سياسةمحليات لبنانية

عشرون دولارا تحرق أميركا ..وستة دولارات تُغرق لبنان

 

كتب واصف عواضة:
منذ عشرة أيام تشتعل الولايات المتحدة الأميركية ،أقوى دولة في العالم ،بالتظاهرات والاحتجاجات والحرائق ،والسبب عشرون دولارا قيل إنها مزيفة.
ومنذ 17 تشرين الثاني عام 2019 يغرق لبنان في أزمة خانقة لم يسبق لها مثيل،وفي انهيار مالي واقتصادي ومعيشي تغالب حكومته وشعبه لوقفه عند حد .والسبب ستة دولارات فقط.
إذن هو الدولار ،هذا المخلوق العجيب ، سبب كل الأزمات العالمية،من دولة صغيرة هي لبنان ،الى امبراطورية عظمى هي أميركا صاحبة العملة الخضراء التي تحكم العالم .
الكلام مجازي هنا .لكن الرواية اللبنانية ثابتة .فقد اندلعت الانتفاضة في لبنان على هدي قرار لوزير الاتصالات السابق محمد شقير بفرض رسم شهري مقداره ستة دولارات على مستخدمي "واتس أب".وكان هذا القرار هو الشعرة التي قصمت ظهر البعير ودفعت المتعبين من الحكم والحكام والحالة الصعبة للخروج الى الشارع ،والبقية معروفة.
أما في الولايات المتحة فتقول الرواية :
بعد الساعة 8:00 من مساء يوم 25 أيار /مايو الماضي انطلق ضباط إدارة شرطة منيابولس عاصمة ولاية مينيسوتا، ردا على "ادعاء بوجود عملية تزوير" في شيكاغو أفينيو ساوث في حي باودرهورن في منيابولس. وبحسب محطة تلفزيون "دبليو سي سي أو"، كان هنالك إدعاء بأن المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد "حاول استخدام وثائق مزورة في مطعم مجاور". ووفقًا لأحد مالكي المطعم، حاول فلويد استخدام عملة ورقية بقيمة 20 دولارًا شكّ أحد الموظفين بأنها مزيفة . وبحسب الشرطة، كان فلويد يجلس في سيارة مجاورة لمحل البقالة ،وكان يبدو أنه تحت تأثير العقاقير. متحدث باسم إدارة الشرطة قال إن الضباط أمروا فلويد بالخروج من السيارة، وعندها "قاوم جسديا ".
وبحسب شرطة منيابولس، "تمكن الضباط من وضع الأصفاد على المشتبه به ثم لاحظوا أنه يعاني من ضائقة طبية" ، فطلبوا سيارة إسعاف. وجاء في بيان لشرطة منيابولس أنه لم يتم استخدام الأسلحة في عملية الاعتقال .ووفقا لدائرة الإطفاء في منيابولس، نقل المسعفون فلويد من الموقع ،وكانوا يقومون بعملية تنشيط للقلب من خلال الضغط على الصدر كما قاموا بتدابير أخرى في محاولة لإنقاذه .و تم نقل فلويد إلى مركز مقاطعة هينيبين الطبي ، حيث أعلن عن وفاته.
غير أن تسجيل فيدو عبر الفايسبوك كشف ضخامة الجريمة التي حاولت الشرطة طمسها ،حيث ظهر جليا في الشريط المصور رجل شرطة يجثو بركبته على عنق الضحية فلويد الذي كان يصرخ مستنجدا بأنه لا يستطيع التنفس الى أن لفظ أنفاسه.وقد كشف تقرير طبي بأن فلويد مات اختناقا.وبعدها كان ما كان وما يزال مستمرا.
إنه الدولار ،هذا اللعين الأخضر اللون الذي يسطو على الناس وعقولهم ،فيذل العاجزين منهم ،ويدفع المستكبرين الى التجبر برقاب الخلق.فكم من دولة انهارت تحت هذه السطوة التي يعجز العالم عن إيجاد بديل لها،وكم من شعوب جاعت جراء قدرته على تحطيم خيراتها.ولكن هل وصل الموسى الى ذقن الجلاد؟
ها هي الولايات المتحدة بجبروتها الذي لا يُحد،تنوء بثقل عملتها …عشرون دولارا فقط تحرق أميركا ،فيما الخزانة الأميركية تنوء بثقل ديونها التي تقترب من 27 ألف مليار دولار.فهل من عبرة لمن يعتبر؟ 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى