سياسةمحليات لبنانية

إنهض يا بطل !

 
                     إنهض يا بطل ..

كنت  الجنديّ المجهول في امتحانات الحياة…فصرت المعلوم الأوّل….وكلّنا أسماء عابرة…
كلنا شاخصون نحو العدوّ بعيون الخوف والعجز…
أنت وحدك من برز إليه بما أوتي من قوّة وأمانة…
لم تعد مهنتك إنسانية فحسب، باتت مهنة وجوديّة… فأنت المجاهد  وأنت الشاهد  وأنت الشهيد….
انهض يابطل •••
هذا وقت يختبئ فيه الكون خلف ظهرك، وأنت تشهر عقلك ووفاءك وعطفك،
كلّهم يقفون خلفك: عالم الدّين، والسّياسي والاقتصادي والإعلاميّ واللاعب والفنان والراقص…
يثقون بك…فأنت قبطان سفينة نجاتهم، وأنت وحدك في الميدان….
انهض يابطل •••
سأخبر أولادي بأنّك في زمن الخوف، كنت البطل والوطن والحب …..
           انهض يابطل يا من علّمتنا معنى أن يكون الإنسان إنسانًا في زمن اللاإنسانيّة….

تحية حب وتقدير وإجلال وافتخار لكلّ المُمرّضين والأطبّاء  والمساعدين العاملين، السّاهرين، المتيقّظين المُنهكين، المُتعبين  الشّجعان، الذّائدين بقوة وأمانة عنّا منذ بداية الأزمة…

تحية للأمّهات اللّاتي ولدنكم، وللأرحام الّتي أنجبتكم، ولكل دقيقة أمضيتموها على مقاعد دراستكم وفي معاهدكم ومستشفياتكم …
من كان يعلم أنّ البشريّة جمعاء ستشخص إليكم،  لتنتظر إنجازتكم وبطولاتكم وجهادكم الذي لا يُوصف؟

كونوا مدرسة العطاء الّتي يستمدّ الكون منها معاني التّضحية والوفاء والجهاد..
فإن تخلّى السياسيّون عنا، وأغرقوا في سياسات النّهب والسرقة والفساد، عوّضنا الله بكم رجالًا أوفياء، وألبست الأيّام قلوبكم نقاء الطهارة، كما ألبست أجسادكم ….

ها قد وقف لصوص الوطن بربطات عنقهم وكلّ فجورهم مكتوفي الأيدي، إزاء فيروس تاجي ميكروسوبي صغير، أوقف مطاراتهم وموانئهم، وزرع القلق والرّعب والهلع في كلّ شوارعهم وساحاتهم  وشلّ كل مرافق حياتهم …
وأوقعهم جميعاً في حيرة من أمرهم …
فتصدّيت أنت…
انهض أيّها البطل…
علّمهم معاني الوفاء …وازرع رغم تعبك فيهم معنى الرجاء… وقل لهم إنّ الله ابتلاهم لشدّة استغراقهم في الماديّات والعولمة والتجارة العابرة للقارّات، وابتعدوا عن أصولِ الإنسانيّة والحياة …
وضعوا كبارهم وآبائهم وأمّهاتهم في دور المُسنّين والعجزة، ونسوا القيم وكل أسرار الطيبة والتّكافل والتّضامن في هذه الحياة…
إنهض وعلّمهم… بأن لا بُدّ لهذه الجائحة أن تزول، وأنّنا سنبني أوطاننا دون قذاراتهم، وسخافاتهم  وقرفهم وفسادهم وهدرهم …
سنبني وطننا دون كل أشكال الفيروسات والجراثيم التي تشبههم في حقدهم وحقارتهم واستغلالهم لشعوبهم وللأوطان …

انهض وقل لهم إنّني أنا ورفاقي وأمثالي سنبني لبنان… وسنرميكم جميعاً في قعر النّسيان …
إنّ شعبي سيعود إليكم بعد جلاء الأمور: ثائراً ثائراً ثائراً …
وللحساب موعد..مهما طال الزمان….

*طبيب قلب- مُنسّق ملتقى حوار وعطاء بلا حدود

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى