سياسةمحليات لبنانية

قالت الصحف: تأليف الحكومة.. موفدون وغموض غير بناء!

 

الحوارنيوز – خاص
تدور الاتصالات الخارجية بشأن تأليف الحكومة حول نفسها، ولا يبدو في الأفق مسار محدد وثابت لمعالجة أزمة تأليف الحكومة، فيما الاتصالات الداخلية متوقفة بالكامل بإنتظار عودة الرئيس المكلف سعد الحريري وإيجاد أرضية مشتركة لولادة الحكومة.

• صحيفة "النهار" عنونت:" عودة خليجية … والبابا قلق على هوية لبنان" وكتبت تقول:" ثمانية أيام فقط فصلت بين رحيل رمزين سياسيين كبيرين ميشال المر في نهاية كانون الثاني الفائت، وجان عبيد أمس، كانت كفيلة بأن ترخي على لبنان مزيدا من أجواء ثقيلة حزينة وقلقة لافتقاد قماشات تجسد الركائز الأصيلة للسياسات الحكيمة المتوازنة والحلول المرتجاة خصوصا في عز انزلاق لبنان نحو انهيارات تفتقد من هم مثل جان عبيد العابر لكل الفوارق والانقسامات والتمزقات والعامل طوال عمره السياسي على التوحيد والتوافق والحوار. وإذ يرتفع برحيل النائب جان عبيد عدد المقاعد النيابية الشاغرة في مجلس النواب الى عشرة بفعل الاستقالة او الوفاة، يبدو صعبا للغاية التكهن بالفرص الممكنة لإجراء انتخابات نيابية فرعية لملء المقاعد الشاغرة سواء بسبب استشراء جائحة كورونا او بسبب "الشغور" الحكومي وتعذر التكهن بأي موعد افتراضي لنهاية ازمة تعطيل تأليف الحكومة الجديدة. ولذا تركزت الاهتمامات في الساعات الأخيرة على محاولة استكشاف مجموعة مؤشرات أوحت إيجابا لبعض الأوساط السياسية المعنية لجهة ما قالت هذه الأوساط انه قد يَصْب في خانة تحريك جدي لتشكيل الحكومة. فعلى رغم ان غموضا اكتنف الإعلان المفاجئ عن زيارة سيقوم بها اليوم وزير الخارجية القطري لبيروت وسط ترجيح ان تنحصر بموضوع مد لبنان بمساعدات حيوية في هذا الظرف الخطير، فان الأوساط السياسية المشار اليها لم تستبعد ما ذكر عن عودة خليجية الى بيروت توسم بها إيجابا معظم القوى السياسية مع عودة السفير السعودي في بيروت قبل يومين ومن ثم مع زيارة الوزير القطري اليوم. وكانت السفارة القطرية في بيروت أعلنت ان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن ال ثاني سيزور لبنان اليوم حيث سيعقد مؤتمراً صحافياً في القصر الجمهوري في بعبدا بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون نحو الساعة 11.50 قبل الظهر. وعلم ان وفدا يرافق الوزير القطري ويضم السفراء محمد الجابر وسعد الخرجي ومشعل المزروعي والسيد عبدالله السليطي. المؤشر الثاني حيال الواقع الحكومي تمثل في الزيارة التي قام بها وفد من "التيار الوطني الحر" للصرح البطريركي في بكركي امس غداة المواقف البارزة اتي اعلنها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الاحد الماضي في شأن الملف الحكومي كما في موضوع دعوته الى عقد مؤتمر دولي تحت مظلة الأمم المتحدة لمقاربة الوضع في لبنان. وعلمت "النهار" في هذا السياق ان موقف البطريرك الراعي اثار قلقا لدى العهد وتياره السياسي لجهة انه شكل أقوى ادانة ضمنية للدولة والسلطة والحكومة في ظل العهد وترك ترددات قوية خارجية وداخلية من شأنها اثبات الفشل المحكم للعهد في إدارة الازمة الى حدود جعلت البطريرك يطرح بجدية بالغة موضوع السعي الى عقد مؤتمر دولي. وعقد لقاء الراعي ووفد "التيار الوطني الحر" في ظل هذا الموقف والإحراج الذي تسبب به للعهد وتياره السياسي. ولوحظ على الأثر ان كلام الوفد بلسان الوزير السابق منصور بطيش بدا كأنه يتحدث باسم رئيس الجمهورية اذ ركز على رغبة الرئيس في تشكيل الحكومة بأسرع وقت، لكنه كرر دعوة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الى المبادرة للقاء عون. كما ان مؤشرا ثالثا برز في سياق تحريك المسار الحكومي وتمثل في المعلومات التي تحدثت عن وصول الموفد الرئاسي الفرنسي مستشار الرئيس ايمانويل ماكرون باتريك دوريل الى بيروت في نهاية الأسبوع الحالي للقاء عدد من المسؤولين وستتركز محادثاته على استكشاف المنافذ الممكنة لتشكيل الحكومة الجديدة.

• صحيفة "الاخبار" عنونت:" موفد ماكرون في بيروت نهاية الأسبوع … والتوافق الفرنسي السعودي مفقود: الفرنسيون سلتهم فاضية" وكتبت تقول:" يصِل الموفَد الفرنسي باتريك دوريل إلى بيروت نهاية الأسبوع. ثمة من يعوّل على هذه الزيارة باعتبار أن نتائجها ستكون حتماً إيجابية. حتّى الآن كل المعلومات تتقاطع حول أن الفرنسيين لا يحمِلون حلولاً جدية، فالعثرات الخارجية لا تقّل عن تعقيدات الداخل
لم يكُن ينقُص صورة الغموض الكبير الذي يكتنِف المساعي الدولية "لأجل لبنان" سوى تضاعُف المؤشرات الداخلية السلبية لدحض التعويل على حراك فرنسي، زُعِم أنه سيؤدي الى ولادة حكومية قريبة جداً، وذلك من خلال مؤشرات عديدة:


الأول، أن رئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري، الذي كانَت القوى السياسية تنتظِر أخباراً عن جولته خارِج البلاد، بدأ يتبيّن لها أنه خالي الوفاض. بعدَ مصر والإمارات، لن يتوجّه الحريري إلى باريس كما كانَ متوقعاً. وبحسب أكثر من مصدر، سيتوجّه الرئيس المكلف من أبو ظبي الى تركيا في غضون يومين، وزيارته هذه تتعلّق بملفات "مالية – شخصية" تتّصل بأعماله هناك. وهذا الأمر يعني أن ليس في جعبة الفرنسيين ما هو جديد لنقاشِه مع الحريري.
الثاني، هو الاتصالات التي أجراها الفرنسيون في الأيام الماضية مع القوى السياسية، تحديداً المعنية بملف تأليف الحكومة. من بعبدا الى عين التينة مروراً بحارة حريك. في حديثهم، لم يقدّم الفرنسيون أي فكرة، ولم يَظهر في كلامهم أن في جعبتهم ما يستطيعون من خلاله الضغط على اللبنانيين لتقديم التنازلات. بل على العكس، حاولوا استطلاع الأجواء بشأن إذا ما كانَ هناك ما يُمِكن القيام به!
والثالث، استمرار التعارك الداخلي، الذي تُوّجَ أخيراً بالهجوم المتبادل بينَ رئيسيّ الجمهورية ومجلس النواب عبرَ الإعلام. وإن كانَت خلفية هذا التعارك، ظاهرياً، هو ما صرّح به النائب أنور الخليل حول "الفصل السابع"، لكن يبقى الأصل في حزازات النفوس بين الرئيسين.
آخر المعلومات، بحسب ما أكدته مصادر لـ"الأخبار"، أن مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأدنى، باتريك دوريل، سيحطّ في بيروت نهاية هذا الأسبوع. ثمة مَن يتعامَل في لبنان مع توقيت العودة الفرنسية، على أنها وثيقة الصلة بمناخ إقليمي مستجدّ أسّست له نتائج الانتخابات الأميركية الأخيرة، وأن هذا المناخ يتجّه بالمشهد اللبناني نحو مرحلة هدنة عبر تأليف حكومة ظرفية بـ"التراضي". غيرَ أن مسار الأمور في الخارج ليسَ أقلّ تعقيداً من الداخل، وتُعيقه أكثر من عثرة.
– بعدَ أن رأت باريس في تغيير الإدارة الأميركية فرصة للتعويض عن إخفاقها في الملف اللبناني، توجّهت الى واشنطن لتعويم مبادرتها من جديد. الواقع أن الأميركيين ليسوا إيجابيين في ما يتعلّق بالملف اللبناني، بعكس ما يحاول البعض التسويق. الأميركيون أولوياتهم في مكان آخر، ولبنان على آخر جدول أعمالهم، لذا فإن وضع الملف بأيدي الفرنسيين ليسَ تفويضاً مطلقاً، لكن ترك الأمر لهم للبحث عن حلول "إما أن يرفضها الأميركيون أو يقبلون بها في ما بعد".
– لم تنجَح باريس حتى الآن في استنساخ توافق فرنسي – سعودي، على غرار التوافق الفرنسي – الإماراتي. الإماراتيون كانوا أكثر انفتاحاً في ما يتعلّق بالأزمة اللبنانية، بينما الرياض لا تزال عند موقفها الرافض لأي تسوية مع إيران وحزب الله، وبالتالي لن يكون بمقدور الإمارات القيام بأي دور فعّال مستقلّ عن السعودية، كما لن يكون لدى الرئيس المكلف القدرة على تجاهل الفيتو السعودي لأي تسوية، حتى ولو كانَ الفرنسيون عرّابيها.


– لا رأي واحداً داخل الإدارة الفرنسية بشأن الأزمة اللبنانية؛ ففيما يميل مدير وكالة الاستخبارات الخارجية برنارد إيمييه الى الحريري، بطبيعة الحال نظراً إلى كونه صديقاً قديماً لجماعة "ثورة الأرز"، يفضّل رجال الإليزيه تدوير الزوايا "على الطريقة اللبنانية".
وأخيراً والأهم، طغيان السقوف الداخلية على ما عداها. فلا أحد من الأطراف المتصارعين يجِد نفسه مضطراً الى التراجع. الحريري – في جولته خارج البلاد – سمِع كلاماً من قبيل أن الرعاية الإقليمية التي يبحث عنها هي مشروطة بعدم تنازله وبعدم العودة عن اللاءات التي سبقَ أن وضعها، بينما خلاصة كل حديث مع رئيس تكتل "لبنان القوي" النائب جبران باسيل مفادها "ما دامَ الحريري هو الرئيس المكلف، وما دام كل فريق يشترط حصته وأسماء الوزراء، فيحق لرئيس الجمهورية أن يطالب بحصة وازنة، وان يسمّي وزراءه".

• صحيفة "نداء الوطن" كتبت تحت عنوان:" الحريري في باريس … وزيارة الموفد الفرنسي لم تتحدد" تقول:" لا يزال كباش الحصص مستحكماً بولادة "حكومة المهمة" الإصلاحية، ولا يزال المقربون من دوائر القصر الجمهوري يؤكدون أن "أي حكومة لن تبصر النور ما لم تراع معايير الشراكة الدستورية التي يطالب بها الرئيس ميشال عون"، بينما يواصل الرئيس المكلف سعد الحريري جولته الخارجية بحثاً عن مظلة عربية ودولية لتشكيلته المرتقبة، وأكدت مصادر "نداء الوطن" ليلاً أنه وصل إلى باريس، حيث من المرتقب أن يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. في حين رُصدت رسالة لافتة للانتباه وجهها "حزب الله" أمس من بين سطور مقدمة نشرة "المنار" المسائية إلى الحريري، اختزنت تحذيراً صريحاً من أنه في حال لم يبدِ "مرونة قبل غيره" في مقاربة المسار الحكومي بعد عودته إلى بيروت، فإنّ "السلبية ستستمر والحال الحكومية لن تتغير لا في 14 شباط ولا حتى في 14 آذار".


وفي الغضون، ترددت أمس أنباء إعلامية عن اتجاه مبعوث الرئاسة الفرنسية باتريك دوريل لزيارة بيروت نهاية الأسبوع لاستعراض مستجدات المواقف مع المسؤولين اللبنانيين حيال مسألة تشكيل الحكومة، غير أنّ مصادر فرنسية رفيعة شددت لـ"نداء الوطن" على أنّ ما يتم تداوله في الإعلام اللبناني حول زيارة دوريل "غير صحيح" وأنّ لا موعد محدداً للزيارة بعد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى