إعلامثقافة

الذكرى الخمسون لتأسيس “السفير”: غاب المؤسس والصحيفة.. وحضرت فلسطين والأصدقاء والمحبون

 

الحوار نيوز – خاص

الذكرى الخمسون لصدور العدد الأول من جريدة “السفير” في 26 آذار 1974،لم تمر أمس مرور الكرام،حيث تم تنظيم لقاء في مبنى الصحيفة، ضم مجموعة كبيرة من الصحافيين والمثقفين والعاملين في الحقل العام،يتقدمها وزير الإعلام زياد مكاري،وذلك  في تحية لمؤسسها طلال سلمان بعنوان “الحلم على حافة المستحيل”.

في هذه الإحتفالية غاب المؤسس والجريدة وحضر الأصدقاء والمحبون والعائلة،وكانت فلسطين، كما كتبها طلال سلمان وآمن بها وأحبها، بكلماته وبصوته، وعلى امتداد حياته، هي بداية اللقاء.

 

بعد كلمة باسم “السفير”، عُرض فيلم للمخرج محمود حجيج صورّه في العام 2009، مع طلال سلمان وعنه، ولم يعرض من قبل، ويتناول سبع محطات في مسيرة سلمان.

 

 

عن “السفير” وغيابها يقول طلال سلمان، كمن يتحدث عن نفسه: 

 

“شحب الضوء، وابتلع النسيان أيّام التوهّج، لكن الوجدان يقظ، والذاكرة حيّة بعد، لان صدى “صوت الذين لا صوت لهم” ما زال يتردد في وجدان الناس الذين شكلت لهم تحية الصباح وخط السير إلى الحقيقة لثلاث وأربعين سنة.

لا حزن، لا وجع على الفراق، لا لوعة ولا أسى: لقد أنجزت المهمة بقدر الامكان، والطريق واضحة لمن يريد اكمال الرسالة.

لم تكن مغامرة طائشة. كانت محاولة جادة، وبالاعتماد على كفاءات مهنية وطموحات جيل جديد من اصحاب الافكار المتحمسة للتغيير، ولمواجهة الناس بالحقيقة لإسقاط الحصانة عن “الكبار” الذين يجتهدون في حبس “الرعايا” في الماضي.

 

هذه تحية لحياة “السفير” التي امتدت في قلب الصعوبة حتى اليوم الأول من سنة 2017، ثم أغلقت أبوابها بعددها الأخير، مودعة جمهورها الذي وقف معها وساندها ودعمها في مواجهة الظلم والظلام ومحاكمات الافتراء.”

في ذكرى السنة الخمسين لصدور العدد الأول من جريدة “السفير”، نجتمع اليوم لنحتفل بطلال سلمان للمرة الأولى بعدما غادرنا، ولتكن هذه السنة سنته وهو المؤسس والراعي والأستاذ في مسيرة جريدة “صوت الذين لا صوت لهم”.

 

نختم بكلمات محمود درويش:

خسرتُ حُلماً جميلاً

خسرتُ لسع الزنابقْ

وكان ليلي طويلا

على سياج الحدائقْ

وما خسرتُ السبيلا

 

 

 

أمّا الكلمة التي ألقيت في بداية اللقاء، فهي نص مقتبس من مجموعة مقالات كتبها طلال سلمان عن فلسطين، وقد ألقيت بصوته ، وفيها:

فلسطين.. نجمة الصبح العربي 

 

الحلم أقوى من الهزيمة. قد يسقط صاحبه دونه، لكن الحلم يلتحف النجمة ويتدثر بالشمس ويظل حافزاً من أجل النهوض. لا يكتمل الإنسان إلا بأحلامه، والعيش خارج الحلم اندثار في الصقيع.
والحلم يتجاوز الجيل إلى مَن بعده وينتصب أمامه راية.

وللحلم هويّة مضيئة: هي فلسطين. هي الحرية والكرامة والخبز. هي العروبة والوطنية جميعاً. هي الدين والدنيا. 

ولن تهزم فلسطين.

تكتب فلسطين مجددا، بدماء أهلها في غزة هاشم، فصلاً جديداً من التاريخ المضاد للتاريخ الرسمي العربي، الآخذ إلى التيه في صحراء الاستسلام للعدو الإسرائيلي.
وحيدة تقاتل.

وحيدة غزة هاشم، تقاتل أعداء الحياة، حياة العرب جميعاً وحقهم في مستقبل أفضل.

وغزة هي فلسطين، كل فلسطين الآن. هي فلسطين 1948. هي الرجال والنساء والأطفال والأجنة الذين يساقون إلى المجزرة.

وغزة هاشم الفلسطينية هي نجمة الصبح العربي البهي.
ليس لغزة فلسطين إلا دمها مداداً لكتابة المستقبل العربي جميعاً.
ولسوف تكتبه… 

وفلسطين المحاصرة، الأسيرة، المضرجة بدمائها، المجوّعة، العطشى، المفقرة حتى أن أهلها لا يملكون رغيف يومهم، مطالبة الآن بتصحيح مسار التاريخ في العالم كله!
إنها مطالبة بأن تفرض على أرباب القوة أن يعترفوا بالمقاومة نقيضاً للإرهاب، فهي تحرر الإنسان الذي يسحقه طواغيت هذا الزمان.

إن المحاصَر في فلسطين الآن هو إنسان القرن الحادي والعشرين، بأحلامه وطموحاته، بمعتقداته وقيمه السامية، بحقه في أن يولد ويعيش في بيته، وفي أن يؤمن بربه كما يراه، وفي أن يمارس إنسانيته بحقوقها الطبيعية، أي الحق في الصحة والتعليم والانتماء إلى أرضه والتعبير عن رأيه بغير قسر.

إن فلسطين اليوم هي آخر ثورات الإنسان، والهزيمة فيها كونية والنصر كوني.
والهارب من فلسطين، اليوم، يخرج من التاريخ.

ليس لنا غير دمنا لنكتب أسماءنا على أرضنا وفي تاريخنا.

وأول أسمائنا وآخرها: فلسطين.

 

وهذه مشاهد من اللقاء:

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى