سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: لحظة تقاطع الوطني مع الاقليمي

 

الحوارنيوز – خاص

عكست افتتاحيات صحف اليوم الأجواء السياسية والمؤشرات التي تظهر إنعكاس التطورات الإقليمية على الوضع الداخلي اللبناني والعكس، أكان ذلك من خلال زحمة الموفدين الأجانب وما يحملونه من مشاريع وأفكار او من خلال كلمة السيد حسن نصرالله أمس لمناسبة ذكرى أسبوع على رحيل النائب السابق محمد ياغي.

ماذا في التفاصيل؟

 

  • صحيفة النهار عنونت: باريس تنعش مهمة لودريان في عز الاحتدام ونصرالله يجدّد وعيده بالردّ “في الميدان

وكتبت تقول: اذا كانت الكلمة الثانية المنتظرة للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله بعد اغتيال الرجل الثاني في “حماس” صالح العاروري في الضاحية الجنوبية، لم تحمل ما يصنف في خانة المفاجأت او المعطيات الاستثنائية، علما انها تضمنت تكرارا لوعيده برد “من الميدان” على “الانكشاف الخطير”، فان الحركة الديبلوماسية الغربية في اتجاه لبنان ظلت تتصدر العناوين العريضة للوقائع المتصلة بالمواجهات الميدانية الحدودية بين “حزب الله” وإسرائيل. وفيما تأكد ان المبعوث الأميركي الرئاسي آموس هوكشتاين لن يزور بيروت بعد زيارته الأخيرة لإسرائيل وقبل وصول السفيرة الأميركية الجديدة ليزا جونسون الى عوكر والشروع في مهمتها، تشغل الزيارة التي يقوم بها الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل لبيروت المشهد الداخلي علما انها زيارة تكتسب دلالات بارزة لأعلى مسؤول في الاتحاد الأوروبي لبيروت منذ زمن غير قصير.

 

غير ان تطوراً لافتاً ميّز هذه الحركة الديبلوماسية مع مبادرة وزارة الخارجية الفرنسية الى “إنعاش” مهمة الممثل الشخصي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وتقديم نتائجها أمس في عز الاحتدام الأمني عند الحدود الجنوبية.

 

ذلك انه ردا على سؤال حول النتائج التي تم الحصول عليها حتى الان بعد سبعة أشهر من الزيارات المتتالية للممثل الشخصي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للبنان، أعلن الناطق الرسمي المساعد باسم الخارجية الفرنسية أمس ان “تعيين جان ايف لودريان ممثلا شخصيا لرئيس الجمهورية في لبنان منذ حزيران ٢٠٢٣ ساعد على اعادة تعبئة الطبقة السياسية اللبنانية في سياق استقطاب قوي وشغور رئاسي منذ ٣١ تشرين الاول ٢٠٢٢”. وأشار الى انه “خلال الرحلات الاربع التي قام بها الى بيروت بعد تعيينه التقى بجميع الجهات الفاعلة السياسية الممثلة في البرلمان. وتمكن من اقناع محاوريه باتخاذ موقف، والتعبير عن توقعاتهم بشأن المشاريع ذات الاولوية لرئيس الجمهورية المقبل والصفات المطلوبة لتنفيذها. وهكذا استخرج خطوطا للتقارب داخل الطبقة السياسية اللبنانية وهو مستمر بالقيام بذلك.” واضاف “بينما تتكثف التوترات في جنوب لبنان في سياق الحرب في غزة، نقل لودريان دعوة الرئيس ايمانويل ماكرون لتجنب حريق اقليمي لن يتعافى منه لبنان. وفي هذا السياق الجديد، دعا ايضا القوى السياسية الى ان لا يكون تمديد ولاية قائد الجيش رهينة اللعبة السياسية. وساعد ذلك في تجنب الشغور في منصب قيادة القوات المسلحة اللبنانية.” وقال “حشد الممثل الشخصي للرئيس ماكرون الشركاء الدوليين الرئيسيين للبنان لا سيما على المستوى الاقليمي مثل المملكة العربية السعودية وقطر بحيث يظل لبنان اولوية بالنسبة لهم. وأصبح التنسيق الان قويا لرسم الخطوات التالية التي يمكن ان تؤدي الى مخرج للازمة.”

 

وفي ما يعكس التنسيق الجاري بين دول الخماسية حيال لبنان، أعلنت السرايا امس ان الرئيس نجيب ميقاتي تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم ال ثاني ناقشا خلاله الوضع في لبنان وآخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة. وشدد ميقاتي على ضرورة تحرك المجتمع الدولي فورا لوقف الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي وعبر عن خطورة المحاولات الرامية الى جر لبنان الى حرب إقليمية مشددا على ان اتساع العنف ودائرة النزاع في المنطقة ستكون له عواقب وخيمة في حال تمددها لا سيما على لبنان ودول الجوار.

 

ومن المقرر ان يلتقي ميقاتي اليوم بوريل الذي يلتقي ايضا رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب وقائد الجيش العماد جوزف عون قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) اللواء أرولدو لاثارو. وأوضحت بعثة الاتحاد الأوروبي في بيروت أن الزيارة “ستشكل مناسبة لمناقشة جميع جوانب الوضع في غزة وحولها، بما في ذلك تأثيره على المنطقة، ولاسيما الوضع على الحدود الجنوبية، فضلاً عن أهمية تجنب التصعيد الإقليمي واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، والتي رفعها الاتحاد الأوروبي أربع مرات لتصل إلى 100 مليون يورو”. وقالت: “سيعيد الممثل الأعلى التأكيد على ضرورة دفع الجهود الديبلوماسية مع المسؤولين الإقليميين بغية تهيئة الظروف للتوصل إلى سلام عادل ودائم بين إسرائيل وفلسطين وفي المنطقة”.

 

الكلمة الثانية

 

في غضون ذلك غلب على الاطلالة الثانية للسيد حسن نصرالله خلال الاسبوع الجاري طابع عرض جردة شاملة بالعمليات التي نفذها مقاتلو “حزب الله” منذ بدء المواجهات قبل ثلاثة اشهر بما أوحى بان نصرالله تعمد بذلك الرد على ما يتصاعد من تساؤلات وشكوك وانتقادات وتبرير جدوى “استراتيجية المشاغلة “التي يتبعها الحزب منذ عملية طوفان الأقصى وحرب غزة. كما انه ربط أي مفاوضات في شأن الحدود اللبنانية بوقف العدوان على غزة أولا. وقال في كلمته في ذكرى مرور أسبوع على وفاة النائب السابق محمد حسن ياغي، في حسينية مقام السيدة خولة في بعلبك: “على امتداد أكثر من 100 كلم وما يزيد عن 90 يومًا تمّ استهداف كلّ المواقع الحدودية المعادية وعدد كبير من المواقع الخلفية والمستعمرات ردًا على الاعتداءات على المدنيين”. اضاف: “لم يبقَ موقع حدودي إلّا واستُهدف مرات عدة ” مشيرا الى ان “حزب الله” نفّذ ما يزيد على 670 عمليةً خلال 3 أشهر وتم إستهداف 48 موقعاً حدودياً أكثر من مرة.

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: أفكار هوكشتين لـ«اليوم التالي لبنانياً»: معالجة الحدود البرية وتفعيل التسوية الرئاسية وعودة «توتال» للحفر في البلوكات 8 و9 و10

وكتب تحت هذا العنوان إبراهيم الأمين يقول:

من بين الأشياء الكثيرة التي يجيدها السيد حسن نصرالله، رميه الأحجار الثقيلة في المياه الراكدة. هو قال بشكل عفوي، إنه لا يريد التحدث في الوضع الداخلي اللبناني. حكماً، لم يكن يقصد اعتبار أن الوضع لا يستأهل النقاش. لكنه، كان يردّ على السائلين حول فوائد لبنان من عمليات المقاومة على الحدود، بأن فتح ملفاً تحت عنوان «بركات طوفان الأقصى على لبنان»، قائلاً بأن لبنان أمام فرصة جدية لتحرير ما تبقّى من أراضيه المحتلة. وذهب إلى التسمية المباشرة بالحديث عن نقطة الـB1 البحرية والغجر وصولاً إلى مزارع شبعا المحتلة. لكنه، كان حاسماً أيضاً في القول بأن البحث والتفاوض حول أي أمر رهن توقف الحرب على غزة. كلام السيد نصرالله مقرّر ومدروس، وهدفه الإضاءة على أمور لا يلتفت إليها الجمهور، ولا يهتم بها السياسيون أيضاً. حتى إن بعض الخارج الذي يدّعي الحرص على لبنان، يدرك أن تفاصيل هذا الملف، موجودة حصراً بيد الولايات المتحدة الأميركية، ليس فقط لأنها الطرف الأقدر على ممارسة الضغط على إسرائيل، بل لكون من يرغب بالوصول إلى نتائج، يعطي المهمة لمن بيده الأمر.

بحسب معلومات «الأخبار» فإن الحديث عن «اليوم التالي لبنانياً»، قد بدأ فعلياً، وخصوصاً عند الجانبين الأميركي والإسرائيلي. وهو حديث له صداه في لبنان. وإن كانت الجهات الرسمية اللبنانية ليست اليوم في موقع المفاوض الجدي. وهذا ما دفع الجانب الأميركي لأن يتجه مباشرة صوب الطرف الذي بيده الأمر لبنانياً. وعلى طريقة رجال الأعمال المحبّذة أميركياً، تسعى واشنطن إلى «عقد صفقة» مع حزب الله، من أجل توفير «الضمانات الواضحة التي تريدها إسرائيل لجهة الأمن في مناطقها الشمالية». والفظاظة الأميركية هنا مفيدة أحياناً. بمعنى أن الأميركيين لا يحتاجون إلى اللعب على الكلام عندما يعرضون إتمام صفقة. ولذلك، باشروا دراسة الثمن الذي على إسرائيل أن تدفعه للبنان، مقابل الحصول على الهدوء.

أميركياً، أوكل الرئيس جو بايدن الملف إلى مستشاره لشؤون الطاقة (ولبنان) عاموس هوكشتين. وهو هذه المرة يعمل وحدَه. لأن فريق السفارة في بيروت لا يقدر أن يفيده بشيء. السفيرة السابقة دوروثي شيا سافرت وخليفتها ليزا جونسون، تستعد للقدوم خلال عشرة أيام، وهي مشتاقة إلى هذا البلد الذي عاشت فيه أياماً جميلة، مهنياً وشخصياً أيضاً. وسوف يخرج الكثيرون غداً، دفاتر ذكرياتهم مع الشابة الشقيّة قبل أن ينال منها العمر. وليزا، تعرف الكثير عن لبنان وعن المقاومة، وسوف يكون لها دورها إلى جانب هوكشتين. لكن، إلى أن تنطلق العملية، فإن الرجل أدار وحدَه اتصالات عبر وسيط لبناني كان ينقل الرسائل بينه وبين حزب الله، الذي كان يستمع إلى الكلام المنقول ويجيب بعبارة واحدة: ليوقفوا الحرب على غزة وبعدها لكل حادث حديث!.

المقاومة غير قلقة على ملف السلاح وتحضّر ملفاتها لمنع تكرار تجربة الخطين 23 و29 في البرّ

 

لم يأخذ هوكشتين وقتاً طويلاً حتى يقتنع بأن لا مجال لأي خطوة ولو بالشكل، قبل توقّف العدوان على غزة. لكنه قرّر إنجاز مهمته على مرحلتين، الأولى نظرية، وتشتمل على فكرة الفرضية التي تقول: «في حال توقفت الحرب على غزة، وصار بالإمكان التحاور حول الوضع على الحدود مع لبنان، فما الذي يمكن القيام به». وهو لم يفعل ذلك مع اللبنانيين فقط، بل هو قال للإسرائيليين صراحة، إنه لا مجال لأي بحث قبل وقف الحرب. ونصحهم بألا يصدّقوا «خبريات الفرنسيين والموظفين الأمميين» لأن هؤلاء «لا يعرفون أي شيء، ويقدّمون أفكارهم على أنها مقترحات صادرة عن الطرف الآخر، ويبحثون عن دور بأي طريقة». وفي جولتين معلنتين من البحث بين هوكشتين والقيادات الإسرائيلية السياسية والأمنية والعسكرية خلص الرجل إلى تحديد أولويات تل أبيب:

أولاً: إنهم يعانون الأمرّين جراء ما يجري على الحدود مع لبنان، وإنهم تحت ضغط كبير جراء النزوح الكبير والكبير جداً، الطوعي منه أكثر من القسري الناجم عن عمليات حزب الله، وإن هناك مشكلات كبيرة تنشأ بفعل ما يحصل، ليس فقط على صعيد ما يطلبه المستوطنون، بل تتجاوز ذلك إلى الآثار الناجمة عن التعثر في النشاط الاقتصادي والسياحي والزراعي في هذه المنطقة.

ثانياً: إن إسرائيل تملك ملفات هائلة بالمعلومات حول ما تسميه الانتشار الكثيف لعناصر حزب الله على طول الحدود، وخصوصاً قوات الرضوان، قبل الحرب وبعدها، وإن اسرائيل تعتبر أن الأمن المثالي يتحقق من خلال إبعاد هؤلاء عن الحدود، وخلق واقع أمني في عمق الحدود اللبنانية يضمن عدم عودتهم.

ثالثاً: إن إسرائيل باتت تعرف أنه لا يمكن مطالبة لبنان بإجراءات من دون أن تبادر هي إلى خطوات تشير إلى التزامها بالقرار 1701، إضافة إلى خشية عادت لتظهر عند قيادة العدو، على منصات الغاز ومستقبل هذا القطاع الذي سيكون عرضة لتهديد حقيقي ما لم يتح للبنان الحصول على حقوقه في مياهه الإقليمية والاقتصادية.

 

 

التحرير الكامل والتسوية السياسية

بناءً عليه، جاءت زيارة هوكشتين الأخيرة لتل أبيب، وقد خرج منها بفكرة «معقولة» عن المدى الزمني الذي ستأخذه الحرب الإسرائيلية على غزة من جهة، كذلك عن مدى الاستعداد الإسرائيلي للتجاوب مع الطلبات اللبنانية من جهة ثانية. ويبدو أنه وصل إلى استنتاجات، جعلته «متفائلاً إلى حدود معينة» وفق ما رشح عن اتصالات جرت معه أمس. لكنّ الرجل يلحّ على ضرورة إنجاز التصور الذي يكون مادة لبحث مباشر وسريع ومركّز عند إعلان وقف الحرب مع غزة. وهو يسعى عملياً إلى «ترتيب مقترح قابل للعيش يكون طرحه متوفراً وسريعاً بعد توقف الحرب، بما يسمح بعدم استهلاك وقت طويل قبل الاتفاق عليه».

وفي المقترحات العملانية هناك نقاط أبرزها:

أولاً: معالجة نقاط النزاع على الحدود البرية، الـ13 الرسمية منها أو الـ17 التي هي قيد الإعداد من قبل المعنيين، سواء في الدولة أو المقاومة، علماً أن قيادة حزب الله، لا تريد أن يدخل لبنان في ملف الترسيم البري على خلفية خلافات مهنية، ما أوجب فتح النقاش مع خبراء وقانونيين وطبوغرافيين لوضع تصور متماسك وتفادي الثغرات التي رافقت الترسيم البحري والإشكال الذي ظهر على الخطوط ما بين الخطين 23 و29. ومن الواضح للجانبين الأميركي والإسرائيلي أن البحث يبدأ مع الإقرار بحق لبنان بالنقطة B1 عند رأس الناقورة.

ثانياً: إعداد التصور العملاني، لأجل انسحاب العدو من الجزء اللبناني من خراج بلدة الماري (الغجر) وتسليمها للدولة اللبنانية من دون الحاجة إلى أي ترتيبات مع أي جهة أخرى.

ثالثاً: الطلب إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة «الاستفادة» من الفقرة العاشرة للقرار 1701 التي تنص على أن يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بوضع تصور لحل مشكلة مزارع شبعا، وسط رغبة إسرائيلية بأن تكون تحت وصاية القوات الدولية إلى مدى زمني مرهون بمستقبل الصراع مع سوريا. وطلب لبناني واضح، بإقرار العدو والعالم بلبنانية المزارع، ومن ثم تركها للدولة اللبنانية، التي تقرر هي كيفية إدارتها وكيفية معالجة أي نقاط خلاف مع سوريا.

 

الموفد الأميركي سمع «صراخاً» إسرائيلياً بشأن مستعمرات الشمال واستكشف المدى الزمني للحرب على غزة

 

رابعاً: بدء الاستماع الأميركي لفكرة بأن الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان، شرط حيوي لقيام حكم قوي ومتماسك قادر على ممارسة دوره، بما يعفي من البحث عن ضمانات أي جهات خارجية، وأن لبنان يعرف أن المقاومة ليست في وارد البحث حول سلاحها لا الآن ولا بعد توقف الحرب على غزة، بل إن ما حصل، يعزز القناعة لديها ولدى قسم من اللبنانيين بأهمية هذا السلاح. وهذا كلام سمعه هوكشتين نفسه، ولذلك تجنّب هو طوال الوقت ترداد «الهذيان الإسرائيلي والأوروبي» حول ضرورة سحب قوات حزب الله من جنوب نهر الليطاني.

خامساً: إدراك هوكشتين، بأن لبنان بحاجة إلى عناصر تعزز الاستقرار فيه، وهذا أمر له علاقة بمعالجة ملفات عالقة، سياسياً (الملف الرئاسي والحكومي وخلافه)، وأخرى، اقتصادياً (الحصار المالي على لبنان وموضوع النفط والغاز). وعُلم في هذا الإطار، أن هوكشتين نفسه، أبلغ جهات لبنانية مسؤولة، بأن شركة «توتال» الفرنسية سوف تعود لتقوم بأعمال حفر وتنقيب من جديد في البلوك 9، بعد اختيار نقطة حفر جديدة، إضافة إلى العمل في البلوكين 8 و 10. وقد أقر هوكشتين ضمناً، بأن التوقف الذي حصل كان له سببه السياسي.

على أي حال، فإن كلام الأمين العام لحزب الله أمس، حسم الكثير من الجدل القائم في غرف مغلقة أو عبر الإعلام، عن أن الحزب قد يعرقل مساعيَ لتفاهمات حول الترسيم البري خوفاً على سلاحه، وقال لمن يعتريه الشك أو الظن، بأن «السلاح باق وله دوره الدفاعي، بمعزل عما يجري التوصل إليه لاحقاً، وبالتالي، فإن ليس لدى المقاومة أي قلق حول هذا الأمر».

 

  • صحيفة الأنباء عنونت: لبنان وفرصة الحل… حزب الله أمام خيط رفيع بين المواجهة والتفاوض

وكتبت تقول: تتسارع المساعي على خط المنطقة، فبينما بدأ وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن زيارة إلى الشرق الأوسط من تركيا، يجول مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزف بوريل لبنانياً، مستطلعاً أجواء المسؤولين اللبنانيين من باب الحثّ على تطبيق القرار 1701 وعدم السماح بجرّ لبنان إلى حرب مفتوحة، لما سيكون لذلك من ارتدادات سلبية على الوضع الداخلي يعيد خلط الأوراق من جديد.

بالتزامن، وفيما عاد الموفد الأميركي آموس هوكستين بمهمة حدودية لبنانية بحتة، أطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للمرة الثانية خلال ٤٨ ساعة، مجددا القول إن خرق الضاحية الجنوبية لا يمكن أن يمرّ ولن يكون بلا رد وبلا عقاب. ورغم أنه ترك القرار للميدان، استُشف من بعض تلميحاته رسائل موجّهة وربما تكون قد وصلت للمعنيين عبر القنوات الديبلوماسية من بيروت.

 

وفي السياق، توقفت مصادر سياسية عند حديث نصرالله عن “فرصة تاريخية للتحرير الكامل لكل شبر من أرضنا”، معتبرة أن “فيه استعداداً من قِبل الحزب للدخول في مفاوضات حقيقية، سيكون عمادها الأساس طبعاً القرار 1701، على ان يكون التفاوض على استعادة الأراضي اللبنانية المحتلة مقابل عودة حزب الله الى شمال الليطاني وفق مندرجات القرار الأممي”.

وربطت المصادر عبر “الأنباء” الالكترونية بين الضغوط الخارجية ومساعي الموفدين الدوليين لتطبيق القرار 1701 وحديث السيد نصرالله، ما يعني أن الجهود التي يتولاها هوكستين لحل النقاط الخلافية “قد تكون خواتيمها سعيدة”.

وفي هذا الإطار، وتعليقاً على الحراك الدولي على خط بيروت لا سيما زيارة بوريل، اعتبر النائب عبد الرحمن البزري في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن “أي اهتمام عربي ودولي بلبنان مرحّب به لأننا نعتبره من باب الصداقة المتجذرة بين لبنان والدول الأوروبية، وليس من باب اللياقات، من أجل الاسراع لإنجاز الملفات الاساسية وفي مقدمها ملف رئاسة الجمهورية”.

ولفت البزري إلى أن “زيارة الموفد الأوروبي الى بيروت على علاقة بما يجري في الجنوب بعد الاعتداءات الاسرائيلية على القرى الحدودية، مشيراً الى أن “اسرائيل هي التي تخرق القرار 1701 ليس من اليوم فقط بل من تاريخ صدور هذا القرار وصولاً الى استهداف الضاحية الجنوبية واغتيال مسؤول حماس الشيخ صالح العاروري”.

 

ودعا البزري الدول الأوروبية التي تعمل على مساعدة لبنان من خلال المنظمات الإنسانية أن “تستمر بمساعداتها بالتنسيق مع الوزارات المختصة لأن لبنان بأمسّ الحاجة لهذه المساعدات في هذه الظروف الى حين إنجاز الاستحقاق الرئاسي”، مستبعداً تسجيل أي خرق جدي ونوعي على مستوى رئاسة الجمهورية “لأن لا وجود في الأفق لمبادرات أوروبية ولا أميركية ولا حتى اقليمية في المدى المنظور”.

وبناء على ما تقدّم، هل سيكون لبنان فعلاً أمام فرصة تحرير كامل أرضه من براثن العدو الاسرائيلي بما فيها تلال كفرشوبا ومزارع شبعا؟

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى