سياسةمحليات لبنانية

زيارة لاريجاني فرصة لمعالجة قطاع الكهرباء

اذا كان قطاع الكهرباء من ابرز القطاعات التي أرهقت مالية البلد بسبب فشل السياسات التي اتبعت حياله، وبسبب الفساد الذي تجاوز كل حدود، وعنجهية الدولة بعدم التجاوب مع العروض التي تقدمت بها اكثر من جهة خارجية للبنان لمساعدته على حل المشكلة التي استمرت لاكثر من ثلاثين عاما وحتى اليوم، والتي حملت الشعب اللبناني اكتر من ثلاثين مليار دولار.فإن زيارة رئيس مجلس الشورى الايراني د. علي لاريجاني للبنان، تشكل ولا شك، فرصة ذهبية وأهمية كبيرة للبنان لجهة ما يمكن ان تقدمه له إيران ، في مجالات مختلفة، لا سيما قطاع الكهرباء.

لقد سبق لإيران ان تقدمت بعرض رسمي مغر عام ٢٠١٢، من اجل توفير كامل الطاقة الكهربائية التي يحتاجها لبنان  خلال ستة اشهر. وللأسف الشديد، فإن الحكومة في ذلك الوقت لم تعره الاهمية, بل تجاهلته بالكامل لأسباب ليست خافية على احد… ولو ان الدولة اللبنانية منذ ذلك الوقت، اخذت بالعرض الايراني المغري للبنان وليس لايران، وعملت بعد ذلك على تأمين الطاقة الداخلية الكاملة، لوفرت عليها خلال ثماني سنوات اكثر من ١٢ مليار دولار.

امام الانهيار المالي الحاصل اليوم، لا مجال للاستهتار او للحسابات الضيقة ، والمواقف المتشنجة، او الصلف والعنادالاحمق، فمصلحة لبنان اليوم ، هي التعاون مع كل من يمد يد المساعدة له ، وان لا يكترث لما يريده الاخرون منه، بالابتعاد عن ايران، وهم الذين لن يقدموا للبنان ما يحتاجه في هذه الظروف الحساسة، الا بما يخدم مصالحهم، ويضيقون الخناق عليه، تمكينا لهم من فرض شروطهم، وتطويعه على المدى المنظور.

سبق لإيران ان ابدت عن حرصها للتعاون مع لبنان الى اقصى الحدود دون قيد او شرط، مع كل التسهيلات التي ترضي لبنان وبالوسائل المناسبة له، وذلك في مجالات البنى التحتية، والزراعية، والطاقة والكهرباء وبناء السدود والجسور ، وفي مجال تزويد لبنان بما يحتاجه من معدات عسكرية ، وغيرها من المجالات الحيوية التي تهمه. هل لدى لبنان في الوقت الحاضر وهو الذي يحتاج الى خشبة الخلاص من أزمته الإقتصادية والمالية والمعيشية، النية السليمة، والتعاطي الايجابي، لما سيطرحه ويتقدم به لاريجاني للمسؤولين اللبنانيين لمساعدة لبنان، ويلقى منهم التجاوب عمليا على الارض ولا نظرياً،حتى لا تتبخر العروض الايرانية، كما تبخرت في الماضي بسبب المماطلة و التسويف واسلوب المراوغة التي لجأ اليها المسؤولون في تعاطيهم مع الملف اللبناني الايراني خلال السنوات السابقة. ان مصلحة لبنان فوق كل اعتبار، فلا يجوز التضحية بمصلحة الوطن لارضاء جهات خارجية تناصب العداء لايران، وبالتالي تمنع لبنان من السير في الطريق الذي يخدم مصالحه ويساعده على الخروج من ازماته. زيارة لاريجاني وما سيقدمه   ويطرحه من عروض للبنان ستضع الدولة كلها على المحك، وستختبر مجدداً مدى صدقيتها وجديتها وشجاعتها، وحرصها على مصالحها وتحررها من ضغوط الاخرين. …. انها زيارة وفرصة تأتي في الوقت المناسب، فلا يدعها المسؤولون اللبنانيون تمر مر الكرام، وتزيد من فشلهم فشلا ٱخر ، لبنان بغنى عنه خاصة في هذه اللحظات الخطيرة.فهل يعي المسؤولون ما يجب عليهم ان يفعلوه؟!!!
*وزير الخارجية اللبناني الأسبق

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى