رأي

ما بين مقاومي غزة والعدوان: مسافات كبيرة من فنون الحياة والموت ومعانيهما(غازي قانصو)

 

 

بقلم: أ.د.غَازِي قَانِصُو* – الحوار نيوز

 

منذ أكثر من شهرين على انطلاق فعل “طوفان الأقصى” البارز، يظل صمود مقاومة قطاع غزة ملحمة حياةٍ أسطورية تتجسد في مواجهات استثنائية. يندرج هذا الصمود ضمن سياق مواجهة بين مقاتلي المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث يبدو الأخير مدعومًا بإمكاناته العسكرية والدعم السياسي الأميركي المستمر.

 

لا يمكن إلغاء انطباع الفرق الكبير الذي حققته مقاومة غزة خلال الخمسة أيام الأخيرة، ما بين أداء المقاومة ووضع العدوان، حيث استطاعت توجيه ضربات موجعة لعشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية. فالتفاني الذي يبديه ويضمره المقاتلون الفلسطينيون، مع قدراتهم على استخدام القذائف المضادة للتحصينات وتدمير المباني بفعالية، ما يكشف عن تفوقهم الاستراتيجي والتكتيكي، إضافة الى اندفاعاتهم بروح معنوية عالية أقل ما يقال فيها ان روح الاستبسال لديهم لا تعرف الا طريقين: قتال العدو ولو على مسافة صفر متر بهدف دَحرِه، او التصدي له حتى الرمق الأخير بروحٍ إيمانية مميزة .

 

فبينما تمتد أيادي المقاتلين بقوة على مقابض الأسلحة، ويترصدون العدو بكل دقة، ويكشفون عن ضعف تكتيكات القوات المعتدية، ما يبرز تقنيات مميزة لدى المقاومين في  الحرب والقتال والدفاع والمواجهة، يعكس انهيار جيش العدو في غزة معلومات موثقة حول ارتفاع الخسائر والإصابات، وتؤكد شهادات المقاومين تضاعف الأعداد الحقيقية للقتلى.

 

تأتي الدعوة الحالية والمستمرة، من غزة وشعبها ومقاوميها، باعتبارها نداءً لجميع أبناء الأمة وشرفائها، ولجميع الأحرار في العالم للتحرك في المجالات المناسبة، وتطلب من المقاتلين تكثيف الجهود في الميدان لمواجهة العدو في جميع الجبهات، لتعزيز التصدي للاعتداءات الصهيونية، وللدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني بكل وسائل الصمود والمقاومة.

 

 

*استاذ جامعي (باحث)

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى