إلى أي مدى اقتربنا من صنع لقاح مضاد لفيروس كورونا؟
الحوارنيوز – خاص
لا يوجد حاليا لقاح لحماية المصابين من فيروس كورونا. ولكن متى يمكن أن يتحقق ذلك؟
تباينت المعلومات الطبية المتناقلة في أكثر من موقع علمي وطبي وتتفاوت التقديرات بين مصدر وآخر.
ففيما أفادت تقارير طبية صينية، بأن العلماء على وشك التوصل إلى لقاح لفيروس كورونا القاتل COVID-19 ، هو الأول من نوعه، وسيكون متاحا للاستخدام الطارئ بحلول نيسان المقبل، فإن مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فوشي، حذر من أنه حتى لو كانت اختبارات السلامة الأولية جيدة، فإن الأمر سيستغرق من 12 إلى 18 شهرا لرؤية هذه اللقاحات المستخدمة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.
وقالت مصادر علمية أخرى أن الأبحاث "إذا نجحت في انتاج لقاح فلن يكون ذلك ممكنا قبل نهاية العام الجاري.
وفي التفاصيل يقول تشنغ تشونغ وي، مدير مركز تطوير العلوم والتكنولوجيا التابع لمفوضية الصحة الوطنية بالصين: "وفقا لتقديراتنا، نأمل أن تدخل بعض اللقاحات البحوث السريرية أو تكون مفيدة في حالات الطوارئ، بحلول أبريل المقبل".
وقال موقع "مشابل" إن العلماء نجحوا في التوصل إلى هذا اللقاح من خلال التعاون وتبادل التسلسل الجيني للفيروس بين مختلف المؤسسات البحثية الصينية.
ويأتي الإعلان الصيني بعد أيام من إقدام عالمة أوبئة صينية شهيرة على حقن نفسها بلقاح جديد ضد فيروس كورونا المستجد، مع ستة من أعضاء فريقها.
وقالت تشين وي، وهي ضابطة بالجيش الصيني، "إننا نبذل كل ما في وسعنا لوضع اللقاح الذي نطوره في مرحلة التجريب والتطبيق الإكلينيكي، مع توفير دعم تقني قوي للفوز في هذه المعركة".
وعادة يستغرق الأمر بين 12 إلى 18 شهرا لضمان أن اللقاحات تفي بمعايير السلامة.ولكن بموجب القانون الصيني يمكن استخدام اللقاحات في حالة الطوارئ قبل تلك الفترة، إذا كانت "فوائدها تفوق المخاطر"، وفقا للإدارة الوطنية للمنتجات الطبية في الصين.
وفي الولايات المتحدة، كانت شركة Moderna للتكنولوجيا الحيوية قد كشفت عن لقاح خاص بها قامت بشحنه خلال هذا الشهر إلى المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، لبدء الاختبارات البشرية.
لكن أنتوني فوشي، حذر من أنه حتى لو كانت اختبارات السلامة الأولية جيدة، فإن الأمر سيستغرق من 12 إلى 18 شهرا لرؤية هذه اللقاحات المستخدمة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.
ويقول خبراء إن التعجيل باستخدام اللقاحات خارج مدة التجارب المحددة لاختبارها، قد تكون "غير فعالة وغير آمنة"، معتبرين أن الصين تحاول احتواء سيل الانتقادت الموجهة لها بشأن تعاملها مع أزمة تفشي فيروس كورونا، بالظهور بمظهر المنقذ وتطوير لقاح من دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة.
وتشير معلومات علمية نشرت على اكثر من موقع علمي بأن الخبراء طوروا لقاحات وشرعوا في اختبارها على الحيوانات، ولو سارت الأمور على ما يرام فستكون هناك محاولات لتجربتها على البشر في أواخر العام الجاري.
ولكن حتى لو تمكن العلماء من تطوير لقاح قبل أعياد الميلاد هذه السنة، ستظل أمامهم مهمة كبرى وهي القدرة على إنتاج كميات كبيرة منه .وواقعيا، فإن ذلك لن يكون متاحا قبل منتصف العام المقبل على الأقل.
ويجري كل ذلك في مدى زمني غير مسبوق، وباستخدام مناهج جديدة للوصول لهذا اللقاح، لذلك ليس هناك ضمان بأن كل شيء سيسير بسلاسة.
يذكر أن هناك 4 أنواع من فيروس كورونا تنتشر بين البشر، وهي تسبب نزلة البرد الشائعة، وليس لدينا لقاح لأي منها.
هل سيحمي اللقاح الناس من كل الأعمار؟
تجيب المعلومات ب "نعم" وإن سيكون أقل نجاحا مع المسنين، ولا يعود ذلك للقاح نفسه، ولكن لأن النظام المناعي للمسنين لا يستجيب بشكل جيد لتعزيز المناعة. ونحن نرصد ذلك جيدا في لقاح الأنفلونزا.
وحتى توفر اللقاح، ما هي العلاجات المتاحة؟
اللقاحات تمنع العدوى وأفضل طريقة لمنع العدوى الآن هي النظافة الجيدة.
كيف يمكن أن تصنع لقاحا؟
تظهر اللقاحات فيروسات أو بكتيريا (ربما أجزاء صغيرة منها) للجهاز المناعي دون إلحاق أذى. وتتعرف عليها دفاعات الجسم باعتبارها أجسام غريبة تغزو الجسم فتتعلم كيف تحاربها.
وبالتالي.. إذا تعرض الجسم للفيروس أو البكتيريا في الواقع، فإنه يكون بالفعل على دراية بكيفية محاربة العدوى.
لقد ظلت الطريقة الرئيسية لتصنيع اللقاح لعقود هي استخدام الفيروس الأصلي.
حدث ذلك مع لقاحات الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية حيث استخدمت فيروسات ضعيفة لتصنيع اللقاح. وأما لقاح الأنفلونزا الموسمية فيصنع باستخدام السلالة الأصلية مع تعطيل فعاليتها تماما.
ويجري العمل على نوع جديد من اللقاح لفيروس كورونا باستخدام منهج جديد أقل تجربة، ويطلق على هذه النوعية من اللقاحات اسم لقاحات "التوصيل والتشغيل". فلأننا نعرف الشيفرة الجينية لفيروس كورونا الجديد، ستارس كوف 2، فإنه لدينا المخطط التفصيلي لبناء ذلك الفيروس.
ويرفع بعض علماء انتاج اللقاحات أجزاء صغيرة من الشيفرة الجينية لفيروس كورونا ويضعونها في فيروسات أخرى غير مؤذية على الإطلاق.