دولياتسياسة

الشبر الاميركي والذراع الصينيه في بحر كن فيكون…!

محمد صادق الحسيني
يهرب الاميركي المنهزم على ابواب عواصم المقاومة وتخوم بلاد العرب والعجم واسوار الشام وايران بحثاً عن استعراضات هوليودية لا طائلة من ورائها…!
فهاهو الرئيس الاميركي وبعض مسؤولي ادارته الكبار ، مثل وزير الخارجيه ووزير الحرب ، يواصلون اطلاق التصريحات الاستفزازيه والمثيره لزعزعة الامن والاستقرار الدوليين ، لا لشيء او لسبب وجيه وانما دعماً منهم لحملة رئيسهم الانتخابية المتعثرة ، لاسباب عدة لا مجال للتطرق اليها في هذا المقام .وقد كان آخر هذه التصريحات الاستفزازية اللامسؤولة ذلك التصريح الذي صدر عن وزير الحرب الاميركي  مارك إسبر ، قبل يومين ،والذي قال فيه ان بلاده لن ” تتنازل ” عن شبر واحد في المحيط الهادئ ، في رسالة موجهة لجمهورية الصين الشعبية ، التي كانت تجري مناورات بحرية وجوية واسعة النطاق ، وبالذخيرة الحية في المنطقة المذكوره .
ولكن الصين الشعبية قررت استخدام مقياس أكبر من مقياس وزير الدفاع الاميركي فقامت باستخدام قياس الذراع ، وهو عبارة عن وحدة قياسية اكبر من الشبر وتزيد عنه بالثلثين ( يستعمل في بريطانيا باسم اليارد ) .
واضافة  الى تصريحات وزارة الخارجية الصينيه ، الشديدة اللهجة ، والتي رفضت فيها تصريحات الجنرال مارك إسبر ، حيث قالت له :  “ان الجيش الشعبي الصيني لن يرقص على الموسيقى الاميركيه “، قامت قيادة جيش التحرير الشعبي الصيني باتخاذ الاجراءات الميدانيه الضروريه لإقران القول بالفعل ، حيث نفذت العمليات التدريبيه والقتالية التاليه خلال الثماني والاربعين ساعة الماضيه ، في بحر الصين الجنوبي :

1. اطلاق صاروخ سطح بحر ، من طراز دونغ فينغ ( Dong Feng B ) ، وهو الصاروخ الذي يطلق عليه اسم : قاتل حاملات الطائرات او غوام اكسبرس Guam Express ( كناية عن القاعدة البحريه والجويه الاميركيه الموجوده في جزيرة غوام غرب المحيط الهادئ ، حسب ما يسميه العسكريون الامريكيون . وقد اطلق هذا الصاروخ ، يوم ٢٦/٨/٢٠٢٠ ، من مقاطعة كينغهاي Qinghai Provence ، في شمال غرب الصين ، باتجاه هدف بحري افتراضي معادٍ في المنطقة الواقعه بين مقاطعة هاينان في البر الصيني وجزر باراسيل في بحر الصين الجنوبي .
علماً ان اهم المواصفات العملياتيه لهذا الصاروخ الخارق هي التاليه :
•يبلغ المدى العملياتي الفعال لهذا الصاروخ اربعة آلاف كيلومتر .
•يبلغ وزن الرأس الحربي للصاروخ الف وثمانمائة كيلو غرام ، الذي يمكن ان يكون رأساً تقليدياً او نووياً .
•يعمل بالوقود الصلب ويمكن اطلاقه من قواعد ثابته او من على متن عربات عسكرية متنقله ، ويطير بسرعة فرط صوتيه .
2. قيام جيش التحرير الشعبي الصيني باطلاق صاروخ دفاع بحري ثاني بتاريخ ٢٦/٧/٢٠٢٠ ، من طراز Dong feng 21 D ، الذي تم اطلاقه من مقاطعة تشي جيانغ ( Zhejiang ) ، في شرق الصين ، باتجاه هدف بحري في نفس المنطقه البحريه المذكوره اعلاه ، وهي منطقة عمليات المناورات التي ينفذها الجيش الصيني هناك .
اما المواصفات العملياتيه لهذا الصاروخ فهي التاليه :
•مدى هذا الصاروخ هو الف وسبعمائة كيلومتر .
•يحمل رأساً متفجراً زنته ستمائة كيلوغرام .
•يعمل بالوقود الصلب وسرعته عشرة اضعاف سرعة الصوت .

وقد افاد احد الخبراء العسكريين ، المتخصصين في الشأن الصيني ، في تعليق له على استخدام الصين لهذا النوع من الصواريخ في هذا التوقيت بالذات ، افاد بالقول انه وبالاضافة الى تصريحات وزير الحرب الاميركي الاستفزازيه ، التي اطلقها وكأن بحر الصين الجنوبي جزء من المياه الاقليميه الاميركيه ، فان جمهورية الصين الشعبية قد ارادت التاكيد على جديتها واصرارها على الحفاظ على سيادتها البحريه ، في بحار الصين ، التي تتمتع باهمية عالية جداً في مجال الملاحة البحريه المدنيه والعسكريه للصين .
كما ان قيام احدى طائرات الاستطلاع الاستراتيجي الاميركيه ، من طراز / U 2 / سرعتها ٧٦٥ كم في الساعه وتطير على ارتفاع ٢٢٠٠٠ متر ، قيامها قبل يومين بمحاولة الدخول الى منطقة حظر الطيران ( No Fly Zone ) ، التي اقامها الجيش الصيني ، في منطقة التدريبات البحريه الجويه ، التي تنفذها صنوف الاسلحه الصينيه المعنيه ، وقيام مدمرة اميركية بمحاولة دخول منطقة عمليات سلاح البحرية الصينيه يوم اول من امس ، قد دفعت بالقيادة الصينيه على اتخاذ اجراءات الردع الصاروخي هذه ، وذلك بهدف تثبيت قواعد اشتباك دائمة في هذه المنطقة العامة والحساسة .

يذكر ان مجلة نيوزويك الاميركيه نشرت  في عددها الصادر بتاريخ ٢٩/١/٢٠١٤ ، ان السعوديه قد اشترت عدداً غير محدد من الصواريخ الصينيه ، طراز FENG DONG 21 وهي الطراز المعدل للصاروخ الاقدم Feng Dong 3 ، الذي اشترت منه السعودية عدداً مجهولاً سنة ١٩٨٨ .
وتابعت المجله الاميركيه قائلةً ان المخابرات المركزيه الاميركيه CIA قد وافقت على الصفقه ، التي عقدت سنة ٢٠٠٧ بين بكين والرياض ، وذلك بعد تعديل ادخل على هذه الصواريخ يجعلها غير قادرة على حمل رؤوس نووية .
وقد دفعت وزارة الدفاع السعوديه تكاليف ” المساعده اللوجستية ” التي قدمتها CIA للحكومه السعوديه ، في اجراء تعديلات على صواريخ DF 21 الصينيه ، بحيث لا تكون صالحة لتسليحها برؤوس نووية .
من كل ما تقدم يتضح تماماً ان هناك قواعد اشتباك جديدة ، ترسم على صعيد الصراع الدولي بين القوى العظمى ، خاصة اذا ما اضفنا الى التحركات الميدانية الصينية تلك الدبلوماسية ، التي اطلقتها المتحدثه باسم الخارجيه الروسيه يوم ٢٥ /٨/٢٠٢٠ ، رداً على التهديدات الاميركيه بنشر صواريخ باليستيه قصيرة ومتوسطة المدى في آسيا ” لمواجهة العدوان الصيني الروسي ” كما ورد على لسان وزير الخارجيه الاميركي . تلك التصريحات التي اطلقتها زاخاروفا ، وعلى الرغم من كونها مغلفة بغلاف مخملي سميك ، الا ان لها قعقعة لا تقل عن قعقعة صواريخ المارشال غريتشكو ، وزير الدفاع السوفييتي السابق ، الذي كان يسميه الناتو الوزير الذي يقعقع بالصواريخ ، حيث قالت : ” ان ظهور مخاطر صاروخيه اضافيه تهدد الاراضي الروسيه سيسفر عنه رد فعل فوري من جانبنا ” .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى