المتقاعدون…هباءً منثورا…
كتب العميد الركن .م.بهاء حسن حلال.:
التعاون والتعاضد بحسب علم الاجتماع هو اليةٌ تقوم بها المجموعة معا بدافع المنفعة المشتركة…
وطبعا هي بعكس التنافس الذي يختزن هدف المنفعة الشخصية.
فالحق ممكن ان يضيع ويتبدد عندما تدخل المصالح الشخصية
وتتغلب على المصالح العامة…
فما مات حقٌ خلفه مُطالب..
والحائط لا يبنى من حجر واحد..
والقوم لن يعجزوا اذا ما تعاونوا..
كلها كلمات وحِكمٌ تعطينا قرينةٌ واحدةٌ تقول : ان اليد الواحدة لا يمكن ان تُصفق لوحدها ..
والتعاون الذي احاول اليوم ان اكتشف كنهه على ضفاف المتقاعدين..
هو التعاون فيما بينهم الذي فُقد بينهم لصالح ارتباطهم بالوانٍ واطياف اخرى تتناقض مع مسيرتهم العسكرية…
انهم هم المتقاعدون حينما زمجروا فيما سبق
اهتزت الارض تحت اقدامهم وتسابق المسؤولين على انجاز واتمام حقوقهم .
*التعاون* كلمة مكونة من ثلاثة احرف: *نحن*
واذا خف التكاتُف في مجموعة ما، ضعف التعاونةفيها…
منذ ان دخلنا الى الكلية الحربية ..وعبرنا الى صرحِ البطولة والتضحية والفداء..
تعلمنا اننا نُخبَةُ هذا المجتمع..
ومارسنا هذه التضحية تلبية لنُخبَويتنا وانتمائنا الى وطنِ الارز…
الذي علمنا ان نعمل افراداً ضمن مجموعاتٍ وان لا تكون
الأنانيَّة وعدم حبِّ الخير للآخرين وتنافس الأفراد، ومحبة الصَّدارة والزَّعامة وغيرها مِن حظوظ النَّفس، (الكَسَل، الحسد للآخرين، تعذُّر الفرد بانشغاله وكثرة أعماله،) التَّعصُّب والتحزُّب واتِّباع الأوهام والشُّكوك في مدى جدوى هذا التعاون والاستفادة منه.
وسوء الظَّن بالآخرين، والكِبر على الآخرين..عنوانٌ من عناويننا..
واليوم وفي عيد الجيش..
عيد التضحيةِ..والوفاء..
عيد الشرف..
عيد كل الاعياد ..انه العيد الوحيد الذي يجمع في ما بين كوامنه كل اطيافِ الوطن…
انه ليس عيدا لحزبٍ ما او لتيارٍ ما…
او لدينٍ…ام لمذهبٍ…او لمعتقد..
انه عيد الجيش ..عيد الوطن ..
وفي هذا التوقيت اختل توازن الشبكات العنكبوتية..وانهار اختراع الانكليزي وليم جيلبرت الذي ادعى اكتشافه الكهرباء عام 1600م بينما في الحقيقة هي نعمة من الله ( تكون البرق من خلال العواصف الرعدية)
ولم تستطع وزارة المالية تحويل رواتب المتقاعدين ..والسؤال هنا ؟
اهذا الاجراء بالمعنى اللغوي يأخذنا بالجملة ام بالمفرق؟؟؟
يا ابناء جلدتي ..في عيدكم تطلع المستكبرون اليكم فوجدوكم متناثرين كالهباء المنثورَ ..
قسمٌ ذهب يمينا وجرفه التيار..
قسمٌ أحب ان يؤسس مربضا للثوار…
وقسم ما زال يرزح ومنذ زمن تحت ضغط الطوائف والغبار..
وقسمٌ مغلوب على امره ..وراتبه قد طار…
وقسمٌ…وقسمٌ…وقسمٌ…
وعندما تناثرتم ..
حتما ذهبَ ريحكم…
فلنعد الى الوطن ..
فلنعد الى توحد المتقاعدين.. بالشرف والتضحية والوفاء ..
فالوطن ارحب ..واضمن ..واكبر
من كل الاحزاب ..والطوائف ..
والتيارات…
أخطأتم حينما خرجتم تصفقون لهذا ولذاك…
استفيقوا ..
انكم اكبر من هؤلاء ..
هم سياسيون …
هم حجزوا رواتبكم اليوم ..
بحجةِ الكهرباء..
بحجة الشواء…
بحجة الكورونا…
كلها اشارت قصفٍ عشواء..
هم فقدوا رشدهم ..
ونحن وبكل صدقٍ نعود ونؤكدُ ان مؤسسة الجيش لو لم تكن تلك المؤسسة الضامنة للحقوق، والمحبوبة من كل تراب الوطن ..لما كانت قد حظيت بتأييد كل هذه الاطياف وحولت كل الوانهم الى لون مرقطٍ بلون الجيش..
فلما نخرج نحن المتقاعدون من بوتقة عشنا فيها عمرنا ونذهب الى التشرذم طمعا …بماذا؟
بمركز…
بمقعد…
انه الانتحار…
ايها المتقاعدون ..
استيقظوا ….
انها اشارة شهابٍ لهجومِ فيروس السياسة الى عقولكم ليأكل كل ما تبقى في جيوبكم…