رأي

لا مكان للحياد في هذه الحرب (أكرم بزي)

 

كتب أكرم بزي – الحوار نيوز

 

قد يكون لكل نظام عربي أسبابه المبررة أو غير المبررة امام شعبه كي لا ينصر المظلومين في غزة، وقد تكون طغمة المُشغل الأساسي لأرباب هذه الأنظمة وراعيهم الاميركي – الصهيوني من أسباب منعهم من القيام بحفظ ماء وجوههم حتى، (ولو شكلاً)، ولكن الاسوأ منهم هم التابعون لهم ولموظفيهم الذين لا يتورعون عن دعم الكيان الصهيوني في حربه على العرب وعلى الفلسطينيين واللبنانيين تحديداً، من خلال تصريحاتهم ومواقفهم وتحليلاتهم التي لا تتردد عن دعم هذا “الكيان المؤقت”.

ألا يعلم هؤلاء أنهم شركاء في دماء الأطفال التي تسفك في غزة؟

ألا يعلمون أنهم يؤازرون العدو الصهيوني في حربه على لبنان وعلى فلسطين؟

ألا يعلمون أنهم إن سكتوا عن نصرة الحق هم ملعونون بكل لغات وأديان العالم والكتب السماوية؟

ألا يعلمون أنهم إذا أعلنوا مواقف ضد عملية “طوفان الأقصى” أو العمليات التي تقوم بها المقاومة في جنوب لبنان لنصرة فلسطين والفلسطينيين، هم كالصهاينة تماماً لا فرق بينهم ولا حتى قيد أنملة في ميزان العدالة الإنسانية؟

أما الذين يعلنون عن توصيل مساعدات من الأنظمة المتخاذلة، فهم يمنّنون الشعب الفلسطيني بالمساعدة (شكلاً) ويمعنون بالطعن في الظهر مضموناً!

أنتم أسوأ من مُشغليكم، وأسوأ من أصغر موظف في الادارات الأميركية، لم يستطع السكوت عن جرائم جو بايدن وإدارته، فأعلن استقالته من منصبه او احتج برسالة للبيت الأبيض من أن ما يشارك هو في جرائم ضد الإنسانية.

إن أحذية الشعوب الغربية والعالمية في كل العالم التي لم تتوقف عن التظاهر والتنديد ضد جرائم “إسرائيل” في عز البرد القارس وتحت الامطار العاتية، وبالرغم من كل المحاذير الأمنية ،هي أطهر منكم.

ما الذي يجعل امرأة عجوزا أو شابة او شابا في مقتبل العمر أو رجلا في السبعينات من العمر ومن أصول يهودية ولا دينية ومسيحية وهندوسية وبوذية و… و… من كل الطوائف والاديان والمعتقدات تخرج لإدانة الإدارة الإميركية والصهيونية وكل الأنظمة المتواطئة في الحرب على غزة، غير الإحساس “بالإنسانية” وبأن الذين يُقتلون في قطاع غزة وفي الضفة الغربية وفلسطين المحتلة وجنوب لبنان هم بشر وليسوا بحيوانات.

عند الاعتداء على كنيسة نوتردام في باريس قامت الدنيا ولم تقعد، وعند الاعتداء من قبل متطرفين على مجلة شارل إيبدو خرج من ينادي منكم je suis charlie hebdo، و”يا غيرة الدين”، كل شيء إلا الحريات، فعن أي حرية كنتم تدافعون؟

أين انتم من قصف كنيسة المعمداني؟ وأين أنتم من تدنيس المساجد في مخيمات الفلسطينيين في الضفة الغربية؟ أين أنتم من قتلة الاطفال والنساء والشيوخ والإعتداء على المستشفيات والخدّج والرضع والأجنة في بطون امهاتهم؟

يائير لابيد رئيس الوزراء الأسبق للكيان الصهيوني، خرج ليقول للإعلام العالمي: “إذا نقلتم روايتين فلسطينية و”إسرائيلية” فأنتم متواطئون، وإذا كنتم موضوعيين في نقل الأخبار فأنتم متواطئون”، وقال يجب نقل الرواية الصهيونية فقط!

أنطق حقاّ أو تجمّل بالسكوت، لعله أفضل لك.

أيها الإعلاميون، أيها السياسيون ويا أيها المؤثرون على كل وسائل التواصل الإجتماعي والمرئي والمسموع وكل أشكال الإعلام المعاصر، انتم مسؤولون عن كل حرف تنطقون به وستحاسبون عنه، امام شعوبكم وأمام تاريخكم وبضمائركم عند حضوركم لحظات موتكم إن كنتم تخشون ما بعد الموت.

الوزير يائير لابيد الصهيوني حدد من لم يقف معنا فهو ضدنا. وأنتم في هذه اللحظات اذا لم تقفوا مع المظلومين فأنتم ضدهم.

لا مكان للحياد أبداً في هذه الحرب، إنها معركة حق وباطل، فإما أن تكونوا مع الحق أو مع الباطل .

إن كنت وزيراً سابقاً او رئيس وزراء سابق او سياسي حالي أو نائب حالي أو وزير ونائب سابق، أو إعلامي، أتيحت لك دقائق على الهواء، إعلم أن هذه الدقائق ستبقى عالقة في أذهان العالم، ولن يمحوها كل الاعتذارات أمام صور الإبادة التي يتعرض لها الشعب العربي في لبنان وفي فلسطين. من قال أن “إسرائيل” و”المقاومة” في لبنان يخالفون القرار 1701 ويساوي بينهما، إنما يؤازر الصهيوني شاء أم أبى. ومن قال أن هذه العمليات في الجنوب لا فائدة منها، هو أيضاً يؤازر الصهاينة. انتبهوا إلى ألسنتكم ولا تغرنكم الشاشات، إن هي إلا لحظات على الهواء، ومن ثم بعد حين ستخلد في لحظة ما في ثبات عميق ،ولن يعود يراك أحد أو يذكرك أحد ،حتى صوركم ستزول، إلا ذكركم السيء الذي سيبقى معكم إلى يوم القيامة.

عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه: “” لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ،فمن استطاع منكم أن يلقى الله تعالى وهو نقي الراحة من دماء المسلمين وأموالهم سليم اللسان من أعراضهم فليفعل”.

وفي النص الإنجيلي جاء في  (متى 10: 26-33):  (لا تَخافوهُم إِذاً! فَما مِن مَستُورٍ إِلاَّ سَيُكشَف، ولا مِن مَكتومٍ إِلاَّ سَيُعلَم. 27 والَّذي أَقولُه لَكم في الظُّلُمات، قولوه في وَضَحِ النَّهار. والَّذي تَسمَعونَه يُهمَسُ في آذانِكم، نادوا بِه على السُّطوح).

ألا من متعظ؟

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى