محمد صادق الحسيني
على عكس ما ارادت اميركا وخلافاً لكل توقعات الغرب وامنيات الاعراب والمنافقين والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة..تستعد طهران الجمعة ومعها المحافظات الايرانية الواحدة والثلاثين لاجتياح الشباب الثوري لمقاعد البرلمان الجديد الذي سيتشكل بارادة شعبية مصممة على الدفاع عن قيم الثورة الاسلامية والقرار الوطني المستقل من خلال ملحمة مليونية جديدة وعرس وطني انتخابي هو الاكثر حماسة في تاريخ ايران…
وكأن الحاج قاسم سليماني كان منذوراً لهذه اللحظة التاريخية التي استشرفها الامام السيد علي الخامنئي مبكراً يوم اطلق منشورها التاريخي الذي سماه بالخطوة الثانية للثورة الاسلامية …
اربعون عاماً من الكفاح المضني الذي لم يكل ولم يمل يوما سيبلوره الايرانيون يوم الجمعة من خلال انتخاب وجوه جديدة من الشباب الثوري السائر على نهج ومدرسة الحاج قاسم سليماني..
كل المؤشرات والعلائم واستطلاعات الرأي تفيد بان المزاج الشعبي العام في ايران ،قد تحول تحولا كبيراً منذ نحو سنتين لغير صالح المراهنين على الحوار والمفاوضات مع الغرب ..
وجاءت العملية الحمقاء والغادرة في مطار بغداد لتقصم ظهر البعير والعجل السامري اللذين ظنا ان بامكانهما قلب معادلات الداخل الايراني لصالح الغرب الاستعماري الاعمى …
كتب جاك سترو وزير خارجية بريطانيا الاسبق واحد الاعمدة الثلاثة من مفاوضي الغرب الخبثاء الذي راهنوا يوماً على ما بات يعرف ب"توافقات سعد اباد" النووية في حينها ،يوم كان الشيخ حسن روحاني امينا عاما للمجلس الاعلى للامن القومي الإيراني،و التي مهدت للاتفاق النووي الحالي المتنازع عليه اليوم داخليا وخارجيا بشدة ، كتب في مذكراته :
"اردنا من خلال هذه الاتفاقية ورهاننا عليها هو ان نخلق جيلا من الشباب في الداخل الايراني يمسك بعد نحو ١٠ الى ١٥ عاما بتلابيب الإدارة في طهران، يؤمن باهمية وجدوى الحوار والمفاوضات بدلاً عن المقاومة "…!
لكن هذا الذيل الامركي القصير النظر ومعه منظرو الكاوبوي الاميركيون الذين يجهليون عمق وحيوية الروح العقائدية والوطنية الايرانية التاريخية ،لم يدركوا انه سيأتي يوم على ايران هذه التي "ساكنتهم" مؤقتاً تظهر فيه العناصر الواقعية والاساسية المكونة للهوية الوطنية الايرانية التي لطالما كانت "محافظة" واصولية ومتدينة حتى قبل دخول الاسلام الى ايران، فكيف بها اليوم وبعد تأثيرات الاسلام المحمدي الاصيل القوية، ومن ثم الاسلام الثوري الخميني وخلفه امام المقاومة الخامنائي كما يحبذ اهلنا العرب تسميته ….واخيرا وليس آخرا مدرسة الحاج قاسم الاممية العابرة للحدود والموانع القومية والعرقية والطائفية والمذهبية …
يعني ليس فقط لن يأتي ذلك اليوم الذي سيبقى حسرة في قلب جاك سترو وقلب كل المنظرين من جنسه، خارجيين كانوا او داخليين ، بل ان ما ينتظر ايران من بعد استشهاد قاسم سليماني وابو مهدي المهندس ورفاقهما على يد رأس محور الشر والاستكبار العالمي والشيطان الاكبر ، ليس الا ادارة مؤمنة حازمة نواتها الاولى في عهد الخطوة الثانية برلماناً شبابياً ثورياً سيتم انتزاع مقاعده بوسائل ديمقراطيتهم الغربية ( الانتخابات ) ومن ثم الاستعداد لانتخابات ايضا مفصلية وحاسمة اخرى في الربيع الذي يلي هذا الربيع لرفع رجل من جنس الحاج قاسم سليماني تعرفه الناس ، الى سدة الرئاسة لتكتمل لوحة السجادة الايرانية الجديدة التي تناسب عصر الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني…
سيندم الغرب واميركا بشكل خاص عندما سيطلعون على نتائج انتخابات مجلس الشورى المزمع اجراؤها هذه الجمعة ، وسيندمون اكثر عندما سيفاجأون برئيس جمهورية آت من جنس الحرس الثوري الايراني وخريج كلية الاشتر التابعة لحامعة الامام الحسين الطهرانية يعتلي منصة الرئاسة ،ليطالب هذه المرة ،ليس فقط بدعم حركات التحرر في المنطقة وفي مقدمتها لبنان وفلسطين واليمن ، بل ليترجم ايضا منشور خامنئي الثوري لاعادة رسم خريطة العالم على قواعد جديدة من جنس معادلة "ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض" … اي ما بعد بعد تحرير فلسطين …!
المعلومات المتوافرة للمتابعين الفطنين لمجريات الاستحقاق الانتخابي الاول تؤكد ان ما لا يقل عن سبعين بالمائة من مقاعد مجلس الشورى الجديد ،ستكون من نصيب الاصوليين الثوريين الذي ستكون اولى مهامهم التشريع لقوانين جديدة تؤسس لاقتصاد اسلامي ايراني مقاوم ،ومن ثم التوجه فورا الى المنطقة لاستكمال بناء قوة ايران الصاروخية وقوة جيش العشرين مليون لتحرير القدس ، وهو الجيش الذي بدأ يتشكل من هرمز الى باب المندب ومن البصرة الى بنت جبيل ومن مزار شريف الى اسوار جزائر المليون شهيد…
هذا ليس كلام شعارات تصرف في الخطابات الجماهيرية ولا للتحشيد الشعبي في هذا الاستحقاق او ذاك، هذا برنامج متفق عليه في غرفة عمليات المقاومة المشتركة اعد له اسطورة الشرق القائد الملهم قاسم سليماني، وسيتابع تنفيذه بدقة اسماعيل الوعد الصادق قاءاني ،شاء من شاء وابى من ابى …
هي سنن الله في ارضه.
من رحم الشهادة الملحمية في رافدين العراق سيخرج شرقنا الجديد انطلاقاً من المنازلة الكبرى، ويوم قيامة فلسطين التي تنتظر وصول قوافل المهاجرين والانصار اليها من امصار الوطن العربي الكبير والعالم الاسلامي الثوري الجديد…