سياسةمحليات لبنانية

فوبيا الكورونا :انهيار احد القادة السريين

 

استدعيت  على عجل عصرا  لاصابة صديق لنا بانهيار فلسفي- سياسي -وجودي -صحي-ديني .
دقائق قليلة وكانت خلية السطح الثورية مجتمعة والقائد السرّي في حالة غضب ثوري وفي نوبة أسئلة وجودية من الصعب جدا الاجابة عليها ،وبينما كان الرفاق والاخوة والاصدقاء والاصحاب يهدئون من روعه نظر نحوي بعتب كبير وانهال عليّ باسئلة لا ابا حسنٍ لها:
"ها انت، اخبرني ان كنت قادرا على الاجابة؟ ما العمل وما السبيل؟ اي كفارة او اية صدقة علينا ان ندفع لننتهي من هذا البلاء او الابتلاء او الاختبار او اللعنة؟
لا ينقصنا بعد الا فيروس كورونا؟
ونحن نرد على اغتيال القائدين سليماني والمهندس اسقطنا طائرة اوكرانية بالخطأ؟
قالوا قتل قتلة الشهيدين القائدين في افغانستان في سقوط طائرة فلم يثبت الخبرية أحد؟ قالوا جاء السيد علي لاريجاني ليساعد لبنان فداهمتنا الكورونا من ايران؟توافقنا على رفض صفقة القرن فأعلمونا ان موجات من الجراد اجتاحت البحرين والاردن وقالوا ربما غدا تصل لبنان؟
لماذا لا يصيب الاسرائيليين مكروها ؟ لماذا اللعنة تلحق بنا اينما نكون؟ هل صلاتنا وصومنا غير مقبولين وصلاة وصوم الاسرائليين البهود ليهوه مستجابة؟
لماذا المآسي تلاحقنا بينما الاعداء في خير؟
اخبروني، اتصلوا بمن تشاؤون واعلموني ما هي الكفارة او الصدقة التي علينا ان ندفعها ليوفقنا ربنا؟ ألم تخبرونا اننا من هزيمة الى هزيمة باتجاه الانتصار الكبير؟ ماذا يحصل؟ لا اجد غير من انتصار الى انتصار باتجاه الهزيمة الكبرى، ليفهمنا احدهم ماذا يحصل؟
اقتربت منه وناولته حبة زهرية اللون.
نظر اليها وسأل ماذا تكون؟
اجبته: "كسانكس يا قائد"
ليضيف صاحب لنا :" يقولون ان الفيروس صناعي -بيولوجي المنشأ من مختبرات عسكرية حربية امبريالية".
نظر الينا والى الحبة وانفجر من الضحك فجأة واستمرّ في نوبة من الضحك المفرط غير قادر على الكلام ولا على التنفس وصاح بنا:
" لن ينجو منّا احد طالما مستشفى الحريري الحكومي سيعالجنا من الكورونا المقدسة ياقادة، مرضى السرطان وعالجوهم بامصال كاذبة ، لن ينجو منا احد ، ففي الطائرة 127 راكبا ومنهم مستشارو وزير الصحة، انتشروا بيننا" ثم اخذ يغني بصوت عال وضاحكا:
"عشرة عبيد صغار عم يلعبوا بالنار ، بالكورونا واحد مات وبقيوا تسعة صغار…تسعة عبيد صغار راحوا سوا مشوار واحد بالمصرف مات وبقيوا ثماني صغار…ثماني عبيد صغار….."
وصمت فجأة لنتفرق بهدوء تحت زخات من المطر ،نزولا على الدرج من الطابق العاشر،خائفين ان نستخدم المصعد الكهربائي معا ،ربما احدنا مصابا بالسرّ بالكورونا المقدسة تلك، تفرقنا على امل ان لا نلتقي قبل 14 يوما من العزل الارادي.
اهلا بالكورونا فهذا ما ينقصنا بعد في لبنان لتكتمل مأساتنا.
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى