إعلامحروبسياسة

الوقت يعمل ضدّ إسرائيل”: مخاوف عسكرية من تمديد الهدنة في غزة

هل يفر قادة حماس مع الرهائن من غزة إلى سيناء؟

 

 الحوار نيوز – حرب غزة

تحت هذا العنوان كتب محمود مجادلة في موقع “عرب 48” :

 

يخشى كبار المسؤولين والقيادات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، أن يؤدي تمديد الهدنة في قطاع غزة المحاصر، إلى إضعاف الجهود العسكرية الإسرائيلية ضد حركة حماس، فيما تواجه تل أبيب ضغوطًا متزايدة لتمديد فترة الهدنة المقررة لأربعة أيام فقط حتى الآن في إطار حربها على قطاع غزة المحاصر.

 

وفي تل أبيب، برزت مخاوف لدى الأجهزة الأمنية من أن تستغل حركة حماس أيام الهدنة، لـ”إعادة تنظيم صفوفها من أجل مواصلة القتال، وتدرس خطواتها التالية”، بحسب ما نقلت القناة 13 عن مصادر إسرائيلية مطلعة، كما لفتت إلى مخاوف أمنية في إسرائيل من “احتمال أن يستغل كبار مسؤولي حماس وقف إطلاق النار للفرار مع الرهائن عبر الأنفاق”.

وذكرت القناة أن “شبكة الأنفاق تحت الأرض التابعة لحماس هي أكثر أهمية وتطورًا وأكثر تعقيدًا مما اعتقدت إسرائيل عشية الحرب” التي تشنها على غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مشيرة إلى عدم تضرر الأنفاق في “منطقة رفح – محور فيلادلفيا”، محذرة من استغلال قادة حماس هذه الأنفاق للفرار من القطاع.

 

وحذّر التقرير أن يقدم قادة في الحركة على التوجه إلى سيناء برفقة رهائن إسرائيليين، بما في ذلك الجنود الأسرى لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة، “ومن هناك إلى دولة توافق على استقبالهم على غرار إيران أو اليمن أو لبنان”، معتبرة أن “من شأن مثل هذا السيناريو أن يقلب مجرى الحرب رأسًا على عقب”.

وفي المجموع، سلّمت حركة حماس الجمعة والسبت والأحد، إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، 39 رهينة إسرائيلية يحمل بعضهم جنسيات مزدوجة إلى جانب الجنسية الإسرائيلية، بينما أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلية عن 117 أسيرًا فلسطينيًا. وكل المفرج عنهم هم من النساء والأطفال.

كذلك أطلقت حماس على مدى الأيام الثلاثة الماضية، سراح 18 من الأجانب غير الإسرائيليين، في إجراء لم يكن مدرجًا في الاتفاق، بالإضافة إلى شاب إسرائيلي يحمل الجنسية الروسية، وذلك “بترتيب مباشر بين الممثلين الروس وحماس”، بحسب ما أكدت الخارجية الروسية، الأمر الذي شددت عليه حركة حماس.

 

 

وينص الاتفاق الذي تمّ بوساطة قطرية ومشاركة الولايات المتحدة ومصر، على الإفراج عن خمسين رهينة لدى حماس في مقابل إطلاق سراح 150 أسيرًا فلسطينيًا على مدى الأيام الأربعة للهدنة القابلة للتمديد. ومن شأن هذا الأمر أن يزيد عدد الرهائن الذين قد تفرج عنهم حركة حماس.

يأتي ذلك على وقع الضغوط الداخلية المتصاعدة في إسرائيل للقيام بتمديد الهدنة مع حركة حماس مقابل الإفراج عن المزيد من الرهائن، في ظل مخاوف الأوساط الأمنية من أن ذلك “قد يمنح الحركة هامشا أكبر لإعادة جمع صفوفها والتعافي وإعادة التسلّح والعودة إلى القتال”، وفق محللين.

ضغوط دبلوماسية متزايدة

ويزيد هذا الاتفاق أيضًا الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل من جانب المجتمع الدولي، الذي سيتراجع عن تأييده لمعاودة قصف غزة مع ما ينجم عن ذلك من أزمة إنسانية. ويقول الأستاذ في دراسات الدفاع والأمن في جامعة “كينغز كوليدج لندن”، أندرياس كريغ، إن “الوقت يعمل ضدّ إسرائيل كما هي الحال دائمًا وضدّ الجيش الإسرائيلي”.

وأضاف كريغ أنه كلّما طال أمد الهدنة نفد صبر المجتمع الدولي مع استمرار الحرب، في حين يعبر الجيش الإسرائيلي والأوساط الأمنية عن تصميم على تحقيق الهدف الإسرائيلي المعلن بـ”القضاء” على حركة حماس؛ الأمر الذي عبّر عنه وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، في زيارة للقوات الإسرائيلية في قطاع غزة، السبت.

وشدّد غالانت على أن الجدول الزمني للهدنة “قصير”، موضحًا “لن تستغرق أسابيع، ستستغرق أيامًا إلى حد ما”. وأضاف محاطا بجنود مدجّجين بالأسلحة، “أي مفاوضات أخرى ستجري تحت النيران”؛ كما سعى الجيش الإسرائيلي وكذلك رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، للتشديد خلال أيام الهدنة، على أن تحرير الرهائن لم يكن سيتحقق لولا “الضغط العسكري”.

 

بدوره، قال الباحث في مركز “موشيه ديان” لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا بجامعة تل أبيب، أريك رودنيتسكي، إن “الضغط الحقيقي (لتمديد الهدنة) يأتي من داخل إسرائيل، من عائلات الرهائن”، وذلك في التظاهرات والحراكات المتصاعدة في إسرائيلي ضد الحكومة أو دعما لعائلات الرهائن والأسرى.

ومساء السبت، سارت في شوارع تل أبيب مظاهرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف للمطالبة بالإفراج عن الرهائن، هتف خلالها المحتجون الذين حملوا صور الرهائن، “حرروهم الآن”. وكُتِبت على إحدى اللافتات عبارة “أخرجوهم من الجحيم”، كذلك رفع بعض المحتجون شعارات تطالب نتنياهو بالاستقالة.

من جانبه، قال مسؤول عسكري إسرائيلي إن إسرائيل ملتزمة بأن يتمّ الإفراج عن أكبر عدد من الرهائن، لكنه أعرب عن قلقه من أنه كلما طالت الهدنة حصلت حماس على وقت أكبر “لإعادة بناء قدراتها ومهاجمة إسرائيل مجددًا”. وأضاف المسؤول العسكري، في حديث لوكالة “فرانس برس”، “إنها معضلة رهيبة”.

لا حلّ عسكريا لهذا النزاع

في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن هناك حاجة إلى “الحفاظ على الزخم” من أجل وقف دائم لإطلاق النار. وأضاف أنه “لا يمكن تحقيق ذلك إلّا عندما تتوافر الإرادة السياسية ،ليس فقط من جانب الإسرائيليين والفلسطينيين، بل أيضًا من جانب الشركاء الآخرين الذين يعملون معنا”.

والجمعة، أكّد الرئيس الأميركي، جو بايدن، وجود “فرص حقيقية” لتمديد هدنة الأيام الأربعة في غزة، قائلًا إن الوقت حان للعمل على “إحياء” حلّ الدولتين لإرساء سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، كما أعرب الرئيس الأميركي، مساء اليوم، عن أمله أن تستمر هدنة الأيام الأربعة إلى “ما بعد غد” الإثنين، موعد انتهائها.

واعتبر الأستاذ في دراسات الدفاع في جامعة “كينغز كوليدج لندن”، أندرياس كريغ، أن واشنطن غير مستعدة لعملية مكثفة “تستمر أشهرا بلا انقطاع”، خصوصًا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية العام المقبل، وأوضح “لذلك تحتاج إدارة بايدن إلى إيجاد مخرج أيضًا”، وشدد على أنه “لا حلّ عسكريا لهذا النزاع، لا يمكن الانتصار فيه”.

 

وأعلنت حركة حماس، في بيان صدر عنها عقب تنفيذ الدفعة الثالثة من تبادل الأسرى، أنها تسعى “لتمديد الهدنة بعد انتهاء مدة الأربعة أيام، من خلال البحث الجاد لزيادة عدد المفرج عنهم من المحتجزين كما ورد في اتفاق الهدنة الإنسانية”؛ وأكد المسؤول في الحركة، طاهر النونو، أن حماس “جاهزة للبحث بشكل جدّي للتوصل إلى صفقات جديدة”.

من جانبه، قال المسؤول السابق في الاستخبارات الإسرائيلية، آفي ميلاميد، إن حماس “ستماطل مع الرهائن لمحاولة استنفاد هذه الورقة لأطول وقت ممكن وبأعلى ثمن قد يشكّله ذلك لإسرائيل”. واعتبر أن حماس كانت تأمل أن يتبدد الدعم داخل إسرائيل للتوغل في قطاع غزة.

وقال ميلاميد إن حماس كانت تود أن “تخلق، في نهاية المطاف، الضغوط الدولية والداخلية على الحكومة الإسرائيلية ظروفًا يمكن فيها لحماس أن تستمر في الوجود وأن تحكم غزّة حتى بعد انتهاء هذه الحرب”.

بدورها، اعتبرت الباحثة المستقلة في شؤون الشرق الأوسط، إيفا كولوريوتيس، أنه “بالنسبة لحماس، أي سيناريو لهذه الحرب لا يؤدي إلى انتهاء وجودها في قطاع غزة سيُعتبر نصرًا (…) بغضّ النظر عن خسائرها البشرية والمادية وحجم الدمار في غزّة وحجم الخسائر في صفوف المدنيين”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى