قالت الصحف:الإقفال العام ينسحب على السياسة ..والكورونا المتحورة تجتاح لبنان
الحوار نيوز – خاص
فرض الإقفال العام نفسه على الأجواء السياسية جمودا في التحرك الحكومي ،فيما التزايد المقلق في إصابات الكورونا يطغى على ما عداه ،خاصة وأن الفحوصات أظهرت أن الكورونا البريطانية المتحورة تجتاح لبنان بنسبة كبيرة.
هذه الأجواء عكستها الصحف الصادرة صباح اليوم .
• كتبت صحيفة "النهار" تقول: بدأ لبنان امس ما يمكن اعتباره المحاولة الأخيرة الأكبر والأخطر لمنع تكريس واقعه كأحد البلدان النماذج الأعلى كارثية في العالم في مواجهة جائحة كورونا بعدما تجاوزت نسب الإصابات وحالات الوفاة فيه في الأسابيع الأخيرة المستويات العالمية الاسوأ اطلاقا. واذا كانت حالة الطوارئ الصحية التي بدأ تنفيذها امس مع تدابير منع التجول والاقفال العام تحتاج الى أيام عدة للحكم على مستوى الجدية في التزام إجراءاتها سواء من جانب المناطق والمواطنين او من جانب الدولة بمؤسساتها وأجهزتها وقواها العسكرية والأمنية المعنية بتنفيذ الإجراءات والسهر على التزامها بحزم، فان التقديرات الاستباقية المستندة الى المراحل السابقة لا تبدو متفائلة ابدا في اجتراح اختراق حقيقي من شانه خفض مستويات الكارثة الوبائية التي كان من ظواهر تفاقمها ان أدخلت رؤساء الطوائف الى المعترك بقوة لتوجيه نداءات ذات خلفيات دينية الى المواطنين لالتزام إجراءات الحماية وعدم التسبب بالعدوى للآخرين.
ولكن "الفاجعة" الحقيقية لا تقتصر فقط على الاعداد القياسية المحلقة يوميا للاصابات والوفيات او على ما كشفه مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي الدكتور فراس ابيض من ان أربعة مرضى بكورونا أصيبوا في الساعات الأربع والعشرين السابقة بسكتات قلبية من بينهم شاب يبلغ من العمر 19 سنة، بل في السكتة السياسية القاتلة التي ألمت بدولة بدت كأنها اختفت فعلا طبقا للمخاوف المتكررة التي سبق لوزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان ان أبداها قبل ان تنحسر الوساطة الفرنسية بدورها تحت وطأة مخطط إفشالها المنهجي الذي تولاه فريق تعطيل تأليف الحكومة الجديدة. فالواقع السياسي المواكب لانطلاق المواجهة اللبنانية الفاصلة مع الوباء المتسع والمنتشر في كل انحاء لبنان لم يكن مرة بمثل هذه الصورة الدراماتيكية والسوداوية حتى في حقبات الحروب. وطبع الشلل الكامل حركة المقار الرئاسية والسياسية باستثناء بعض اللقاءات في عين التينة ربما للرد على موجة الشائعات الكاذبة عن صحة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سيرأس بعد ظهر اليوم جلسة مجلس النواب في قصر الاونيسكو لاقرار قانون الاستخدام الطارئ للقاحات.
اما في بعبدا فلم يسجل أي نشاط فيما الرئيس سعد الحريري موجود في الإمارات وسط ترجيحات لقيامه بجولة قد تقوده الى مصر وفرنسا. وعكس هذا الشلل، مع غياب أي مشاورات ووساطات متصلة بالازمة الحكومية، مناخات بالغة السلبية بدأت الكواليس السياسية تتداولها حيال احتمال ان تكون الازمة الحكومية تحولت قسرا وبفعل متعمد من فريق تعطيل تاليف الحكومة الى ازمة نظام من خلال الانقلاب المتدرج على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة. وابدت مصادر سياسية بارزة ومعنية بمجريات الازمة لـ"النهار" مخاوف كبيرة من التداعيات التي أفضى اليها الهجوم السياسي والشخصي الحاد بحيث باتت الازمة بلا أي ضوابط وانتفت كل الوساطات وأسقطت الواحدة تلو الأخرى ووضعت البلاد امام ازمة مفتوحة تماما لا افق زمنيا وسياسيا لا داخليا ولا خارجيا من شأنه ان يضع حدا لها بما ينذر بتحلل بقايا القدرة الرسمية الفعلية على مواجهة اخطار الانهيارات والأزمات التي يغرق لبنان في مصائبها. ولفتت المصادر في هذا السياق الى ان احتواء التصعيد من الافرقاء السياسيين لم يعد يشكل ضمانا كافيا للحد من التداعيات الخطيرة للازمة السياسية بعدما بات اجهاض تشكيل الحكومة الجديدة التي تعتبر باب الإنقاذ الوحيد للبنان من مصير كالح، يحتم خروج جميع القوى من مخابئ النأي عن صراع افتعله العهد وفريقه السياسي ووضع البلاد في ظله امام امر واقع مخيف.
التزام……ولكن !
اذاً دخلت البلاد امس مرحلة الاقفال التام والشامل لمحاولة حصر تفشي وباء كورونا ومد الجسم الطبي والاستشفائي ببعض الوقت والاوكسيجين ليلتقط انفاسه ويتمكن من الصمود. وفي اليوم الاول من الاقفال الذي يستمر 10 أيام سجلت نسبة كبيرة ومشجعة جدا للالتزام بالإقفال في معظم المناطق اللبنانية بما فيها في المخيمات الفلسطينية وقدر مدير شعبة العلاقات العامة في قوى الامن الداخلي العقيد جوزف مسلم نسبة التزام الاقفال بـ 94 في المئة ، علما ان زحمة سير صباحية سجلت على الطرق بفعل انتشار حواجز القوى الأمنية . اما اذونات الخروج من المنزل لغير المستثنين من الاقفال، فطبعها تخبّط كبير يوجب اصلاحه وحلّه لتأمين التقيد بهذه الآلية في الأيام المقبلة. ولكن المفارقة البالغة السلبية تمثلت في ان اليوم الأول من الاقفال سجل في نهايته أسوأ الاعداد الصادمة للاصابات مع رقم قياسي جديد للاصابات بلغ 5196 إصابة وأعلى رقم يومي للوفيات سجل منذ وصول الجائحة الى لبنان بلغ 41 حالة. وسجلت وزارة الصحة في هذا السياق ارتفاع نسبة الفحوصات الإيجابية للاصابات بكورونا لكل مئة فحص الى 17.6 في المئة. وبات معلوما ان هذه الأرقام والاعداد والنسب التي تتقدم أسوأ النسب العالمية تعزى الى كثافة الإصابات واتساعها على نطاق واسع في كل لبنان كما الى الواقع الاستشفائي الخطير الذي تعانيه المستشفيات جراء حالات الاكتظاظ امام أقسام الطوارئ وفي الأجنحة وغرف العنايات الفائقة.
وفي حين يأتي الاقفال في ظل تفاقم الازمة المعيشية والاجتماعية اعلن وزير الشؤون الإجتماعية والسياحة رمزي مشرفية ان إقرار مجلس أمناء البنك الدولي القرض المخصص لدعم شبكة الأمان الاجتماعي بقيمة 246 مليون دولار "سيمكننا من زيادة عدد المستفيدين من برنامج الاسر الاكثر فقراً إلى ما يقارب 200 ألف عائلة" وشدد على ان "مساعدة الأسر الفقيرة واجب وطني وحقٌّ مكرّس للمواطن على دولته". كما أعلنت الهيئة العليا للاغاثة، في بيان، أنه "استنادا إلى قرار وزارة المال دفع مساعدة مالية بقيمة 75 مليار ليرة لبنانية كسلفة خزينة للهيئة العليا للإغاثة، وتنفيذا للخطة الاجتماعية الهادفة إلى مساعدة الأسر التي ترزح تحت أوضاع معيشية حادة بسبب الإجراءات المتخذة لمواجهة كورونا قامت الهيئة بتحويل كامل المبلغ إلى حساب خزينة الجيش، واعتمادا إلى آلية تم وضعها من قيادة الجيش والادارات المعنية في الدولة، واستنادا إلى جداول إسمية يعدها الجيش والادارات المختصة وفق مبدأ الأولوية والحاجة".
قانون اللقاحات
في المقابل، تتجه الانظار الى مجلس النواب الذي يلتئم بعد ظهر اليوم في الاونيسكو لاقرار قانون يتيح للبنان استيراد لقاحات كورونا وعلى رأسها لقاحات شركة فايزر، وسط مطالبات بفتح باب الاستيراد للقطاع الخاص ومن اكثر من شركة . وعشية الجلسة لفت نقيب الأطباء شرف أبو شرف الى ان لجنة الصحة النيابية كانت قد ناقشت هذا المشروع ووضعت فيه الأطر القانونية والطبية لحماية المواطنين، خصوصا ان الدول الغربية بدأت بإعطاء اللقاحات ضد وباء كورونا منذ شهرين، والمضاعفات السلبية من حرارة بسيطة أو وجع في العضل، قليلة جدا.
وقال في بيان "ان نقابة الأطباء تطالب السادة النواب بربط مشروع قانون اللقاحات بمعايير المواصفات والجودة المتوفرة في بلد المنشأ، وبربطها بالشروط نفسها التي تطبقها الدول الأوروبية، حفاظًا على صحة وحقوق المواطن والدولة" .
• وكتبت صحيفة "الأخبار" تقول: مطلع كانون الأول الماضي، وقبل الإعلان عن النسخة البريطانية المتحوّرة من فيروس كورونا إعلامياً. لاحظ اختصاصيّو العلوم الجزيئية (متخرّجو الجامعة اللبنانية) في مختبرات كل من مستشفى بهمن ومستشفى الرسول الأعظم، "أمراً غريباً" بيّنته في نتائج هذه الفحوصات الـ pcr. إذ إن جيناً واحداً من أصل 3 تابعة للفيروس يجري تتبّعها لتأكيد الإصابة بالفيروس، "اختفى" من نتائج تلك الفحوصات لدى أحد المصابين. إثر ذلك، تواصل هؤلاء مع الباحثين في الجامعة اللبنانية، الدكتور فادي عبد الساتر (علوم بيولوجية) والدكتور قاسم حمزة (علوم جرثومية)، اللذين أوصيا المختبرين بتتبع الحالات المشابهة. وبالفعل، بدأت حالات مشابهة بالظهور وصل عددها إلى 50 إصابة من النسخة المتحوّرة من "كوفيد-19" في كانون الأول الفائت، قبل أن يشهد الأسبوع الأول من الشهر الجاري تصاعداً جنونياً في هذه الحالات.
بعد الإعلان في بريطانيا عن نسخة متحوّرة من فيروس كورونا، في 20 كانون الأول الماضي، ربط الباحثان النتائج التي بين أيديهما بالطفرة البريطانية. لكن، حتى الساعة، لا يمكن البتّ ما إذا كان هذا التحوّر المكتشف في لبنان هو نفسه النسخة البريطانية أم نسخة مختلفة؟ إذ إن معدات تحديد تسلسل شيفرة الفيروس بشكل متكامل (sequencing) غير متوفرة في لبنان سوى لدى مستشفيين جامعيين وجامعة، ولا قدرة استيعابية لدى هذه المختبرات المتوافرة على تحديد تسلسل الفيروس لعدد كبير من المصابين، فضلاً عن الكلفة الباهظة للـ sequencing خارجياً.
من أصل 1211 حالة إيجابيّة تبيّن أن 475 حالة مصابة بالسلالة الجديدة
يؤكد عبد الساتر لـ"الأخبار" أنه "على يقين" بأن هذه الحالات هي "النسخة البريطانية من كورونا، أو على الأقل سلالة جديدة تتشارك مع السلالة البريطانية بعدد من الطفرات. ويشدّد على أنّ "حالات الإصابة بالسلالة الجديدة لا تختلف عوارضها عن عوارض سابقتها، لكن لها قدرة على الانتشار بشكل أكبر تصل الى 70 في المئة". عبد الساتر وصف نسبة الإصابة بالسلالة الجديدة بـ"المرعبة"، موضحاً أنه في الأول من كانون الثاني الجاري، وصلت نسبة الإصابة بالسلالة الجديدة بين الفحوصات المخبرية اليومية التي أجريت في مختبرَي "بهمن" و"الرسول الأعظم" الى 16 في المئة، وفي الثاني من الشهر الى 20%، وفي 11منه الى 50 في المئة، وبلغت 58 في المئة في 12 من الشهر الجاري! وتم تأكيد ذلك بعدما طوّر عبد الساتر وحمزة بروتوكولاً خاصاً لتقنية PCR، من دون اللجوء الى معدات تحديد تسلسل الفيروس. وبلغ مجموع عيّنات الفحوصات التي اعتمدت 5427 عيّنة أفرزت 1211 حالة إيجابية، منها 475 حالة إصابة بالسلالة الجديدة.
يعرب عبد الساتر عن "خشية كبيرة" مما ستحمله الأيام المقبلة لجهة أرقام الإصابات، لافتاً إلى أن "المشكلة لن تكون في العوارض، بل في قدرة المستشفيات اللبنانية على استيعاب موجة المصابين الآتية لا محالة، كون النسخة الجديدة أسرع انتشاراً.
وبما أن لا قدرة على تحديد تسلسل الفيروس في مجمل المناطق اللبنانية عبر الـ(sequencing)، لتعزيز بيانات عملية الرصد الوبائي، يدعو عبد الساتر الى اعتماد بروتوكول مشابه للذي طوّره وزميله حمزة، وخصوصاً أن بيانات الدراسة هي من مستشفيين فقط، ولا تكفي لتقديم صورة شاملة عما يحدث في بقية المناطق خارج بيروت. يبقى أن هذه الدراسة لا تزال أوّليّة، ويشارك فيها اختصاصيون من متخرجي الجامعة اللبنانية ومن الطلاب الباحثين. إذ لا تزال هناك أسئلة عدة تحتاج الى أجوبة، منها على سبيل المثال: هل هناك اختلاف في نسب الإصابات بين الذكور والإناث وبين الفئات العمرية المختلفة؟
• وكتبت صحيفة "اللواء" تقول: بالمقارنة، مع الاقفالات السابقة، سجّل اليوم الأوّل من إعلان "الطوارئ الصحية" نجاح، لا يمكن اخفاؤه. إذ تضافرت عناصر عدَّة للخروج من حالة الاستخفاف المجتمعي بالوباء ومضاعفاته: انتظار رجال الامن عند قارعة الطريق، يسجلون المحاضر، من دون ردع أو حتى قمع للمخالفات، وحضر مطر كانون الثاني، في المشهد، فألزم النّاس في التزام منازلهم، والعائدين عبر المطار التزام محاجرهم في الفنادق.
وأكدت مصادر مطلعة لـ"اللواء" أن الانشغال المحلي بملف كورونا هو الطاغي لتلمس ما قد يخرج عن الأقفال الذي دخل إليه البلد أمس، مشيرة إلى أن الملفات الأخرى أضحت مغيبة مع العلم انها تتصدر المشهد اللبناني في وقت قريب لاسيما عندما يتصل الأمر بالحاجة إلى التصدي لها إلا إذا عهد الأمر إلى حكومة تصريف الأعمال.
وهنا لفتت المصادر نفسها إلى أن الملف الحكومي يحتاج إلى أكثر من معجزة في ظل توقف المبادرات مع العلم ان بعض سعاة الخير أو الوسطاء يرفضون تعليق تحركهم ولذلك هم على استعداد للتحرك من أجل أحداث أي خرق.
إلى ذلك أوضحت المصادر نفسها أن خطوط التواصل مقطوعة وستبقى لفترة على الأرجح من دون معرفة ما إذا كان هناك من وساطة خارجية ستظهر ام لا.
وأشارت إلى أن المقاربات لا تزال كما هي بالنسبة إلى كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف فالرئيس عون يتحدث عن المعايير الواحدة والتوازن الوطني والرئيس الحريري قال ما لديه.
وتوقعت مصادر سياسية ان تستمر حالة الجمود التي تتحكم بتشكيل الحكومة العتيدة اكثر من المتوقع بسبب الانعكاسات والتداعيات السلبية التي تسبب بها الموقف التصعيدي الاخير لرئيس الجمهورية ميشال عون ضد الرئيس سعدالحريري وعلى الواقع السياسي ككل. وقالت انه لم يسجل اي اختراقات مهمة لحالة الجمود هذه، باستثناء محاولات محدودة لتقصي مواقف الاطراف من امكانية تقبل الوساطات بهذا الشأن،او الاعتراض عليها او رفضها ككل.ولكن تبين من فحوى الاتصالات ان موقف عون الاخير تجاه الحريري مايزال يرخي بمفاعيله الثقيلة السلبية،بعدما تسبب بجرح بالغ في العلاقة مع الحريري وما يمثله ، ولذلك من الصعوبة بمكان القيام بترطيب الأجواء بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بالوقت الحاضر ريثما يتم تبريد الاجواء تدريجيا من خلال بعض الخطوات والمواقف التي تبدد اتهامات عون للحريري وبالتالي يسهل بعدها الانتقال إلى مرحلة اعادة التواصل بين الرئيسين، الا انه بدون قيام الرئاسة الاولى بالخطوة الاولى ،يبدو انه من الصعوبة بمكان الانتقال إلى تحقيق اختراق جدي في مسار عملية تشكيل الحكومة الجديدة.
الاقفال والطوارئ
نفذ لبنان فجر أمس إجراءات إغلاق عام أكثر تشدداً من سابقاتها تتضمن منع تجول طيلة اليوم لنحو أسبوعين في محاولة للحدّ من ارتفاع معدلات الإصابات القياسية بفيروس كورونا المستجد ولتخفيف الضغط عن القطاع الطبي المنهك. وبدت الحركة محدودة في عدد من شوارع بيروت وضواحيها وأقفلت المؤسسات التجارية والأسواق ومعظم الشركات الخاصة أبوابها. وتضمنت الإجراءات التي أقرّتها الحكومة خشية انهيار القطاع الصحي بعد تخطي مستشفيات رئيسية طاقتها الاستيعابية، حظر تجول على مدار الساعة حتى 25 من الشهر الحالي، مع استثناءات تطال العاملين في القطاع الصحي ومنشآت حيوية وصحافيين.
كذلك، تضمّنت تقليص حركة المسافرين في المطار بشكل كبير، ومنعت دخول الوافدين عبر المعابر الحدودية البرية والبحرية، باستثناء العابرين ترانزيت. ووفق توصيات قوى الأمن الداخلي، على المواطنين الخاضعين لحظر التجول والراغبين بالخروج لسبب ما كزيارة طبيب أو إجراء فحوص أو الذهاب الى المطار، الحصول على موافقة مسبقة بعد توجيه رسالة قصيرة عبر الهاتف أو ملء طلب عبر الإنترنت.
كما يطلب من بعض الفئات المستثناة من حظر التجول الحصول أيضاً على موافقة كالعاملين في شركات الصيرفة وتحويل الأموال. وازدادت حالات العدوى خلال الأسبوع الماضي بنسبة سبعين في المئة عما كانت عليه في الأسبوع السابق، ما جعل لبنان من البلدان التي تشهد حالياً واحدة من أكبر الزيادات في الإصابات في العالم. وأعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن إصابته بالفيروس ودخوله المستشفى. واضطر مصابون خلال الأيام الماضية للانتظار لساعات طويلة في أقسام الطوارئ أو الانتقال من مستشفى الى آخر بحثاً عن أسرّة. وعمدت مستشفيات إلى معالجة مصابين وافدين إليها داخل سياراتهم نتيجة اكتظاظ غرف الطوارئ وأقسام العناية الفائقة والعزل.
بانتظار اللقاح
وتتضمن الإجراءات الجديدة أيضاً إغلاق محال بيع المواد الغذائية أمام الزبائن، على أن تبقى خدمة التوصيل، وهو أمر لا يتوافر في كل المناطق اللبنانية، ما جعل اللبنانيين يتهافتون خلال الأيام الثلاثة الماضية بشكل غير مسبوق لشراء حاجياتهم. وازداد معدل الإصابات بشكل قياسي بعدما سمحت الحكومة قبل عيدي الميلاد ورأس السنة للملاهي والحانات بفتح أبوابها، في محاولة لإنعاش الاقتصاد المتداعي، رغم تحذير القطاع الصحي. وأقرّت السلطات في السابع من الشهر الحالي إقفالاً عاماً تضمن استثناءات عديدة وترافق مع حظر تجول ليلي، بدأ سريانه في اليوم نفسه. إلا أن الإجراءات لم تحل دون استمرار ارتفاع الإصابات. وسجّلت معدلات إصابات يومية قياسية تخطت الخمسة آلاف بينما بلغ عدد المصابين الإجمالي وفق آخر حصيلة الأربعاء 231936 بينها 1740 وفاة.
ويأتي تدهور الوضع الصحي فيما يشهد لبنان أسوأ أزماته الاقتصادية التي ضاعفت معدلات الفقر. وأبدت منظمة "أنقذوا الأطفال" (سايف ذي تشيلدرن) قلقها "العميق" من أن يؤثر الإغلاق على العائلات والأطفال الذين يعانون من أوضاع اقتصادية هشّة، ما لم يتم دعمهم بشكل فوري.
على أن الأخطر، ما يجري داخل المستشفيات، إذ غرَّد مدير مستشفى الحريري الجامعي د. فرانس الأبيض عن ان بعض المصابين بالكورونا تعرضوا لنوبات قلبية، (4 مصابين، حسب الابيض).
ووصف وزير الصحة السابق كرم كرم السلطة القائمة بالفاسدة والحمقاء، نظراً لعدم الحصول على لقاح كورونا.. ووصف مجلس النواب بالفاشل.
وقدر وزير الصحة السابق الدكتور جميل جبق ان يصاب ما يزيد عن 500 ألف بالكورونا في نهاية الشهر، مع المعدلات اليومية.
وفي السياق، ان إدارة مستشف السان جورج- الحدث، ذكرت ان الوضع الصحي للوزير حسن جيد، وقالت انه يمارس عمله ونشاطه من غرفته في المستشفى.
إلتزام كبير بالإقفال
وعلى صعيد الاقفال، قال مصدر امني مسؤول لـ"اللواء": انه كان افضل يوم للإلتزام بالاقفال نسبة الى المرات السابقة، ونأمل ان يكون اليوم الاخير في 25 الشهر مثله وان يستمر الإلتزام الكبير في كل المناطق. مشيراً الى ان المواكبة الامنية كانت كثيفة، وتم تحرير محاضر ضبط بالمخالفين لكنها لم تكن مرتفعة كالسابق.
ورداً على سؤال حول عمل المنصة الالكترونية وهل كانت ناجحة ام معقدة وصعبة، اوضح المصدر: ان المنصة تعطي موافقة اولية فورية للجدّيين للخروج من المنزل لقضاء حاجة ضرورية، لكن قوى الامن تواكب على الارض عبر مقارنة الموافقة بالواقع والتأكد هل فعلا ان المواطن خرج من المنزل للسبب الذي حدده، وعليه ان يُبرز مستندات تثبت صحة كلامه كوصل او فاتورة الشراء او ورقة الطبيب او المستشفى او الصيدلية. وقال:نحن حذرنا قبل يومين من سوء استخدام هذه المنصة والتلاعب لأننا سنكون جديين في الملاحقة.
وفي الوقائع، سجلت حركة مرور كثيفة وزحمة سيارات على طرقات خلدة وجل الديب ومناطق اخرى عند مداخل بيروت بسبب حواجز قوى ألامن الداخلي، التي نظمت محاضر ضبط بحق المخالفين.
وسيّرت قوى الأمن مدعومة من الجيش دوريات واقامت وحواجز في العاصمة بيروت والضواحي من بعبدا وحتى ضبية ومناطق الجبل والجنوب والبقاع والشمال، وُسجّل التزامٌ شبه كامل بالإقفال من قبل أصحاب المحال والمؤسسات التجارية.
وشهدت أحياء الضاحية الجنوبية إلتزاماً كبيراً بقرار الإقفال فاقت نسبته 95 بالمئة، وخلافاً للمشهد اليومي من الزحمة، بدت الشوارع الرئيسية والفرعية خالية تماماً إلا من قِلّة قليلة جداً من المشاة والسيارات، والمحلات والمؤسسات غير المستثناة مقفلة بالكامل، والتزمت السوبر ماركت بمنع دخول الزبائن اليها والاكتفاء بالبيع بخدمة الديليفري او عند باب المحل بعد اقفاله بطاولة او شريط معدني. مع التزام بوضع الكمامات والتباعد. فيما تراجعت حركة الاقبال على شراء المواد الغذائية بشكل واسع عمّا كانت عليه قبل يومين.
وشوهدت في بعض احياء الغبيري- الشياح لا سيما في حي الجامع وسوق الخضار، دوريات من الجيش وقوى الامن تنظم محاضر ضبط بالمخالفين على قلة عددهم، وتجبر حتى محلات الخضار وافران المناقيش المستثناة على الإقفال، ما زاد من حجم الإلتزام.
كذلك سيّرت شرطة بلدية صيدا دوريات في مختلف شوارع وأحياء المدينة واقامت حواجز طيارة، للتأكد من ضرورة التقيد بالمقررات وبوضع الكمامة وبالإجراءات الصحية. كما سيرت شرطة البلدية وجهاز أمن الدولة دوريات مشتركة في مختلف شوارع المدينة للتأكد من تطبيق المقررات تحت طائلة تحرير محاضر بحق المخالفين.
ورفع الجيش اللبناني مساء امس على حواجزه العسكرية عند مداخل مخيم عين الحلوة لافتات يؤكد فيها "منع دخول المخيم والخروج منه اعتبارا من تاريخ 14 كانون الثاني وحتى اشعار آخر"، وأبلغ القوى السياسية الفلسطينية والقوة المشتركة واللجان الشعبية، أن "ما يسري على اللبناني يسري على الفلسطيني لجهة حظر التجول والاستثناءات ومنع الحركة من المخيم وإليه". وبالتزامن اعلنت وكالة "الاونروا" اقفال مؤسساتها كافة بما فيها العيادات الصحية في المخيمات الفلسطينية حتى يوم الاثنين بانتظار اعلان برنامج لاستقبال المرضى في حال الطوارىء.
والتزم مخيما عين الحلوة والمية ومية قرار حظر التجول والاقفال العام ولم يسجل أي دخول إلى مخيم عين الحلوة أو خروج منه الا للحالات المستثناة او بتصاريح موافق عليها .
أما في النبطية وصور وبنت جبيل ومرجعيون ، لم يكن الاقفال شاملا صباحاً وسجلت خروقات تمثلت بفتح بعض المحلات التجارية، فيما خلت الشوارع والطرقات من السيارات والمارة، وأقيمت حواجز على المستديرات وسطرت محاضر ضبط للمخالفين فتم اقفال المحلات المخالفة. وكذلك كان الحال في مناطق حاصبيا وراشيا والبقاع الغربي وزحلة والبقاع الاوسط.
أما مدينة بعلبك فالتزمت الإقفال وشهدت الطرق الرئيسية حركة سير خفيفة، وخلت متنزهات رأس العين والمطاعم والمقاهي من روادها، فيما نشطت حركة الدراجات النارية الخاصة بخدمة الدليفري، وكذلك اقفلت مرافق ومؤسسات مدينة الهرمل.
في طرابلس، أقامت عناصر قوى الامن الداخلي حواجز متنقلة في مختلف شوارع المدينة وسيرت الدوريات للتأكد من التزام المواطنين قرار الاقفال، ونظمت محاضر ضبط في حق المخالفين، وسجلت نسبة التزام كبيرة جدا بالاقفال في المدينة وبدت شوارعها منذ ساعات الصباح خالية من حركة السيارات والمارة. كذلك شهدت مناطق زغرتا والكورة والبترون وجبيل وكسروان التزاماً تاماً.
وللمرة الاولى منذ بدء قرارات التعبئة والاقفال العام، سجلت عكار بمختلف بلداتها وقراها الرئيسية أعلى نسبة إقفال تجاوزت الـ 90 في المئة.
الجلسة اليوم
وفي الوقت الذي سجلت فيه اصابات كورونا أعلى نسبة لها في لبنان أمس يعقد مجلس النواب بعد ظهر اليوم جلسة في الأونيسكو وعلى جدول أعماله بند واحد هو اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي إلى تنظيم الاستخدام المستجد للمنتجات الطبية لكافحة جائحة كورونا، بعد ان ادخلت لجنة الصحة النيابية بعض التعديلات عليه. ومن المقرّر ان يتم التصويت على الاقتراح بمادة وحيدة وبجلسة سريعة، كون ان هذا الاقتراح الهدف منه السماح باستخدام اللقاحات التي تستحصل على موافقات من الجهات الصحية الدولية والأدوية التي تستخدم في معالجة مضاعفات الإصابة بكورونا.
وانتقد رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان تأخير إقرار قانون "تنظيم الاستخدام المستجد للمنتجات الطبية لمكافحة جائحة كورونا".
وذكر عدوان ان "في 21 كانون الأوّل الماضي ارسل العقد مع شركة "فايزر" إلى هيئة التشريع والاستشارات، التي أنهت مهمتها في غضون يومين، ومن 6 أيام فقط حتى ارسل مشروع القانون إلى مجلس النواب. لا اعتقد ان هذه الطريقة التي يجب ان تتبع". واعرب عن اعتقاده انه "لا يوجد فعالية وجدية في العمل على مستوى الحكومة المستقيلة ووزارة الصحة".
وقال: "اللقاح الذي سيصل في بداية شهر شباط المقبل، لن يصل منه سوى دفعة أولى في أوّل ثلث من السنة، أي حتى نهاية شهر آذار سيكون هناك تلقيح لـ10 بالمئة من اللبنانيين كحد أقصى، وبالتالي يجب استيراد اللقاح من شركات مختلفة لتلقح نسبة أكبر من السكان". وشدّد على انه "إن لم يتم استيراد لقاحات أخرى أو اللقاح نفسه من خارج الدولة اللبنانية، فسينعكس ذلك على الصحة العامة"، مفيداً بأن "كل اللقاحات التي طلبتها الدولة اللبنانية تغطي فقط 20 بالمئة من السكان".
سياسياً، لم يُسجّل أي جديد وسط إنكفاء ردود الفعل على شريط الفيديو للحوار بين الرئيسين ميشال عون وحسان دياب، ونفي مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي للكلام عن إقامة جبهات او تكتلات سياسية جديدة خاصة سنيّة درزية، فيما طغى تحرك الرئيس المكلف سعد الحريري مجدداً بإتجاه دول المنطقة، حيث غادر امس الى الامارات ومنها قد ينتقل الى القاهرة من دون تأكيد ذلك رسميا من اوساطه.
توضيح حول إجتماع رؤساء الحكومات وجنبلاط
وأوضح مصدر مقرب من رؤساء الحكومات السابقين أن الإجتماع الذي عُقد في منزل الرئيس تمام سلام وضم الرئيسين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة مع رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط والوزير السابق غازي العريضي، حصل منذ أكثر من إسبوعين، وقبل المؤتمر الصحفي للنائب جبران باسيل والفيديو المسرّب من القصر الجمهوري وما تضمنه من إهانة للرئيس المكلف.
وأشار المصدر أن هذا اللقاء جاء في إطار المشاورات مع القيادات الوطنية لإخراج البلاد من دوامة الأزمات التي تتخبط فيها، وسلوك سبل الإنقاذ قبل الوصول إلى مرحلة الإرتطام.
ملاءة المصارف
مصرفياً، يكاد مصرف بلوم-بنك للأعمال ان يوقع اتفاقية "الاستحواذ" من قبل المؤسسة العربية المصرفية (ABC). وهو مصرف بحريني، مقابل 480 مليون دولار، بالتزامن مع مباشرة المصارف رفع رأسمالها بنسبة 20%.
صحياً، جاء في التقرير اليومي لوزارة الصحة العامة ان عدد الإصابات سجلت 5196 إصابة جديدة بفايروس كورونا، و41 حالة وفاة في الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد إلى 237132 حالة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2019.