ثقافة

دعوة صارخه للتفكر بلغتنا العظيمه في يومها العالمي (عمار مروة)

 

بقلم عمار مروة –الحوار نيوز

 ١٨ كانون الأول/ديسمبر هو اليوم العالمي للغه العربيه!.  

تُبلى الام أحيانا بولدٍ عقوق ،تماماً كما تبلى الشعوب واللغات والذاكره بحكام وحكومات ورؤساء اديان جهله كانوا ولا يزالون اسباباً ومطايا لتعميم الحروب والفقر والجهل والظلام والغدر والإفلاس .

لغتنا العربيه من أغنى وأجمل وأعمق وأرقى  لغات الارض وأكثرها قدره على التعبير اللغوي والفكري والروحي القادره على التطور ومواكبه العلوم والعصر .. وقد خصصها الله بالقرآن والاناجيل والضاد والمُثنى والكثير الكثير من المزايا والصفات والخواص ذات القدرات الداخليه التي تخوّلها البقاء حيه الى الابد ، وعبر كل تلك المصادر والمراجع اعلاه منحها الكتّاب والمفكرين والشعراء والادباء والعلماء والرواد من كل المشارب العلوم والاداب والفنون، وعلى راسهم امير البلاغه وباب مدينه العلم الامام علي بن ابي طالب الذي ضمّنها مع غيره الكثير والمثير من المزايا الجميله الراقيه التي ننساها ونتناساها  ونتنكّر لها اليوم نحن ابناؤها بكل ما اوتينا من سعه الجهل وسواد الظلام .

 

ويل لامةٍ تتكلم وتكتب وتتفلسف وتتفنن بلغات غير لسانها ولغتها الام، خصوصاً ان دولاً كثيره تتقصّد أن تصرف بسخاء من أموالها ومداخلها ( كالفرانكوفونية والانكلوفونيه مثلاً ) لتبقى مسموعه وحيّه ، تصرف بلا حساب ، تسعى ذلك وبمعاصره لتحاول جاهده ان تواكب لغة العِلْم .

 فدوله كبريطانيا  تمترست خلف لغتها الانكليزيه بروح كوزموبوليتانيه معاصره بعد ان تراجعت كثيراً بالسياسه عن كونها إمبراطوريه لا تغيب عنها الشمس، لتتحول الى جزيره معزوله وحدها وسط المحيط ،ولكن كونها عرفت كيف تبقى بلغتها ولسانها امة حيه فاعله يقصدها العالم من اجل مستشفياتها وفنونها وعلومها ومتاحفها ومصارفها وجامعاتها ومدارسها، رغم كون طقسها ممطرا غائما حزينا ومُحْبِطا ، فقط لانها عرفت كيف تحافظ على قوة لغتها مزدهره كمصدر وسر من اسرار جبروتها وتفرِّدها وعظمتها .

 

 نحن الاعراب منحنا الله قرآنه واناجيله بإحدى اجمل لغات البشر ،وسخّر في ارضنا مواد ومصادر الغنى والطاقه ما لا تملكه ارض في التاريخ والجغرافيا والتنوع الصالح لكل الزراعات والكثير من الامكانات ، ومع ذلك نخون ونخون ونخون ونُبتَلي بالعماله لغير لغتنا وشعوبنا وارضنا واحلامنا  .

 

ويل لامةٍ تتكلم وتكتب وتتفلسف وتتفنن بلغات هجينه قاصره مبتورة الحرف والصوت والجرس، ومقطوعه عن مصدرها وجذورها وتاريخها !. أمة لا تعرف ان اللغه هي بمثابة أُم تجمع وتزدهر، ولاّده في الحاضر والمستقبل، أمة تقف عاجزه لا تثور على حكامها الذين يمولون تحريفها وتغريبها ليتم نسيانها او التغاضي عن ان تكون مصدر حياة وتحرر وطاقه . امةٌ لو  ادركت شعوبها ما تحويه اللغه العربيه من طاقات وآفاق وامكانات هائله للتحرر والتطور لغيرت بها وجه تاريخهم ومستقبلهم وهم يسعون خلفها ويحافظون عليها وعلى ما تحمله من وعود .

 

نعم .. يتحدث اليوم اللغه العربيه ما مجموعه ٤٢٢ مليون نسمه في العالم، وهي اللغه السادسه في الامم المتحده .  واثّرت لغتنا عبر التاريخ على اللغات الفارسيه والتركيه والكرديه والفرنسبه والاسبانيه ولغات اخرى ، ويبلغ عدد مفرداتها ١٢،٣ مليون كلمه،  مقابل ٦٠٠ الف كلمه فقط للانكليزيه، ولها ١٦  ألف جذر لغوي مقابل ٧٠٠ جذر لغوي فقط للاتينيه  .

 

يا من ادركتكم حرفة وثقافة وهوية وموهبه وجماليات فكر اللغه العربيه .. تمترسوا خلف لغتكم العظيمه وتحت رايتها الباقيه.. واتحدوا !.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى