رقص على قارعة الوجع
محمد هاني شقير -الحوارنيوز خاص
بذلتم أقصى ما لديكم من نفاق، وتهويل وتهديد، وضرب وتخوين، وما يدخل في رتبتها من صفات رذيلة؛ لكي تحفظوا وتحموا اخطبوط السلطة، وأذرعه الطائفية الزبائنية الفاسدة.
نزلنا الى الساحات، افترشناها حبًّا ووردًا وفرحًا. رقصنا، نعم رقصنا، غنّينا، نعم غنّينا، أنشدنا نعم أنشدنا، كسّرنا نعم كسّرنا.
تنوّعنا وتنوّعت فعّالياتنا، فكنّا- نحن اللبنانيّين- زينة الشوارع وألقها، كنّا ممتلئين فرحًا وسرورًا، نحترق ثورةً نظيفةً تجوب الشوارع والساحات والأحياء، وصرنا حديث وسائل الإعلام، وصفحات التواصل الاجتماعي.
قررتم، ذات ليل، أن تخنقونا، وتخمدوا حلمنا… هل تفخرون بأنّكم سجّلتم نقطة لصالحكم في معركة؟ ربّما، ولكنّكم فعلتم ما تعجز عنه أشدّ الأنظمة استبدادَا.
بدأنا، منذ أشهر، نتهاوى، نضمحلّ، صارت صفوفنا خاوية، بلا حول وبلا قوّة، تلاشينا كما تلاشى أبناؤنا في الغربة. وذهبت أحلامنا مع صلفكم وغروركم، وارتهانكم للآخرين.
نسيتم أنّكم لبنانيون، كابرتم في غيْكم وإدعاءاتكم الكاذبة، أنتظرتم وتنتظرون شيئًا ما من خارج الحدود.
طار البلد، وطارت معه لقمة عيشنا، وننتظركم لتنقذونا، وتنتشلونا من سكرة الموت! فأنتم، أنتم القادة، المبصرون، الفاهمون لكلّ شيء، القارئون بمستقبلنا، والعارفون بمصيرنا!
أما نحن؛ فمجرد أرقام، تتناقلوننا كبيادق رقعة "الداما"، ولا حول لنا ولا…
العبوا لعبتكم الخبيثة، واسطوا على ما تبقّى من حلم، لكننا سنصحو ذات صباح في وطن حقّ وفيّ، على شمس الحرية، بعد أن يسجنكم في ليل التاريخ.