إعلامسياسةصحف

محكمة التفتيش في bbc : ممنوع مناصرة فلسطين

 

الحوارنيوز – صحافة

تحت هذا العنوان كتبت زكية الديراني في  صحيفة الأخبار تقول:

 

 

بينما استهدف العدو الإسرائيلي مجموعة من الصحافيين في منطقة علما الشعب (جنوب لبنان) مساء الجمعة الماضي، ما أدّى إلى استشهاد مصوّر «رويترز» عصام عبدالله وجرح آخرين، تلقّت مجموعة من العاملين في «bbc عربي» رسائل بريدية تبلغهم بإيقافهم عن العمل على خلفية مواقفهم المؤيدة لفلسطين

لم يعد هذا الإرهاب مستغرباً من المنظومة الإعلامية الغربية. السيناريو نفسه الذي عاشه موظفو «دويتشه فيله» (DW) الألمانية الناطقة بالعربية و«فرانس 24» الفرنسية في الأعوام الثلاثة الأخيرة، بسبب موقفهم المؤيد لفلسطين، وصل إلى «هيئة الإذاعة البريطانية»، وتحديداً إلى «bbc عربي». بالمختصر، لقد سقطت ورقة التوت عن كل المنظومة الإعلامية الغربية التي ليست إلا سلاحاً في خدمة المصالح الاستعمارية لحكوماتهم. مجدداً، تولّى موقع camera (الأخبار 14/3/2023) الذي يتّخذ من الولايات المتحدة الأميركية مركزاً له وتديره مجموعة من المطّبعين العرب، مهمّة إعداد لائحة بأسماء الصحافيين في «bbc عربي» الذين أعلنوا تأييدهم لفلسطين مع اندلاع «طوفان الأقصى». أجرى الموقع نفسه الذي وشى بالصحافيين في«دويتشه فيله» و«فرانس 24»، العملية التجسسية نفسها وتقدّم للقائمين على «هيئة الإذاعة البريطانية» بمجموعة أسماء علّقت أو عبّرت عن دعمها للفلسطينيين الذين يواجهون الترسانة الإسرائيلية. توضح مصادر لنا بأنّ الموقع الذي يعرّف عن نفسه بأنه «مؤسسة ترمي إلى تحرّي الدقة في أخبار الشرق الأوسط المرتبطة بالصراع العربي الإسرائيلي»، يمارس مهمات تجسسية على صفحات الصحافيين الخاصة ويرفع تقارير للقائمين على المؤسسات الغربية حول مواقف الصحافيين حول الأحداث في فلسطين.

لم تمرّ ساعات على تجسس camera، حتى نشرت صحيفة «تلغراف» البريطانية الشهيرة، تقريراً حول أداء الصحافيين لدى «bbc عربي» تجاه التطورات الفلسطينية. وكشفت «أن القناة تُجري تحقيقاً عاجلاً، بعدما رصدت نشاط مجموعة من موظفيها في الشرق الأوسط الذين احتفوا على صفحاتهم بهجوم حماس الذي خلّف نحو 1300 قتيل إسرائيلي» على حد تعبيرها. وأشارت إلى أن الصحافيين هم: اللبنانيتان سناء الخوري وندى عبدالصمد، والمصريون سلمى خطاب، وسالي نبيل، وآية حسام، ومحمود شليب. ولفتت «تلغراف» إلى أن المراسلين «أيّدوا التعليقات التي تدافع عن حماس، وتحديداً التعليقات التي كتبوها بداية «طوفان الأقصى» ووصفوا العملية بأنها صباح الأمل». لم تتوقف عملية التجسس عند التعليقات، بل عدّدت الصحيفة الصحافيين الذين وضعوا علامة إعجابهم «لايك» بتغريدات مساندة للفلسطينيين. وكشفت أنّ سالي نبيل، وضعت «لايك» على خبر وصف «المقاومة الفلسطينية بأنها تبادر وتفاجئ المحتل الإسرائيلي بعملية نوعية». وفي الوقت نفسه، أبدت سلمى خطاب، إعجابها بتغريدة تعتبر أن «حماس مقاتلة من أجل الحرية».

ونقلت «تلغراف» عن القائمين على bbc قولهم إن القناة تُجري تحقيقاً بشكل عاجل، معتبرة أنها «تتعامل مع الادعاءات المتعلقة بانتهاكات إرشاداتنا التحريرية ووسائل التواصل الاجتماعي بمنتهى الجدية. إذا وجدنا انتهاكات فسنتحرك، بما في ذلك اتخاذ إجراءات تأديبية»! وشدّدت «تلغراف» أن bbc ملتزمة بما سمّته بـ«الحياد» في جميع موادها الإعلامية، معتبرة أن «الصحافيين يتحمّلون أيضاً مسؤولية خاصة في تصرفاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي».

في السياق نفسه، تكشف المعلومات لنا أن الصحافيين العرب تلقّوا مساء الجمعة الماضي رسائل بريدية من إدارة القناة، طالبة منهم حذف تغريداتهم وتعليقاتهم الداعمة لفلسطين. وكشفت أنّ إدارة bbc طلبت من موظفيها الستة عدم التعليق نهائياً على صفحاتهم الافتراضية، مبلّغة إياهم بأنهم توقفوا عن العمل، على أن يحالوا قريباً إلى القضاء.

تبلغ الموظفون الستّة بقرار تجميد عملهم وإحالتهم إلى القضاء

وتوضح المصادر بأنه لغاية كتابة هذه الأسطر، لم تشرح «bbc عربي» لموظفيها الجهة التي ستحقّق معهم أو الخطوات المستقبلية بحقّهم!
وتشير المصادر إلى أنّ bbc التي يعمل فيها آلاف الموظفين من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية، تضغط على موظفيها بشتى الطرق لكمّ أفواههم والتعمية على سياسة إسرائيل الإجرامية، فيما ازداد الضغط على القسم العربي في محاولة لإسكاته. علماً أنّ الإعلاميين المصريين الذين تبلغوا أخيراً قرار إيقافهم عن العمل في «bbc عربي»، كانوا قد رفعوا الصوت عالياً خلال الإضراب الذي أقامه موظفو الهيئة في الصيف الماضي، مطالبين بزيادة رواتبهم التي تأثرت قدرتها الشرائية بسبب التضخم وتراجع قيمة الجنيه المصري.

وفي MSNBC أيضاً
تزامناً مع تعرّضها لهجوم إسرائيلي ــ أميركي على خلفية تغطيتها لمعركة «طوفان الأقصى» وتراجع نسبة مشاهدتها أخيراً في مقابل ارتفاع نسبة مشاهدة «فوكس نيوز» و«سي أن أن»، أبعدت شبكة MSNBC الأميركية ثلاثة من أبرز مذيعيها المسلمين عن الشاشة قبل أيام، من دون الإعلان عن ذلك رسمياً. هكذا، لم يظهر الأميركي ــ البريطاني من أصول هندية مهدي حسن والأميركي ــ المصري أيمن محيي الدين والكندي المولود في كينيا لعائلة من أصول هندية علي فلشي على المحطة منذ أيّام، على الرغم من أنّهم أكثر العارفين بالقضية الفلسطينية مقارنة بزملائهم. والخميس الماضي، لم تعرض MSNBC حلقة «ذا مهدي حسن شو» على منصة البثّ التدفّقي التابعة لها «بيكوك»، فيما استبدلت محيي الدين يومي الخميس والجمعة الماضيين بزميلته جوي ريد، وسط تردّد أنباء عن أنّ الشبكة تخطّط لوقف برنامج علي فلشي الذي أعلن عبر X (تويتر سابقاً) مغادرته الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث كان يغطّي ما يجري على الأرض، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنّ التغطية المباشرة ستحل مكان برنامجه.
ومنذ السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) الحالي، تعرّضت MSNBC لانتقادات إسرائيلية وأميركية حادة، بسبب فردها مساحة (على الرغم من أنّها متواضعة) للصوت الفلسطيني. جاء آخرها على لسان مدير «رابطة مكافحة التشهير» (ADL)، جوناثان غرينبلات، خلال حلوله ضيفاً على برنامج «مورنينغ جو»، إذ تساءل: «من يكتب النصوص في هذه الشبكة؟ حركة حماس؟».

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى