العالم العربيسياسة

بغداد لست واشنطن.. لا الرياض ولا طهران

 

في بغداد نار غاضبة متأخرة بالاشتعال ضد محتل يبحث عن دمار شامل وعن تحطيم جيش عراقي باسل بإسم الحرية والديمقراطية وبإسم حقوق الانسان.

في بغداد دجلة باكية و رجالات بأسم الدين قد حكموا فأضلوا السبيل وقهروا العباد.

في شوارع بغداد العتيقة أضعت عروبتي وفي ازقتها التعيسة الجديدة ما عدت اعرف الاسلام.

في بغداد نار مؤمنة غاضبة، تاخرت سنوات عن الاشتعال ، ألهاهم الله فيها بالتكاثر وبالتفاخر حتى انساهم الله فيها انفسهم و انساهم نعمة الماء والنفط والحب والخير و الاسلام.

ما كان الحاكم العسكري  بول بريمر  الا شيطانا من الشياطين ارسلته اليكم الاحقاد والاقدار وحقارة الانذال ، لا همّه بناء دولة عصرية، لا تحرير الشيعة، لا احترام السنة ولا همّه نقل التكنولوجيا والعلوم ، ما كان عليكم ان تمزقكم النكاية والمكيدة ، لا ان يفرقكم ثأر من زمان كان يا مكان.

في بغداد وجع قلبي ابكيه واعرفه ،ما كان ليكون خاتمة الأشجان و الأحزان، كلما همد الألم بين الأضلاع وخُدعنا بفرح وتفاؤل كاذب حتى نُفجع بفضيحة تحول حاكم من "ناصر ينصرنا " الى جلاد وسجّان، بين فُرس واعراب ورعاة بقر صودر حلمنا و طُردنا من ارواحنا ،من انفسنا،من الاعظمية ودار السلام ومن النجف ومن كربلاء.
هل كنّا غير داعش وخوارج بحق بعضنا البعض في الاسلام؟
هل كنا غير عملاء رخيصين لمحتل قذر لم يُفتِ احد منّا فيه بنجاسة الكلاب؟ 
هل كنا لبعضنا غير نمور متناحرة والذئاب تنهشنا من الخلف ولون الفرات من دمنا غيّرت سيله الالوان؟

لا تغفر لنا يا عراق البطولة والشهامة والادب والعلوم فكلنا كنا بحقك من أحقر اللئام.

ما صار الشيطان الاكبر شيطانا من البارحة أو من اليوم لو اننا عرفناه وقاتلناه منذ اقتحام جحافله البلاد.

هذا قدرنا ان نكره بعضنا وان نغدر بأحبابنا و إن حكمنا تسلطنا وافسدنا في الارض وعبثنا بإرثنا وبتاريخنا وبعروبتنا وبالخلفاء الراشدين وبالصحابة وبالاسلام…

في بغداد نار  و رايات ترتفع ،شمس تسطع بالحق وبالأيمان فأن كان من نداء لنا لبلادنا ، بلاد ما بين النهرين، لأهلنا النشامى في العراق فصرختنا هي:
بغداد انت لست واشنطن ، لا الرياض ولا طهران ، انت قلب عروبتنا النابض حرية وانت التاريخ باق فينا وانت فجرنا ، فجر اهل البيت الاطهار ، فجر الاسلام .
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى