من هنا نبدأ

سامي الجميّل وخطابه(حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز

 

يشكل خطاب النائب سامي الجميل إمتدادا لأدبيات حزب الكتائب اللبنانية المملوك من آل الجميل، وهي أدبيات يتكشف يوما بعد يوم، حجم تورطها برهانات خارجية وتموضعات إقليمية ودولية، في سبيل تأكيد سيطرة الفئة التي يمثلها الحزب داخليا على السلطة في لبنان ومقدراتها.  

لقد كشف تقرير ل BBC مؤخرا، وثائق تثبت علاقة حزب آل الجميل بدولة الاحتلال منذ بدايات القرن الماضي، ويبرر بعض الكتائبين بأن هذه التحالف المبكر كان له ما يبرره لجهة حاجة الموارنة في لبنان لجهة اقليمية قوية تحمي وجودهم وامتيازاتهم وسط الغالبية المسلمة في المنطقة.

منطق ما زال هو هو في خطاب سامي ورفاقه، ويبدو أن هجومه على فصائل المقاومة الوطنية والاسلامية المواجهة لاعتداءات دولة الاحتلال، بمثابة فاتورة يسددها الجميل بين الفترة والأخرى لحساب الحليف السياسي الإقليمي….

يقول الجميل الإبن أن لبنان يعيش “أزمة بنيوية”.

كلام الجميل صحيح..هي أزمة فئة غير مؤمنة بلبنان “وطنا عربيا نهائيا لجميع ابنائه”. والعقل الكتائبي العاقل الذي شارك في مناقشات الطائف في العام ١٩٨٩ جرى تصفيته سياسيا ومن ثم الانقلاب على الطائف ومضمونه.

هي أزمة فئة ترفض المواطنة لمصلحة نظام الإمتيازات والغنائم التي يدافع عنها الحزب، وتحالف مع سائر مكونات النظام الطائفي، بالقوة ذاتها التي يهاجم فيها المقاومة.

هي أزمة رفض الآخر وتخوينه، طالما انه يرفض الخضوع و”الخنوع” لدولة الاحتلال ،ويرفض بيع أو عرض جبل الشيخ وامتداداته الجنوبية والغربية للإيجار… في وقت يرى الجميل ورفاقه انها فرصة لحل أزمة لبنان الاقتصادية وتوفر الأمان لسكانه.

هي أزمة لمن يرفض التوطين بالشكل ويسهلها بالمضمون.

هي أزمة لمن يرفض تكريس النزوح السوري، كتوطين مبطن، ويتحالف مع الدول التي تعمل على ذلك ولو بالقوة والضغط المؤلم على لبنان.

هي أزمة من يرفض أن يبني وطنا، ويريد لبنان مزرعة على قياسه وقياس مختلف المكونات الطائفية للنظام.

لبنان أزمة بنيوية صحيح، وسبب هذه العلّة حزب الكتائب الماروني وأحزاب الكتائب في كل طائفة من طوائف لبنان…

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى