سياسةمحليات لبنانية

قراءة في دعوة البطريرك الراعي الى مؤتمر دولي ونزع سلاح المقاومة!

 


حسن حدرج – الحوارنيوز خاص
دعوة البطريرك ما بشارة بطرس الراعي لتدويل الأزمة اللبنانية ولعقد مؤتمر دولي من أجل لبنان، هي دعوة قديمة  – جديدة، غير أنها تكتسب معنى مختلفا هذه المرة نظراً للمضمون الذي وضعه البطريرك لجهة كلامه عن نزع السلاح، وهو يقصد بطبيعة الحال نزع سلاح المقاومة.
المؤتمر الدولي ونزع السلاح، عنوانان أطلقهما البطريك أمس، على خلفية شكواه من الحال السياسي والإقتصادي والمعيشي الذي بلغه لبنان، غير أن السؤال الذي لم يجب عليه البطريرك صراحة، كصراحته في الدعوة الى المؤتمر الدولي: من المسؤول عما آلت إليه حال لبنان واللبنانيين؟
ثلاث ملاحظات تبديها مراجع سياسية – قانونية كانت لها مساهمة كبيرة في ولادة التسوية التاريخية بين اللبنانيين في مدينة الطائف السعودية في العام 1989.
الأولى: أن تأليف الحكومات في لبنان لطالما كان موضع تجاذب داخلي – إقليمي وأحيانا كثيرة دولي. ترتفع نسب التدخلات وتنخفض تبعا للظروف الداخلية والخلافات بين أحزاب النظام وطوائفه، والتاريخ شاهد على ذلك.
إن طبيعة النظام السياسي الطائفي  -الديمقراطي المركّب يفتح المجال أمام مثل هذه التدخلات. وهذا النظام لطالما كان محمياً من فريق المارونية السياسة وراعيتها، تاريخيا، بكركي. وبالتالي كان من الأجدى أن يبذل البطريك الراعي جهودا مضاعفة للتأكيد على دور القوى السياسية والنيابية المعنية، أو للإعلان الصريح بأن هذا النظام الذي تبنته بكركي وحمته تاريخيا، قد مات وصار لزاما ولادة ميثاق دستوري ووطني جديد للوطن اللبناني.
الملاحظة الثانية للمراجع عينها تتناول قضية المؤتمر الدولي من أجل لبنان. ونسأل المراجع، هل يجوز التفرد، وطنيا، بمثل هذه الدعوات؟ ألا يعتقد البطريرك أن دعوته، خارج إطار المؤسسات الدستورية اللبنانية وبصورة آحادية قد تفتح المجال واسعا لتدخلات من النوع الذي شهدناه أبان الحرب الأهلية اللبنانية؟ لا بل تفتح المجال لعودة الإنقسامات ومناخات الحرب الأهلية ذاتها؟
الملاحظة الثالثة وهي "عبارة عن خارطة طريق" تسهل للبطريك تنفيذ دعوته لنزع السلاح ،وهو يقصد سلاح حزب الله أي سلاح المقاومة والذي هو، على ما يبدو، شرط من شروط الإنقاذ الدولي؟
"لأن سلاح المقاومة مرتبط مباشرة بمصالح لبنان وقدرته على مواجهة الأطماع الإسرائيلية في سيادته وتحرير أرضه وبإلزام المجتمع الدولي اسرائيل تنفيذ القرارات الدولية التي تمس مباشرة لبنان بوحدته وكيانه"، تنصح المراجع أن يستخدم البطريرك نفوذه المعنوي وعلاقاته الدولية لدعوة الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلزام العدو الإسرائيلي تنفيذ القرات الدولية لاسيما تلك المرتبطة بالإنسحاب الشامل من لبنان "دون قيد أو شرط" وبوقف الخروقات اليومية وبالسماح للاجئين الفلسطينين بالعودة الى بلادهم إنفاذا للقرا 194" ففي ذلك يكون الحل المنطقي والوطني لسلاح المقاومة.
وتختم المراجع: إن طرح شعار نزع السلاح ينطلق من خلفيتين: إما مصالح لبنان أو مصالح دولة العدو، وعلينا أن نقرر وطنياً المصلحة العامة دون تفرد أو فوقية؟

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى