ثقافة

رمضان لا يأتي … (1)

من مطلع قصيدة ألقيت من إذاعة بيروت عام 1975 في بدايات حرب لبنان المُتَمادية :
* * *
رمضان  هذا   العام  لا يأتي ،  وإن  هلَّ   الهلالُ
وإنِ     ارتقبناه     وزيَّنا   وطال   بنا    الخيال
وإنِ ارتمت في دورنا  منه   الثلاثون  الطِوال …
في  الجوِّ غيمٌ، في قلوب الناس  ضيمٌ،  في  الديارِ
في الصبر، في الذكرى وفي السلوان… أشباح الدمار
الصوم    ليس   تجوّعَ   المتخوم   آناء    النهار
رمضان لا يأتي، سدًى نصطام، لا يأتي… مُحالُ !
* * * 
من أين  ياتي؟ والمسالك في النفوس هوىً وحقدُ ؟
والشائعاتُ    لوافح   كالنار ،   والتهويل   رِفد
يُلقي الحواجز في الشوارع، والصواعق والدخانا
فيثير   وحش  الخوف  بين  الناس  يفترس الأمانا
وينفّر   الإيمان   والتقوى …   ويحتل   المكانا !
رمضان قربٌ، قربةٌ لله في القُربى، وفرقان ورشدُ
من أين يأتينا ومنا عن سبيل الله في الإنسان بُعد ؟..
* * *
من وحي المُعاشْ والمُكرَّرْ.. نتذكّر، ولا من يعتبر .
         وبانتظار " بأيّ حالٍ عُدْتَ يا عيدُ ؟"   .. كلّ عام وأنتم بخير. 
                             
من لبنان المستحيل، في أول رمضان، 2019م.                     

      حيّان سليم حيدر.

(1) من شعر سليم حيدر –  ديوان " لبنان " – شركة المطبوعات للتوزيع والنشر- 2016

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى