سياسةمحليات لبنانيةمن هنا نبدأ

أفكار في المشهد اللبناني: مبادرات نوعية قبل انهيار وهم السلم الأهلي(حسن علوش)

حسن علوش – الحوارنيوز خاص

هي مجموعة أفكار بعضها إفتراضي وبعضها حقيقي، لكن في مجملها ناتجة عن واقع سياسي راهن.

  • الرئيس ميشال عون: لا شك أنه حرك مسألة تشكيل الحكومة من خلال رسالته الى مجلس النواب. وبمعزل عن النتائج المباشرة والمتصلة بمضمون الرسالة ( العوائق أمام تأليف الحكومة الجديدة) غير أنه فتح، من خلال الرسالة وما تضمنته من اجتهادات في تفسير الدستور ومندرجاته، أزمة كانت مستترة وتتعلق بحق رئاسة الجمهورية في تفسير الدستور، وهو حق مناط حصراً بواحدة من مؤسستين: المجلس النيابي والمجلس الدستوري.

معركة جديدة ستأخذ أبعاداً غير وطنية، كغيرها من الملفات المفتوحة على طريق الانهيار الشامل.

  • الرئيس نبيه بري: آن الآوان لفرض المبادرات بالقوة. قوة الإرادة الشعبية.

لقد ساهمت الأزمة الحكومية  في تخفيف مستوى الضغط الذي كان واقعاً على مجمل الطبقة السياسية الحاكمة. هذه الطبقة تشمل كل من تولى مسؤولية ما في المؤسسات الدستورية والأحزاب الطائفية ،بإعتبارها شريكا في النظام الطائفي التشاركي.

الجريء وحده يعترف بمسؤوليته، ويقوم بمراجعة نقدية ويفتح المجال أمام التغيير الإيجابي الديمقراطي.

والرئيس بري، لطالما كان مقداما في هذا المجال، فهو أول من نادى وحاول وضع النص الدستوري المتصل بإلغاء الطائفية السياسية على سكة التنفيذ، وقامت حينها صيحات البطريرك ما نصرالله بطرس صفير والأحزاب الطائفية، فتراجع كرمى لعيون الوحدة الوطنية الهشة.

وهو من يحاول اليوم تمرير مشروع انتخابي إصلاحي دستوري ( يتماهى مع أحكام الدستور) وينسجم مع ما يطالب به الحراك الوطني لجهة: أن يكون المجلس النيابي خارج القيد الطائفي، لبنان دائرة وطنية واحدة على اساس النسبية، تخفيض سن الإقتراع الى 18 عاماً، كوتا نسائية ملزمة محددة بعشرين مقعداً، هيئة وطنية مستقلة للإشراف على الإنتخابات خارج سلطة وزارة الداخلية. وبالتوازي لإقرار اقتراح قانون إنشاء مجلس شيوخ تكون من ضمن صلاحياته القضايا المصيرية ومن ضمنها هواجس الطوائف والمذاهب ويؤلف مناصفة بين المسلمين والمسيحيين.

اقتراح القانون قدمته الكتلة أصولا الى المجلس النيابي من خلال نائب رئيس الكتلة النائب ابراهيم عازار وامين عام الكتلة النائب انور الخليل والنائب هاني قبيسي، وهو الآن يناقش في اللجان النيابية المشتركة، في ظل أجواء توحي برفض مطلق لنواب كتلتي التيار الوطني الحر والجمهورية القوية، لتمسكهما بصيغة النظام الطائفي تحت عنوان حماية الوجود المسيحي.

يواصل الرئيس بري مبادراته “التغييرية” الجريئة، لكن الخشية من تراجعه أمام الهجمة الطائفية المعاكسة الداعية الى التمسك بقانون الإتخاب الحالي المخالف للدستور، والممعن في تكريس الواقع الطائفي والمذهبي، التقسيمي للكيان الهش أصلا.

الرئيس بري لم ينقطع عن المحاولات لتوليد الحكومة الجديدة، ويبدو أن اليأس بدأ يتسرب إلى “همته” ،فوجه ما يشبه النداء الأخير للرئيسين عون والحريري على قاعدة اللهم اشهد أني بلغت.

لا نتمنى دخول اليأس الى بواطن الرئيس بري، لا بل ندعوه إلى كسر حلقة الجمود وكسر البروتوكولات، التي لم يعد لها معنى، ومفاجأة الشعب اللبناني بزيارة خاصة وعلنية الى بيت الوسط وإخراج الرئيس الحريري من شرنقته اللبنانية والخليجية والصعود معا الى بعبدا بلا موعد وبزيارة علنية، والوصول الى قصر الشعب وعقد جلسة رئاسية لا تنتهي الا بتشكيل حكومة مهمتها: البدء بإقرار ما يلزم لوقف الانهيار الاقتصادي والمالي والعمل لإقرار قانون انتخابي جديد، واجراء الإنتخابات النيابية المقبلة في موعدها الدستوي أي بعد عام تقريباً.

على كل حريص على لبنان أن يبادر الآن وليس غدا، قبل أن يعم خطاب البدلات الكاكية والمرقطة ويتحول في لحظة إقليمية إلى رصاص.

  • النائب أنطوان زهرة: وبمناسبة الحديث عن البدلات الكاكية والمرقطة، فقد أتحفنا النائب السابق انطوان زهرة في حواره مع الزميل طوني خليفة يوم الإثنين الاضي.

لقد أخذ البعض على عناصر من الحزب القومي الاجتماعي، أثناء احتفال للحزب في منطقة الحمراء، رفع شعار من زمن الحرب البغيضة والتوعد بالقتل، وهو أمر غير مقبول ومرفوض، لكن هذا البعض لم يسمع على ما يبدو كلام زهرة الذي أكد أكثر من مرة أنه مستعد لإرتداء البدلة الكاكية وحمل السلاح للدفاع عن المجتمع المسيحي “في حال عجزت الدولة عن ذلك”.

 خطاب يؤشر مباشرة الى عقلية خطيرة، فعناصر القومي أخطأوا لكنهم يبقون أفرادا، أما وأن يتحدث نائب من نواب الأمة بهذه اللغة، فالمسألة باتت تستدعي مبادرات غير مألوفة قبل إنهيار الوهم… وهم السلم الأهلي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى