العالم العربيسياسة

هل ثمة علاقة بين “بيجاسوس” وإغتيال الحريري؟

تحت عنوان: السعودية حاولت شراء برامج تجسس إسرائيلية متطورة لمراقبة المعارضين" ،نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرا للصحافي جاك غويز بتاريخ 25 تشرين الثاني الماضي  جاء فيه "إنّ السعودية، اشترت برامج تجسس هجومية متطورة من شركة السايبر الإسرائيلية "NSO"، بهدف مراقبة وتتبع معارضي النظام في المملكة."
"الحوارنيوز" إذ تنشر هذا التقرير لما تضمنه من معلومات خطيرة تتعلق بتطور أجهزة المراقبة والتنصت عبر الهواتف الخلوية، لاسيما أن المعلومات أكدت أن هدف السعودية من وراء هذه الصفقة مع الشركة الإسرائيلية هو مراقبة الشخصيات المعارضة لنظام المملكة، ولا يمكن أن نستبعد بالتالي مسألة "اللعب بالبيانات" والقيام بعمليات توثيق مزورة يمكن ووضعها في سياق عمليات إجرامية كإغتيال الرئيس رفيق الحريري بعد أن سرت معلومات أنه كان يرفض تحويل لبنان "الى ساحة للصراع السني – الشيعي لإضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة" وهو الأمر الذي رفضه نجله سعد، فكان أن أغتيل الأول وسجن الثاني ولولا التدخل الفرنسي بناء لطلب رسمي لبناني لكان مصيره، ربما، كمصير والده!
وما يلفت أن المدعو القحطاني قد ورد اسمه كشريك في اغتيال الخاشقجي وفي إعتقال الحريري الإبن؟
التقرير
بحسب الصحيفة، فقد عُقدت في حزيران 2017، لقاءات عمل ومفاوضات بهذا الخصوص في العاصمة النمساوية فيينا، بين ممثلي الشركة الإسرائيلية وبين اثنين من كبار السعوديين؛ هما عبد الله المليحي المقرّب من الأمير السعودي تركي الفيصل، وناصر القحطاني الذي قدّم نفسه للحضور باعتباره نائب رئيس جهاز المخابرات السعودية.
ووفق التقرير، فقد عرض الطرف الإسرائيلي على السعوديين، في اللقاء، قدرات وبرامج تجسس عالية التطور، تمكّن من مراقبة تحرّك وخطوات معارضي الحكم، عبر التجسس على هواتفهم، من خلال برنامج التجسس "بيجاسوس 3".
وعرض الإسرائيليون على الجانب السعودي، قدرات التجسس لهذا البرنامج على الهواتف المطلوبة حتى دون حاجة لإرسال رسائل أو طعم لصاحب الهاتف. وأجرى الطرف الإسرائيلي تجربة عندما طلب من القحطاني التوجّه لمجمع تجاري قريب، وشراء جهاز هاتف، وإعطاءهم رقم الهاتف الجديد ليتمكّنوا من اختراق الجهاز، وتسجيل وتصوير اللقاء نفسه عبر الهاتف.
وبحسب تقرير "هآرتس"، لم يكن لقاء فيينا الوحيد من نوعه في شبكة العلاقات بين الطرفين، إذ أنّه يندرج ضمن الورقة الإسرائيلية التي يلوّح بها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، مؤخراً، في تثبيت العلاقات مع دول في الخليج، ومفادها أن "إسرائيل توافق على بيع قدرات تكنولوجية أمنية متطورة لهذه الدول، مقابل انخراطها في الاستراتيجية الإسرائيلية ضد إيران".
ووفقاً لـ"هآرتس"، فإنّ الثغرة التي مكّنت من الوصول إلى مجمل المفاوضات بين السعوديين وبين الشركة الإسرائيلية، تسنّت بفعل شكوى عادية في قطاع الأعمال، قدّمها رجل أعمال أوروبي كان حلقة الوصل بين السعوديين وبين ممثلي شركة "NSO"، إلى الشرطة، مطالباً بالحصول على عمولته من الصفقة التي تم إبرامها عن طريقه، في حين نفت الشركة الإسرائيلية أن تكون الصفقة قد تمّت فعلاً.

وبحسب التفاصيل في "هآرتس"، فإنّ بداية الصفقة كانت في فبراير/شباط 2017، عندما طلب رجل الأعمال الإسرائيلي الذي رمزت له الصحيفة بالحرف "و"، من رجل الأعمال الأوروبي، وصله بالسعوديين لبيع البرنامج الجديد.
وعلى إثر زيارة إلى دولة الإمارات، ولقاء مع الطرف السعودي، عقد في نيسان من العام نفسه، جرى لقاء أولي بين المليحي والقحطاني من جهة، وبين ممثلي شركات إسرائيلية، وتبع ذلك لقاءان مع ممثلي شركات إسرائيلية، في فندق "المواسم الأربعة" في مدينة ليمسول القبرصية، الذي يشكّل موقعاً مفضلاً للقاءات من قبل هذه الشركات الإسرائيلية المسجلة رسمياً، لأسباب تتعلّق بالفوائد الضريبية في قبرص، وشارك في هذه اللقاءات هذه المرة "و" وولده، وقد نشر الاثنان لاحقاً صورة يظهر فيها القحطاني إلى جانب "و"، ومعهما طريدة صيد.
وقدّم السعوديون قائمة شملت 23 وسيلة وبرامج طلبوا شراءها، وخاصة في مجال السايبر تمكّنهم من اختراق هواتف المعارضين للحكم في السعودية وخارجها، في شتى بقاع العالم بسهولة.

وطلب السعوديون، في اللقاء الأول، من نظرائهم الإسرائيليين، معرفة تفاصيل مغرّد سعودي على "تويتر" لمعرفة هويته. ويدّعي التقرير أنّ الشركة الإسرائيلية، رفضت توفير المعلومات المطلوبة. وفي يونيو/حزيران من نفس العام، عقد اللقاء مع مندوبي شركة "NSO".

ووفقاً لشكوى رجل الأعمال الأوروبي، فقد عُقد في يوليو/تموز من نفس العام، لقاء إضافي بين الطرفين، بغيابه، في بيت "و" في قبرص، حيث عرض الأخير على السعوديين بيعهم برنامج "بيجاسوس 3" مقابل 208 ملايين دولار.
إلى ذلك تلقّى رجل الأعمال الذي لم تكشف هويته، دعوة من المليحي للحضور إلى الرياض وعرض البرنامج على الأسرة المالكة، لكن قسم مساعدة التصدير الأمني في وزارة الأمن الإسرائيلية رفض المصادقة على رحلة العمل المذكورة، فما كان من "و" إلا أن استأجر طائرة خاصة طارت به إلى السعودية مصطحباً مؤسس شركة "NSO" حوليو شاليف.
وبحسب رجل الأعمال الأوروبي، فقد مكث الاثنان، ثلاثة أيام في الرياض، بدءاً من 18 تموز، وتم الاتفاق على صفقة بيع برنامج "بيجاسوس 3" مقابل 55 مليون دولار.
وادّعى رجل الأعمال الأوروبي، أنّه عرف بأمر الصفقة لاحقاً من معارفه في قسم مساعدة التصدير الأمني في وزارة الأمن الإسرائيلية، وعندما طالب بالحصول على عمولته من الصفقة البالغة 2.75 مليون دولار، تهرّب رجل الأعمال الإسرائيلي "و"، ولم يرد بعد ذلك على اتصالاته، إلى أن قدّم شكوى وبلاغاً رسمياً في قسم التحقيق في جرائم الغش الخطيرة.

ووفقاً للصحيفة، فإنّ مراسلات قانونية بين محامي "و"، وبين رجل أعمال تركي آخر يدعى سام كوكسيل، كان طرفاً في الصفقة، تؤكد ادعاءات رجل الأعمال المذكور بشأن إبرام الصفقة، ويدّعي هو الآخر أنّ الصفقة أُبرمت في تموز 2017، قبل أشهر معدودة من إطلاق محمد بن سلمان حملة الاعتقالات في السعودية التي طاولت رجال أعمال وأمراء.
وتبع ذلك حملة سعودية لاصطياد معارضي الحكم في المملكة، والتي بدأت تلقى صدى واهتماماً من العالم، بعد جريمة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في القنصلية السعودية في إسطنبول مطلع الشهر الماضي.
ولفت التحقيق إلى تقارير سابقة عن المساعدة التي قدمتها شركة "NSO" الإسرائيلية، لسلطات الرياض في تعقّب ومراقبة معارضي النظام، ولا سيما تقارير موقع "فوربس"، ومركز الأبحاث الكندي لشؤون السايبر "Citizen Lab"، حول التجسس وراء المعارض السعودي غانم المصارير الدوسري، والناشط الحقوقي السعودي يحيى العسيري، وعمر عبد العزيز، وقد كان لهؤلاء الثلاثة علاقات واتصالات مع خاشقجي.
وأشارت الصحيفة، في هذا السياق، إلى إعلان إدوارد سنودن، الذي كشف وثائق سرية حول خطة المراقبة والتجسس لوكالة الأمن الأميركية، أنّ السلطات السعودية استخدمت برنامج "بيجاسوس" لمراقبة خاشقجي وتعقّب خطواته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى