سياسةمحليات لبنانية

العلامة الخطيب في خطبة الجمعة يرفع الصوت عاليا: نحذر من استمرار التعاطي معنا كمهزومين والسكوت على العدوان الذي قد يؤدي للانفجار

 

الحوارنيوز – محليات

حذر نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الغلامة الشيخ علي الخطيب من استمرار التعاطي مع الطائفة الشيعية في لبنان على انها مهزومة ،ونبه من استمرار الواقع الحالي والسكوت على العدوان الاسرائيلي ما قد يؤدي الى الانفجار لأن لا طاقة لدى الناس للمزيد من التحمل والمعاناة.

أدى العلامة الخطيب الصلاة اليوم في مقر المجلس على طريق المطار وألقى خطبة الجمعة التي استهلها بالحديث عن الكفر والإيمان ،واستذكر تعامل المشركين مع النبي محمد في هذا المجال، وقال:

ان اهل الكفر ليسوا اهل حجة ودليل، بل يسلكون كل مسلك باطل من اجل الحصول على مرادهم في كل زمان ومكان، كما هو الحال في وقتنا الحاضر حيث يتوسل اعداؤنا كل السبل من اجل بلوغ اهدافهم الخبيثة، بما فيها القتل الجماعي والابادة دون تفريق بين الكبير والصغير والمرأة والطفل، او بين هدف مدني او عسكري بين منزل ومستشفى ويعطون لأنفسهم المبرر في ارتكاب المجازر واستباحة استخدام كل ادوات الجريمة دون رادع من قانون او شرعية اممية، بل يقف العالم متفرجا على ارتكابها.

لقد خبرنا في لبنان القرارات الدولية والامم المتحدة ومجلس الامن من العدوان  الصهيوني على لبنان، التي لم تكن الا إبرا للتخدير، افساحا في المجال امام العدو لتحقيق المزيد من اهدافه العدوانية. وها نحن اليوم في تجربة جديدة مع القرار الدولي ١٧٠١، وما حصل من تفاهم على تطبيقه بضمانة الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وتحت اشرافهما، فما الذي حصل منذ حصول هذا التفاهم؟ وهل تم تنفيذ اي بند من بنوده المفترض ان يبدأ العدو بالانسحاب من الارض اللبنانية، ولكن الذي حصل هو العكس تماما، حيث بدأ الجانب اللبناني بتنفيذ الاتفاق من جانبه، بينما استغل العدو الاتفاق ليحتل النقاط الخمس بتأييد من الولايات المتحدة الامريكية، واستمر في الحرب على لبنان من دون ان نرى موقفا من لجنة الاشراف على الاتفاق، بل بتواطؤ من بعضها التي اكتفت بنقل طلبات العدو والتصريح بوجوب تنفيذها وربط اعادة الاعمار بنزع سلاح المقاومة.

 

اما الحكومة اللبنانية فتكتفي بتنفيذ الاوامر بالتضييق على المسافرين من الطائفة الشيعية، وتشديد الحصار عليهم. فإلى اين تأخذون البلد؟ وهل تدفعونه الى الانفجار، لان الطائفة لن تستسلم للأمر الواقع، ولن تبقى تتفرج على ما تتعرض له. وانا انصحكم الا تجربوها، فقد جربتموها من قبل، وتعرفون جيدا النتائج التي اودت اليها سياسة التهميش والاستضعاف والتهديد والاستعانة بالخارج الاسرائيلي او الامريكي او غيرهما.

وانا انصح السوريين ان يستفيدوا من تجاربهم السابقة مع هؤلاء الذين سبق لهم ان استقدموا الجيش السوري واستعانوا به ثم قلبوا له ظهر المجن، ثم استعانوا بالاسرائيلي عليه. اما نحن فقد عبرنا عن ان من حق الشعب السوري ان يقرر مصيره بنفسه وكما يريد. ومن جهتنا لا نريد له الا الخير. لذلك فنحن لا نرى في الشعب السوري بكل اطيافه الا الاخوة، وبين البلدين الا المصالح المشتركة وما فيه خير البلدين. لذلك فان اعداءنا معا هم الذين يريدون اعادة تجربة الامس للايقاع بيننا وتحقيق مآربهم الخبيثة على حساب البلدين.

 

وليطمئن اولئك الذي يلعبون هذه اللعبة الخبيثة.. انهم كما فشلوا مع كل الدعم الخارجي الذي قدم لهم في السابق، سيفشلون مجددا ولن نكون لقمة سائغة للواهمين الذين يقنعون انفسهم بانهم قادرون على اعادة الساعة الى الوراء.

واكرر هنا ما رددته سابقا، ان الطائفة الاسلامية الشيعية هي طائفة اساسية في هذا البلد، ومن يريد حذفها من المعادلة بالممارسات التي نراها في المطار والمرفأ وغيرهما، انما يأخذون البلد الى ما لا تحمد عقباه. فنحن ابناء كربلاء نموت جميعا ولا نخضع، واذا كان البعض يراهن على اخذنا بالوعود الفارغة ومع الوقت حتى ينفذ ما عهد اليه، فهو واهم وواهم جدا وليبدأوا بالعمل على اعادة الاعمار والترميم، ووقف مساعدة العدو بالحصار المالي على الطائفة الشيعية. فما هو المبرر للحصار على من يفترض انكم مسؤولون عنهم وضربتم على صدوركم واخذتم على انفسكم للناس عهدا، فاذا لم يف لكم  الذين اخذوا عهدا بتنفيذ الاتفاق، فكيف يمكن لنا ان نسلم لهم بتسليم الرقاب.

حذار حذار من الاستمرار بهذه الخفة في التعامل مع امر مصيري كهذا. فهل رأيتم ان المسلمين الشيعة يتصرفون كمهزومين رغم ما اصابهم من جراح، ام يتصرفون بواقعية ويمارسون دورهم الوطني بشكل طبيعي غير محبطين او مكسورين، بل يعتزون بما قدمته المقاومة وبشهدائهم الميامين ،غير منكفئين عن المشاركة في اداء واجبهم الوطني في الانتخابات البلدية بهذا الاداء الرائع، وبهذا الحرص على الوحدة الوطنية في بيروت بتأمين المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، بينما نرى الصورة معكوسة في مناطق أخرى.

ايها الاخوة

غدا السبت سيعبّر الجنوبيون فيه من خلال صندوق الانتخاب عما يجعله يوما وطنيا جامعا ،ويثبتون مرة اخرى انهم على مستوى المسؤولية الوطنية، في ظل ظروف صعبة يزيد من معاناتها استمرار العدوان الاسرائيلي الغاشم على ابنائنا الذين يسقط يوميا منهم شهداء ،وسط احتلال لعدد من المناطق .ومع ذلك يعبر اهلنا عن تمسكهم بمقاومتهم لهذا الاحتلال من خلال وفائهم لهؤلاء الشهداء ،وعلى رأسهم سيد شهداء الأمة سماحة السيد حسن نصر الله ورفاقه الميامين ،ووفاء لإمامهم المغيب السيد موسى الصدر،وذلك عبر خيارات التزكية في المدن والبلدات الجنوبية التي تزايدت يوما بعد يوم ،وما ذلك الا تعبيرا واضحا عن تمسكهم بخياراتهم الوطنية ،وانتمائهم لدولتهم ومقاومتهم وجيشهم . فألف تحية الى اهلنا الصامدين الصابرين المجاهدين .

ومع هذا الاستحقاق الوطني الذي يسبق يوما عظيما من ايامنا الوطنية المجيدة ،وهو يوم التحرير والمقاومة الذي يصادف الاحد المقبل ،لا يفوتنا هنا الا ان نعبّر عن اسمى آيات التقدير والعرفان لكل الشهداء  والجرحى الذين بذلوا ارواحهم ، وللذين تحملوا المشقات والمعاناة والنزوح ،من اجل ان يكون الخامس والعشرون من ايار عام الفين ،يوما مجيدا في تاريخنا اللبناني والعربي والاسلامي.

واننا في هذه المناسبة نستلهم المعاني العظيمة لعيد المقاومة والتحرير لنقول لكل من له اذن تسمع وعين ترى ،انه لم يعد جائزا السكوت عن الواقع الراهن والتعاطي مع الحالة الراهنة وكأن شيئا لم يكن. وعليه فإننا نرفع الصوت عاليا ونحذر من استمرار التعامل مع هذه الحالة وكأنها أمر واقع ،اذ لا طاقة للناس على المزيد من التحمل ،واخشى ما نخشاه ان يولد ذلك انفجارا لا يُبقي ولا يذر . والسلام على من اتبع الهدى.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى