقع البيانات المتبادلة بين بعبدا والرئيس المكلف،لكنها لم تسقط وعادت الحركة لاخراج الحكومة من عنق الزجاجة بعدما انحصر الخلاف حول وزارة الاقتصاد بحسب معلومات وأجواء الصحف الصادرة اليوم. 

 

  • وكتبت صحيفة “الأخبار” تقول: على وقع تفاقم الأزمات المتلاحقة التي تواجه الناس، لا تزال الحكومة عالقة بين فكّي فقدان الثقة. وأمس، بعدما كان التشاؤم سيّد الموقف صباحاً، ربطاً بحرب البيانات التي صدرت عن رئيسَي الجمهورية والحكومة المكلف، لم ينته النهار إلا وكان الهدوء قد عاد على وقع توضيحات متبادلة انتهت بعودة الزخم إلى المبادرة التي يقوم بها اللواء عباس إبراهيم. وبالرغم من أن التباين اقتصر على حقيبة واحدة، فإن فرص التأليف من عدمه تبدو متساوية. وقد صار واضحاً أن الجميع يتعامل مع مبادرة إبراهيم بوصفها الفرصة الأخيرة، إما أن تؤلّف الحكومة خلال أيام وإما لا حكومة في المدى المنظور

 

لم يُحرز أمس أي تقدّم في ملف تأليف الحكومة، لكن ذلك لم يُسجّل في خانة تراجع حظوظ التأليف. حتى اليوم، لا تزال وساطة اللواء عباس إبراهيم مستمرة، وتشكّل الخيط الوحيد الذي يحول دون إقفال ملف التأليف. ففي حال فشل هذه الوساطة، ستكون النتيجة اعتذار الرئيس نجيب ميقاتي، وفقدان أي أمل بتأليف حكومة في المدى المنظور. لذلك، يتشبّث كل الأطراف بهذه الفرصة، على الأقل كي لا يتحمل مسؤولية الفشل في تأليف الحكومة. وبالرغم أن العقدة الباقية، أي الاتفاق على اسم وزير الاقتصاد، ليست صعبة الحل، إلا أن الحذر يبدو جلياً عند الجميع، وخاصة أولئك الذين يرون أن الخلاف على الأسماء ليس سوى واجهة لعقد أكثر جدية، هي التي تؤخر فعلياً تأليف الحكومة حتى اليوم.

ليتمكّن إبراهيم من استكمال مهمته، فإن الأمر يتطلب الهدوء على جبهتَي رئيسَي الجمهورية والرئيس المكلّف. ولذلك، بعد نهار متشنّج بسبب البيانات الصادرة عن الطرفين، عاد الهدوء مساء، بعد توضيحات متبادلة كسرت حدّة الخطاب وفتحت المجال أمام استئناف الوساطة، بما يسمح في حال نجاحها بتأليف حكومة خلال أيام.

قبل ذلك، كان مكتب ميقاتي قد أصدر بياناً رأى فيه أن “البعض مُصرّ على تحويل عملية تشكيل الحكومة إلى بازار سياسي وإعلامي مفتوح على شتى التسريبات والأقاويل والأكاذيب، في محاولة واضحة لإبعاد تهمة التعطيل عنه وإلصاقها بالآخرين. وقال إن ميقاتي “ماضٍ في عملية التشكيل وفق الأسس التي حدّدها منذ اليوم الأول وبانفتاح على التعاون والتشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون، ويتطلّع في المقابل الى تعاون بنّاء بعيداً عن الشروط والأساليب التي باتت معروفة”.

 

وسريعاً، صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية بيان جاء فيه أنه “كثُرت في الآونة الأخيرة وبوتيرة تصاعدية، أصوات مسؤولين وسياسيين، وأقلام منسوبة تارةً الى مصادر ومتلطّية طوراً وراء خلفيات باتت ممجوجة، عبر مواقف استنسابية وتحليلات غير مستندة الى أساس صحيح، لتصبّ في هدف واحد وهو إلصاق سبب التأخير في تشكيل الحكومة العتيدة برغبة أو إصرار أو مطلب لدى رئيس الجمهورية بالحصول على الثلث الضامن في الحكومة، لكي يُوافق عليها ويُوقّع على مراسيم تشكيلها”.

وكرر البيان التأكيد على تمسك رئيس الجمهورية “أكثر من غيره باحترام الأصول الدستورية لتشكيل الحكومات في لبنان وحتى الأعراف التي نشأت إلى جانبها”. وأعلن أنه “لا يريد، لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة، الثلث الضامن، إيماناً منه بأن الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان والشعب اللبناني تُحتّم على الجميع الارتقاء إلى أقصى درجات المسؤولية من أجل المبادرة والإسراع في إنقاذ الوطن والشعب”.

لكن مساء، بدت بعبدا حريصة على التأكيد أن البيان الصادر بعد 10 دقائق من بيان ميقاتي لم يكن موجهاً ضده، إنما ضدّ من يتّهمون الرئيس بأنه يريد الثلث المعطل. وعلمت “الأخبار” أن التوضيح كان متبادلاً أيضاً، بما أنهى عملياً تأثير البيانات تلك على مسار التأليف، تمهيداً لتواصل إبراهيم مع الطرفين.

إلى ذلك، استمرت معاناة اللبنانيين من نقص الكهرباء والبنزين، من دون أن يظهر أي حل مستدام في الأفق. وعملياً، لولا قرب وصول شحنة الفيول التي تم استبدالها مع الفيول العراقي، لما وصلت نهاية أيلول إلا وكانت العتمة قد حلّت على كل البلد.

في السياق نفسه، لن يتأخر المازوت الإيراني بعدما اقترب وصول الشحنة إلى لبنان، وهو ما أكده السفير الإيراني في بيروت محمد جواد فيروزنيا لبرنامج “بانوراما اليوم” عبر قناة “المنار”، مؤكداً أن “الجمهورية الإسلامية لن تسمح بسياسة تجويع الشعوب وسياسة الحصار والعقوبات الظالمة غير القانونية من قبل الأميركيين”. وأكد أن طهران لن تسمح لأي جهة إقليمية ودولية بأن تمنع هذه العملية. وقال إنها “ستصل إلى مقصدها، وهناك بواخر أخرى على الطريق”. كذلك فإن الباخرة تصل إلى لبنان في إطار تجارة مشروعة، ولا داعي لتدخّل أي جهة أخرى، ولا يحق للأميركيين ولا للآخرين أن يتدخلوا في هذه العملية. وذكّر بأن العقوبات الأميركية على النفط الإيراني هي عقوبات أحادية وغير مشروعة وغير قانونية، وليس من حق الأميركيين أن يتدخلوا بيننا فهذا يخصّ لبنان وإيران.

وبالنسبة إلى قطاع الكهرباء، ذكّر السفير الإيراني بأن سلطات بلاده سبق أن عرضت على لبنان المساعدة في إنشاء معامل لإنتاج الطاقة الكهربائية، من دون أن تلقى تجاوباً من الحكومة اللبنانية. وأكد أن الاقتراحات والاستعدادات موجودة من جانبنا، ونأمل أن تتجاوب الحكومة اللبنانية في هذا المجال. وقال إنه “يبدو أن هناك جهات خاصة تمنع تجاوب الحكومة اللبنانية، ونحن نفهم وندرك ظروف لبنان، لكنّ واجبنا ومهمتنا أن نستمر في هذه الاقتراحات والعروض والاستعدادات”.

 

  •  وكتبت صحيفة “النهار” تقول: اذا كانت أوساط عدة، سياسية وشعبية، بدت متفاجئة فعلاً باندلاع السجال بين بعبدا والرئيس المكلف نجيب ميقاتي بما أوحى بعودة ما وصف بانه اختراق في الوساطات لتذليل عقبات وتعقيدات تأليف الحكومة الى المربع الأول، فان الحقيقة تتمثل في ان دوامة المناورات الدعائية والإعلامية التي اتبعت في اليومين الأخيرين انكشفت مرة جديدة عن منحى التعطيل الذي لم يتبدل فيه حرف منذ سنة. ولم يكد يجفّ حبر الوعود المنهالة امام وفد الكونغرس الأميركي خصوصاً من بعبدا مبشّرة بولادة الحكومة قبل نهاية الأسبوع الحالي حتى بانت اهداف المناورة لإظهار فريق الرئاسة كأنه يستعجل ويسهل الولادة، فيما تصاعدت الاتهامات ضمنا للرئيس المكلف نجيب ميقاتي بالتردد وتبديل المواقف لتمرير مزيد من تضييع الوقت وتمرير استحقاقات معينة من امام الحكومة الموعودة. واذا كانت معالم التراجعات الكبيرة التي ظهرت بقوة بعد الظهر حيال كل التسريبات المضخّمة التي كانت روجت في اليومين السابقين عن تقدم في وساطة اللواء عباس ابرهيم، فان خروج ميقاتي عن صمته وإصداره بياناً اتسم بدلالات بارزة لجهة حديثه عن “بازار التسريبات والأقاويل والأكاذيب”، وضع مجمل المناورات التي مارسها الفريق الرئاسي لإظهار نفسه في موقع المسهّل واتهام ميقاتي بالتردد والتراجع موضع الانكشاف بدليل الرد العنيف الذي أصدرته بعبدا على ميقاتي وهو الامر الذي سيعيد خلط الحسابات والأوراق مجدداً على قاعدة ثابتة هي انكشاف “امر العمليات ” المانع لتأليف الحكومة كلما اقتربت جولة جهود جديدة من إحلال تسوية تسقط لعنة التعطيل وتستولد الحكومة.

 

والواقع ان مصادر مواكبة عن كثب لعملية التأليف اكدت امس بأنّ الاتجاه الحكوميّ ينحو إلى مزيد من السلبيّة والمراوحة والدوران في حلقة مفرغة مع محاولة للقول إن ثمّة من يُخطئ بعيداً عن الفريق المقرّب من رئيس الجمهورية، في وقت لا مكان للايجابيات التي يحاول البعض إشاعتها أو التعبير عنها. وتتمحور العقد القائمة، وفق المصادر نفسها، حول موضوع “الثلث المعطّل” الذي يبدو أنه لا يزال مطلوباً، وإن بشكلٍ مقنّع، لتمثيل حصّة فريق العهد مع التوجّه نحو إعادة التجربة نفسها التي سبق أن خاضها فريق رئيس الجمهورية مع الرئيس سعد الحريري واعتبار مسؤولية التعطيل مشتركة مع رئيس الحكومة المكلّف، فيما أن هناك نية واضحة للتبديل في بعض الأسماء المقترحة للتوزير واستبدالها بأسماء عونية الهوى بدلاً من ربط القرار النهائي لاختيار الوزراء بكامل الحكومة. ومن هنا، ليس واقعياً أنّ الحكومة اقتربت من الأميال أو الأمتار الأخيرة للإعلان عن تصاعد الدّخان الأبيض، انطلاقاً مما تؤكده المصادر المواكبة نفسها، في وقت لا يزال البحث مرتبطاً بالإطار العموميّ لاختيار الوزراء. وتقع المشكلة في كلّ مرّة يقترب بها البحث في موضوع “الثلث المعطّل”، إضافةً الى التطرّق لموضوع وزارتي الداخلية والعدل.

 

ونقل عن اوساط قصر بعبدا ان الحكومة باتت فعلاً في المربع الاخير في انتظار جواب الرئيس المكلف، الذي تأخذ عليه مشاركته في لقاء رؤساء الحكومات السابقين المطالب بمحاكمة رئيس الجمهورية ميشال عون في انفجار المرفأ، في شأن وزارة الاقتصاد الاساسية في المرحلة المقبلة لجهة التعاطي مع صندوق النقد الدولي. وقالت ان الرئيس عون ذلّل كل العقبات واعطى الاجابات على كل الاسئلة التي طرحها الرئيس ميقاتي وحتى الساعة لا جواب، ونحن في الانتظار، وقد مرّ اسبوع على آخر زياراته الى القصر الجمهوري. وفي المقابل افيد أنّ الرئيس المكلف لن يطلب موعداً ويتوجّه الى قصر بعبدا إلا بعد الاتفاق على كامل أسماء الحكومة، ما يعني أنّ رؤيته في بعبدا ستكون مؤشّراً لولادة الحكومة.

 

بين ميقاتي وبعبدا

ولكن مع اندلاع جولة السجالات الساخنة بين بعبدا وميقاتي، بدا واضحاً ان وساطة اللواء ابرهيم وصلت الى الحائط المسدود وبات من المستبعد توقع أي لقاء في وقت قريب بين عون وميقاتي.

وقد لفت المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي بنبرة حادة الى “ان البعض مصرّ على تحويل عملية تشكيل الحكومة الى بازار سياسي واعلامي مفتوح على شتى التسريبات والاقاويل والاكاذيب، في محاولة واضحة لإبعاد تهمة التعطيل عنه والصاقها بالاخرين، وهذا اسلوب بات مكشوفاً وممجوجاً. وان اعتماد الصيغة المباشرة احياناً والاساليب الملتوية احياناً اخرى لتسريب الاخبار المغلوطة، لاستدراج رد فعل من الرئيس المكلف او لاستشراف ما يقوم به لن تجدي نفعاً.

 

وقال ان الرئيس المكلف “ماض في عملية التشكيل وفق الاسس التي حددها منذ اليوم الاول وبانفتاح على التعاون والتشاور مع رئيس الجمهورية، ويتطلع في المقابل الى تعاون بناء بعيداً عن الشروط والاساليب التي باتت معروفة”.

 

اما مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية فاصدر بيانا على الأثر بدا بمثابة ردّ على بيان مكتب ميقاتي، لكن المكتب أوضح مساء ان بيانه لم يكن رداً على الرئيس المكلف وانما على الذين يتهمون رئيس الجمهورية بانه يريد الثلث المعطل رغم النفي المتكرر لبعبدا والرئيس عون لهذا الامر. وقد لفت بيان بعبدا الى “إنّ السيد الرئيس، المتمسك اكثر من غيره باحترام الأصول الدستورية لتشكيل الحكومات في لبنان وحتى الأعراف التي نشأت الى جانبها، اعلن اكثر من مرة بأنّه لا يريد، لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة، الثلث الضامن، ايمانا منه بأن الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان والشعب اللبناني تحتّم على الجميع الارتقاء الى اقصى درجات المسؤولية من اجل المبادرة والإسراع في انقاذ الوطن والشعب”.

 

واعتبر ان “هذه التعمية التي باتت هواية شبه يومية لدى محترفيها، بدأت تنقلب عليهم. وهم إن احترفوها لفترة، مصوّبين على موقع الرئاسة وشخص الرئيس وصلاحياته الدستورية، ما عادت حتى في خدمة مآربهم. فالشعب اللبناني اصبح على قناعة انّ هذه التعمية انما عرّت الأهداف الحقيقية لأصحابها وان المطلوب الآن، ليس فقط التوقّف عن استخدام الثلث الضامن شمّاعة والصاق رغبة الحصول عليه من قبل السيد الرئيس، انّما التوقّف عن اعتماد لعبة التذاكي السياسي والخبث الموازي للدهاء، من خلال التغطية على مشاكل داخلية لدى هذا الفريق او ذاك، بما تنطوي عليه من سوء، وترتب عليه من نتائج تفاقم الوضع الذي يعيشه لبنان، عبر سيل مواقف الاتهام وتحليلات الادانة للسيد الرئيس برغبة الحصول على الثلث الضامن، وكلها باتت بدورها مكشوفة المصدر ومن يقف وراء بثها ونشرها وتعميمها”.

 

المحروقات الإيرانية

إلى ذلك وفي ما يتعلق بموضوع استجرار “حزب الله” شحنات من النفط الإيراني الى لبنان نقلت امس وكالة “رويترز” عن مصدرين مطّلعين تأكيدهما أنّ أول شحنة محروقات إيرانية ستصل إلى لبنان بشاحنات عبر سوريا “لتجنّب التعقيدات المتعلقة بالعقوبات”. وأبلغ أحد المصدرين “رويترز” أنّ اختيار استقبال السفينة عبر سوريا “لا يتّصل بأيّ مخاوف من استهدافها من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة لكن لاعتبارات داخلية تتعلق بعدم الرغبة في توريط أيّ حلفاء”.

 

من جهة أخرى أشار المصدران إلى أنّ الشحنة ستصل إلى ميناء سوري ثم تنقل بشاحنات إلى لبنان على أن تكون الأولوية لنقل المازوت إلى المستشفيات لتشغيل المولدات.

 

  • وكتبت صحيفة “اللواء” تقول: المخاوف من تدخل المايسترو المعروف لتقويض المساعي التي سجلت تقدما على جبهة تأليف الحكومة جاءت بمحلها منذ ما بعد فترة بعد ظهر أمس، فبدل ان يصعد الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى بعبدا، إيذاناً بوضع اللمسات الأخيرة علي الوزارة العتيدة، فوجئت الأوساط السياسية والنيابية باندلاع نيران حرب البيانات بين البلاتينوم وقصر بعبدا، على خلفية مَن يتحمل مسؤولية تأخير تأليف الحكومة، والاحراج الذي وقع فيه الرئيس ميشال عون عندما أبلغ وفد الكونغرس الأميركي ان الحكومة باتت قريبة، وهذا الأسبوع، لتسارع مصادر مقرّبة منه، وتعلن ان ما أبلغه للوفد انه يأمل أن تشكّل الحكومة هذا الأسبوع.

 

ونقلت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة ان الإتصالات والمشاورات بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف، تتم عبر الوسطاء وفي مقدمتهم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي تحرك أمس بين الرئيسين في محاولة، لابعاد اي مؤثرات سلبية للتراشق الحاصل بين الرئاسة الاولى? واكثر من طرف حول ما يثار عن عملية تشكيل الحكومة من جهة، ولتبديد ما تبقى من عقد وخلافات في مسار عملية تشكيل الحكومة، وآخر ما فيها،كما تردد، محاولة رئيس الجمهورية ميشال عون، التراجع عن التفاهمات السابقة التي قدم بموجبها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، التشكيلة الوزارية من 24 وزيرا، في اللقاء الاخير بينهما، واوضحت ان ما يطالب به عون، الحصول على حقيبتي الاقتصاد والشؤون الاجتماعية مع بعضهما البعض الى جانب وزارة الطاقة وقالت: ان ما يتم التفاهم عليه بين الرئيسين، ينسفه فيما بعد، رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وهذا ما حصل مرارا منذ تكليف ميقاتي بتشكيل الحكومة العتيدة ولم يعد خافيا على احد. واشارت الى رفض ميقاتي هذا الطلب،واقترح بالمقابل ان تكون الطاقة من حصته .واردفت المصادر الى ان هناك نقاطا اخرى، ما تزال عالقة ولم يتم حسمها، من بينها وزارة العدل خلافا لما يردده او يسربه البعض حول الإسم الذي تم الاتفاق عليه، كما أن العديد من الاسماء التي يتم ذكرها في وسائل الإعلام، ليست ثابتة وما يزال بعضها يخضع للتبديل او الاستغناء عنه كليا. واكدت المصادر نقلا عن سياسي بارز، ان ميقاتي مصر على تشكيل حكومة انقاذ متماسكة منسجمة، تحظى بثقة الرأى العام الداخلي والخارج على حد سواء، وتستطيع مقاربة الملفات والمهمات المنوطة بها بجدية ومهنيه وفاعلية. وقالت ان محاولات تفخيخ الحكومة بطرح أسماء حزبية مموهة، محسوبة على باسيل وعملت معه في اكثر من موقع، او أسماء شخصيات تدور حولها علامات استفهام، كما هي حال من يطرح اسمه لتولي وزارة الطاقة مثلا، لا يمكن القبول بها تحت اي ظرف كان. ونفت المصادر ما يروجه البعض عن احتمال إعتذار الرئيس المكلف عن التشكيل، لعدم تجاوب رئيس الجمهورية معه، واكدت ان مايسرب،بهذا الخصوص ليس صحيحا على الاطلاق وعلاقته مع عون متواصلة على اساس الاحترام المتبادل، والالتزام بالدستور ، وكل ما يسرب هو مجرد تمنيات، لمن يعملون بالخفاء على عرقلة تشكيل الحكومة، ولن تتحقق أمنياتهم، لان الرئيس ميقاتي، متماسك جدا، ومستمر في مهمته بكل ثبات، ويستند الى تأييد قوي من النواب الذين سموه لتولي رئاسة الحكومة، والى القوى السياسية المؤثرة الداعمة له،والى رغبة اللبنانيين بتشكيل حكومة جديدة تتولى مهمة انقاذ لبنان من ازمتة.

 

وعلى الرغم من المضمون السلبي لبيان مكتب الإعلام في الرئاسة الأوّلى، والرد الحاسم لمكتب الإعلام الخاص بالرئيس المكلف، إلّا أنه تبيّن بين ثناياهما توجها لمواصلة المساعي للتأليف الحكومة، على الرغم من عودة أجواء الاشتباك بين بعبدا والرئيس المكلف.

 

حقيبة الاقتصاد واندلاع السجال

وهكذا، بقيت عقدة وزارة الاقتصاد محل تشاور بين الرئيسين عون وميقاتي عبر المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي نقل صباح امس الى رئيس الجمهورية رغبة الرئيس المكلف بتسمية وزير الاقتصاد “كونه لم يحصل على حقيبة اساسية وكون الحقائب البارزة كانت من حصص القوى السياسية الاخرى باستثناء حقيبة الداخلية، وهو يرغب بالاشراف مباشرة على المعالجات والاصلاحات الاقتصادية المرتقبة لا سيما المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وسائر الجهات المالية المانحة”. وقد استمهل عون اللواء الوسيط حتى نهار اليوم لدرس الموضوع واعطاء الجواب.

 

وذكرت مصادر المعلومات ان حقيبة الاقتصاد يفترض ان تكون من حصة وزير مسيحي كون حقائب السنّة اصبحت شبه منتهية، وقد يختار لها ميقاتي شخصية ارثوذوكسية في حال تقرر ان يُسمّي هو الوزير وعلى هذا لم ولن يحصل لقاء بين الرئيسين قبل التوافق على كامل السلة الوزارية توزيعا واسماء.

 

وأوضحت مصادر مطلعة لـ”اللواء” أن البيان الذي صدر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية ليس ردا على بيان مكتب الرئيس ميقاتي إنما هو للرد على الذين يتهمون رئيس الجمهورية برغبته في الحصول على الثلث المعطل على الرغم من النفي المتكرر الذي صدر ويصدر عن بعبدا وعين الرئيس شخصيا.

 

وأفادت المصادر أن ما من رابط بالتالي بين البيانين مع العلم أن الفارق الزمني بينهما هو عشرة دقائق فقط.

 

إلى ذلك كشفت عن مواصلة اللواء ابراهيم مساعيه وهو زار أمس قصر بعبدا على أن تتظهر النتيجة قريبا وفهم أنه لا تزال هناك نقطة تحتاج إلى معالجة وتتصل برغبة رئيس الحكومة المكلف بوزارة أساسية مثل الاقتصاد أو الشؤون الاجتماعية وسط معطيات تفيد أن الأخيرة حسمت لمصلحة رئيس الجمهورية.

 

لكن حصل امس ما لم يكن في الحسبان، حيث جرى سجال غير مباشر ومن دون تسميات بين مكتب الاعلام في قصر بعبدا ومكتب الاعلام للرئيس ميقاتي، الذي اصدر بياناً امس توضيحا للتسريبات التي تتناول اتصالات التشكيل قال فيه: فيما يحرص الرئيس (ميقاتي) على مقاربة عملية تشكيل الحكومة، وفق القاعدة الدستورية المعروفة وبما يتوافق مع مقتضيات المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان، والتي ضاق فيها اللبنانيون ذرعا بالسجالات ويتطلعون الى تشكيل حكومة تبدأ ورشة الانقاذ المطلوبة، يبدو ان البعض مصر على تحويل عملية تشكيل الحكومة الى بازار سياسي واعلامي مفتوح على شتى التسريبات والاقاويل والاكاذيب، في محاولة واضحة لابعاد تهمة التعطيل عنه والصاقها بالاخرين، وهذا اسلوب بات مكشوفا وممجوجا.

 

واضاف: ان اعتماد الصيغة المباشرة احيانا والاساليب الملتوية احيانا اخرى لتسريب الاخبار المغلوطة ، لاستدراج رد فعل من الرئيس المكلف او لاستشراف ما يقوم به لن تجدي نفعا. إن دولة الرئيس ماضٍ في عملية التشكيل وفق الاسس التي حددها منذ اليوم الاول وبانفتاح على التعاون والتشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون، ويتطلع في المقابل الى تعاون بناء بعيدا عن الشروط والاساليب التي باتت معروفة.

 

وتابع: الرئيس المكّلف يتسلح بالكتمان لتشكيل الحكومة “والحكـِمْ طاحون، وْكل الدّروب بتـْوَدِّي عَ الطـَّاحون”. كما ان دولته يجري لقاءات مختلفة لتشكيل الحكومة، ولم يلتزم باي امر نهائي مع احد الى حين اخراج الصيغة النهائية للحكومة، وكل ما يقال عكس ذلك كلام عار من الصحة جملة وتفصيلا”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى