لو كان كمال جنبلاط بيننا(وائل ابو الحسن)

وائل فايز أبو الحسن – المكسيك الحوارنيوز
كمال جنبلاط كان مفكرًا إصلاحياً وقائداً سياسياً آمن بدور النخب في بناء المجتمع وإدارة شؤونه، لكنه كان أيضاً ناقداً لها عندما تفقد صلتها بالناس أو تتحول إلى طبقة معزولة عن الواقع.
نظرته إلى النخب:
رأى جنبلاط أن النخبة الحقيقية ليست فقط تلك التي تحتكر الامتيازات والسلطة، بل هي التي تتحمل مسؤولية توعية الشعب وقيادته نحو التقدم والعدالة الاجتماعية. كان يعتقد أن النخب يجب أن تكون مرتبطة بالمجتمع، مندمجة في قضاياه، ومؤمنة بالإصلاح والتغيير.
الدور الذي أراده للنخب:
1. قيادة سياسية واجتماعية مسؤولة: رأى أن النخب يجب أن تكون في طليعة الحركات الإصلاحية، وأن لا تكتفي بمواقع النفوذ دون العمل لتحقيق العدالة والتنمية.
2. تعزيز الديمقراطية والمشاركة الشعبية: رفض فكرة احتكار النخب للسلطة، وكان يؤمن بأن عليها تسهيل مشاركة الشعب في الحكم عبر الديمقراطية الحقيقية.
3. محاربة الفساد والطائفية: انتقد النخب التقليدية التي كرّست الطائفية والمحسوبية، ودعا إلى نخبة جديدة تكرّس مفهوم الدولة الحديثة.
4. الالتزام بالفكر التقدمي: شدد على أن النخب يجب أن تحمل فكرًا تقدميًا، بعيدًا عن الجمود والتقليد، وتسعى لتطوير المجتمع اقتصاديًا وتعليميًا وثقافيًا.
بالمجمل، كان جنبلاط يؤمن بنخبة تحمل مشروعًا إصلاحيًا، لا تكون منفصلة عن هموم الناس، ولا تتحول إلى طبقة مغلقة تدافع فقط عن امتيازاتها.
لو كان بيننا اليوم، لكان تساءل: أين الحزب وأين التقدميون اليوم من كل ذلك؟ قلة فقط تحمل هذه المبادئ، تعمل بها، وتسير بهذا النهج، فيما تحوّل كثيرون إلى طبقة مصالح معزولة تحافظ على مواقعها بدل أن تكون طليعة في الإصلاح والتغيير.
* محام مغترب / المكسيك