سياسةمحليات لبنانية

الحاجة أم الإبتكار:حكاية امرأة لبنانية صار عندها علامة تجارية..

 


كتب محمد هاني شقير:
كما غالبية اللبنانيين واللبنانيات، فقدت سمارة وهي من بلدة برج قلويه الجنوبية عملها، وهي سيدة تعيش مع ابنيها اللذين فقدا ايضًا عملهما. وعلى الرغم من بحثهم المضني عن العمل كثيرًا إلا أنهم لم يجدوه، وبعد سلسلة التطورات السياسية السيئة التي عاشها بلدنا وتُوّجت بزلزال /انفجار المرفأ، رمت سمارة شرشفًا فوق التلفزيون، وقررت ألا تشاهد فيه شيئًا أبدًا، حتى أنها طلقت البرامج الترفيهية.

لمعت في بالها فكرة مقرونةً بتساؤل: لماذا لا أُحوّل خبرتي في طهي الطعام وأبدأ مشوارًا جديدًا في المربيات؟
بدأت فكرة، فقررت أن تخوضها في منزلها كي لا تتكبد ما لا طاقة لها به: "تواصلت مع أصدقائي، وهم بحمد الله كثر. ولما طرحت عليهم فكرتي باركوها وشجعوني عليها، مبدين استعدادهم للتعاون معي حتى نجاح المشروع" تقول سمارة، "فزادني ذلك اصرارًا وثقةً".
لم تكن تملك ثمن "مرطبان" زجاج واحد، فاستدانت مبلغًا زهيدًا، لكنه كان كافيًا لتأمين ثمن الحاجيات الأساسية، واشترت به مجموعة "مراطبين" زجاج وبضعة كيلوغرامات من الفاكهة الطازجة التي تزخر بها أرضنا.
"بدأت مشروعي الخاص، وكل ما انتجته في أيام صغيرة اشتراه مني أصدقائي، وتطورت الفكرة"، تقول سمارة، "بعد ان استعنت بوسائل التواصل الاجتماعي ولا سيما" فايسبوك" وأنشأت صفحة خاصة بمنتجاتي، حتى صار المحبون كثر، واتسعت دائرة المشترين، وتحول منزلي، الصغير أصلاً، الى مصنعٍ تفوح منه رائحة الفاكهة اللبنانية، فه ننام، وفيه نعمل وننتج، ومنه صنعنا فسحة أمل جديدة في خضم هذا الكم الهائل من القهر الذي يخيم فوق وطننا الحبيب.
وتضيف سمارة :"بدأت المرحلة الأولى من تسجيل  العلامة التجارية لمنتجاتي "تحت الشمس" (هاشتاغ #تحت الشمس) في وزارة الاقتصاد" وتختم "نحن شعب مبدع، حوّلنا السياسيون والاقتصاديون التجار الى شعب مستهلك، ومن المأساة تولد المبادرات، وكلما تمسكنا بقدراتنا صنعنا ذواتنا بحبّ وأمل".

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى