
كتب واصف عواضة- خاص الحوار نيوز
رحلت مساء امس الإعلامية الزميلة هدى شديد،إلى راحة أبدية، بعد صراع طويل مع المرض،لم يتوقف نشاطها خلاله ولم تفتر همتها حتى الرمق الأخير.
هدى شديد الزميلة والصديقة الصدوقة الهادئة الدمثة المتزنة ،تفقدها الساحة الإعلامية في عز عطائها ،وهي التي أعطت من روحها وبنت “دولة من الأصدقاء” لعقود من الزمن ،وقاومت المرض العضال طوال سنوات وتحملت الكثير من الألم ،لكنها استسلمت أخيرا للقدر المحتوم الذي لا مناص منه.
قبل أسبوعين كانت لفتة كريمة من رئيس الجمهورية العماد جوزف عون واللبنانية الأولى نعمت عون تجاه هدى شديد، حيث كرمت في القصر الجمهوري، تقديرا لمسيرتها المهنية التي غطت خلالها أخبار القصر الجمهوري لأكثر من ثلاثين عاما.
قال فيها الرئيس عون الذي منحها وساما رفيعا: العزيزة هدى، أتوجَّه إليكِ بكلمات من القلب، وأنت تواجهين المرض بقلب نقي وروح متَّحدة بالايمان والعزم. رافقتُ مسيرتك مع المحنة فاستمدَّيتُ من بسمتك الإلهام والأمل. تعلمت من صمتك كيف نخوض الحياة بسلام ورجاء، ومن كلامك كيف يتغلَّب الصبر والمحبة على روح الاستسلام. ثقي يا هدى بأن الحبَّ يحيط بك من كلِّ الجهات، وأن لك تقديراً عاليًا في قلبي وفي قلوب الكثير من اللبنانيين”.
ويومها اختصرت هدى مشاعرها قائلة: “اعتدنا في لبنان ان يتم تكريم المرء بعد مماته، انما قد يكون التكريم حياة ثانية وقوة دفع وتشجيع للتسليم بإرادة الرب الذي قال “لا تسقط شعرة من رؤوسكم الا بإرادتي”.
وهكذا لم تطل حياة هدى بعد هذا التكريم وسلمت الليلة الماضية بإرادة الرب الذي نرجوه أن يحتضن روحها بسلام.
نعي وكلمات
ونعت هدى شديد مجموعة كبيرة من الشخصيات الرسمية والسياسية والإعلامية ،وقال فيها رئيس الحكومة نواف سلام: هدى شديد. بعزم لا يلين، وصلابة إيمانها بصوتها وقلمها ورسالتها تودعنا اليوم.صبرت على الوجع. غالبت المرض. صرعته مراراً قبل أن يصرعها.هدى ترحل عنّا، وعن بلاد أحبتها وناضلت لأجلها حتى الرمق الأخير. وداعاً هدى”.
كما نعى نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي “الإعلامية المناضلة هدى شديد التي استسلمت لمشيئة الله بعد صراع طويل مع المرض والتي كتبت عنه: ليس بالدواء نقاومه” .وقال: هدى شديد الرصينة المثقفة التي كانت تنتقد بأسلوب مميز رصين من دون أن تجرح أحدًا أو تسيء اليه، رحلت في عيد الأم وفي بداية فصل الربيع، لكنها ستبقى في الصحافة اللبنانية والعربية مدرسة في الإعلام والصحافة التي بحاجة الى أمثالها. هدى ليتنا لم نتعرف إليك لأن فراقك المبكر أوجعنا”.
التشييع الأحد
ويحتفل بالصلاة لراحة نفسها نهار الأحد ٢٣ آذار في تمام الساعة الاولى بعد الظهر في كاتدرائية مار جرجس – وسط بيروت – ثم ينقل جثمانها إلى مسقط رأسها كفريا – زغرتا.
وتقبل التعازي في كفريا – زغرتا اليوم السبت ٢٢ آذار من الثانية عشرة ظهرا ولغاية السادسة مساءً، ويوم الإثنين ٢٤ آذار من الثانية عشرة ظهرا ولغاية السادسة مساءً.
وفي صالون كنيسة مار جرجس – وسط بيروت، تقبل التعازي يوم الاحد ٢٣ آذار من الحادية عشرة قبل الظهر ولغاية موعد الدفن ويوم الثلاثاء ٢٥ آذار من الحادية عشرة قبل الظهر ولغاية السادسة مساءً.
*هدى شديد سلام لروحك .وخالص العزاء لعائلتك الكريمة وللأسرة الإعلامية.