ثقافةكتب

“المباني الكلامية في تفسير القرآن”.. دراسة في تراث الشيخ الطوسي

 

عرض لمى عطوي – الحوار نيوز

 

موضوع تفسير القرآن الكريم له جوانب عديدة ودراسته تحتاج الى كثير من القراءات ،وهنالك العديد من الكتب التي تتكلم عن ذلك او عن بحث ما يختص بالقرآن ومعرفته.

 

وقد صدر مؤخرا  عن مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي في بيروت ومن سلسلة الدراسات القرآنية كتاب جديد بعنوان ” المباني الكلامية في تفسير القرآن دراسة في تراث الشيخ الطوسي”  للشيخ الدكتور محمد سلطاني ومن ترجمة محمد علي أيوب. هذا الكتاب يعتبر  من الكتب المهمة التي تشكل مقدمة للبحث في تفسير القرآن وخاصةً لمعرفة المباني الكلامية التي إستخدمها الشيخ الطوسي في تفسيره الخاص.

 

لغة الكتاب  سهلة جداً وخصوصا للطلاب والمهتمين ومقسم بطريقة ذكية وكل فصل له  مقدمة وخاتمة ويوضح الكاتب في كل قسم ماذا سيقدم لنا ويربطه مع القسم التالي، لكي يوصل لنا في النهاية الافكار التي أراد أن يضيء عليها من خلال ما كتب وذلك بوضع معلومات قيمة وغنية واختصر لنا ما قدمه الشيخ الطوسي بخصوص تفسيره للقرآن.

 

 يبدأ الكتاب بكلمة المركز ثم مقدمة الكاتب التي اوضحت المسارالذي سيراه القارئ أثناء القراءة وحيث يتألف من ستة فصول وبعدها خاتمة.

 

  • الفصل الأول هو للتعريف بكل المصطلحات المتعلقة بما يطرحه الكاتب وايضاً يحتوي معلومات عن الشيخ الطوسي.  فيعرف لنا الكاتب معنى المباني، علم الكلام،  تفسير القرأن حتى يصل الى تعريف المباني الكلامية لتفسير القرآن ومن ثم تحليل المباني الكلامية بعدها يربط بين علم الكلام وتفسير القرآن. كما يُعرف عن الشيخ الطوسي وعلم الكلام عنده.

فالشيخ الطوسي هو ابو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي وولد في طوس عام ٣٨٥ ق.ه ولقد انشغل فيها بتحصيل العلوم الدينية.

عام ٤٠٨ ق. ه  توجه الشيخ الى بغداد بعد المشاكل الحاصلة في البلاد. ولقد برز كأفضل تلامذة السيد المرتضى حيث بدأ بكتابة وتأليف مصنفاته وكتبه في حياة استاذه. بعد وفاة السيد المرتضى استلم الشيخ الطوسي  الزعامة الدينية والعلمية والاجتماعية للإمامية. وكان الشيخ طوسي  شخصية علمية كبيرة ومميزة وخاصة في مجال علم الكلام. اسس حوزة النجف العظمية التي ما زالت لليوم…. للشيخ الطوسي العديد من المؤلفات التي تشكل فكراً قيماً جداً ولا مثيل له…

 

 

والفصل الاول له اهمية خاصة  لانه يشكل مفاتيح اساسية للدخول الى علم تفسير القرآن بشكل عام ولأي شخص وكما يجعل كل المعارف الموجودة في الفصول القادمة تُفهم بشكل أسرع.

 

  • الفصل الثاني يتكلم عن المباني الكلامية للتفسير ضمن نطاق المعرفة الإلهية وهنا يوضح الكاتب إنه في كل قسم سيضع لكل نقطة متعلقة به بيان المبحث الكلامي  ودليل الشيخ الطوسي، تحليل المبنى الكلامي و تأثير المبنى الكلامي في التفسير. لقد تكلم في هذا الفصل عن نقاط مثل: العلم الإلهي، الكلام الإلهي، العدل والحكمة الإلهية وغيرها…طبعاً تضمن الفصل حجج وشواهد من القرآن وتفسير لأيات معينة ومن ما استند إليه الشيخ الطوسي  وهذا موجود بكل فصل وكل ذلك بطريقة منظمة وغير معقدة.

 

  • الفصل الثالث يتحدث عن المباني الكلامية المرتبطة بالقرآن الكريم ويتكلم عن نقاط مثل وحدة القرآن الكريم، حدوث القرآن، عدم تحريف القرآن…..وكل ما عرض في هذا الفصل يشكل مرجعاً لكل شخص لدية تساؤلات حول القرآن والرسالة التي يحملها…..

 

  • الفصل الرابع يتعلق بالمباني الكلامية الخاصة بالأنبياء والأئمة المعصومين(ع) ويتكلم عن عصمة النبي محمد (ص)، عصمة أنبياء الله ، عصمة الأئمة وغيرها….

 

  • الفصل الخامس يطرح فيه المباني الكلامية المرتبطة بالمخاطب بالقرآن ويتضمن نقطتين وهي  اعتبار الادراك العقلي عند المخاطبين واعتبار الفهم الخاص.

 

  • الفصل السادس يتحدث عن المباني الكلامية المرتبطة بالحقائق الغيبية التي تضمن نقاط مثل الاعتقاد بذاتية الموجودات الغيبية وعالم الغيب….

 

في الخاتمة يتحدث الكاتب عن دراسته والتي تابع بها مؤلفات الشيخ الطوسي وعلى ماذا يستند في تفسيره للقرآن وهذا ما ظهر في الكتاب من الافكار، العلم والتفسير الذي يقدمه الشيخ الطوسي ولذلك يختم الكاتب بعدة  إستنتاجات متعلقة بكل ما عرضه.

 

يقدم لنا الكاتب بواسطة هذا الكتاب بوصلة  تدلنا بشكل عام على  المباني الكلامية التي استند عليها الشيخ الطوسي في تفسير للقرآن. كما يبرز اهمية فكر الشيخ الطوسي وكم يجب ان يتم التعمق به اكثر. في الاخير يفتح آفاق جديدة للقارئ لكي يبحث في موضوع تفسير القرآن وكل ما يتعلق بهذه العملية وكيف يستطيع أي فرد في المجتمع ان يصل الى فهم آيات القرآن ورسالته.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى