منوعات

حبوب منع الحمل للرجال:بين الأضرار والشرع.. من يجرؤ على التجربة؟

   ظاهرة جديدة في علم التناسل سيكون لها صداها خلال المرحلة المقبلة ،وهي اعتماد حبوب منع الحمل للرجال ،الأمر الذي كان سائدا حتى الأمس القريب للنساء فقط.
   وبحسب صحيفة "غارديان"، فإن تجربة علمية أجريت في الولايات المتحدة، مؤخرا، حققت "اختراقا كبيرا" أنعش الآمال في تطوير حبوب منع الرجل من الإخصاب، ولم تظهر أي مضاعفات جانبية للعقار.
ويعتمد الدواء على تدمير الهرمونات التي تؤدي إلى إنتاج السائل المنوي وهرمون التسترون في خصيتي الرجل، وعندئذ، تتراجع خصوبة الرجل بشكل ملحوظ.
وبعد شهر من التجربة، اكتشف أطباء من جامعة واشنطن بمدينة سياتل الأميركية، أن مستوى الهرمونات المسؤول عن إنتاج السائل المنوي هبط على نحو ملحوظ لدى الرجال الذين أخذوا حبة الدواء بشكل يومي، وفي المنحى نفسه، تراجع عدد الحيوانات المنوية.
وظهرت اختبارات سلامة أولية أجراها باحثون من جامعة واشنطن-سياتل على 40 رجلا، أن حبوب منع الحمل للرجال آمنة.وتناول الرجال الدواء التجريبي برتكيزات متفاوته لمدة 28 يوما.وبعد انقضاء الفترة، أفاد خمسة رجال بانخفاض جنسي معتدل، واثنان بضعف انتصاب معتدل.
لكن "النشاط الجنسي لم ينخفض" بحسب بيان صحافي صدر عن الباحثين أفاد أيضا أن التغيرات الهرمونية التي ظهرت لدى المتطوعين كانت "متوافقة مع وسائل منع الحمل الفعالة".
لكن الباحثين شددوا على أن الغرض من هذه التجارب هو معرفة سلامة الدواء وليس الفعالية التي تستغرق حسب حديثهم، فترة قد تمتد إلى 3 أشهر بعد الاستخدام.
وبدأت آثار الدواء تتلاشى بعدما توقف الرجال عن تناوله حسب البيان الذي صدر عن الاجتماع السنوي لجمعية الغدد الصماء في نيو أورليانز.
ويخطط الفريق بقيادة الدكتور ستيفن بيج Stephanie Page من كلية الطب بجامعة واشنطن لدراسات أطول على العقار المعروف باسم 11-beta-MNTDC.
وأوضح الباحثون، أن المهمة العلمية المطلوبة في الوقت الحالي هي تأكيد هذا التراجع في عدد الحيوانات المنوية، فضلا عن توضيح ما إذا كانت كافية لمنع تلقيح البويضة لدى المرأة.
ويسعى العلماء منذ سنوات إلى تطوير حبوب منع الحمل لدى الرجل في مسعى لتعويض الحلين الممكنين حاليا ،وهما استخدام الواقي الذكري أو قطع القناة الدافقة المسؤولة عن تدفق السائل المنوي.
وقالت الباحثة بجامعة واشنطن، ستيفاني بيج، إن الهدف من هذا المشروع العلمي الطموح هو تنويع وسائل منع الحمل، وأضافت أن الخيارات المتاحة في الوقت الحالي لا تلبي مطلب فئة عريضة من الناس أي الرجال.
واعتمدت الدراسة على عينة من أربعين رجلا في حالة صحية جيدة، ثم قدمت لهم حبوب منع الحمل طيلة 28 يوما، وفي نهاية التجربة، ظهر أن الدواء نجح فعلا في خفض المستويات المسؤولة عن إنتاج السائل المنوي ورفع عدد الحيوانات المنوية.

ولكن ما هو رأي الدين في حبوب منع الحمل للرجال،خاصة الشرع الاسلامي؟
حتى الآن ليس هنالك حكم شرعي في هذه المسألة ،باعتبار أن حبوب منع الحمل للرجال ظاهرة جديدة.لكن الشريعة الاسلامية حرمت تحديد النسل الا بشروط.
  فتحديد النسل أمر غير جائز اسلاميا إلا إذا ترتب على الحمل ضرر على الزوجة بسبب مرضها، وبإثبات تقارير الأطباء .و أجازت الشريعة الإسلامية تنظيم الحمل، والإنجاب بين الفترة والأخرى من أجل المصلحة، وتحقيق التربية الإسلامية الصحيحة للأولاد، وحتى لا يؤثر الحمل الكثير المتتابع على صحة المرأة. ومن الأدلة الشرعية التي استند عليها العلماء في إجازة تنظيم الحمل ما كان يفعله حينما كانوا يعزلون، والعزل هو قذف المني خارج رحم المرأة، حتى لا يحصل الحمل. فقد جاء عن جابر قوله: (كُنَّا نَعْزِلُ وَالقُرْآنُ يَنْزِلُ) .
  ويجوز للمرأة استعمال وسائل منع الحمل إذا تحقق فيها شرطان، أولهما أن يقعَ على المرأة ضرر من الحمل بسبب مرضها، أو ضعفها، أو تتابع الحمل كل سنة، وثانيهما أن يكون استعمال وسائل منع الحمل بإذن الزوج، وأن يُستشار الطبيبُ في مدى ضرر استخدام وسائل الحمل على صحة المرأة، وبالتالي فإنّ استخدامَ وسائل منع الحمل جائز من أجل المصلحة، وتنظيم عملية الإنجاب، شريطة أن تكون مؤقتةً، وليست على التأبيد.
أما بالنسبة للرجال ،فعلى الغالب أن الشرع سيحرم استخدام الرجال حبوب منع الحمل لأنها تقضي على الحيوانات المنوية لدى الرجل.وثمة حكم شرعي سابق يحرم استخدام الرجال الحقن التي تقضي على الحيوانات المنوية .واذا ما بني هذا على ذاك فإن التحريم يكون أقرب منه الى الاجازة.
في الخلاصة يبقى السؤال الأهم :هل سيجرؤ الرجال على استخدام حبوب منع الحمل لما فيها من أضرار طبية ،ولو ضئيلة ،خاصة أنها بحسب الباحثين تمنع الخصوبة وتقتل الحيوانات المنوية وتؤثر على الانتصاب ،في وقت يعى الرجال الى اعتماد كل الاساليب التي تعحصن فحولتهم؟؟

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى