العالم العربيسياسة

المواجهه النوويه الأميركية الايرانيه:العراق مسرح عملياتها..!


ماذا تريد أميركا من العراق غير الهيمنة والتمكن من مصادرة قرا ره المستقل…؟
ولماذا ستظل تحاول جهدها للبقاء فيه والامتناع عن النزول عند رغبة اهله بالخروج منه والرحيل..؟
الاسباب قد تكون عديدة ولكن واحداً منها هو الاتي :
١)كشفت هيئة المسح الجيولوجي الاميركيه ، حسب ما نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز بتاريخ ٧/٩/٢٠١١ ، ان العراق يملك احتياطي هائل من الفوسفات العالي الجوده . ويبلغ اجمالي هذا الاحتياط ٥، ٧٥ مليار طن ( خمسة مليار وخمسمائة وخمسة وسبعون مليون طن ). واضافت الصحيفه ، نقلا عن هيئة المسح الجيولوجي الاميركي ، ان العراق يحتل المركز الثاني ، بعد المغرب في احتياطات الفوسفات .
٢)تتركز هذه الكميات ، بشكل أساسي ، في محافظة الأنبار / منطقة عكاشات / النخيب / وتشكل ٩ ٪؜ من احتياطيات العالم من هذه الماده التي تستخدم في مجالات صناعية عده ، أهمها صناعة الأسمدة والصناعات النوويه وذلك كوّن الفوسفات تحتوي على نسبة معينة من خام اليورانيوم .
٣)كما قامت شركة المسح الجيولوجي والتعدين العراقيه بإجراء مسح جيولوجي واسع النطاق في العراق ، بين سنوات ‪١٩٨٦-١٩٩٠‬ ، اسفرت عن اكتشاف كميات كبيره من معدن اليورانيوم في محافظات : الأنبار ( منطقة عكاشات ) / محافظة النجف / مثنى / واسط / .
٤)كذلك اكتشفت شركة التعدين العراقيه ( احدى شركات وزارة الصناعه) كميات كبيره من معدن الزئبق الأحمر ، الذي يستخدم في الصناعه النوويه ، في محافظة ميسان . وهو المعدن الذي يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد منه مليون دولار ، حسب الصحافه المتخصصة .
٥)اضافة الى ذلك فقد تم اكتشاف احتياطات كبيره من مادة الكوارتز ( البلّْور ) في محافظة البصره ، وخاصة في منطقة الفاو . وتبلغ الكميات المكتشفة حتى الآن ثمانمائه وخمسة وخمسين مليون متر مكعب من هذه الماده .
علماً ان هذه الماده تسمى في العلوم الفيزيائية نصف معدن كونها تحتوي على صفات معدنية وغير معدنيه في نفس الوقت ولكنها علمياً وصناعياً لا تصنف في خانة المعادن . ولكنها في الوقت ذاته مادة ذات اهمية استراتيجية كبرى ، في صناعة الإلكترونيات على وجه الخصوص ، التي
تشهد تطوراً سريعاً جداً وذو ابعاد وتداعيات كبيرة على كل مناحي حياة البشر ، لا بل على مستقبل البشريه باكملها ، وذلك من باب التغييرات التي سيسببها تطور الصناعات الالكترونيه على حياة البشر وفي كل تفاصيلها .
٦)تقوم جهات عراقيه ، من داخل شركة المسح الجيولوجي والتعدين ، بشكل خاص ، ومن وزارة الصناعه العراقيه بشكل عام ، بالترويج لما يسمى جلب الاستثمارات الخارجيه " لتطوير " هذا القطاع من التعدين . وهو ما يعني بيع ثروة البلاد الاستراتيجيه للشركات الأجنبيه ، وخاصة الاميركية والفرنسية والبريطانية .
ويواظب هؤلاء المسؤولون " العراقيون ( هم في الحقيقة غير مسؤولين لا بل خونه ) ، على حضور مؤتمر لندن للتعدين ، الذي تنظمه بورصة لندن في شهر تشرين ثاني / شهر ١١ / من كل عام ، وذلك بحجة جلب الاستثمارات الأجنبيه لقطاع التعدين في العراق .
٧)ولكن الادارة  تعزف على وتر مختلف تماماً ، في ما يتعلق بصناعة التعدين العراقيه ، وذلك باتباعها سياسة التدمير الكامل لهذه الصناعه . والدليل على ذلك التدمير الممنهج والشامل الذي قامت به عصابات داعش الصهيواميركيه ، سواءً في منطقة عكاشات او في القائم .
فالادارة  تعمل على سلخ محافظة الأنبار والمحافظات العراقيه الشماليه ، ذات الأغلبية السكانيه من الاصول الاردنيه ، والتي تحتوي على نسبة معينة من احتياطات اليورانيوم وكذلك محافظة نينوى ) منطقة الموصل ) ، وإقامة كيان مسخ في هذه المحافظات وتسليمه لشركات التعدين الغربيه .
٨)ترمي الادارة الاميركيه ، من وراء تنفيذ هذا المخطط ، الى ضمان عدم انعتاق العراق من الهيمنة الاميركيه ، من خلال تفتيته ومنع تطوره العلمي والتقني والصناعي . كما تهدف أيضاً الى منع قيام اي تعاون بين العراق وايران ، في مجال الصناعه النوويه السلميه . خاصة وان احتياطيات ايران المكتشفة من معدن اليورانيوم هي احتياطات متواضعة يقتصر وجودها على منطقة يزد وسط ايران ، مما يضطرها الى استيراد قسماً من حاجتها من الخارج .
٩)وإذا ما قرأ المرء بعين فاحصة ما يدور في المحافظات الجنوبية من تحركات فانه سيكتشف ، دون طول عناء ، ان واشنطن وتل ابيب هما اللتان تديران الفوضى والتخريب التي تشهدهما هذه المحافظات . كما ان احتياطات اليورانيوم العراقيه هي احدى الاسباب التي دفعت الرئيس الاميركي للموافقة على اغتيال الشهيد سليماني ، الذي كانت ادارة بلاده تبدي استعدادا  لتمهيد اقامة حوار استراتيجي سعودي ايراني ، يهدف الى اعادة الاستقرار الى منطقة "الشرق الاوسط" بأكملها ، من خلال التوافق على اقامة نظام امني إقليمي يحمي مصالح الجميع ويؤدي الى افتكاك دول الخليج من العبودية الاميركيه .
وهذا يعني ، بصريح العباره ، انهاء السيطره الاميركيه على احتياطات اليورانيوم السعوديه الكبيرة والتي هي من تدفع صقور الاداره الاميركيه الى رفض توجهات ترامب للانسحاب من الشرق الاوسط وذلك خوفاً من قيام تعاون علمي وتقني وصناعي نووي إسلاميي يضم كلاً من ايران وباكستان والسعوديه وربما مصر وغيرها في المستقبل .
مطالب الشعب العراقي في الإصلاح والتغيير ومحاربة الفساد واستعادة الاموال المنهوبه مطالب محقة تماماً وتستحق الدعم والتأييد من كل شعوب العالم . لكن دعم واشنطن وتل ابيب لهذه المطالب هي كلمة حقٍ يراد بها باطل . وما عمليات التخريب والقتل العمد ، للمحتجين ورجال الامن ، في مختلف المحافظات العراقيه ، الا تأكيداً على هذه الحقيقه .
والقادم من الزمان سيكشف المزيد من جرائم أميركا بحق العراق ، واطماعها بحق خيراته ، والحجة  غالباً ما ستكون دفع النفوذ الايراني …

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى