رأي

القوات اللبنانية وديعة بولتون – السعودية

لم يغب زمن الودائع عن لبنان، والودائع السياسية من سمات الفرادة اللبنانية.
صار الكلام عن تشكيل الحكومة و”الكباش الداخلي” المتصل بالتأليف، فكاهة المشهد السياسي في لبنان.
في الساعات الأخيرة إنحصر التعطيل
بموقف حزب “القوات اللبنانية”، وموقف القوات لا يمكن تجاوزه ولا يرغب الرئيس المكلف بذلك لسببين:
الأول: أنه يرغب بحكومة إجماع وطني.
الثاني والأهم أنه سمع سابقا بالتواتر ومؤخرا بصورة مباشرة بأن القوات حليف إستراتيجي ورأس حربة التوازن الإقليمي في لبنان!
القوات اللبنانية وبكل بساطة هي وديعة جون بولتون في حكومة سعد الحريري، وسيكون للأخير ممثل شخصي بالحكومة، على ما تسرّب من أسماء؟
الودائع السياسية في زمن الحضور السوري في لبنان كانت مرتبطة بالتوازن الداخلي، لأن التحدي الإقليمي كان مرتبطا بالصراع مع العدو الإسرائيلي.
أما الآن فقد تبدلت أولويات الغالبية العربية وفرط عقد القضايا المركزية العربية وفي مقدمها فلسطين، لأن الإدارة الأميركية الجديدة قررت أن تنهي ملف التسوية السلمية بشروطها وشروط دولة الاحتلال، ولهذا الأمر ضروراته وموجباته في سوريا كما في لبنان.
تتقدم المملكة العربية السعودية قائمة الدول العربية المنفذة لسياسة الإدارة الأميركية الجديدة، والرئيس الحالي للولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب، لا يقدم دعمه لنظام العائلة الحاكم في المملكة بسبب المال والمال وحده، بل بسبب الإنصياع السلس للنظام السعودي بتوجهات الإدارة الأميركية، لذا صارت الوديعة وديعة المملكة.
لا يضير الرئيس المكلف والحال هذه أن يقدم للقوات اللبنانية تنازلا إضافيا لينهي عقدة التأليف الأخيرة، طالما أن القوات هي التوأم السياسي لتيار المستقبل.
لقد توحد خطابهما ( التياروالقوات) بعد العام 2005 وما قبل إستشهاد الرئيس رفيق الحريري ليس كما بعده، وإلا لما إمتدت يد الغدر لتقتل الرجل وتبني على دمه محاولة إنقلاب في لبنان ليشكل ذلك بداية تحول المنطقة وفقا للأجندة الأميركية.
هل كان إغتيال الرئيس الحريري شرطا ضروريا لإشعال فتيل الإحتراب العربي العربي الذي نشهده اليوم؟
نظرا لموقع الرئيس الشهيد اللبناني والعربي والإقليمي والدولي نرجح ذلك، ونقول:
حمى الله الرئيس المكلف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى