سياسةمحليات لبنانية

لبنان يبدأ مفاوضات صعبة وطويلة لترسيم الحدود:شحيتلي وخليفة يسلطان الضوء على المخالفات الإسرائيلية

 

  كتبت حلا ماضي:
         لا  شك أن موضوع المفاوضات غير المباشرة التي انطلقت اليوم بين لبنان والعدو الإسرائيلي برعاية الامم المتحدة  ووجود وسطاء اميركيين ، تختلف عن  " المحادثات " التي حصلت عام  2006 بين ضباط من الجيش اللبناني و العدو الإسرائيلي، إذ ان المحادثات حينها حصلت  لإتمام عملية خروج جيش العدو من الجنوب حينها  ، وبالتالي فإن الوفد العسكري هو الذي حدد شكل الطاولة ووضع اسسا للمحادثات  كما  يقول  اللواء الركن المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي  .

اما اليوم  فالظروف تغيرت والوفد " المفاوض" يحمل توجيهات سياسية ، وهو سيعمل ضمن تلك التوجيهات  ولا سيما  المرتكزات الأساسية  التي  أعطاها قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون  الذي  وبرأي  اللواء  شحيتلي  ؛  يلغي كل  المكتسبات  التي  اخذتها " إسرائيل " من خلال الأمر الواقع  خلال عشرين سنة مضت  ،وهو  بذلك  وضع اسس التفاوض ، واذا وافق " الإسرائيلي " نكون  قد حققنا  بعض الإنجازات .
ويشير اللواء  شحيتلي  الى وجود عدة مكتسبات اخذتها " إسرائيل " بفعل الأمر الواقع   منها :

أولا  البوابة  في منطقة الناقورة  عندما قربتها " إسرائيل " 17  مترا  اتجاه الأراضي اللبنانية

اما النقطة الثانية  فهي خط الطفافات في البحر داخل الأراضي اللبنانية بمساحة  800  متر  .                                                                      اما النقطة الثالثة فهي أن إبرام  الإتفاقية  مع  قبرص  سمح  لإسرائيل  الاستفادة  من هذا  الخطأ ، كي ترسم  خطا  يدخل  ضمن الأراضي اللبنانية  ويقتلع من لبنان 860 كلم مربعا ، و الاتفاقية  اللبنانية مع  قبرص  استفادت منها  إسرائيل  بان  رسمت  خطا من  النقطة  التي  تراها مناسبة   في الناقورة  الى  نقطة البداية  من  خط الاتفاق  وبالتالي  اقتلعت إسرائيل من لبنان  860 كلم مربع.ا

و النقطة الرابعة  حين أعطيت   لصخرة "تخاليت" مفعولا كاملا واعتبارها   نقطة أساس.
  ولكن  المفاوضات غير المباشرة مع العدو الإسرائيلي ستكون مسألة صعبة  كما  يقول  الدكتور عصام خليفة وهي معركة  بأسلحة دبلوماسية  والانتصار  فيها  مرهون  بعدة  عوامل  :

العامل الأول  يتعلق بالوحدة الوطنية وراء المفاوض اللبناني ، ومؤشرات التباين و التلغيم لا تبشر بالخير،  فالمطلوب كما  يقول خليفة  إيقاف الجدل ، فهناك مصلحة الوطن العليا  وبقاء الدولة اللبنانية  مرهون بهذه المفاوضات!!

واعتبر  ان الانتصار  و المفاوضات  مرهونان بتوفر الوثائق و إرادة المفاوض  الصلبة  ، فنحن لجهة البر حدودنا مرسمة  والتفاوض  حول تثبيت  ترسيم الحدود _ الخط الأزرق  هو خط  انسحاب  وليس، خط حدود  ، اما الناحية البحرية  فموقفنا  الدولي قوي بناء  على المعاهدة الدولية للبحار للمناطق الإقتصادية  لأن  " إسرائيل " غيرت النقطة رقم واحد ( 1) بالترسيم  من  رأس الناقورة ، يذهب الخط جنوبا  ، و قامت " إسرائيل " بنقله  30 مترا شمالا  ليتحرك  الخط حسب  رأيها  شمالا . ومن هنا  فان لبنان خسر  1700كلم مربع  .
ولفت الدكتور خليفة الى أن  الرأس  الصخري  ثابت  في البر  وما  اعتبرته " إسرائيل " جزيرة هو صخرة أربعين مترا بسبعة أمتار  ولا  سكن فيها و غير  قابلة للسكن ، وهذا  يناقض المادة 121 من  قانون البحار  ومن خلال هذه النقطة حاولت ان " تدفش شمالا".

و في رأي  خليفة  " نحن امام مفاوضات طويلة و طويلة ولا أعتقد ان  اسرائيل  ستتراجع  عن اطماعها،  سواء  ان كان في جبل  حرمون  في مزارع شبعا  او   في 13  نقطة موجودة  معدلة  في اتفاق  خط  "بوليليو  كامب" وهو  الخط الدولي  المرسم  بعد الهدنة ، و المادة  الخامسة تؤكد على الحدود الدولية  انها خط الهدنة. هناك  ترسيم حدود حصل بين لبنان  و " إسرائيل " بين الخامس والخامس عشر من شهر كانون الأول عام   1949

ويعتبر الدكتور خليفة  ان لدى " إسرائيل " اطماعا بالبحر  وعلينا ان نكون اقوياء وصلبين بالتفاوض.

وكانت  الجولة  الأولى من المفاوضات غير المباشرة   مع  العدو الإسرائيلي  قد  انطلقت  صباح اليوم  في  مقر الأمم المتحدة  في الناقورة   ، حيث  القى  رئيس الوفد المكلف ملف التفاوض التقني غير المباشر العميد الركن الطيار بسام ياسين كلمة خلال الجولة الأولى من مفاوضات ترسيم الحدود بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي، قال فيها: "حضرة مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى السيد دايفيد شينكر، حضرة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان السيد بان كوبيتش، لا بد في البداية من التنويه بالرعاية التي يتولاها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لملف التفاوض التقني غير المباشر، والتي من المفترض أن تقود الى ترسيم الحدود الجنوبية باستضافة الأمم المتحدة وتحت رايتها وبوساطة مسهلة من الولايات المتحدة الأميركية".
أضاف: "كما تجدر الإشارة الى الجهود التي بذلها دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري لإيصال هذا الملف إلى خواتيمه لجهة إطلاق عملية التفاوض، وكذلك التأكيد على الدور الذي يقوم به قائد الجيش العماد جوزاف عون، من خلال متابعته لتثبيت السيادة الوطنية على الحدود اللبنانية وتمكين لبنان من استثمار ثرواته الطبيعية من نفط وغاز ضمن منطقته الاقتصادية الخالصة التي يحفظها القانون الدولي. وللولايات المتحدة الأميركية الصديقة الشكر على القيام بدور الوسيط وإعلانها النية على بذل قصارى جهدها للمساعدة على تأسيس جو ايجابي وبناء، والمحافظة عليه في إدارة هذه المفاوضات.

أضاف:كما نلفت الى الدور الذي ستقوم به الأمم المتحدة والتي نجتمع اليوم تحت مظلتها، اّملين قيامها بجهد أساسي فاعل لجهة تنظيم اّليات التفاوض وحسن سير العملية التفاوضية".
تابع: "لقاؤنا اليوم سوف يطلق صفارة قطار التفاوض التقني غير المباشر، ويشكل خطوة أولى في مسيرة الألف ميل حول ترسيم الحدود الجنوبية، وانطلاقا من مصلحة وطننا العليا نتطلع لأن تسير عجلة التفاوض بوتيرة تمكننا من إنجاز هذا الملف ضمن مهلة زمنية معقولة. نحن هنا اليوم لنناقش ونفاوض حول ترسيم حدودنا البحرية على أساس القانون الدولي، واتفاقية الهدنة عام 1949الموثقة لدى دوائر الأمم المتحدة، واتفاقية بوليه/ نيوكومب عام 1923 وتحديدا بشأن ما نصت عليه هذه لاتفاقية حول الخط الذي ينطلق من نقطة رأس الناقورة برا".
وختم: "في المقابل، نتطلع لقيام الأطراف الأخرى بما يتوجب عليها من التزامات مبنية على تحقيق متطلبات القانون الدولي والحفاظ على سرية المداولات، وإن تثبيت محاضر ومناقشات اجتماعات التفاوض التقني غير المباشر، كذلك الصيغة النهائية للترسيم يتمّ بعد تصديق السلطات السياسية اللبنانية المختصة عليها"

وقد  تم الإتفاق على  تحديد  السادس والعشرين من الشهر الحالي  موعدا  للجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة .


 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى