سياسةمحليات لبنانية

قالت الصحف: بين الرسائل الأميركية ومحاولات فتح باب الإصلاحات والإنجازات

 


الحوارنيوز – خاص
ما زالت البلاد عالقة بين نار الحصار الأميركي بحجة وجود حزب الله في الحكومة وبين محاولات رئيس الحكومة حسان دياب فتح باب الإصلاحات الموعودة والتي تواجه عقبات عديدة ،منها موضوعي يتصل بطبيعة النظام المعقد وحجم الفساد المتجذر ومنها ذاتي، إذ لا تزال قوى شريكة لدياب متمسكة بمنطق المحاصصة وتعرقل أي محاولة جدية للإصلاح!
كيف جاءت إفتتاحيات صحف اليوم؟
• صحيفة "الاخبار" عنونت:" السفيرة الأميركية تهدد دياب وحماسة عراقية للإتفاق مع لبنان" وكتبت تقول:" لا تكفّ سفيرة الولايات المتحدة الأميركية دوروثي شيا عن ممارسة الوقاحة. تصرّ على التصرف كما لو أنها حاكمة ‏البلاد العليا. وبعد تصريحاتها العلنية التي حددت فيها مواصفات الحكومة اللبنانية التي ترضى عنها وخياراتها ‏السياسية (حكومة اختصاصيين بلا حزب الله)، قررت شيا توجيه تهديدات إلى رئيس الحكومة حسان دياب، للضغط ‏عليه بهدف تنفيذ ما تريده السفارة وحكومتها. وعلمت "الأخبار" أن شيا أرسلت إلى دياب، عبرَ أصدقاء مشتركين، ‏رسائل قاسية اللهجة تتهمه بها بأنه ينفّذ أجندة حزب الله في الحكومة. وتقول مصادر مطّلعة إن "هذه الرسائل ازدادت ‏وتيرتها، وخاصة بعد المعلومات عن إمكان انفتاح لبنان اقتصادياً على التعاون مع العراق، وعلى القبول باستثمارات ‏صينية". وبحسب المصادر، أن السفيرة لمست جدية رئيس الحكومة في فتح أبواب تساعد على تخفيف الضغط عن ‏لبنان في ظل الحصار الأميركي، مؤكدة أن "دياب يتجاهل رسائل شيا ولا يجيب عليها". وقد عبّر أمام من يلتقيهم عن ‏غضبه من تصرفاتها وتدخّلها السافر في شؤون البلاد، مشيراً إلى أنها، كما بلادها، لا يريدون مساعدة لبنان ولا ‏يريدون من لبنان أن يعمل وفق مصلحته‎.

إلى ذلك، أكد وزير الطاقة ريمون غجر أن زيارة الوفد العراقي كانت إيجابية، وقد بدأت الوزارة بمتابعة ما اتفق ‏عليه. حيث تعكف حالياً على تحضير رسالة تتضمن ما تحتاج إليه من فيول، كماً ونوعاً. على أن ترسل إلى ‏الجانب العراقي، ليصار بعدها إلى الاتفاق على التفاصيل اللاحقة، لوجستية ومالية. ونفى غجر أن يكون هنالك أي ‏نقاش في عودة العمل بأنابيب النفط القديمة، مشيراً إلى أنها غير صالحة، وخاصة أن محطات الضغط في سوريا ‏والعراق تعرضت للتدمير. وقال إنه جرى الاتفاق على استيراد الفيول، وسيتم ذلك عبر البصرة، مؤكداً في الوقت ‏نفسه جودة الفيول العراقي‎.‎

في المقابل، أكدت مصادر عراقية أن الوفد العراقي متحمّسٌ لتوقيع مذكرة التفاهم الاقتصادي بين بغداد وبيروت. ‏وأكد أن إمكانيّة نضوجها وتطويرها كبيرةٌ جدّاً، والعمل على ذلك جديٌّ وبدرجةٍ كبيرة. أضافت المصادر: هناك ‏خياران، الأوّل النفط مقابل المنتجات الزراعية وبعض الخدمات. أما الثاني فالنفط مقابل الدفع بصيغةٍ لا تُرهق ‏الدولة اللبنانية وبعد عامين من الآن. وأشارت إلى أن العراق قادرٌ على تلبية حاجات السوق اللبنانيّة من النفط، ‏وخصوصاً أن إنتاجه ضخم وحجم التصريف لا يتناسب مع ضخامة الإنتاج‎.


من جهة أخرى، يعود ملف التدقيق في حسابات مصرف لبنان، بعدما نزع فتيل الخلاف على اسم الشركة، في ‏اللقاء الذي جمع الرئيس نبيه بري والوزير جبران باسيل الأسبوع الماضي. اسم شركة "كرول" لم يعد له أثر في ‏الاقتراح. وحلّ محلها طلب وزير المالية من مجلس الوزراء الموافقة على الصيغة النهائية للعقود المنوي توقيعها ‏مع كل من شركة‎ KPMG ‎وشركةOliver Wyman، للقيام بالتدقيق المحاسبي. ولفتت مصادر وزارية إلى ‏إمكان أن يقترح رئيس الحكومة، من خارج جدول الأعمال، اسم شركة للتدقيق الجنائي، بهدف تكليفها التحقيق في ‏حسابات مصرف لبنان‎.‎

صحيفة "الجمهورية" عنونت: "جلسة كهربائية ومالية غدا" وكتبت تقول:" في انتظار تبلور أرقام موحّدة حول خسائر الدولة المالية، يشترط ‏صندوق النقد الدولي على الحكومة والمعنيين تقديمها، لكي يعود ‏الى طاولة المفاوضات معهم، ويُبنى على الشيء مقتضاه، يُنتظر ان ‏يشهد هذا الاسبوع مزيداً من التطورات في ظلّ استمرار الأزمة ‏السياسية والاقتصادية والمالية على كل المستويات، ويرجّح ان يشهد ‏فصلاً جديداً من فصول المحاصصة في دفعة جديدة من التعيينات ‏تتناول قطاع الكهرباء، وذلك بين القوى السياسية المشاركة في ‏السلطة، والتي كانت ولا تزال لا تعير الاحتجاجات المتواصلة في ‏الشارع الرافضة هذا النهج، الذي كان ولا يزال أحد أبرز أسباب الفساد ‏والانهيار الذي اصاب البلاد.‏
يُنتظر ان تتركّز الجهود في الايام القليلة المقبلة على محاولة توحيد ‏الارقام بين الحكومة ومصرف لبنان والمصارف، والاتفاق على مقاربات ‏موحّدة للخروج بما يشبه الخطة الجديدة، تصلح للعودة بها الى طاولة ‏المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.‏
‏ ‏
وكانت المحادثات مع الصندوق قد عُلّقت مؤقتاً، في انتظار توحيد ‏الأرقام، والبدء في بعض الخطوات الاصلاحية لإثبات حسن النية، وهو ‏أمر يشترطه الصندوق لإستئناف التفاوض على برنامج مساعدات.‏
‏ ‏
وفي هذه الاثناء، ستحاول الحكومة توجيه رسالة غير مباشرة الى ‏صندوق النقد، من خلال التعيينات المقرّر ان تجريها في قطاع الكهرباء ‏غداً، بما يعكس رغبتها في اجراء الاصلاحات اللازمة في هذا القطاع ‏والمطلوبة من الصندوق وغيره من الجهات الدولية المانحة.‏
‏ ‏
ولذلك، تتجّه الإنظار الى القصر الجمهوري غداً، حيث سيعقد مجلس ‏الوزراء جلسة دسمة، يتضمن جدول اعمالها بنوداً حساسة، ستكون ‏مؤشراً إلى الوجهة التي ستسلكها الحكومة في المرحلة المقبلة.‏
‏ ‏
ومن البنود التي تشكّل اختباراً اضافياً لصدقية الحكومة وجدّيتها في ‏تنفيذ إصلاحات حقيقية، عرض وزارة الطاقة والمياه تعيين أعضاء ‏مجلس إدارة مؤسسة الكهرباء.‏

• صحيفة "النهار" عنونت:" فقاعة انخفاض سعر الدولار .. لن تدوم طويلا" وكتبت تقول:" في ‎وقت يرصد اللبنانيون حركة سعر صرف الدولار طلوعاً أو هبوطاً، نظراً إلى انعكاس تلك الحركة، غير ‏الطبيعية، على حياتهم الاقتصادية والاجتماعية، التي باتت غير طبيعية في ظروف استثنائية لا ترقى اليها ‏المعالجات، أو الاجراءات والاجتماعات التي لا تطعم جائعاً، استرعت الانتباه المواقف التي أطلقها كل من ‏البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ومتروبوليت بيروت للروم الارثوذكس الياس عوده أمس، اذ دعا ‏الاول رئيس الجمهورية ميشال عون الى "فك الحصار عن الشرعية" في موقف اتهامي واضح لأنظمة وأحزاب ‏تتبع لها بتكبيل الشرعية اللبنانية. أما المطران عوده فخاطب "ما تبقّى من ضمير لدى قادة البلاد"، وسألهم: "هل ‏تنامون مُرتاحينَ ومن استلمتُم مسؤولية رعايتهم يتضورون جوعًا، ويموتون عطشاً وانتحاراً؟ الناس يغرقون في ‏ظلمة أَدخلتموهم فيها بسَبب نهجكم العشوائيِّ غير المسؤول‎".‎
‎ ‎
مالياً، فاجأت السوق السوداء لصرف الدولار المتعاملين معها بهبوط غير متوقع، بعدما لامس الخميس الماضي ‏سقف الـ10 آلاف ليرة. وبدأ الانخفاض تدريجاً، فلامس بعد ظهر الجمعة 3 تموز نحو 8200 ليرة للشراء ‏و8700 ليرة للمبيع. وخلال تعاملات السبت 4 منه، وصل سعر الدولار بين الصرافين وفي السوق السوداء، إلى ‏ما بين 7800 و8000 ليرة‎ .‎
‎ ‎
وفيما يتوقع البعض عودة سعر الصرف الى الارتفاع باعتبار أن الامر لا يعدو كونه مناورة من الصرافين، كما ‏جرت العادة منذ أشهر، إذ يعمدون إلى خفض السعر وسحب الدولارات من المواطنين، ليعيدوا بيعها بأسعار ‏مرتفعة، لاحظ رئيس معهد دراسات السوق باتريك مارديني أن ثمة حركة نمطية مطلع كل شهر، إذ ينخفض سعر ‏الصرف ومن ثم يعاود الارتفاع منتصف الشهر وفي آخره. وسبب هذه الحال هو أن البعض يقبض بالعملة ‏الخضراء وتالياً يزيد عرض الدولار في السوق على نحو يخفض سعره، لافتاً الى أنه في كل مرة تتم محاولات ‏لاقناع الناس ببيع دولاراتهم قبل انخفاض سعرها، وهذه المرة استعملت ذريعة عودة المغتربين مع دولاراتهم، ‏وتوقع لـ"النهار" عودة سعر الصرف الى الارتفاع بعد أيام‎.‎
‎ ‎
والسبب الثاني اعلان مصرف لبنان الية جديدة لتزويد المصارف الدولارات بدل الصرافين على نحو دفع التجار ‏الذين يطلبون الدولار الى التريث‎.‎
‎ ‎
وفي قراءة لخلفيات هذا الهبوط، عزا الخبير الاقتصادي لويس حبيقة انخفاض سعر الدولار الى ثلاثة عوامل هي‎:‎
‎ ‎
‎- ‎بدء عودة اللبنانيين عبر المطار حيث يقدر عدد الوافدين بنحو ألفي شخص تقريباً يحملون دولارات بمعدل ألفي ‏دولار (أكثر أو أقل) أي نحو أربعة ملايين دولار يومياً‎.‎
‎ ‎
‎- ‎انخفاض الطلب على الدولار بعد انخفاض سعره، خصوصاً ان الطلب المرتفع يعود الى الأمل في تسجيل ربح ‏اضافي عند بيعه‎.‎
‎ ‎
‎- ‎زيادة العرض بعد بيع المواطنين جزءاً من دولاراتهم التي يحتفظون بها في منازلهم‎.‎
‎ ‎
هذه العوامل أدت، استناداً إلى حبيقة، الى انخفاض الطلب وتالياً انخفاض سعر الدولار في السوق السوداء تدريجاً، ‏متوقعا أن يصل الى أربعة آلاف ليرة في الأشهر المقبلة وصولاً الى تغيير السعر الرسمي للصرف الذي "نعرف ‏أنه لن يستمر لأنه سعر غير واقعي". ورأى أن تغيير سعر الصرف في حاجة الى تدابير موازية خصوصاً حيال ‏الاجور والمنح التعليمية والصحية التي يمكن القطاع الخاص أن يوفر جزءًا منها لإجرائه إذا استقر سعر ‏الصرف، وكذلك الامر بالنسبة إلى الدولة التي يمكن ان تؤمنها إذا شرعت في الاجراءات الاصلاحية. ويبدو حبيقة ‏متفائلاً بأن ما يحصل اليوم سيساهم في زوال السوق السوداء تدريجاً والوصول الى السوق الشرعية على سعر ‏الأربعة آلاف ليرة، بما يساهم في انخفاض أسعار السلع والمواد الغذائية التي تسعّر اليوم على أساس سعر تسعة ‏آلاف و10 آلاف ليرة‎.‎
‎ ‎
وإذ اعتبر أن هذه الأوضاع لا يمكن أن تستمر، دعا المعنيين الى المبادرة إلى وضع الحلول لأن أي مشكلة قد تعيد ‏تنشيط السوق السوداء‎.‎

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى